د. الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو المشرع والشريعة
الجزء
الثاني
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
أورد إِنْجِيلُ
مَتَّى
نسب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كإبن شرعى ليُوسُفُ النَّجَّارِ
عائداً بالنسب إلى إِبْرَاهِيمَ وداود. وأظهر إِنْجِيلُ لُوقَا أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو الوارث الطبيعي للعرش عن طريق مَرْيَمُ العذراء عائداً
بالنسب إلى داود وآدم.
نبؤة يَعْقُوبُ عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كملك آتي
من سبط يهوذا، وتأكد الإِنْجِيل على نبؤة يَعْقُوبُ
أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ سيأتى من سبط يهوذا:
«14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا
قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ
مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ»(الرِّسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ7: 14)، فَإِنَّهُ
وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ
يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ.
وقد جاء نسب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ من نسل اسحق ابن إِبْرَاهِيمَ كما وعد الله إِبْرَاهِيمَ:
«12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي
عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا
تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ
نَسْلٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 12)،
ومن
بعده يَعْقُوبُ اسرائيل ومن ثم يهوذا ابن يَعْقُوبُ كما تنبأ يَعْقُوبُ قديما: «10لا يَزُولُ
قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَاتِيَ
شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 10).
«4هُوَذَا قَدْ
جَعَلْتُهُ شَارِعاً لِلشُّعُوبِ رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ55: 4).
لا يزول قضيب من يهوذا = القضيب هو صولجان الملك،
والملوك تناسلوا من داود.
مشترع = مشرع القوانين.
من بين رجليه = من نسله.
حتي يأتي شيلون = شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من
الله
«7وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ». الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ،
فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 7)، «18رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ
الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ
الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ
ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،»(إِنْجِيلُ لُوقَا4: 18)، «36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ
يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لإِكَمِّلَهَا، هَذِهِ
الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ
قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا
صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، 38وَلَيْسَتْ
لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ
هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا5: 36-38). وفي «6لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ وَسُرَّ
بِرَصِينَ وَابْنِ رَمَلْيَا»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ8: 6)، كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام.
(وقد فتحت عيني الأعمي في سلوام). وشيلون أي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ سيأتي من
نسل يهوذا، وإتفق على هذا اليهود والمسيحيين.
ومعني هذه الأية أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ سيأتي
بعد أن يزول الملك عن يهوذا ولا يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي. وقد تم
هذا تماماً أثناء الحكم الروماني حين قال اليهود لبيلاطس البنطى «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ
إِلاَّ قَيْصَرُ»: «15فَصَرَخُوا:
«خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟»
أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 15).
ففى يوم ذلك الجمعة الذى تم فيه صلب الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ وفى خلال ساعات الصلب تم الآتى:
1) إنتهاء كهنوت هارون.
2) إنتهاء ملك بنى إسرائيل.
3) وزوال كهنوت هارون للأبد.
1) إنتهاء كهنوت هارون بتمزيق رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثيابة:
«13وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ
أَوَّلاً لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي
تِلْكَ السَّنَةِ...24وَكَانَ حَنَّانُ
قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ...28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا
إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ
الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 13و24و28).
«57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ
إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ
رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا:
هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ
وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ
يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ
كَثِيرُونَ،لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ
هَيْكَلَ اللَّهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ
بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَأَجَابَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ
لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً
أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ
الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ
رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا
بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ
مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ»»(إِنْجِيلُ مَتَّى26:
57-63).
«10وَالْكَاهِنُ الاعْظَمُ بَيْنَ اخْوَتِهِ
الَّذِي صُبَّ عَلَى رَاسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبِسَ الثِّيَابَ
لا يَكْشِفُ رَاسَهُ وَلا يَشُقُّ ثِيَابَهُ»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ 21: 10).
وبمجرد أن شق رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثيابة، فى تلك اللحظة
تم إبطال كهنوت الهارون اليهودى لأن الذبيح الحقيقى (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
الذى بلا عيب ولا دنس قائم أمام المجمع، للتكفير عن خطايا العالم.
2) فى تلك الساعة تم إنتهاء ملك بنى إسرائيل للأبد حسب نبؤة يَعْقُوبُ: «12مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ
أَنْ يُطْلِقَهُ وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ
هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً
يُقَاوِمُ قَيْصَرَ». 13فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ
يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ
«الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». 14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ
السَّاعَةِ السَّادِسَة (12 ظهراً). فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ
لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ:
«لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ». 16فَحِينَئِذٍ
أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى
الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ
بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ» 18حَيْثُ
صَلَبُوهُ وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا
وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. 19وَكَتَبَ
بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوباً: «يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ». 20فَقَرَأَ
هَذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ
فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوباً
بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَاللَّاتِينِيَّةِ. 21فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ
لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ أَنَا
مَلِكُ الْيَهُودِ». 22أَجَابَ
بِيلاَطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ»»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا19: 12-22).
«10لا يَزُولُ
قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَاتِيَ
شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ49: 10).
ولا شك أن من بدأ بالقول «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 15)، ليس شخص عادى وسط جموع
الحاضرين من الشعب، وأغلب الظن أنه قيافا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ نفسة الذى كان هو
المتحدث الرسمى، وما أن قال تلك الجملة حتى هتف الشعب ورائه مرددين ليس «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ
إِلاَّ قَيْصَرُ»، وبهذا حكم على مملكة إسرائيل بالزوال، وإستعبادهم
لحكم الرومان، كما نجد أيضا أنه عند صلب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أن بيلاطس
البنطى أعلن بدون قصد منه أن المصلوب هو يسوى الناصرى ملك اليهود.
3) زوال كهنوت هارون للأبد عند إنشقاق حجاب الهيكل: «46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ (الثاثلة
عصراً) صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا
شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟). 47فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا
سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». 48وَلِلْوَقْتِ
رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ وَجَعَلَهَا
عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49وَأَمَّا
الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ». 50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا
حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى27: 46-51).
فى تلك الساعة تم إبطال المحرقة الرمزية (خروف الفصح)
لأن الذبيح الحقيقى كان معلقاً على خشبة الصليب لفداء العالم، ولحظة موتة إنشق
حجاب الهيكل دليل على إنتهاء كهنوت هارون إلى الأبد.
بل ويمكن القول أيضاً انه عقب تلك الست ساعات وفى تماما
الساعة السادسة عند موت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وبداية لحظة الساعة السابعة
بدأ معها الحكم الألفى للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذى تعيشه الكنيسة الان، وما
زال يحكم، فهو الملك والكاهن إلى الأبد حسب طقس ملكى صادق: «4أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ
كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور110: 4).
لذلك ننقاش الرأي الثاني لإخوة
الرب: (يَعْقُوبُ،
يُوسِي، يَهُوذَا – سِمْعَانَ): هم أبناء يُوسُفُ النَّجَّارِ من مَرْيَمُ
العذراء:
الرأى الثانى يقول: أن هؤلاء الإخوة ولدتهم القديسه مَرْيَمُ
بعد ميلادها للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وكانوا يعيشون معها هى وبناتها فى بيتهم
فى الناصره ورافقوها فى رحلاتهم. ويعتمد هذا الرأى فى تأييد هذا على:
1) قول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، الذي يوضح هذه الآيآت أن زواج مَرْيَمُ العذراء
ليُوسُفُ النَّجَّارِ كان لابد منها حسب آمر الملاك ليُوسُفُ: «20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ،
إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ
دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ
أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ
فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ
يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ
الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ: «23هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً،
وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ
مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى1: 20-25)،
2) قول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ».
3) وأيضاً قول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ:
أن الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ دُعى «ابْنَهَا الْبِكْرَ».
4) من أمتيازات أن يكون الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ البكر الحصول على أمتيازات البكورية «3رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي قُوَّتِي وَأَوَّلُ
قُدْرَتِي فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 3)، والبكر هو الشخص الذي له نصيب
اثنين في الميراث كما نقرأ «15إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا
مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَالهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ
وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا
يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ
البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ
المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ
عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة21: 15-17)، والرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هو الذي له حق ووراثة كل شئ كما نقرأ (الله) كلمنا في هذه الأيام
الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شئ) «1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ
قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا
فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ
شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ،
وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ
تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 1-3).
والبكر هو: «27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ
الأَرْضِ. 28إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ
لَهُ رَحْمَتِي. وَعَهْدِي يُثَبَّتُ لَهُ. 29وَأَجْعَلُ
إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور89: 27)، والرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو أعلي شخص في الوجود «9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً
فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ 10لِكَيْ تَجْثُوَ
بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ
وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ
كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2:
9). ولقد قيل عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إنه: «29لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ
فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً
بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 29).
وقيل
عنه إنه بكر من الأموات «18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ
الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ
مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1:
18)، «5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ
الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ
غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ،»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 5).
فعبارة بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ: ترينا أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو المحبوب من الآب، وأنه قوة الله، وأنه الوارث للأرض ومن
عليها، وأنه أعلي من ملوك الأرض، وأنه البكر من الأموات. أي أول من قام من الأموات
ولن يموت أيضاً، وأنه المتقدم في كل شئ،، وقرينة الآية تؤكد أنه «15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ
كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ
فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى،
سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ
بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 15و16)، وفي هذا ما يعلن عن
لاهوته بثقة ويقين.
«10وَالْكَاهِنُ الاعْظَمُ بَيْنَ اخْوَتِهِ
الَّذِي صُبَّ عَلَى رَاسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبِسَ
الثِّيَابَ لا يَكْشِفُ رَاسَهُ وَلا يَشُقُّ ثِيَابَهُ...13هَذَا يَاخُذُ امْرَاةً عَذْرَاءَ. 14امَّا الارْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ
وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاءِ لا يَاخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ
عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَاةً»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ21: 10و13و14).
وتنبأ داود النبى أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو الكاهن الأعظم إلى الأبد على طقس ملكى
صادق: «4أَقْسَمَ
الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي
صَادِقَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور110: 4).
وتحققت نبؤة داود النبى فى الإِنْجِيل: «5كَذَلِكَ
الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ
الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا
يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى
رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ5: 5-6).
لذلك الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو المشرع والشريعة، كما تنبأ يَعْقُوبُ قديما: «10لا
يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى
يَاتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ49: 10).
«4هُوَذَا
قَدْ جَعَلْتُهُ شَارِعاً لِلشُّعُوبِ رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ55: 4).
إلى اللقاء الرب يسوع المسيح كملك
وككاهن ونبي