• اخر الاخبار

    شجرة الصَّفْصَافِ د. القس سامي منير اسكندر









    شجرة الصَّفْصَافِ


    إعداد 


    د. القس سامي منير اسكندر

    الصَّفْصَافِ شجر كثير التفرع أوراقه متبادلة غير مفصصة هرمية الشكل منشارية الحافة، وتتدلى أغصانها فوق مجاري المياه في انسياب مثل انسدال ضفائر الشعر، ويذكر شجر الصَّفْصَافِ ست مرات في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نقلاً عن كلمتين عبريتين:
    1)صفصافة (وهي نفس اللفظ في العربية) وتسمى باللاتينة «سالكس» (Salix) إلي ترد هذه الكلمة في العبرية إلي مرة واحدة في نبوة حزقيال «5وَأَخَذَ مِنْ زَرْعِ الأَرْضِ وَأَلْقَاهُ فِي حَقْلِ الزَّرْعِ, وَجَعَلَهُ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. أَقَامَهُ كَالصَّفْصَافِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال17: 5).
    2)«عرب» وقد وردت في خمسة مواضع «40وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ23: 40)، «22تُظَلِّلُهُ السِّدْرَاتُ بِظِلِّهَا. يُحِيطُ بِهِ صَفْصَافُ السَّوَاقِي»(سِفْرُ أَيُّوبَ40: 22)، «2عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور137: 2)، «7لِذَلِكَ الثَّرْوَةُ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا وَذَخَائِرُهُمْ يَحْمِلُونَهَا إِلَى عَبْرِ وَادِي الصَّفْصَافِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ15: 7)، «4فَيَنْبُتُونَ بَيْنَ الْعُشْبِ مِثْلَ الصَّفْصَافِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 4).
    ولعل أشهر هذه المواضع هو مَزْمُور137 حيث توجد ترنيمة كانت لسان حال المسبيين في بابل: «1عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أَيْضاً عِنْدَ مَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ. 2عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور137: 1و2).
    ويظن البعض أن «الأَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ» التي أوثقوا بها شمشمون «7فَقَالَ لَهَا شَمْشُونُ: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ أَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة16: 7). كانت من أغصان الصَّفْصَافِ، حيث تنمو منه أنواع كثيرة في فلسطين على مجاري المياه «22تُظَلِّلُهُ السِّدْرَاتُ بِظِلِّهَا. يُحِيطُ بِهِ صَفْصَافُ السَّوَاقِي»(سِفْرُ أَيُّوبَ40: 22)، «4فَيَنْبُتُونَ بَيْنَ الْعُشْبِ مِثْلَ الصَّفْصَافِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 4). كما تنمو منه أنواع في مصر على مجاري المياه.
    وفي عيد المظال كان بنو إسرائيل يأخذون لأنفسهم في اليوم الأول ثمر أَشْجَارِ بهجة وسعف النخل وأغصان أَشْجَارِ غبياء وصفصاف الوادى«40وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ23: 40). ويفرحون أمام الرب الههم سبعة أيام بالإقامة في المظال التي يصنعونها من أغصان الأَشْجَارِ المذكورة.
    والارتباط بين البكاء وتعليق الأعواد على الصَّفْصَافِ: «1عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أَيْضاً عِنْدَ مَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ. 2عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور137: 1و2). يحمل البعض على الظن بأن المقصود بالصَّفْصَافِ هنا هو الصَّفْصَافِ المستحي المعروف باللاتينية باسم الصَّفْصَافِ البابلى (Salix babylouica)  ويرى «موفات» (Moffatt) أن الصَّفْصَافِ المذكور في سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور137: 1و2، هو نوع من الحور يعرف باسم «حور الفرات» (populus euphratica).
    v   وّادِي الصَفْصَاف:
    واد على تخم موآب الجنوبي «7لِذَلِكَ الثَّرْوَةُ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا وَذَخَائِرُهُمْ يَحْمِلُونَهَا إِلَى عَبْرِ وَادِي الصَّفْصَافِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ15: 7). وهو وادي الاحصى الحالي وإلى جانبه سهل صغير ينمو فيه الصفصاف ولعله وادي العربة «14لأَنِّي هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي الْعَرَبَةِ»(سِفْرُ عَامُوسَ6: 14).
    v   شجرة بهجة
    في توجيهات الرب للشعب بعيد المظال، أمرهم أن يأخذوا «في اليوم الأول (من العيد) ثمر أَشْجَارِ بهجة وسعف النخل وأغصان أَشْجَارِ غبياء وصفصاف الوادي، وتفرحون أمام الرب إلهكم سبعة أيام» «40وَتَأْخُذُونَ لأَنْفُسِكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ ثَمَرَ أَشْجَارٍ بَهِجَةٍ وَسَعَفَ النَّخْلِ وَأَغْصَانَ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ وَصَفْصَافَ الْوَادِي وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ23: 40). والمقصود بأَشْجَارِ بهجة، أنها أَشْجَارِ نضيرة كما جاءت في الترجمة الكاثوليكية وفي «كتاب الحياة». ولكن يقول التلمود إن المقصود بها هي ثمار «الأترج» (وتعرف في العبرية بهذا الاسم أيضا)، وهي ثمار كالليمون الكبار أو الخيار، ذهبية اللون، ذكية الرائحة، عصيرها حامض، ويرجع هذا التقليد إلي عهد المكابيين. وما زال اليهود - في عيد المظال - يحملون الأتراج في يد، وفي اليد الأخري الآس والصفصاف وسعف النخيل. ولكن الكلمة - في الأصل العبري - لا تحدد نوعاً معيناً من الثمار، بل مجرد وصف عام بأن منظرها يبهج النفس. ويعتقد البعض أنها الشجرة التي كانت محرمة في جنة عدن «6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 6)، ولذلك يسميها البعض «تفاحة آدم».

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: شجرة الصَّفْصَافِ د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top