سلسلة فَرَحٌ الرُّوحِ الْقُدُسِ
رابعاً فرح الحياة الطبيعية
إعداد
د.القس / سامي منير اسكندر
إن التأمل بالله الخالق والمخلّص ليثير في الإنسان فرحاً عارماً.
فكيف يمكن أن نتأمل الخلق، دون أن نعلن: «34فَيَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي (تأملي) وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 34)، أو دون أن نتشوّق الى أن «31يَكُونُ مَجْدُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ. يَفْرَحُ
الرَّبُّ بِأَعْمَالِهِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 31)؟ أمام الله الذي يعمل في
التاريخ، يغمر الإنسان غير الْبَلِيدُ الفرح «5مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ وَأَعْمَقَ جِدّاً
أَفْكَارَكَ. 6الرَّجُلُ الْبَلِيدُ لاَ يَعْرِفُ
وَالْجَاهِلُ لاَ يَفْهَمُ هَذَا. 7إِذَا
زَهَا الأَشْرَارُ كَالْعُشْبِ وَأَزْهَرَ كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ فَلِكَيْ يُبَادُوا
إِلَى الدَّهْرِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور92: 5-7)،
ويصبح الفرح بمثابة عدوى لناقل: «1هَلُمَّ نُرَنِّمُ لِلرَّبِّ نَهْتِفُ لِصَخْرَةِ
خَلاَصِنَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور95: 1)، «11لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ لِيَعِجَّ
الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ. 12لِيَجْذَلِ الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ. لِتَتَرَنَّمْ حِينَئِذٍ كُلُّ أَشْجَارِ الْوَعْرِ
13أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ. جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ
بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِأَمَانَتِهِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور96: 11-13). حتى إنه إذا ما أتى، فلكي
يدعو عبيده الأمناء بأن يدخلوا في فرحه الخاص، وليفتح لهم الى فرحه منفذاً «21فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ
الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى
الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 21).
v فرح الحياة الطبيعية
إن الله يجعل من أفراح الحياة البشرية
عنصراً لوعوده «3مُبَارَكاً تَكُونُ فِي المَدِينَةِ وَمُبَارَكاً تَكُونُ فِي الحَقْلِ. 4وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ
وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ.
5مُبَارَكَةً تَكُونُ سَلتُكَ
وَمِعْجَنُكَ. 6مُبَارَكاً تَكُونُ فِي
دُخُولِكَ وَمُبَارَكاً تَكُونُ فِي خُرُوجِكَ. 7يَجْعَلُ
الرَّبُّ أَعْدَاءَكَ القَائِمِينَ عَليْكَ مُنْهَزِمِينَ أَمَامَكَ. فِي طَرِيقٍ
وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَليْكَ وَفِي سَبْعِ طُرُقٍ يَهْرُبُونَ أَمَامَكَ. 8يَأْمُرُ لكَ الرَّبُّ بِالبَرَكَةِ فِي
خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ وَيُبَارِكُكَ فِي الأَرْضِ
التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة28: 3-8)، «11صَوْتُ الطَّرَبِ وَصَوْتُ الْفَرَحِ صَوْتُ الْعَرِيسِ
وَصَوْتُ الْعَرُوسِ صَوْتُ الْقَائِلِينَ: احْمَدُوا رَبَّ الْجُنُودِ لأَنَّ
الرَّبَّ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. صَوْتُ الَّذِينَ يَأْتُونَ
بِذَبِيحَةِ الشُّكْرِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَ الأَرْضِ
كَالأَوَّلِ يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِرْمِيَا33: 11)، ويعاقب الخيانة والحرمان من
تلك الأفراح «30تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجِعُ مَعَهَا. تَبْنِي بَيْتاً
وَلا تَسْكُنُ فِيهِ. تَغْرِسُ كَرْماً وَلا تَسْتَغِلُّهُ. 31يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلا تَأْكُلُ
مِنْهُ. يُغْتَصَبُ حِمَارُكَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِكَ وَلا يَرْجِعُ إِليْكَ.
تُدْفَعُ غَنَمُكَ إِلى أَعْدَائِكَ وَليْسَ لكَ مُخَلِّصٌ. 32يُسَلمُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ لِشَعْبٍ آخَرَ وَعَيْنَاكَ
تَنْظُرَانِ إِليْهِمْ طُول النَّهَارِ فَتَكِلانِ وَليْسَ فِي يَدِكَ طَائِلةٌ. 33ثَمَرُ أَرْضِكَ وَكُلُّ تَعَبِكَ يَأْكُلُهُ شَعْبٌ لا
تَعْرِفُهُ فَلا تَكُونُ إِلا مَظْلُوماً وَمَسْحُوقاً كُل الأَيَّامِ...47مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ
بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ. 48تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الذِينَ يُرْسِلُهُمُ
الرَّبُّ عَليْكَ فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ. فَيَجْعَلُ
نِيرَ حَدِيدٍ عَلى عُنُقِكَ حَتَّى يُهْلِكَكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة28: 30-33و47-48)، «34وَأُبَطِّلُ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا وَمِنْ شَوَارِعِ
أُورُشَلِيمَ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ
الْعَرُوسِ لأَنَّ الأَرْضَ تَصِيرُ خَرَاباً»(سِفْرُ إِرْمِيَا7: 34)، «10وَأُبِيدُ مِنْهُمْ صَوْتَ الطَّرَبِ وَصَوْتَ الْفَرَحِ
صَوْتَ الْعَرِيسِ وَصَوْتَ الْعَرُوسِ صَوْتَ الأَرْحِيَةِ وَنُورَ السِّرَاجِ. 11وَتَصِيرُ كُلُّ هَذِهِ الأَرْضِ خَرَاباً وَدَهَشاً
وَتَخْدِمُ هَذِهِ الشُّعُوبُ مَلِكَ بَابِلَ سَبْعِينَ سَنَةً»(سِفْرُ إِرْمِيَا25: 10-11).
والفرح المتواضع الذي يحظى به
الرجل مع المرأة التي يحبها «9اِلْتَذَّ عَيْشاً مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي
أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا
تَحْتَ الشَّمْسِ كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ لأَنَّ ذَلِكَ نَصِيبُكَ فِي
الْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ الَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ9: 9)، هو ثمرة تعبه «22فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لاَ شَيْءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ
يَفْرَحَ الإِنْسَانُ بِأَعْمَالِهِ لأَنَّ ذَلِكَ نَصِيبَهُ. لأَنَّهُ مَنْ
يَأْتِي بِهِ لِيَرَى مَا سَيَكُونُ بَعْدَهُ؟»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ3: 22)، مغذياً نفسه، ومتمتعاً بقسط
من الطيّبات «24لَيْسَ لِلإِنْسَانِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيُرِيَ
نَفْسَهُ خَيْراً فِي تَعَبِهِ. رَأَيْتُ هَذَا أَيْضاً أَنَّهُ مِنْ يَدِ اللَّهِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ2: 24)، «12عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ خَيْرٌ إِلاَّ أَنْ
يَفْرَحُوا وَيَفْعَلُوا خَيْراً فِي حَيَاتِهِمْ. 13وَأَيْضاً
أَنْ يَأْكُلَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَيَشْرَبَ وَيَرَى خَيْراً مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ
فَهُوَ عَطِيَّةُ اللَّهِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ3: 12-13)،
فرح يصمد أمام النقد القاسي في
كتاب الجامعة ذاته. إنه يثني على هذا الفرح «15فَمَدَحْتُ الْفَرَحَ لأَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ
خَيْرٌ تَحْتَ الشَّمْسِ إِلاَّ أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَفْرَحَ وَهَذَا
يَبْقَى لَهُ فِي تَعَبِهِ مُدَّةَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ الَّتِي يُعْطِيهِ اللَّهُ
إِيَّاهَا تَحْتَ الشَّمْسِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ8: 15)، الذي يتيح للإنسان بأن ينسى
شرور الحياة. فهو النصيب الذي يعطيه الله ايّاه «17أَيْضاً يَأْكُلُ كُلَّ أَيَّامِهِ فِي الظَّلاَمِ
وَيَغْتَمُّ كَثِيراً مَعَ حُزْنٍ وَغَيْظٍ. 18هُوَذَا
الَّذِي رَأَيْتُهُ أَنَا خَيْراً الَّذِي هُوَ حَسَنٌ: أَنْ يَأْكُلَ الإِنْسَانُ
وَيَشْرَبَ وَيَرَى خَيْراً مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُ فِيهِ تَحْتَ
الشَّمْسِ مُدَّةَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ الَّتِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا
لأَنَّهُ نَصِيبُهُ. 19أَيْضاً كُلُّ
إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ غِنًى وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ
مِنْهُ وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ فَهَذَا هُوَ عَطِيَّةُ
اللَّهِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ5: 17-19).
والواقع أن الخمر قد خلقت لتجلب
الفرح «13فَقَالَتْ لَهَا الْكَرْمَةُ: أَأَتْرُكُ مِسْطَارِي
الَّذِي يُفَرِّحُ اللَّهَ وَالنَّاسَ وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟»(سِفْرُ اَلْقُضَاة9: 13)، «15وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ لإِلْمَاعِ
وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَ الإِنْسَانِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 15)، الى من يتناولها باعتدال.
ولذا فان جني العنب هو أيضاً زمن فرح «10وَانْتُزِعَ الْفَرَحُ وَالاِبْتِهَاجُ مِنَ
الْبُسْتَانِ وَلاَ يُغَنَّى فِي الْكُرُومِ وَلاَ يُتَرَنَّمُ وَلاَ يَدُوسُ
دَائِسٌ خَمْراً فِي الْمَعَاصِرِ. أَبْطَلْتُ الْهُتَافَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ16: 10)، مثل الحصاد «5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ
بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً
بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ
حَامِلاً حُزَمَهُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور126: 5-6).
والخصوبة بالنسبة للأزواج هي
سبب فرح «1فَصَلَّتْ حَنَّةُ: «فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي
بِالرَّبِّ. اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي, لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ
بِخَلاَصِكَ...5الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ,
وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً, وَكَثِيرَةَ
الْبَنِينَ ذَبُلَتْ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ2: 1و5)، «9الْمُسْكِنِ الْعَاقِرَ فِي بَيْتٍ أُمَّ أَوْلاَدٍ فَرْحَانَةً!
هَلِّلُويَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور113: 9)، «21اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا
قَدْ جَاءَتْ، وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ
لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا16: 21)، ولاسيما متى كان ابنهما ذا
حكمة «1أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ - الاِبْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ وَالاِبْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ10: 1).
والى جانب الأفراح الصاخبة في أيام
الأحداث الكبرى- تتويج الملك «40وَصَعِدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَرَاءَهُ. وَكَانَ
الشَّعْبُ يَضْرِبُونَ بِالنَّايِ وَيَفْرَحُونَ فَرَحاً عَظِيماً حَتَّى
انْشَقَّتِ الأَرْضُ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ1: 40)، النصر «16وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا يُحِبُّونَ
دَاوُدَ لأَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ18: 16)، أو عودة الأسرى «2حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا
تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ
عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ». 3عَظَّمَ الرَّبُّ
الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور126: 2-3)، هناك أفراح أخرى خاصة
وداخلية، بحيث لا يمكن إشراك الغريب فيها «10اَلْقَلْبُ يَعْرِفُ مَرَارَةَ نَفْسِهِ وَبِفَرَحِهِ لاَ يُشَارِكُهُ غَرِيبٌ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ14: 10).
إن الحكيم يعرف ثمن فرح القلب هذا،
الذي هو أيضاً عامل من عوامل الصحة «22الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ
الْعَظْمَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ17: 22)، والذي يمكن أن نساهم فيه
بكلمة طيبة «25الْغَمُّ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ يُحْنِيهِ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ12: 25)، أو حتى بنظرة عطوفة «30نُورُ الْعَيْنَيْنِ
يُفَرِّحُ الْقَلْبَ. الْخَبَرُ الطَّيِّبُ يُسَمِّنُ الْعِظَامَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ15: 30).
إن الله لا يشجب إلا الأفراح
الشريرة، تلك التي يسعى الناس اليها بصنع الشر «14الْفَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ الْمُبْتَهِجِينَ
بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ2: 14)، ولاسيما الفرح الشرير الذي
يجلبه شقاء الصديق لأعدائه «5هُنَاكَ خَافُوا خَوْفاً لأَنَّ اللهَ فِي الْجِيلِ
الْبَارِّ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور14: 5). «26لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الْفَرِحُونَ بِمُصِيبَتِي. لِيَلْبِسِ الْخِزْيَ وَالْخَجَلَ الْمُتَعَظِّمُونَ
عَلَيَّ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور35: 26).