ما
هي الخَطِيَّةٌ التي لِلْمَوْتِ؟
إعداد
د. القس
/ سامي منير اسكندر
هَذَا التعبير فِي رِّسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى: «14وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ:
أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. 15وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا
يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ. 16إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً
لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ
لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هَذِهِ أَقُولُ
أَنْ يُطْلَبَ. 17كُلُّ إِثْمٍ هُوَ
خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى5: 14-17)، في الكلام عن الثقة في الصلاة، فالمؤمن ينتظر بثقة
أن يستجيب الله صلاته من أجل مؤمن آخر يقترف خطية لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، طالما أن هذه
الطلبة تتفق مع مشيئة الله: «16إِنْ
رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ،
فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ
لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هَذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى5: 16)،
والمقصود بهذه الخَطِيَّةً التي للموت، الخَطِيَّةً التي يستمر المؤمن في
اقترافها رغم كل تحذير وإنذار، فتسوء شهادة حياته، فلا يرى الرب بدَّا من إنهاء
حياته على الأرض، فالموت هنا هو موت الجسد كما حدث مع بعض أعضاء الكنيسة في كُورِنْثُوسَ
الذين استهانوا بعشاء الرب ولم يحكموا على أنفسهم، حتى قال لهم الإِنْجِيل:
«30مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ
وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. 31لأَنَّنَا
لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ11:
30و31).
إن رأى أحد أخاه يخطئ فماذا يعمل؟ هل يذيع الأمر
في كل مكان ويخبر الناس به ويشهر بالمخطئ؟ كلا. لكن يقول الرسول "يطلب من
أجله" أي يصلي من أجله. ونلاحظ قوله "إن رأى" وليس إن سمع لأنه قد
يكون ما سمعه كذباً، والكلام الكذب يسهل انتشاره، لكن هل رأى بعينيه أخاه يخطئ؟
فالمفروض أنه يحزن لأن أخاه عضو في الجسد معه ويجب أن ينكسر أمام الله ويصلي بالدموع
لكي يرد الرب نفسه.
"يطلب فيعطيه حياة"، لأنه يحدث أحياناً
أن يكون نتيجة هذه الخَطِيَّةً الموت تحت التأديب. فأنت تطلب من الرب أن يرحمه
ويعطيه حياة.
أقول
مع الأسف الشديد أيها الأحباء أننا في حاجة أن نتذكر قول يعقوب في رسالته: «11لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ
أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ
كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ فَلَسْتَ عَامِلاً بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّاناً لَهُ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ
الرَّسُولِ4: 11).
والسؤال ما هي الخَطِيَّةٌ التي لِلْمَوْتِ؟
v الرأي الأول:
الخَطِيَّةً
التى ليست للموت هى أَيُّ خَطِيَّةً مهما كانت شنيعة ما دام الإِنْسَانَ مستعدًا
أن يتوب عنها، فنصلى من أجله حتى يتوب وينال الغفران والخلاص والحياة الأبدية.
ولكن من يخطئ خَطِيَّةً للموت، أَيُّ أنه مصرّ على الخَطِيَّةً ويرفض التوبة عنها،
فلن تفيده الصلاة. والرسول لم يأمر بعدم الصلاة لأجله ولكن تركها لحرية المصلى حسب
تقديره أن هناك دوافع تدفعه للإصرار يمكن أن تزول بالصلاة أو أنه متمادى فى الشر.
ولكن عمومًا نحن لا نعلم الإصرار التام على الشر إلا بعد موت الإِنْسَانَ المخطئ،
مثل المنتحرين أو الذين أنكروا الإيمان وماتوا وهم منكرونه. لذا نظلّ نصلى من أجل
كل الخطاة ما داموا أحياء لعلهم يتوبون.
v الرأي الثاني:
خَطِيَّةً
للموت الموضوع ليس فى نوعية الخَطِيَّةً، بل فى العناد والإصرار على إرتكاب الخَطِيَّةً.
فحتى خطايا الزنا أو القتل لها غفران لو إستجاب الإِنْسَانَ للروح القدس ولم يقاوم
وقدم توبة. والله لا يتدخل فى حرية أحد بل هو يحاول أن يقنعه أن يترك الخَطِيَّةً،
ولكن إن رفض وعاند يتركه. فحرية الإِنْسَانَ هى التى تحدد هل الخَطِيَّةً للموت أم
لا.
والإِنْسَانَ
حينما يفعل الخَطِيَّةً لأول مرة يبكته الرُّوحِ الْقُدُسِ، ولكن إن قاوم وعاند
يعتاد عليها ولا يسمع لصوت الرُّوحِ الْقُدُسِ، بل يبدأ يتلذذ بالخَطِيَّةً بل
يفتخر بها (وهَذَا ما يمكن أن نسمية التجديف على الرُّوحِ الْقُدُسِ). فالقلب قد
تقسى تماماً رافضاً التوبة أو الإستجابة للروح القدس. ولمثل هَذَا الإِنْسَانَ،
مهما صلينا فلا فائدة فهو لن يتوب. هذه إذاً خَطِيَّةً للموت.
يخطئ
ليس للموت: أَيُّ خطايا الضعف البشرى نظراً لوجودنا فى الجسد. لكنه يتوب ويريد أن
يتغير ويرضى الله. هَذَا نطلب له الغفران ونصلى له. ولعل هَذَا إشارة للتوبة
والإعتراف: «9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى
يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 9).
الرأي
الثالث: الموت الجسدي
(أَيُّ الزمني، الأرضي، أنهاء الحياة الأرضية).
«16كُلُّ إِثْمٍ هُوَ
خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى5: 16). لا توجد خَطِيَّةً
كبيرة وخَطِيَّةً صغيرة. أية خَطِيَّةً أجرتها الموت. ما هي إذاً الخطي للموت والخَطِيَّةً
التي ليست للموت؟ هل نقدر أن نعمل قائمة بكل نوع؟ لا. ظروف الخَطِيَّةً هي التي
تجعلها للموت أو ليست للموت.
مؤمن أخطأ وعولج وعاد مرة أخرى إلى ذات الخَطِيَّةً،
مثل التينة التي عولجت ولم تأتِ يثمر فتستحق القطع فليس نوع الخَطِيَّةً هو الذي
يجعلها للموت لكن ظروفها.
أخطأ موسى وهرون خَطِيَّةً كانت
للموت لا في أرض كنعان
لكن قبل أن يدخلا كنعان. قضيا 40 سنة في البرية على أمل دخول الأرض التي تفيض
لبناً وعسلاً. أرض الموعد. لكن الرب حكم عليهما بعدم دخولها. صلى موسى وطلب دخول
الأرض لكن الرب قال له: لا تعد تكلمني في هَذَا الأمر «25دَعْنِي أَعْبُرْ وَأَرَى الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي فِي عَبْرِ
الأُرْدُنِّ هَذَا الجَبَل الجَيِّدَ وَلُبْنَانَ. 26لكِنَّ
الرَّبَّ غَضِبَ عَليَّ بِسَبَبِكُمْ وَلمْ يَسْمَعْ لِي بَل قَال لِي الرَّبُّ:
كَفَاكَ! لا تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضاً فِي هَذَا الأَمْرِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة3:
25و26). هذه الخَطِيَّةً كانت للموت لأنهما لم يقدسا الرب أمام الجماعة.
وقد تذمر الشعب على موسى وهرون عدة مرات ونقرأ فِي
«32وَأَسْخَطُوهُ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ.
33لأَنَّهُمْ أَمَرُّوا رُوحَهُ حَتَّى
فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور106: 32و33)،
ما هي خطورة هذه الخَطِيَّةً؟
فِي «1ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ
بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ.
وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. 2فَخَاصَمَ
الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ!» فَقَالَ لَهُمْ
مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟» 3وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَاءِ
وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ
مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالْعَطَشِ؟» 4فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ: «مَاذَا
أَفْعَلُ بِهَذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيلٍ يَرْجُمُونَنِي!» 5فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ
الشَّعْبِ وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ
بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. 6هَا
أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ
الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى
هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. 7وَدَعَا
اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي
وَسَطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ17: 1-7).
تذمر الشعب على موسى فِي رفيدين لعدم وجود ماء
فصرخ موسى إلى الرب فقال له خذ عصاك (عصى موسى) التي ضربت بها النهر فِي مصر (أي
عصا القضاء) واضرب الصخرة فِي حوريب فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ففعل موسى كما
أمره الرب وفِي هَذَا رمز للمسيح الذي احتمل ضربة القضاء نيابة عنّا.
وفِي مرة ثانية: «1وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيل الجَمَاعَةُ كُلُّهَا إِلى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي
الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَأَقَامَ الشَّعْبُ فِي قَادِشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ
مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ. 2وَلمْ
يَكُنْ مَاءٌ لِلجَمَاعَةِ فَاجْتَمَعُوا عَلى مُوسَى وَهَارُونَ. 3وَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا لهُ:
«ليْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ الرَّبِّ. 4لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى
هَذِهِ البَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ 5وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ
لِتَأْتِيَا بِنَا إِلى هَذَا المَكَانِ الرَّدِيءِ؟ ليْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ
وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ وَلا فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ». 6فَأَتَى مُوسَى وَهَارُونُ مِنْ أَمَامِ
الجَمَاعَةِ إِلى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَسَقَطَا عَلى وَجْهَيْهِمَا.
فَتَرَاءَى لهُمَا مَجْدُ الرَّبِّ. 7وَأَمَرَ
الرَّبُّ مُوسَى: «8خُذِ العَصَا
وَاجْمَعِ الجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ
أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا فَتُخْرِجُ لهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ
وَتَسْقِي الجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ». 9فَأَخَذَ
مُوسَى العَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ 10وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الجُمْهُورَ أَمَامَ
الصَّخْرَةِ فَقَال لهُمُ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا المَرَدَةُ! أَمِنْ هَذِهِ
الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟» 11وَرَفَعَ
مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ
فَشَرِبَتِ الجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. 12فَقَال
الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى
تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ
الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا». 13هَذَا مَاءُ مَرِيبَةَ حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو
إِسْرَائِيل الرَّبَّ فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ»(سِفْرُ اَلْعَدَد20: 1-13).
جاء الشعب إلى برية سين إلى قادش ولم يكن ماء
للجماعة فخاصم الشعب موسى وتذمروا عليه فأتى موسى وهرون إلى الرب فكلم الرب موسى
قائلاً: خذ العصا (عصا هرون – عصا الكهنوت) أنت وهرون أخوك وكلما الصخرة فتخرج لهم
ماء. لكن موسى لأنهم أمروا روحه ضرب الصخرة (والصخرة لا تضرب مرتين لأن المسيح مات
من أجل الخطايا مرة واحدة) وقال (موسى) اسمعوا أيها المردة أمن هذه الصخرة نخرج
لكم ماء. وبذلك شوه الرمز الذي فِي قصد الله. فالخَطِيَّةً فِي موازين الله بخلاف
موازين البشر.
لنأخذ مثالاً آخر: خَطِيَّةً حنانيا
وسفيرة:
فِي «1وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكاً 2وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ وَامْرَأَتُهُ لَهَا
خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا
مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ
مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ
وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟
فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى
النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5فَلَمَّا
سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ
عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ. 6فَنَهَضَ
الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجاً وَدَفَنُوهُ. 7ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ
سَاعَاتٍ أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8فَأَجَابَهَا بُطْرُسُ: «قُولِي لِي أَبِهَذَا
الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ بِهَذَا الْمِقْدَارِ». 9فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا
اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ
دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجاً». 10فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ
وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً فَحَمَلُوهَا خَارِجاً
وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11فَصَارَ
خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا
بِذَلِكَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ5: 1-11)،
ما خطورة هذه الخَطِيَّةً؟
إنها كذب على الرُّوحِ الْقُدُسِ الذي له هيبته
سيما فِي بدء تأسيس الكنيسة. فكانت هذه خطية للموت ليس بسبب نوعها لكن بسبب
ظروفها. والموت هنا هو الزمني وليس الأبدي.
الخَطِيَّةً التي للموت: أحياناً يعرفها المؤمن.
أعرف أخاً مرض فذهب الأخوة لزيارته فقال لهم لا تصلوا لأجلي فأنا عارف أن الرب حكم
عليَّ هذه المرة بالموت. فصوت الرب فِي قلب المؤمن يعرفه أن هذه الخَطِيَّةً تكررت
منه وهذه هي المرة القاضية.
وأحياناً المؤمنون يشعرون عندما يصلون لأجل أخ مريض
بأن الباب مغلق لأن هَذَا الأخ أخطأ من قبل ومرض وصلى المؤمنون لأجله لكن فِي هذه
المرة صدر الحكم بأخذ الحياة ليس الحياة الأبدية لكن الحياة الزمنية. أما الحياة
الأبدية فلا يمكن أن تفقد. يؤدب المؤمن إلى الموت لكن لا يدان مع العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق