• اخر الاخبار

    أَهْيَهِ اسم الله د. القس / سامي منير اسكندر





    أَهْيَهِ اسم الله


    إعداد 


    د. القس / سامي منير اسكندر



    عرف موسى أن الَّذِي يحدثه هُوَ الله، «13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 14و15).


    حملت إجابة الله لموسى شقين:


    أولاً: الله الكائن غير مُدرَك «أَهْيَهْ أي أَنَا هُوَ».


    ثانيًا: أنه الله المنتسب للبشرية، مُنتسب لخاصته الأحباء «15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ»«»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 15).


    أولاً: أَهْيَهْ الَّذِي أَهْيَهْ AHIAH:


    أن هذا الاسم «أَهْيَهْ» يكشف عن جانبين في الله:

    1) أنه هُوَ الكائن وحده الَّذِي بجواره يكون الكل كأنه غير موجود. 


    2) أنه ليس اسم يقدر أن يعبَّر عنه


    إخبرهم أولاً إني أَنَا هُوَ الكائن حتى يعرفوا الفارق بين من هُوَ كائن وما هُوَ ليس بموجود. كما قدم لهم الدرس الآخر أنه لا يمكن لاسم ما أن يُستخدم ليليق بي أَنَا الَّذِي إليه وحده ينسب الوجود.


    أن هذه العبارة تعني أنه إذا ما قورنت مع كل الأمور الزمنية بالله تصير «باطلاً» أو «لا شيء»، وأنها تعلن عن الله بكونه الوجود الأول والسامي غير المتغير.


    هذه العبارة تُظهر الله أنه حاضر على الدوام، ليس فيه ماضٍ انتهى ولا مستقبل منتظر، لكنه فوق الزمن «حاضر دائم»...في هذا الحاضر الدائم، أو الأبدية الحاضرة «نجد لنا ملجأ، فنهرب إليه من كل تغيرات الزمن ونبقى فيه إلى الأبد».


    إن كان الله هُوَ الوجود الدائم، فالبركة هُوَ الالتصاق بالله، وهُوَ الحياة، «4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ (الوجود، الكينونة)، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 4)، إذن من يأخذ الاتجاه العكسي لله إنما يسير نحو العدم، نحو اللعنة: «36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 36).


     لا يقدر أحد أن يرى بعينيه عظمة أو شكل أو جمال الله البارّ ذاته، أو أن يفهم أو يدرك الله «18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 18)، إنما أعلنت هذه جميعها كاملة وواضحة في ذاك الذي قال أن اسمه «أَنَا هُوَ».


    هُوَ الَّذِي أعلن نفسه للسامرية: «25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 25-26).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه للجموع الجائعة: «35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. 36وَلكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي، وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. 37كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا6: 35).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه للاِثْنَيْ عَشَرَ: «70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا6: 70).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه الْفَرِّيسِيُّونَ: «18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 18).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه للشعب والقادة فِي الْهَيْكَلِ: «23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 23-25).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه أنه سيصُلب للجميع: «28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 28-29)، 


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه للْيَهُودُ: «51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». 52فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. 53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» 54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، 55وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. 56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». 59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 51-59).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه للْخِرَافِ: «7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10: 7).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه مَرْثَا: «11قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا11: 25). 


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه التّلاَمِيذِ: «19أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 19). 


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه لتُومَا: «6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا14: 6).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه أمام الذين يريد صلبه: «6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 6).


    «8أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 8).


    وهُوَ الَّذِي أعلن نفسه ليُوحَنَّا: «8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 8)، «17لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 17-18)،


    ثانيًا: إِلَهُ العهد مع آبائكم:

    «15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 15). 


    وتكرارها ثلاث مرات في هذا اللقاء بين الله وموسى: «6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ...15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 6و15و16)، علامة الالتصاق والشراكة الإلهية الإنسانية فمع أن الله هُوَ إِلَهُ العالم كله، إِلَهُ السمائيين والأرضيين، لكنه ينسب نفسه للأخصاء أصدقائه. إنه لا يود أن يكون سيِّدًا بل صديقًا فنراه: «11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلاَمُ لاَ يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ33: 11)، ويطلب الله من مُوسَى «2وَكُنْ مُسْتَعِدّاً لِلصَّبَاحِ. وَاصْعَدْ فِي الصَّبَاحِ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَقِفْ عِنْدِي هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ34: 2). 


    وأسماء الله متعددة ومكرمة...أما الاسم الَّذِي تمسك به والَّذِي هُوَ عظيم ومكرم فليس ما يخص بره، إنما ما يخص علاقته بالبشر كخليقته «الخاصة به». وبرحمته ربط نعمته بالبشر بالإعلان: «أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ»، حتى يُفهم من هذا أن هؤلاء الَّذِين هُوَ إلههم إنما يعيشون معه إلى الأبد. إنه ينطق بهذا حتى يفهم أولاده أنه يلزمهم بقوة الحب أن يعرفوا كيف يطلبون وجهه إلى الأبد، ويدركوا قدر ما يستطيعون هذا الَّذِي هُوَ «أَهْيَهْ الَّذِي هُوَ أَهْيَهْ».


    والآن إذ نربط الاسمين معًا «أَهْيَهْ»، «إِلَهُ أبائكم» نقول إن الله غير المدرَك ولا متغير، الَّذِي فوق كل حدود الزمن، يقدم ذاته للبشرية ليتعرفوا عليه كإِلَهُهم الخاص، المشبع لكل احتياجاتهم. لذا لم يتحدث قط أي نبي عن نفسه كأنه شيء يقتنونه، أما الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فهُوَ «كلمة الله» الَّذِي جاء يقدم ذاته في أكثر من موضع، قائلاً: «أَنَا هُوَ»... قدم نفسه الصديق والعريس، والأخ البكر والمخلص، والخبز النازل من السماء والينبوع الحيِّ، والقيامة والباب، والطريق والحق والحياة، وأخيرًا قال «أَنَا هُوَ الألف والياء» أي مشبع كل حياتنا. 


    وأخيرًا، نلاحظ أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ استخدم الاسم الثاني ليؤكد للصدوقيين القيامة: «31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ الْقَائِلِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ»(إِنْجِيلُ مَتَّى22: 31-32). فإن كان الله هُوَ الحيّ إنما ينسب لنا، واهبًا إيَّانا الحياة لنبقى معه إلى الأبد.



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: أَهْيَهِ اسم الله د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top