1)
أسئلة عن الخليقة
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
تأليف: القس جيمس أَنِس
اسم المُرَاجِع والمنقِّح: الدكتور القس منيس عبد النور
راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة. القاهرة
السؤال الْخَامِسُ
مَا هُوَ تعليم الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ فِي أصل الكون؟
هُوَ
أن الله أوجد مواد الكون الأصلية مَنْ العدم، ثُمَّ أبدع مَنْ تِلْكَ المواد كُلّ الموجودات
بقوته كمَا شاءت إرادته، ووهب الطبيعة المادية قواها وخصائصها، ووهب لبعضها
الحياة، وزيَّن الإنسان بالنفس الناطقة، وكُلّ ذلك لأهداف سامية. وأعلن لنا ذلك فِي
كتابه، كمَا أعلن أيضاً أنه كائن أزلي واجب الوجود ذو مشيئة وحكمة وقدرة، لأنه لا
يمكن التوصل بواسطة العلوم الطبيعية إِلَى هذه المعرفة. غير أن تِلْكَ العلوم ترجح
وتؤيد كُلّ ذلك.
أمَا
آيات الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ التي تنص عَلَى ذلك فكثيرة، إليك بعضها:
«1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ1: 1)،
و«6بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ
وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور33: 6)،
و«2مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ أَوْ أَبْدَأْتَ
الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور90: 2)،
و«5لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور148: 5)،
و«10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ
وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ
غَضَبَهُ. 11هَكَذَا تَقُولُونَ
لَهُمْ: «الآلِهَةُ الَّتِي لَمْ تَصْنَعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ تَبِيدُ مِنَ
الأَرْضِ وَمِنْ تَحْتِ هَذِهِ السَّمَاوَاتِ. 12صَانِعُ
الأَرْضِ بِقُوَّتِهِ مُؤَسِّسُ الْمَسْكُونَةِ بِحِكْمَتِهِ وَبِفَهْمِهِ بَسَطَ
السَّمَاوَاتِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا10: 10-12)،
و«19لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ
يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَى
الآنَ، وَلَنْ يَكُونَ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ13: 19)،
و«3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ مِمَّا كَانَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 3)،
و«36لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ
الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ11: 36)،
و«6لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ
جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي
بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ8: 6)،
و«16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ
سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16)،
و«2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي
ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ
الْعَالَمِينَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 2)،
و«3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ
بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ»(الرِّسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ11: 3).
ولهذا
التعليم أهمية عظيمة إذ يتَّضح منه وجود إله واحد مستقل عن خلائقه، له كُلّ مَا يلزم
مَنْ الصفات ليكون كاملاً. وهُوَ موجد الكون مَنْ العدم بكلمة قدرته، والمعتني به عَلَى
الدوام. وهذا التعليم هُوَ أساس الشريعة الأخلاقية وجميع التعاليم الدينية ومواعيد
الإنجيل. وكُلّ مَا اكتُشف وعُلم مَنْ أسرار الطبيعة وخواصها يبيّن رفعة شأن الْخَالِق
وقدرته وغزارة حكمته وسمو مجده، وأنه هُوَ وحده الجواب الكافِي لمَا ينشأ مَنْ المشاكل
والمسائل فِي البحث عن غرائب الطبيعة وأصل حياتنا وقُوانا، ولإيضاح أسرار الدين
الصحيح وعجائبه التي أعظمها الخليقة الأصلية وكُلّ مَا يجريه الله فِي الطبيعة ممَا
يُظهِر قوته الفائقة وتدخله الحقيقي. فإذا سلّمنا بذلك فِي مسألة الخَلَقَ سهُل
علينا التسليم به فِي المعجزات كمَا نرى فِي العهدين القديم والجديد. وتظهر أيضاً
أهمية هذا التعليم مَنْ أنه يبرهن أن مواد الكون غير أزلية، وإن الطبيعة ليست
مجموع ظهورات إلهية، أو هي نفسها الله. وهُوَ ينفِي القول بالتوالد الذاتي، وبمذهب
النشوء عَلَى كُلّ صوره الإلحادية التي تقلل مَنْ شأن الْخَالِق، لأن مذهب النشوء
ينسب للطبيعة نفسها كُلّ مَا فيها مَنْ علامات الحكمة والقصد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق