إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
تأليف: القس جيمس أَنِس
اسم المُرَاجِع والمنقِّح:
الدكتور القس منيس عبد النور
راعي الكنيسة الإنجيلية
بقصر للدوبارة. القاهرة
السؤال الْخَامِسُ عَشَرَ
مَنْ أين استقى موسى
أخبار الخليقة المذكورة فِي سِفْرُ التَّكْوِينِ؟
لا
شك أن الله أعلن ذلك لموسى بالوحي، فليس للبشر وسيلة للوصول إِلَى ذلك بدون
الإعلان الإلهي. وقال قومٌ إنه أُعلن لموسى فِي رؤيا، كمَا أُعلن سِفْرُ الرؤيا
ليوحنا. لكن ليس عندنا مَا يثبت هذا، بل بالعكس، فإن سِفْرُ التَّكْوِينِ يخلو مَنْ
أية عبارة تدل عَلَى أنه رؤيا، فلم يبدأ بالقول «الرؤيا
التي رآها موسى» ولا «رفعتُ عينيَّ وهوذا كذا»،
بل يبدأ كتابه كمَا يبدأ غيره مَنْ المؤرخين.
واعتبر
آخرون خبر سِفْرُ التَّكْوِينِ بالخَلَقَ مَنْ أنواع الشِّعر وحسبوه «مزمور الخليقة» وهذا أيضاً مشكوك فيه، فليس فيه
خصائص الشعر العِبري، بل هُوَ نثرٌ بسيط، ذُكرت فيه سلسلة حوادث خَلَقَ الكون عَلَى
نسقها الطبيعي. وليس لنا دليل مقنع عَلَى كيفية حصول البشر عَلَى هذا الخبر،
والأرجح أن الله أعلنه مباشرةً لآدم أو لغيره مَنْ رؤساء الآباء القدماء، فكُتب
وحُفظ لعهد موسى الَّذِي افتتح به هذا السِفْرُ، وكتبه فيه بإرشاد الله ووحيه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق