1)
أسئلة عن الخليقة
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
عن كتاب علم اللاهوت النظامي (بتصرف وتبسيط)
تأليف: القس جيمس أَنِس
اسم المُرَاجِع والمنقِّح: الدكتور القس منيس عبد النور
راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة. القاهرة
السؤال الْعَاشِرُ
مَا هي أشهر المذاهب الإلحادية الحديثة فِي أصل الكون؟
نشأت
تِلْكَ المذاهب عن آراء القدماء، بالرغم مَنْ نور الوحي الكامل عند العصريين،
وبالرغم مَنْ الأدلة الطبيعية والتاريخية والروحية عَلَى وجود الله وعلاقته
الحقيقية بالكون. فخطؤهم فِي هذه المسألة أشد مَنْ خطأ القدماء الذين لم يكن لهم
مثل هذا النور. والغريب أن أكثر المذاهب الوثنية القديمة لا تزال عاملة فِي عقول
العصريين، ولو أنها اتخذت أشكالاً جديدة توافق ذوق أهل هذا العصر ومَا فيه مَنْ المعارف
والعلوم الكثيرة. ومَنْ المذاهب الإلحادية الحديثة مَا يأتي:
أولاً: مذهب «ألوهية الكون أو وحدة
الوجود» (تحدثنا عنه في السؤال التاسع من هذه الوحدة) الَّذِي جدده أهل
الفلسفة الإلحادية فِي القرن 17 ومَا بعده. ومَنْ أشهر هؤلاء سبينوزا اليهودي
أصلاً والهولندي موطناً، وأيضاً فِختِه وشيلنج وهيجل.
ثانياً: مذهب الماديين، وهُوَ أن المادة
أزلية مستقلة عن الله (عند مَنْ اعتقد بوجود الله منهم) وأنها مركز الحياة
والقوى العقلية والروحية، ومنها صدرت جميع الموجودات عَلَى أنواعها بدون استثناء
ونمت وتقدمت بدون عمل الْخَالِق. وهم يعتقدون أن المادة قادرة بنفسها عَلَى إيجاد
الحياة والقوى العقلية، وأن العقل ناشئ منها ولا يختلف عنها فِي شيء مَنْ صفاته،
وأن الأفكار تتولد بواسطة حركات مواد الدماغ كمَا تتولد الصفراء فِي الكبد، إذ لكلٍّ
منهمَا أصل مادي. وهذا المذهب يعظم الحس الجسدي ويرفع شأن الحواس الخمس عَلَى قوى
الإنسان العقلية الروحية، لأن الضمير والمشاعر الدينية والبديهيات الأخلاقية
والتمييزات العقلية والشعور وأصل الكون وكُلّ مَا فيه عند أهل هذا المذهب إنمَا هي
المادة عَلَى هيئات متنوعة. وقد أوضحنا سابقاً تعاليم الماديين وخصائصها وأضرارها.
الرد على الذين يعتبرون
كل الحقائق، سواء كانت عقلية أم مادية، مجرد أوهام في العقل:
قالوا إن العالم المادي غير موجود، وإن
كل ما نراه أو نشعر به صورة وهمية في عقولنا فقط. ولو صدق كلامهم فلا يكون هناك
وجود حقيقي لا للأرض ولا للسماء، ولا للإنسان، ولا لله. وهذا القول يخالف حكم
العقل السليم، إذ كيف اتفقت عقول البشر جميعاً على أوهام.
ثالثاً: مذهب النشوء، وهُوَ أن
أصل هذا الكون جوهر مادي له خواص التوالد والنمو والارتقاء، وأنه مَنْ فعل
النواميس الطبيعية. وقد نشأ النبات والحيوان والإنسان والعالم أجمع مَنْ ذلك الجوهر.
واختلف أهل هذا المذهب فِي ماهية ذلك الجوهر الأصلي وفِي أصله. وكُلّ آرائهم
افتراضات عقلية، فجماعة منهم اعتقدت أنه مخلوق، وأقرُّوا بوجود خالق، وآخرون قالوا
إنه طبيعي الأصل، فشابهوا مذهب الماديين. وسنتحدث عن هذا المذهب بالتفصيل فِي أسئلة
قادمة. وأمَا المسيحي فيجب أن يتمسك باعتقاده أن الله هُوَ خالق هذا الكون
والمعتني به، وأن يقبل كُلّ مَا يتحققه مَنْ الطبيعة فِي شأن كيفية إتمام ذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق