المسيح في سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
إعداد
د. القس/ سامي منير اسكندر
أولاً: الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هو الله «قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ»:
קָדֹשׁ קָדוֹשׁ ، qâdôsh qâdôsh، kaw-doshe', kaw-doshe'
كثيرًا
ما يستخدم النبي إِشَعْيَاءَ هذا الاسم «قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ»، تسمية الله «قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ»
وردت 13 مرة في (سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1-39)، 16 مرة
في (سِفْرُ إِشَعْيَاءَ 40-66)، الذي
لم يُستخدم في الأسفار الأخرى سوى سبعة مرات:
«22مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ
صَوْتاً، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ؟»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي19: 22)،
«22فَأَنَا أَيْضاً أَحْمَدُكَ بِرَبَابٍ حَقَّكَ يَا
إِلَهِي. أُرَنِّمُ لَكَ بِالْعُودِ يَا قُدُّوسَ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور71: 22)؛
«41رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنُّوا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور78: 41)،
«18لأَنَّ الرَّبَّ مِجَنُّنَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ مَلِكُنَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور89: 18).
«29اُدْعُوا إِلَى بَابِلَ أَصْحَابَ الْقِسِيِّ.
لِيَنْزِلْ عَلَيْهَا كُلُّ مَنْ يَنْزِعُ فِي الْقَوْسِ حَوَالَيْهَا. لاَ يَكُنْ
نَاجٍ. كَافِئُوهَا نَظِيرَ عَمَلِهَا. افْعَلُوا بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا
فَعَلَتْ. لأَنَّهَا بَغَتْ عَلَى الرَّبِّ عَلَى قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا50: 29)؛ «
5لأَنَّ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا لَيْسَا بِمَقْطُوعَيْنِ
عَنْ إِلَهِهِمَا عَنْ رَبِّ الْجُنُودِ وَإِنْ تَكُنْ أَرْضُهُمَا مَلآنَةً إِثْماً
عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا51: 5)؛
«7وَأُعَرِّفُ بِاسْمِي
الْمُقَدَّسِ فِي وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ, وَلاَ أَدَعُ اسْمِي
الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ, فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ حِزْقِيَال39: 7)؛
استخدامه بكثرة خلال السفر كله يكشف عن
وحدة السفر:
«4وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ نَسْلِ
فَاعِلِي الشَّرِّ أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ ارْتَدُّوا إِلَى
وَرَاءٍ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ1: 4)؛
«19الْقَائِلِينَ: «لِيُسْرِعْ. لِيُعَجِّلْ عَمَلَهُ
لِكَيْ نَرَى وَلْيَقْرُبْ وَيَأْتِ مَقْصَدُ قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ لِنَعْلَمَ...24لِذَلِكَ كَمَا يَأْكُلُ لَهِيبُ النَّارِ الْقَشَّ
وَيَهْبِطُ الْحَشِيشُ الْمُلْتَهِبُ يَكُونُ أَصْلُهُمْ كَالْعُفُونَةِ
وَيَصْعَدُ زَهْرُهُمْ كَالْغُبَارِ لأَنَّهُمْ رَذَلُوا شَرِيعَةَ رَبِّ
الْجُنُودِ وَاسْتَهَانُوا بِكَلاَمِ قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ5: 19و24)؛
«17وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَاراً وَقُدُّوسُهُ لَهِيباً فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ
حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ...20وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ
إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ
أَيْضاً عَلَى ضَارِبِهِمْ بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ10: 17و20)؛
«6صَوِّتِي وَاهْتِفِي يَا سَاكِنَةَ صِهْيَوْنَ لأَنَّ قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ عَظِيمٌ فِي وَسَطِكِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ12: 6)؛
«7فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَلْتَفِتُ الإِنْسَانُ إِلَى
صَانِعِهِ وَتَنْظُرُ عَيْنَاهُ إِلَى قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ17: 7)؛
«19وَيَزْدَادُ الْبَائِسُونَ فَرَحاً بِالرَّبِّ
وَيَهْتِفُ مَسَاكِينُ النَّاسِ بِقُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ29: 19و23)؛
«11حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ.
اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ».
12لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ
هَذَا الْقَوْلَ وَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالاِعْوِجَاجِ وَاسْتَنَدْتُمْ
عَلَيْهِمَا...15لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «بِالرُّجُوعِ
وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ».
فَلَمْ تَشَاءُوا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ30: 11و12و15)؛
«1وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ
لِلْمَعُونَةِ وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى
الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ
جِدّاً وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ31: 1)؛
«23مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ
صَوْتاً وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ!»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ37: 23)؛
«14لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ
إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ يَقُولُ الرَّبُّ وَفَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ...16تُذَرِّيهَا فَالرِّيحُ تَحْمِلُهَا وَالْعَاصِفُ
تُبَدِّدُهَا وَأَنْتَ تَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ. بِقُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ تَفْتَخِرُ... 20لِيَنْظُرُوا
وَيَعْرِفُوا وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَأَمَّلُوا مَعاً أَنَّ يَدَ الرَّبِّ فَعَلَتْ
هَذَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ أَبْدَعَهُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ41: 14و16و20)؛
«3لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ
مُخَلِّصُكَ. جَعَلْتُ مِصْرَ فِدْيَتَكَ كُوشَ وَسَبَا عِوَضَكَ...14هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكُمْ قُدُّوسُ
إِسْرَائِيلَ: «لأَجْلِكُمْ أَرْسَلْتُ إِلَى بَابِلَ وَأَلْقَيْتُ الْمَغَالِيقَ
كُلَّهَا وَالْكِلْدَانِيِّينَ فِي سُفُنِ تَرَنُّمِهِمْ. 15أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُكُمْ خَالِقُ
إِسْرَائِيلَ مَلِكُكُمْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 3و14و15)؛
«11هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ
إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ: «اسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ. مِنْ جِهَةِ
بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 11)؛
«4فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ47: 4)؛
«17هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ
مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 17)؛
«7هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ فَادِي إِسْرَائِيلَ قُدُّوسُهُ لِلْمُهَانِ النَّفْسِ لِمَكْرُوهِ
الأُمَّةِ لِعَبْدِ الْمُتَسَلِّطِينَ: «يَنْظُرُ مُلُوكٌ فَيَقُومُونَ. رُؤَسَاءُ
فَيَسْجُدُونَ. لأَجْلِ الرَّبِّ الَّذِي هُوَ أَمِينٌ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَدِ اخْتَارَكَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 7)+1؛
«5لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ رَبُّ الْجُنُودِ
اسْمُهُ وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ.
إِلَهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ54: 5)؛
«5هَا أُمَّةٌ لاَ تَعْرِفُهَا تَدْعُوهَا وَأُمَّةٌ لَمْ
تَعْرِفْكَ تَرْكُضُ إِلَيْكَ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ إِلَهِكَ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ
مَجَّدَكَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ55: 5)؛
«9إِنَّ الْجَزَائِرَ تَنْتَظِرُنِي وَسُفُنَ تَرْشِيشَ
فِي الأَوَّلِ لِتَأْتِيَ بِبَنِيكِ مِنْ بَعِيدٍ وَفِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ
مَعَهُمْ لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكِ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ
مَجَّدَكِ...14وَبَنُو الَّذِينَ قَهَرُوكِ يَسِيرُونَ إِلَيْكِ
خَاضِعِينَ وَكُلُّ الَّذِينَ أَهَانُوكِ يَسْجُدُونَ لَدَى بَاطِنِ قَدَمَيْكِ
وَيَدْعُونَكِ «مَدِينَةَ الرَّبِّ» «صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ60: 9و14).
ماذا يعنى بقُدُّوسِ
إِسْرَائِيلُ في هذا السفر إلاَّ شخص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ خالق
إِسْرَائِيلُ وموحده ومجدده خلال عمله الخلاصي ليحميه ويمجده. في كل أصحاح من هذا
السفر يتجلى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كمركز الحديث.
لقد رأى إِشَعْيَاءَ في بدء عمله النبوي
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المخلص جالسًا على عرش مجده والسارافيم يسبحونه: قُدُّوسِ،
قُدُّوسِ، قُدُّوسِ «3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ.
مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ6: 3).
وقد شاهد يُوحَنَّا الرَّسُولِ
في رؤياه الأربعة مخلوقات الحية حاملي العرش الإلهي ينشدون ذات التسبحة في السماء «8وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا
سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً، وَلاَ تَزَالُ
نَهَاراً وَلَيْلاً قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ
قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ
وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ4: 8).
كما سبق فقلنا إن إِشَعْيَاءَ تعلم ألا
يفصل بين قداسة الله المطلقة وأمجاده الأبدية؛ أما دعوته الله «قُدُّوسِ إِسْرَائِيلُ»، فلأنه القُدُّوسِ الذي يقيم
شعبًا مقدسًا له ليشاركه أمجاده الأبدية. هو قُدُّوسِ في ذاته، لكن قداسته تمس
علاقتنا به في صميمها.
تأكيد فكرة قداسة الله تُحطم الفكرة الوثنية
التي سادت بان الله مجرد «بشر فائق Superhuman» أو «جد grand father» «عظيم في السماء».
الله مختلف تمامًا عن خليقته، هو عال، يُغاير عالمه، هو القُدُّوسِ
وحده...لكنه في نفس الوقت غير معتزل خليقته بل هو مقدسها.
بقدر ما أبرز النبي مدى فساد البشرية
حتى الشعب الَّذِي أختاره الرب، أكّد أمانة الله الواحد القُدُّوسِ والقدير من جهة
الخلاص «14لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ
إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ يَقُولُ الرَّبُّ وَفَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ41: 14)؛ «3لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ. جَعَلْتُ مِصْرَ
فِدْيَتَكَ كُوشَ وَسَبَا عِوَضَكَ...14هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكُمْ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَجْلِكُمْ أَرْسَلْتُ
إِلَى بَابِلَ وَأَلْقَيْتُ الْمَغَالِيقَ كُلَّهَا وَالْكِلْدَانِيِّينَ فِي
سُفُنِ تَرَنُّمِهِمْ. 15أَنَا
الرَّبُّ قُدُّوسُكُمْ خَالِقُ
إِسْرَائِيلَ مَلِكُكُمْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 3و14-15)؛ «4فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ47: 4)؛ «17هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ
مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 17...الخ)، ليهبهم شركة سماته «8وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا «الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ». لاَ يَعْبُرُ
فِيهَا نَجِسٌ بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ
لاَ يَضِلُّ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ35: 8)؛ «2فَإِنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ مِنْ مَدِينَةِ الْقُدْسِ
وَيُسْنَدُونَ إِلَى إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 2)؛ «14وَبَنُو الَّذِينَ قَهَرُوكِ يَسِيرُونَ إِلَيْكِ
خَاضِعِينَ وَكُلُّ الَّذِينَ أَهَانُوكِ يَسْجُدُونَ لَدَى بَاطِنِ قَدَمَيْكِ
وَيَدْعُونَكِ «مَدِينَةَ الرَّبِّ» «صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ60: 14)؛ «12وَيُسَمُّونَهُمْ «شَعْباً
مُقَدَّساً» «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ
«الْمَطْلُوبَةَ» «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ62: 12).
وبقدر ما أبرز بطلان الأوثان وعجزها
أكّد أن القدير هُوَ الخالق والمعين والقائد والدينان، في يده الزمن، وبقدرته يحرك
الأمم لتحقيق إرادته المقدسة من جهة مؤمنيه.
ثانياً: الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هو العمل لخلاصنا:
هو يكون فاديًا ومخلصًا «27صِهْيَوْنُ تُفْدَى
بِالْحَقِّ وَتَائِبُوهَا بِالْبِرِّ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ1: 27)؛ «9وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هَذَا
إِلَهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هَذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ.
نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ». 10لأَنَّ
يَدَ الرَّبِّ تَسْتَقِرُّ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ وَيُدَاسُ مُوآبُ فِي مَكَانِهِ
كَمَا يُدَاسُ التِّبْنُ فِي مَاءِ الْمَزْبَلَةِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ25:
9-10)؛ «4قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ
تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ
يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ35: 4)؛ «14لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ
إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ يَقُولُ الرَّبُّ وَفَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ41: 14)؛ «5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ
آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ
وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ
فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ
الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ
أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ
شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ
قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً
وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا
الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ
إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.
11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى
وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ
هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ
لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ
أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ
خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ53: 5-12)؛ «20وَيَأْتِي الْفَادِي
إِلَى صِهْيَوْنَ وَإِلَى التَّائِبِينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فِي يَعْقُوبَ يَقُولُ
الرَّبُّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ59: 20).
إن كانت الأصحاحات الأولى (1-39) تؤكد
كراهية الله للخطية وتأديب الخطاة العاصيين فإن الأصحاحات التالية (40-66) تعلن
خلاص الله العجيب للخطاة من كل الأمم والشعوب.
الله الديان هو بعينه المخلص، يكشف
الجراحات لا لتشهير بها وإنما لمعالجتها برقة وحنو مهما كلفه الثمن. لهذا في كل
مرة يعلن حزمه ضد الخطية سرعان ما يكشف عن عمله الخلاصي ليبعث في النفس الرجاء
المفرح. لقد تحدث إِشَعْيَاءَ بفيض عن الحياة الجديدة التي صارت لنا في الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «18لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. 19هَئَنَذَا صَانِعٌ أَمْراً جَدِيداً. الآنَ
يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقاً فِي
الْقَفْرِ أَنْهَاراً»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 18و19)؛
«2فَتَرَى الأُمَمُ بِرَّكِ وَكُلُّ الْمُلُوكِ مَجْدَكِ
وَتُسَمَّيْنَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُعَيِّنُهُ فَمُ الرَّبِّ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ62: 2)؛ «14لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ
إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ يَقُولُ الرَّبُّ وَفَادِيكَ قُدُّوسُ
إِسْرَائِيلَ. 15هَئَنَذَا قَدْ
جَعَلْتُكَ نَوْرَجاً مُحَدَّداً جَدِيداً ذَا أَسْنَانٍ. تَدْرُسُ الْجِبَالَ
وَتَسْحَقُهَا وَتَجْعَلُ الآكَامَ كَالْعُصَافَةِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ41: 15و16)؛ «17لأَنِّي هَئَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً
وَأَرْضاً جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ65: 17 الخ...).
ثالثاً: الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ عبد يهوه (عبد الرب) :
من أهم المشاكل التي تقف أمام النقاد
هي تعبير «عبد يهوه» أو «عبد الرب» الَّذِي أشير إليه في الأصحاحات ما بين
(40-50) قرابة عشرين مرة: «8وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ
عَبْدِي يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي 9الَّذِي أَمْسَكْتُهُ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ
وَمِنْ أَقْطَارِهَا دَعَوْتُهُ وَقُلْتُ لَكَ: «أَنْتَ
عَبْدِي. اخْتَرْتُكَ وَلَمْ أَرْفُضْكَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ41: 8و9)؛
«1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ...19مَنْ هُوَ أَعْمَى إِلاَّ عَبْدِي وَأَصَمُّ كَرَسُولِي الَّذِي أُرْسِلُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالْكَامِلِ وَأَعْمَى كَعَبْدِ الرَّبِّ؟»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 1و19)؛ «10أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 10)؛ «1وَالآنَ اسْمَعْ يَا يَعْقُوبُ عَبْدِي وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ. 2هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ صَانِعُكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الرَّحِمِ مُعِينُكَ: لاَ تَخَفْ يَا عَبْدِي يَعْقُوبُ وَيَا يَشُورُونُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ... «21اُذْكُرْ هَذِهِ يَا يَعْقُوبُ يَا إِسْرَائِيلُ فَإِنَّكَ أَنْتَ عَبْدِي. قَدْ جَبَلْتُكَ. عَبْدٌ لِي أَنْتَ. يَا إِسْرَائِيلُ لاَ تُنْسَى مِنِّي...26مُقِيمٌ كَلِمَةَ عَبْدِهِ وَمُتَمِّمٌ رَأْيَ رُسُلِهِ. الْقَائِلُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: سَتُعْمَرُ وَلِمُدُنِ يَهُوذَا: سَتُبْنَيْنَ وَخِرَبَهَا أُقِيمُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 1و2و21و26)؛ «4لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 4)؛ «20اُخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ اهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ. بِصَوْتِ التَّرَنُّمِ أَخْبِرُوا. نَادُوا بِهَذَا. شَيِّعُوهُ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. قُولُوا: قَدْ فَدَى الرَّبُّ عَبْدَهُ يَعْقُوبَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 20)؛ «5وَالآنَ قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْداً لَهُ لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ إِلَيْهِ فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ (فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَإِلَهِي يَصِيرُ قُوَّتِي). 6فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 5و6)؛ «10مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدِهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلَهِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ50: 10)؛ «13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ52: 13)؛ «11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ53: 11)، «17كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ54: 17). وتتلخص المشكلة في أمرين:
«1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ...19مَنْ هُوَ أَعْمَى إِلاَّ عَبْدِي وَأَصَمُّ كَرَسُولِي الَّذِي أُرْسِلُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالْكَامِلِ وَأَعْمَى كَعَبْدِ الرَّبِّ؟»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 1و19)؛ «10أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 10)؛ «1وَالآنَ اسْمَعْ يَا يَعْقُوبُ عَبْدِي وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ. 2هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ صَانِعُكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الرَّحِمِ مُعِينُكَ: لاَ تَخَفْ يَا عَبْدِي يَعْقُوبُ وَيَا يَشُورُونُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ... «21اُذْكُرْ هَذِهِ يَا يَعْقُوبُ يَا إِسْرَائِيلُ فَإِنَّكَ أَنْتَ عَبْدِي. قَدْ جَبَلْتُكَ. عَبْدٌ لِي أَنْتَ. يَا إِسْرَائِيلُ لاَ تُنْسَى مِنِّي...26مُقِيمٌ كَلِمَةَ عَبْدِهِ وَمُتَمِّمٌ رَأْيَ رُسُلِهِ. الْقَائِلُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: سَتُعْمَرُ وَلِمُدُنِ يَهُوذَا: سَتُبْنَيْنَ وَخِرَبَهَا أُقِيمُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 1و2و21و26)؛ «4لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 4)؛ «20اُخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ اهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ. بِصَوْتِ التَّرَنُّمِ أَخْبِرُوا. نَادُوا بِهَذَا. شَيِّعُوهُ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. قُولُوا: قَدْ فَدَى الرَّبُّ عَبْدَهُ يَعْقُوبَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 20)؛ «5وَالآنَ قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْداً لَهُ لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ إِلَيْهِ فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ (فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَإِلَهِي يَصِيرُ قُوَّتِي). 6فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 5و6)؛ «10مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدِهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلَهِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ50: 10)؛ «13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ52: 13)؛ «11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ53: 11)، «17كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ54: 17). وتتلخص المشكلة في أمرين:
1. أغلب الإشارات قدمته بكونه إِسْرَائِيلُ
أو يعقوب.
2. تارة يظهر أنه عبد يهوه غير الأمين
وتارة العبد المختار موضع سرور الأب، المتألم لأجل خلاص البشر.
من يكون هذا العبد ليهوه؟
1. في بداية العصر المسيحي وُجد بعض
اليهود يفسرون «عبد يهوه» بكونه المسيا، لكن البعض الآخر رفضوا ذلك لأنهم لم
يكونوا يتوقعون في المسيا ابن داود الَّذِي يقيم المملكة الغالبة أن يتألم، لذا
رأوا أن هذا العبد هو رمز لأمة اليهود...هذا التفسير الأخير لا يقبله المنطق ولا
يتفق مع ما ورد في السفر فقد أعلن النبي بوضوح أنه يتألم لأجل الخلاص، ويعمل من أجل
ذلك «5وَالآنَ قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْداً
لَهُ لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ إِلَيْهِ فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ
(فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَإِلَهِي يَصِيرُ قُوَّتِي). 6فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ
أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً
لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ49: 5و6)؛ «5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ
آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ
إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ
كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي
جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ
ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ
عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ
غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ
نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ
بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي
الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ53: 5-11)، فهل تألمت الأمة اليهودية من أجل خلاص العالم؟
2. حاول بعض النقاد تفسير هذا الشخص
بكونه شخصية تاريخية أو فكرة أسطورية لتقديم مفهوم لاهوتي معين، وقد رفض
التفسيرين. عن الأول يتساءل: من يكون هذا الشخص التاريخي؟ هل هو النبي نفسه أم
آخر؟! واضح أن الحديث لا ينطبق على شخصية تاريخية في العهد القديم. أما
التفسير الثاني فغير مقبول لأن العهد القديم لم يستخدم قط الأساطير التي أتبعها
الشرق الأدنى في ذلك الحين. وقد نرى أن ما ورد عن عبد يهوه إنما يجب تفسيره
مسيانيًا، أي ينطبق على المسيا.
3. يرى البعض أن قد ركز على تسابيح
العبد:
«1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي
سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي
الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً
مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ
يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ
يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ
شَرِيعَتَهُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 1-4)؛
«1اِسْمَعِي لِي أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَاصْغُوا
أَيُّهَا الأُمَمُ مِنْ بَعِيدٍ: الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ
أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي 2وَجَعَلَ
فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ. فِي ظِلِّ يَدِهِ خَبَّأَنِي وَجَعَلَنِي سَهْماً
مَبْرِيّاً. فِي كِنَانَتِهِ أَخْفَانِي. 3وَقَالَ
لِي: «أَنْتَ عَبْدِي إِسْرَائِيلُ الَّذِي بِهِ أَتَمَجَّدُ». 4أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ.
بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ
وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي. 5وَالآنَ
قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْداً لَهُ لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ
إِلَيْهِ فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ (فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ
وَإِلَهِي يَصِيرُ قُوَّتِي). 6فَقَالَ:
«قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ
مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي
إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 1-6)؛
«4أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ
الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ
صَبَاحٍ يُوقِظُ لِي أُذُناً لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ. 5السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُناً وَأَنَا
لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. 6بَذَلْتُ
ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ
الْعَارِ وَالْبَصْقِ. 7وَالسَّيِّدُ
الرَّبُّ يُعِينُنِي لِذَلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذَلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي
كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى. 8قَرِيبٌ
هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُنِي. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ لِنَتَوَاقَفْ! مَنْ هُوَ صَاحِبُ
دَعْوَى مَعِي؟ لِيَتَقَدَّمْ إِلَيّ! 9هُوَذَا
السَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي. مَنْ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ؟ هُوَذَا
كُلُّهُمْ كَالثَّوْبِ يَبْلُونَ. يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ50: 4-9)؛
«13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي
وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا
انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ
الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. 15هَكَذَا
يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ
لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ
فَهِمُوهُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ52: 13حتي 1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ
الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ
وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ
إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ
وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ
عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا
تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ
وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ
لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ
وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا
كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ
عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ
أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ
وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ.
وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ
ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ
مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ
يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا
الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ
إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.
11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى
وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ
هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ
لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ
أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ
خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ53: 12)،
التي لم يذكر فيها العبد بكونه إِسْرَائِيلُ
أو يعقوب إنما تركز على العمل الخلاصي لهذا قبل التفسير المسياني.
4. إن عدنا إلى الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نجد الشماس فيلبس يفسر هذا العبد بكونه الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ «30فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ
فَقَالَ: «أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31فَقَالَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ
يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ
مَعَهُ. 32وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ
الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ
وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
33فِي تَوَاضُعِهِ آنْتُزَعَ قَضَاؤُهُ
وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ؟ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأَرْضِ؟» 34فَأجَابَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ وَقَالَ:
«أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هَذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ
وَاحِدٍ آخَرَ؟» 35فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ
فَاهُ وآبْتَدَأَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ فَبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ»(سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ8: 30-35).
فكيف يقدمه السفر تارة العبد غير
الأمين وأخرى العبد المختار موضع سرور الآب. أن إِسْرَائِيلُ هو عبد الله الَّذِي
لم يستطع أن يَخْلُص بنفسه فاحتاج إلى المختار من قِبَل يهوه العبد الَّذِي
جاء ليحقق رسالة الخلاص. آدم الأول قَبِل مشورة العدو فخل تحت العقوبة وصار في
مذلٍة لتغرّبه عن الله لذا جاء آدم الثاني ليُحطم العدو ويقيم كنيسته (إِسْرَائِيلُ
الجديد) ويعلن حضوره فيها «18هَئَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ
الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ
السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ8: 18)؛ «6صَوِّتِي وَاهْتِفِي يَا سَاكِنَةَ صِهْيَوْنَ لأَنَّ قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ عَظِيمٌ فِي وَسَطِكِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ12: 6)؛ «29تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ
وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى
صَخْرِ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ30: 29)؛ «9وَصَخْرُهُ مِنَ الْخَوْفِ يَزُولُ وَمِنَ الرَّايَةِ
يَرْتَعِبُ رُؤَسَاؤُهُ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِي لَهُ نَارٌ فِي صِهْيَوْنَ
وَلَهُ تَنُّورٌ فِي أُورُشَلِيمَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ31: 9).
إذن ما ورد عن عبد يهوه تارة يتحدث عن
آدم الأول أو الإِنْسَانُ الَّذِي حطمته الخطية وتارة عن آدم الثاني ابن الإِنْسَانُ
الَّذِي حطّم سلطانها.
هذا ويرى البعض أن عبد يهوه يرمز للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، كما يُشير أحيانا إلى كنيسته، إِسْرَائِيلُ
الجديد، بكونها العروس المتحدة به، وجسده المتمتع بخلاصه.
رابعاً: الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هو المسيا الغصن أو القضيب:
«1وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ
غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ 2وَيَحِلُّ
عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ
وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ11: 1و2)؛
«2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ
يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ
فَنَشْتَهِيهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ53: 2).
خامساً: الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هو النور
كثرة استخدام صور النور والظلام كرمز
لمعرفة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ والجهل رمزاً
لبعد عنه والالتصاق بالخطية؛ استخدم النور مجازيا 18مرة على الأقل والظلام 6 مرات،
وقابل بين الاثنين 9 مرات «20وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ
شَرّاً الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُوراً وَالنُّورَ ظَلاَماً الْجَاعِلِينَ
الْمُرَّ حُلْواً وَالْحُلْوَ مُرّاً ...30يَهِرُّونَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَهَدِيرِ
الْبَحْرِ. فَإِنْ نُظِرَ إِلَى الأَرْضِ فَهُوَذَا ظَلاَمُ الضِّيقِ وَالنُّورُ
قَدْ أَظْلَمَ بِسُحُبِهَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ5: 20و30)؛
«10فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ
تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَالْقَمَرُ لاَ
يَلْمَعُ بِضُوئِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ13: 10)؛
«16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا.
فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ
نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ
أَتْرُكُهُمْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 16)؛ «10مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ سَامِعٌ لِصَوْتِ
عَبْدِهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟
فَلْيَتَّكِلْ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلَهِهِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ50: 10)؛ «10وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ وَأَشْبَعْتَ
النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ
الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ58: 10)؛ «9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ
يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي
ظَلاَمٍ دَامِسٍ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ59: 9)؛ «1قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ
وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. 2لأَنَّهُ
هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا
عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. 3فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ وَالْمُلُوكُ فِي
ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ60: 1-3).
0 التعليقات:
إرسال تعليق