1)
أسئلة عن الخليقة
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
تأليف: القس جيمس أَنِس
اسم المُرَاجِع والمنقِّح: الدكتور القس منيس عبد النور
راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة. القاهرة
السؤال الثَّانِي
مَنْ أين مصدر تعليم «الخَلَقَ
مَنْ لا شيء»؟
هُوَ
الْخَالِق نفسه، ولا تصح نسبة الخَلَقَ للعقل البشري، لأن العقل لا يقدر أن
يتصوَّر خَلَقَ المخلوقات مَنْ لا شيء. وقد اصطلح الفلاسفة القدماء عَلَى أنه لا
يمكن أن يكون شيء مَنْ لا شيء. وشاع اعتقاد بين البشر القدماء، حتى صار عاماً، وهُوَ
أن نسبة الخَلَقَ مَنْ لا شيء إِلَى الله يجعلنا نعتقد أنه أصل الشر. وهذا لا يليق
بالإله الكامل فِي جميع صفاته.
ولم يكن تعليم أن الله هُوَ الْخَالِق إلا عند
الذين تعلموه مَنْ الوحي وقبلوه بالإيمان. ولو كان مفهوم القدماء بقولهم «لا يمكن
أن يكون شيء مَنْ لا شيء» أنه لا يمكن أن يكون شيء بدون سبب كافٍ لإبدائه،
لسلَّمنا معهم بصحة هذا المبدأ. ولكن مفهومهم هُوَ أنه لا يمكن خَلَقَ شيء مَنْ لا
شيء. وهذا باطل:
أولاً لأنه لا يمكن إثباته.
وثانياً لأنه يعني أن قدرة الله محدودة، وأن مَا أعلنه لنا فِي شأن خَلَقَ
الكائنات مَنْ العدم بكلمة قدرته غير صحيح.
وقد
رأى البعض أن تعليم «الخَلَقَ مَنْ لا شيء» يعني نسبة أصل الشر إِلَى الله، وقالوا
إن المادة أزلية واجبة الوجود، وإنها هي أصل الشر، وإن الله قد لطَّف فعل الشر فِي
الكون عَلَى قدر مَا أمكن. وذلك مرفوض:
أولاً: لعدم صدق اعتقادهم
أن
الله هُوَ أصل الشر، فالصواب هُوَ أن الله أوجد خلائق عاقلة ذوات إرادة حرة، كان
اختيارهم الخاطئ هُوَ أصل الشر، لأنهم تمرَّدوا عَلَى الله عمداً وقاوموا مشيئته.
غير أن ذلك بسماح منه لأهداف حسنة مكتومة عنا فِي الدهر الحاضر. وأمَا هُوَ فلا
يزال قدوساً مع وجود الشر بين الخلائق، وقادراً عَلَى منعه إذا شاء.
وثانياً: ببُطل قولهم
إن
المادة هي مركز الشر، بدليل مَا يأتي:
1)
لا علاقة للشر بالمادة، بل علاقته بالنفس والمشيئة التي تخالِف مشيئة الله.
2)
ليس فِي الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ مَا يدل عَلَى أن الجسد المادي هُوَ
أصل الخطية.
3) كَلِمَةِ
اللهُ إن مَا خَلَقَه مَنْ مواد الكون هُوَ حسنٌ جداً.
4)
تجسُّد الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذي تمَّ باتحاد اللاهوت بجسد مادي حقيقي.
5)
الوعد بأن الخليقة المادية، المُستعبدة الآن للبُطل بسبب خطية الإنسان، ستتجدد
وتصير هيكلاً للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يحل فيه إِلَى الأبد «19لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ
اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. 20إِذْ
أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي
أَخْضَعَهَا - عَلَى الرَّجَاءِ. 21لأَنَّ
الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى
حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. 22فَإِنَّنَا
نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ. 23وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ
لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا
مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 19-23)،
و«26الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا
الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضاً أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ
فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضاً». 27فَقَوْلُهُ
«مَرَّةً أَيْضاً» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ
كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ»(الرِّسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 26و27)،
و«10وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ
الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ
الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي
فِيهَا. 11فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ
كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ
مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ 12مُنْتَظِرِينَ
وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ
السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. 13وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ
سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ»(رِّسَالَةُ
بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ3: 10-13)،
و«9وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً
قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ،
لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ
وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، 10وَجَعَلْتَنَا
لإِلَهِنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ»(سِفْرُ
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ5: 9و10)،
و«1ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً،
لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ
فِي مَا بَعْدُ. 2وَأَنَا يُوحَنَّا
رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ
السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.3وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ
قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ،
وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً
لَهُمْ. 4وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ
دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ
يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ
الأُولَى قَدْ مَضَتْ». 5وَقَالَ
الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً». وَقَالَ
لِيَ: «اكْتُبْ، فَإِنَّ هَذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ»(سِفْرُ
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 1-5).
6)
تعليم الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن أجسادنا المادية هي أعضاء الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ وهياكل للروح القدس، وأنها فِي القيامة تتغير وتصير مشابِهة
لجسد الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الممجد، فتشترك فِي الفداء الذي أعدَّه لنا «15أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ
أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ
زَانِيَةٍ؟ حَاشَا! 19أَمْ لَسْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ
الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ6: 15و19).
7)
بُطل مذهب القائلين إن المادة أزلية ومستقلة عن الله، وإن الخطية صدرت منها عَلَى رغم
إرادة الله، وإنه اجتهد فِي تخفيفها وإبطالها، لأن هذا المذهب يهين الله، ولا يمكن
إثباته، بل يرفضه الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وحكم العقل السليم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق