واجب الإثمار
(ثَمَرُ الرُّوحِ)
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
إن لفظ ثمرة، سواء أخذناه بالمعنى الحقيقي، الخصب (مثل ثمرة
البطن:) «42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي
النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ
هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا1: 42)، أو بالمعنى المجازي، النتيجة
التي نحصل عليها (مثلاً ثمرة الأعمال:) «10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى
لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا17: 10). لنشير به إلى ما ينتجه كائن
حي، وبتعبير أدقّ ما ينتجه المخلوق، لأن الله، وإن غرس وزرع على نحو الإنسان، إلا
أنه لا يقال إنه يأتي بثمر: وإنما يحصد الثمار التي ينبغي أن تُظهر مجده.
ü
واجب
الإثمار
إن الفعل الخلاّق الذي وضع في كل كائن بذرة، حياة، هو بركة
منتصرة. فينبغي أن تُنبِتَ شجراً مثمراً تخرج ثمراً بحسب صنفها «11وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضِ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ
بِزْراً وَشَجَراً
ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ».
وَكَانَ كَذَلِكَ. 12فَأَخْرَجَتِ الأَرْضِ عُشْباً
وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً كَجِنْسِهِ وَشَجَراً يَعْمَلُ ثَمَراً بِزْرُهُ فِيهِ
كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 11-12).
والحيوانات والإنسان يتلقون الأمر: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا!» «22وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي
الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ...28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا
وَامْلأُوا الأَرْضِ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ
الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 22و28(.
فالحياة تزرع في الأَرْضِ فتخرج هي خصوبة وفيرة. من علامات
الحياة أن كل من يزرع يحصد الثمار: «30وَهَذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ: تَأْكُلُونَ هَذِهِ
السَّنَةَ زِرِّيعاً وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً وَأَمَّا السَّنَةُ
الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ وَتَغْرِسُونَ كُرُوماً وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ37: 30)، «7مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ
كَرْماً وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً وَمِنْ لَبَنِ
الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ9: 7)، «6يَجِبُ أَنَّ الْحَرَّاثَ الَّذِي يَتْعَبُ يَشْتَرِكُ هُوَ أَوَّلاً
فِي الأَثْمَارِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى
تِيمُوثَاوُسَ2: 6). ولذا فإن الله يطلب ثماراً من كرمته: إن كل تهاون
مُعاقب عليه «12هَؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ
وَلاَئِمَ مَعاً بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ
تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ
مُضَاعَفاً، مُقْتَلَعَةٌ» (رِّسَالَةُ يَهُوذَا الرَّسُولِ آية 12). إن الأغصان غير المثمرة تلقى
في النار وتحرق «6إِنْ كَانَ أَحَدٌ
لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ
وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا15: 6)، «10وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ
فَكُلُّ شَجَرَةٍ
لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى3: 10).
وتسلّم الكرمة إلى كرامين آخرين «41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً،
وَيُسَلِّمُ
الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».
42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ
الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ
قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ
يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى21: 41-43).
ولم يعد للتينة العقيمة حق بعد في تعطيل الأَرْضِ «6وَقَالَ هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ
مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ
يَجِدْ. 7فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ
سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ.
اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا
تُبَطِّلُ الأَرْضِ أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ
وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً، حَتَّى أَنْقُبَ
حَوْلهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. 9فَإِنْ
صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا»(إِنْجِيلُ لُوقَا13: 6-9).
أخيراً، طبقاً لنظام شرقي قديم خاص بالأمور التجارية،
للمالك الحق في معاقبة ذاك الذي لم يحترم العقد: «13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ
أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا (أي بالوزنات) حَتَّى آتِيَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 13).