ما هو الْمَوْتُ؟
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
מוּת ، mûth، mooth
قال الله لآدم في صدر كلامه عن شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ:
«17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا
مَوْتاً تَمُوتُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ2: 17)،
«12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ
إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى
جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ
حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ
الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى
مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ
الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ5: 12-14)،
و«21فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ بِإِنْسَانٍ أَيْضاً قِيَامَةُ
الأَمْوَاتِ. 22لأَنَّهُ كَمَا فِي
آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ
كُورِنْثُوسَ15: 21و22)،
و«27وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ
الدَّيْنُونَةُ،»(رِسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ9: 27).
وليس المراد بذلك انه يجري حكم الْمَوْتُ
عليه في ذلك اليوم بعيه بل المراد أنه يكون على يقين من نزوله به. انما في ذلك
اليوم عينه اوقع عليه حكم الْمَوْتُ الروحي الذي هو البعد عن الله والانفصال عنه.
والْمَوْتُ ينقسم الى: ما يصيب الجسد فقط دون النفس، والى ما يصيبهما معاً «28وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ
وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ
يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى10: 28).
وتدعى حالة الاستسلام للخطيئة موتاً «1وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً
بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ2: 1).
ويدعى هلاك النفس موتاً «20فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ
كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ5: 20).
أما الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
فقد: «14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ
أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ
سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُعْتِقَ
أُولَئِكَ الَّذِينَ - خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ
حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ»(رِسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ2: 14و15).
ماهي مظاهر الْمَوْتُ في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ؟
لكلّ إنسان خبراته مع الْمَوْتُ.
ولا يحاول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن يحول أنظارنا عنه، بإغراقنا في
أحلام خادعة. بل نراه، في أي مرحلة من مراحله، يبدأ بمواجهة خبرة الْمَوْتُ بكل
وضوح، كموت الأعزاء وما يجره، بعد إتمام مراسيم الوداع «29وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي.
ادْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ
الْحِثِّيِّ. 30فِي الْمَغَارَةِ
الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ
الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ
مُلْكَ قَبْرٍ. 31هُنَاكَ دَفَنُوا
إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ
امْرَأَتَهُ. وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. 32شِرَاءُ
الْحَقْلِ وَالْمَغَارَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ مِنْ بَنِي حِثَّ». 33وَلَمَّا فَرَغَ
يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ
وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 29-33)،
من حزن عميق «1فَوَقَعَ يُوسُفُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ وَبَكَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهُ. 2وَأَمَرَ يُوسُفُ عَبِيدَهُ الأَطِبَّاءَ أَنْ
يُحَنِّطُوا أَبَاهُ. فَحَنَّطَ الأَطِبَّاءُ إِسْرَائِيلَ...» (سِفْرُ التَّكْوِينِ50: 1)، من هنا بدءت اختراق
الحضارة الفرعونية بعاداتها وطقوسها للحياة الدينية لشعب الله، والتي لم تمارس مع
الأباء إبراهيم وإسحق.
«1فَأُخْبِرَ يُوآبُ: «هُوَذَا الْمَلِكُ يَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَى
أَبْشَالُومَ...»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي19: 1...).
على كل إنسان أن يستعد لمواجهة الْمَوْتُ،
ما دام هو أيضاً «سيرى الْمَوْتُ» «49أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ الَّتِي حَلَفْتَ
بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور89: 49)،
«51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 51)،
«26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ
الرَّبِّ»(إِنْجِيلُ لُوقَا2: 26)،
و«سيذوق الْمَوْتُ» «28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ
هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ
حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى16: 28)،
«52فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ
وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ
يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 52)،
«9وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ
مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ
الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ
الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ»(رِسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ2: 9).
هذه فكرة لا تخلو من مرارة لمن
يتمتع بخيرات الدنيا، ولكها أمنية محببة لمن ترهقه الحياة:
فبينما يبكي حزقيا على موته الوشيك: «2فَوَجَّهَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: «3آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ
بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ». وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيماً»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي20: 2-3)،
نرى أيوب يطلبه بصياح شديد «9أَنْ يَرْضَى اللهُ بِأَنْ يَسْحَقَنِي
وَيُطْلِقَ يَدَهُ فَيَقْطَعَنِي»(سِفْرُ أَيُّوبَ6: 9)، «15فَاخْتَارَتْ نَفْسِي الْخَنْقَ
وَالْمَوْتَ عَلَى عِظَامِي هَذِهِ»(سِفْرُ أَيُّوبَ7: 15).
0 التعليقات:
إرسال تعليق