منابع الْفَرَح الروحي
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
إن الْفَرَح، في الواقع، هو ثمرة من ثمار الروح «22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ
سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5:
22)، وعلامة مميزة لملكوت الله «17لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ
هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ14: 17).
فالأمر يتعلّق لا بالحماس العابر الذي تثيره «الكلمة»، وتهدمه
الشدة «16وَهَؤُلاَءِ كَذَلِكَ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَمَاكِنِ
الْمُحْجِرَةِ: الَّذِينَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا
لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ،»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ4: 16)،
بل بفرح المؤمنين الروحي، الذين هم في المحبة قدوة «6وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ،
إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 7حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي1: 6-7)،
والذين بسخائهم في فرح «2أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ
وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ8: 2)، «7كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ
حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ9: 7)،
وبكمالهم «9لأَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَمَا نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاءَ وَأَنْتُمْ
تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ. وَهَذَا أَيْضاً نَطْلُبُهُ كَمَا لَكُمْ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ
إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ13: 9)،
وباتحادهم «2فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْراً وَاحِداً وَلَكُمْ
مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ فِيلِبِّي2: 2)،
وبطاعتهم «17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ
كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ
آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ13: 17)،
وبأمانتهم، على الحق «4فَرِحْتُ جِدّاً لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ
بَعْضاً سَالِكِينَ
فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ آية 4)، «3لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ
وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. 4لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ
عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ
الثَّالِثَةُ آية 3-4)،
هم الآن، وفي يوم الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، سيكونون موضع فرح لرسلهم «19لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ
افْتِخَارِنَا؟ أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً أَمَامَ رَبِّنَا
يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟ 20لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي2: 19-20).
المحبة التي تجعل المؤمنين
يشتركون في الحق «6وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ13: 6)،
تمدهم بفرح ثابت، يتغذى بالصلاة والشكر المتواصلين
«16اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ
تَسَالُونِيكِي5: 16)، «1أَخِيراً يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هَذِهِ
الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ
مُؤَمِّنَةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي3: 1)، «4اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً
افْرَحُوا. 5لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفاً عِنْدَ جَمِيعِ
النَّاسِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ. 6لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ
بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ فِيلِبِّي4: 4-6).
ونشكر الله الآب الذي نقلنا الى ملكوت ابنه الجيب، ولا نكون في الْفَرَح
«11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ
أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، 12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ
الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ
وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ كُولُوسِّي1: 11-13)؟
هذا هو منبع فرح، لأن الرجاء يحركها، وإله الرجاء يستجيب لها، غامراً المؤمن بالْفَرَح «12فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَِّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ12: 12)، «13وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ
لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ15: 13).
ولذا فالإِنْجِيل يدعو المؤمن لأن يبارك الله بفرح.
لأن إيمانه «»الذي كأجنحة الشدة، ولكن يظل على يقين من الفوز بالخلاص، يجلب له
فرحاً لا يرصف، هو مقدّمة فرح المجد «3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،
الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ،
بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، 4لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ
يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، 5أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ،
بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. 6الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ -
إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، 7لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ
أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ
لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 8الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ
وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ
بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، 9نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى1: 3-9).