فرح الأزمنة الأخيرة
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
إن تلميذ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يعيش، في الواقع، على الرجاء.
فإن كانت العبادة تذكره بمآثر الله العظيمة، وفي مقدّمتها مآثر الخروج من العبودية،
فما ذلك إلا لتجعله يشتهي خروجاً جديداً، حيث سيتجلّى الله في تجلياً فريداً، وهو
مخلّص العالم «5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ
لَمْ تَعْرِفْنِي. 6لِيَعْلَمُوا مِنْ
مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ
وَلَيْسَ آخَرُ.7مُصَوِّرُ النُّورِ
وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ
صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ. 8اُقْطُرِي
أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ وَلْيُنْزِلِ الْجَوُّ بِرّاً. لِتَنْفَتِحِ
الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ وَلْتُنْبِتْ بِرّاً مَعاً. أَنَا الرَّبَّ قَدْ
خَلَقْتُهُ... 21أَخْبِرُوا.
قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعاً. مَنْ أَعْلَمَ بِهَذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ
أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ
غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. 22اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ
أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 5-8 و21-22).
لذلك سوف يكون الْفَرَح بالمسيا الموعود الذي به تكلم النبي إِشَعْيَاءَ عن وفرته «2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً
عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 2): إن البشريّة ستهلل «1تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ
وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ35: 1)،
وأمام عمل الله السماوات سترنّم
فرحاً، والأرض ستبتهج «23تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ لأَنَّ الرَّبَّ
قَدْ فَعَلَ. اهْتِفِي
يَا أَسَافِلَ الأَرْضِ. أَشِيدِي أَيَّتُهَا الْجِبَالُ تَرَنُّماً الْوَعْرُ
وَكُلُّ شَجَرَةٍ فِيهِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَدَى يَعْقُوبَ وَفِي إِسْرَائِيلَ
تَمَجَّدَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 23)، «13تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَابْتَهِجِي
أَيَّتُهَا الأَرْضُ. لِتُشِدِ الْجِبَالُ بِالتَّرَنُّمِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى
شَعْبَهُ وَعَلَى بَائِسِيهِ يَتَرَحَّمُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 13)، في حين أن الأسرى، وقد
تحرروا، سيعودون الى صهيون، وهم يهتفون فرحين «9وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. خَزَفٌ بَيْنَ أَخْزَافِ
الأَرْضِ. هَلْ يَقُولُ الطِّينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ أَوْ يَقُولُ:
عَمَلُكَ لَيْسَ لَهُ يَدَانِ؟ 10وَيْلٌ لِلَّذِي يَقُولُ لأَبِيهِ: مَاذَا تَلِدُ؟
وَلِلْمَرْأَةِ: مَاذَا تَلِدِينَ؟»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 9-10)، «11وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ
بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ
يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ51: 11)،
ليلبسوا الخلاص والعدل «10فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ
نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ
بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ61: 10)،
وليذوقوا الْفَرَح الأبدي «7عِوَضاً عَنْ خِزْيِكُمْ ضِعْفَانِ وَعِوَضاً عَنِ
الْخَجَلِ يَبْتَهِجُونَ بِنَصِيبِهِمْ. لِذَلِكَ يَرِثُونَ فِي أَرْضِهِمْ ضِعْفَيْنِ. بَهْجَةٌ أَبَدِيَّةٌ
تَكُونُ لَهُمْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ61: 7)،
الذي سيغمر رجاءهم «9وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هَذَا
إِلَهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هَذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ
بِخَلاَصِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ25: 9).
حينئذ فإن عيد الله سيرنّمون، والْفَرَح ملء قلوبهم، في خليقة قد تجدّدت، لأن الله
سيخلق أورشليم «الْفَرَح»، وشعبه «السرور»، فيبتهج
فيهم، ويغمرِ الجميع بفرح لا نهاية له «14هُوَذَا عَبِيدِي يَتَرَنَّمُونَ مِنْ طِيبَةِ الْقَلْب
وَأَنْتُمْ تَصْرُخُونَ مِنْ كآبَةِ الْقَلْبِ وَمِنِ انْكِسَارِ الرُّوحِ
تُوَلْوِلُونَ... «17لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ
سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ
عَلَى بَالٍ. 18بَلِ افْرَحُوا
وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ لأَنِّي هَئَنَذَا
خَالِقٌ
أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحاً. 19فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي وَلاَ
يُسْمَعُ بَعْدُ فِيهَا صَوْتُ بُكَاءٍ وَلاَ صَوْتُ صُرَاخٍ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ65: 14 و17-19)، «10افْرَحُوا
مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا. افْرَحُوا مَعَهَا فَرَحاً يَا جَمِيعَ النَّائِحِينَ
عَلَيْهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ66: 10).
ذلك هو الْفَرَح الذي تنتظره أورشليم من إلهها القدّوس والأزلي، الذي
رحمته ستخلّصها. إن صانع عمل الخلاص هذا، هو ملكها الذي يأتي إليها متواضعاً
فعليها أن تستقبله بابتهاج «9اِبْتَهِجِي
جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ
وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ»(سِفْرُ زَكَريَّا9: 9).
0 التعليقات:
إرسال تعليق