سر الفرح الدائم
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
فَرَح أحد ثمار الروح «22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ
سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5:
22). وفي الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ينحصر معناه غالباً في السرور
الديني «16وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ
وَبَاقِي بَنِي السَّبْيِ دَشَّنُوا بَيْتَ اللَّهِ هَذَا بِفَرَحٍ»(سِفْرُ عَزْرَا6: 16).
وقلما يكون في السرور الدنيوي «6وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ
قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ
إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ بِدُفُوفٍ
وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ»(سِفْرُ
صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ18: 6).
ويقول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن الملائكة
يفرحون بتوبة الخاطئ «10هَكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ
مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا15: 10). وأن المَوْلُودٌين مِنَ اللهِ سيفرحون بعد حزنهم «22فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ.
وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ
فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا16: 22)، وأن فرح المَوْلُودٌين مِنَ اللهِ مجيد لا ينطق به «8الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ
وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ
بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى1: 8)،
وأن ذلك
الفرح واجب على المَوْلُودٌين مِنَ اللهِ «1أَخِيراً يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هَذِهِ
الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ
مُؤَمِّنَةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي3: 1)، و«4اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً
افْرَحُوا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي4: 4)، وعكس الفرح الديني فرح الأشرار «5أَنَّ هُتَافَ الأَشْرَارِ مِنْ قَرِيبٍ وَفَرَحَ
الْفَاجِرِ إِلَى لَحْظَةٍ!»(سِفْرُ
أَيُّوبَ20: 5)، و«21الْحَمَاقَةُ فَرَحٌ لِنَاقِصِ الْفَهْمِ
أَمَّا ذُو الْفَهْمِ فَيُقَوِّمُ سُلُوكَهُ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ15: 21).
«22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ
سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5:
22).
إن كان سر فرح آدم هو لقاءه بالله خالقه المعتني به الذي
يحبه والخطية قد أفسدت هذا اللقاء غذ صارت خطايانا حاجبا يفصلنا عن الله القدوس
فإنه بالروح القدس لم يصر لنا اللقاء مع الله فقط بل ما هو أكثر أننا قد صرنا
هياكل لله وروح الله ساكن فينا صار لقاؤنا بالثالوث الأقدس لقاء دائماً في القلب
لمن يريد.
إن الله الذي هو مصدر الفرح لم يعد خارجاً عنا بل في
داخلنا ساكناً فينا..وصارت طلبتنا هي أن يكشف عن عيوننا الداخلية لنعاينه قلبياً «8طُوبَى
لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ
يُعَايِنُونَ اللَّهَ»(إِنْجِيلُ
مَتَّى5: 8).
بالروح القدس «15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً
لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8:
15). مهما بلغت دالة آدم على الله فإنها علاقة مخلوق مع خالق محب عبد صالح مع سيد
مرحوم مترفق أما الآن فقد صار لنا بحسب اختيار الأب في استحقاق دم الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ رُوحَ التَّبَنِّي الذي به نتحدث
مع الله الأب كأب لنا (أبانا الذي في السموات).
ü
فرح
في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
فرح فرحاً: سُرَّ وابتهج. والفرح- سواء في نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ أو في الإِنْجِيل- سمة من سمات المَوْلُودٌين
مِنَ اللهِ أفراداً وكنيسة، فهو صفة وليس
مجرد انفعال، وأساسه هو الله نفسه، فليس ثمة فرح حقيقي إلا وهو في الله ومنه «11تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ
سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور16: 11)، «4اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً
افْرَحُوا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي4: 4)، «13وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ
وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ
الْقُدُسِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ15: 13)،
فهذا ما يميز حياة المَوْلُودٌ
مِنَ اللهِ على الأرض «18عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ
تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي
تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى1: 18). كما أن المَوْلُودٌ
مِنَ اللهِ يتطلع إلى فرح الوجود مع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ في السماء إلى الأبد «7لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ
عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ19: 7).
1) الفرح
في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ:
كان الفرح يرتبط ارتباطاً وثيقاً
بالحياة القومية والدينية لإسرائيل، وبخاصة في العبادات والمواسم والأعياد «6وَتُقَدِّمُونَ إِلى هُنَاكَ مُحْرَقَاتِكُمْ
وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَنُذُورَكُمْ
وَنَوَافِلكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ 7وَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ
مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ أَيْدِيكُمْ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ كَمَا
بَارَكَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة12: 6و7)، والاحتفال بالانتصار «6وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ
قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ
إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ بِدُفُوفٍ
وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ»(سِفْرُ
صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ18: 6)،
وعند مسح الملوك «39فَأَخَذَ صَادُوقُ الْكَاهِنُ قَرْنَ الدُّهْنِ مِنَ الْخَيْمَةِ وَمَسَحَ
سُلَيْمَانَ. وَضَرَبُوا بِالْبُوقِ، وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «لِيَحْيَ
الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ». 40وَصَعِدَ
جَمِيعُ الشَّعْبِ وَرَاءَهُ. وَكَانَ الشَّعْبُ يَضْرِبُونَ بِالنَّايِ وَيَفْرَحُونَ فَرَحاً
عَظِيماً حَتَّى انْشَقَّتِ الأَرْضُ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ1: 39و40)، «12وَأَخْرَجَ ابْنَ الْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التَّاجَ
وَأَعْطَاهُ الشَّهَادَةَ، فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا:
«لِيَحْيَ الْمَلِكُ»(سِفْرُ
اَلْمُلُوكِ الثَّانِي11: 12).
والمسحة الغالبة على سفر المزامير هي الفرح سواء في
العبادة الجماعية التي كانت تتركز أساساً في الهيكل «4هَذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ. لأَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ
مَعَ الْجُمَّاعِ أَتَدَرَّجُ مَعَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ بِصَوْتِ تَرَنُّمٍ
وَحَمْدٍ جُمْهُورٌ مُعَيِّدٌ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور42: 4)، «3انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ
عِيدِنَا»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور81: 3)، «1عِنْدَمَا
رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. 2حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ
أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا
بَيْنَ الأُمَمِ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ». 3عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا
وَصِرْنَا فَرِحِينَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور126: 1-3)،
أو في التعبد الشخصي «8جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ
عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. 9لِذَلِكَ فَرِحَ
قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضاً يَسْكُنُ مُطْمَئِنّاً»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور16: 8و9)، «4فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي
وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اللهُ إِلَهِي»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور43: 4).
ويقول نَحَمْيَا للشعب: «10فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ
وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ لأَنَّ
الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ»(سِفْرُ نَحَمْيَا8: 10).
كما يربط النبي إِشَعْيَاءَ الفرح
بملء خلاص الله «13تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ
وَابْتَهِجِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ. لِتُشِدِ الْجِبَالُ بِالتَّرَنُّمِ لأَنَّ
الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ وَعَلَى بَائِسِيهِ يَتَرَحَّمُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 13)، «10فَرَحاً
أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ
نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ.
كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ
عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا. 11لأَنَّهُ
كَمَا أَنَّ الأَرْضَ تُخْرِجُ نَبَاتَهَا وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ تُنْبِتُ
مَزْرُوعَاتِهَا هَكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنْبِتُ بِرّاً وَتَسْبِيحاً أَمَامَ كُلِّ الأُمَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ61: 10و11).
فالله
مصدره وغرضه «9أَمَّا
نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاَصِهِ. 10جَمِيعُ
عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ الْمُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ
هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور35: 9و10)، والفرح بكلمة
الله «14بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ
الْغِنَى»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،
مَزْمُور119: 14)، وبمواعيده «5لأَرَى خَيْرَ مُخْتَارِيكَ. لأَفْرَحَ بِفَرَحِ أُمَّتِكَ.
لأَفْتَخِرَ مَعَ مِيرَاثِكَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور106: 5).
2) الفرح
في الإِنْجِيل:
تربط الأناجيل الثلاثة الأولى الفرح
بالبشارة بالإنجيل، كما عند مولد المخلص «10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا
أُبَشِّرُكُمْ
بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:»(إِنْجِيلُ لُوقَا2: 10)، وعند دخول الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ الظافر إلى أورشليم «9وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا
يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! 10مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ
الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ11: 9و10)، «37وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ الْجَبَلِ،
اسْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ»(إِنْجِيلُ
لُوقَا9: 37). وبعد القيامة «8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ،
رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى28: 8).
وفي الإنجيل الرابع نجد أن يسوع هو الذي يمنح الفرح «11كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ
فَرَحُكُمْ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا15: 11)، «24إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي.
اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا16: 24)، «13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ
بِهَذَا فِي
الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا17: 13).
ويتحقق الفرح بالشركة العميقة للمَوْلُودٌين مِنَ
اللهِ معه «22فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ.
وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ
أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا16: 22). وكانت مسرة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ في عمل مشيئة الآب «34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ
مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 34)، «7حِينَئِذٍ قُلْتُ: «هَئَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ
الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور40: 7)، وقد ذهب إلى الصليب من أجل السرور الموضوع
أمامه «2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ
يَسُوعَ، الَّذِي
مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً
بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 2).
وفي سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ، نجد الفرح سمة مميزة
للكنيسة الأولى، فهو يصاحب امتلاء التلاميذ بالروح القدس «52وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ
الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ»(سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ13: 52)، وفي المعجزات التي كانت تجرى باسم الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «7لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ بِهِمْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ كَانَتْ
تَخْرُجُ صَارِخَةً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَكَثِيرُونَ مِنَ الْمَفْلُوجِينَ
وَالْعُرْجِ شُفُوا.8فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ
فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ8: 7و8)،
وعند سماع أخبار
تجديد الأمم «3فَهَؤُلاَءِ بَعْدَ مَا شَيَّعَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ اجْتَازُوا فِي
فِينِيقِيَةَ وَالسَّامِرَةِ يُخْبِرُونَهُمْ بِرُجُوعِ الْأُمَمِ وَكَانُوا يُسَبِّبُونَ
سُرُوراً عَظِيماً لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ15: 3)، «48فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذَلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ
وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ
لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ...52وَأَمَّا
التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ13: 48و52).
وكذلك في الاجتماع لكسر الخبز «46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ
بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا
يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ2: 46). وملكوت الله «13وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ
وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ
الْقُدُسِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ15: 13).
0 التعليقات:
إرسال تعليق