• اخر الاخبار

    هل يعقل أن الله ثلاثة ؟ د. القس / سامي منير اسكندر








      مباحث للعقلاء والمفكرين
           المبحث الرابع



    هل يعقل أن 

    الله ثلاثة ؟




      إعداد

         د. القس / سامي منير اسكندر

    باحث ومحاضر في الدين المقارن










    الكتاب          :  مباحث للعقلاء والمفكرين (المبحث الرابع).

    هل يعقل أن الله ثلاثة؟
    المؤلف والناشر : د. القس سامي م. إسكندر.

    مصمم الغلاف  : مركز فيلادلفيا للدعاية والأعلان

               ت  : 0121960656

    رقم الإيداع     :   7119/ 2008 .

    الترقيم الدولى  : 3-5546-17-977.

    الأخراج الفني  : مركز فيلادلفيا للدعاية والأعلان
               ت  : 0121960656
            
    جميع حقوق الطبع أو إعادة النشر محفوطة للناشر.    

    يطلب من الناشر ت: 01006847876 - 01112385575

    ومن المكتبات المسيحية.









    «إن للآب أقنوما متميزاً والإبن أقنوما متميزاً، والروح القدس أقنوما متميزا كذلك. ولكن الآب والأبن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوي، وجلال أبدي، الآب غير محدود والأبن غير محدود، والروح القدس غير محدود، لكن ليسوا ثلاث آلهة غير محدودين» 
                                       القديس أثناسيوس الرسولي

    «إن فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى في ديانات ذلكَ العصر الكتابية أو غير الكتابية ويستكمل قائلا فليس لها شبيه في العبادات الوثنية بأسرها. فالإيمان بالله على تلك الصفة التي تنفرد بها المسيحية إنما هو فتح جديد لرسالة السيد المسيح، لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها رسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين، وهي لم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو من هناك بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة!!».
    الكاتب المصري المعروف عباس محمود العقاد
    في كتابه عن الله (ص 149و150)








    الفهرست                                                          الصفحة

    تقديم          :                                                          5

    فاتحة الكتاب  :                                                           7

    الفصل الأول  : هل يعقل وجود أكثر من إله واحد؟!                    11

    الفصل الثاني  : ما هي نوع وحدانية الله؟                               25
    الفصل الثالث  : ما هي الوحدانية اللائقة بالله؟                         33
    الفصل الرابع  : هل تعلم التوارة عن وحدانية الله؟                      39
    الفصل الخامس: فكرة التعدد في الوحدانية هل توجد في خليقة الله؟     45
    الفصل السادس: هل الله معلناً في ثلاثة أقانيم؟                         51
    الفصل السابع : هل تعليم التثليث من الكتاب المقدس؟                   73
    الفصل الثامن : ما هي لزوم هذه العقيدة؟                            101
    الفصل التاسع: ما هو التثليث الذي حاربه الإسلام؟                    105
    الفصل العاشر: هل يصادق الإسلام على صحة عقيدة الثالوث؟         121
    أخيراً: الإسلام والثالوث.                                                135       
    الخاتمة                                                              155
    المراجع                                                               163






    تقديم
    يقدم الصديق القس سامي منير بحثاً قيماً في موضوع الثالوث وهو من الموضوعات الهامة جداً لإيماننا المسيحي.
    وهو يقدم خبرة طويلة من التعامل مع مثل هذه الأسئلة اللاهوتية من عشرات الباحثين عن الحق.
    يسرني جداً أن يطلب مني تقديم هذا الكتاب القيم لما أكمه من محبة واحترام لمؤلفه الذي تربطني به صداقة وزمالة أعتز بها.
    أصلي أن يجد كل باحث عن الحق في هذا البحث المستفيض ما يريح قلبه ويوصله إلى نور الإيمان والحق في المسيح يسوع.
                                                القس
                                        عاطف سامي برنابا
                                       القاهرة مارس 2008    







    فاتحة الكتاب
    عدم فهمنا سر التثليث لا يثبت أنه مستحيل أو أنه ضد العقل السليم، فنرفضه. إن صحَّ أن نرفض التثليث لأنه فوق عقولنا، فيلزم أن نرفض غيره من معلَنات اللَّه التي تفوق إدراكنا، مثل عقيدة أن اللَّه: قائم بنفسه، وأزلي، وعلة العلل، وغير معلول وموجود في كل مكان في وقت واحد، وعالم بكل شيء وبكل ما يحدث منذ الأزل إلى الأبد في كل وقت، وأن علمه لا يقبل الزيادة أو النقصان. لذا فسر التثليث ليس بأعظم الأسرارالأخرى المعلنة لنا في اللَّه.
    ولما كان يحق للَّه أن يعلن لنا تعليماً دون أن يشرحه بالتفصيل، وكان يجب علينا أن نقبل ذلك منه بالتواضع والإيمان القلبي، لذا وجب علينا أن نقبل تعليم الثالوث كما نقبل تعليم الوحدانية بدون تفسير لكيفيته بالتفصيل. وكلام التوراة والإنجيل في هذه القضية يؤهلنا لرفض التفاسير الكاذبة أو الناقصة في قضية التثليث. أما إدراك حقيقة التثليث والاطلاع على غوامضه والتمكن من إيضاحه فلا تتم إلا بواسطة النور السماوي المعلَن في كلمة اللَّه، وتوضيح الروح القدس، اللذَان يشرقان على عقولنا المظلمة بنعمة اللَّه «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ»([1]).
    وما نراه من فرقٍ في خواص الأحياء من الأدنى إلى الأعلى، يحملنا على القول بأن الحياة التي هي أسمى من حياة البشر تمتاز عنها في خواصها. فحياة الإنسان أعلى مرتبة من حياة البهائم، وحياة الملائكة أعلى مرتبة من حياة الإنسان. لذا فمن مقتضيات العقل السليم أن نقر بأن حياة اللَّه تمتاز عن حياة سائر المخلوقات. فلا يوجد إذاً ما يمنعنا عقلاً عن الأقرار بالامتياز الأقنومي في الجوهر الواحد، لأنه هو ما تمتاز به حياة اللَّه عن كل ما سواها في الكون. وهذا هو مدلول الإعلانات الإلهية في تعليم ثلاثة أقانيم في جوهر واحد.
    مقـدّمة منطقية: هل العقل يستوعب حقائق الإيمان؟
    عجز العقل عن استيعاب كل الحقائق المختصّة بالثالوث: موضوعنا الذي سنبحثه الآن هو "الله المثلث الأقانيم في ضوء أسئلة العقل". يحاول الإنسان أنْ يضع الله المثلث الأقانيم، سرّ الله كلّه، في ميزان عقله. وقد يكون هذا طموحًا، إنْ لم يكن غرورًا وكبرياءً، إذ كيف يستطيع الإنسان المحدود، بعقله المحدود، أنْ يقيِّم ويضع في ميزان عقله سرّ الله المثلث الأقانيم، الذي هو سرّ الله؟
    ولعلّ بعضنا يذكر قصة القديس أغسطينوس([2]) أسقف هيبو، الفيلسوف الكبير الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، وهو من أعظم شخصيّات تاريخ الكنيسة. كان يتمشّى في أحد الأيّام على شاطئ البحر ذهابًا وإيابًا، يتأمّل في الله المثلث الأقانيم، ويحاول أنْ يحلّ مشاكله، ليرى كيف يمكن أن يكون ثلاثة في واحد، وواحدًا في ثلاثة. وبينما هو كذلك، رأى طفلاً وقد حفر حفرة صغيرة على الشاطئ وراح يملأ هذه الحفرة من ماء البحر بواسطة صدفة صغيرة. إبتسم له أوغسطينس وقال له: ماذا تفعل؟ أجاب: أريد أنْ أضع البحر في هذه الحفرة. قال له أوغسطينوس: هذا مستحيل، يا حبيبي، لأنّ الحفرة صغيرة جدًا. فردّ عليه الطفل: كذلك أنت عندما تحاول أنْ تضع الثالوث الأقدس، وهو أعمق الأسرار فى عقلك المحدود. واختفى الطفل من أمام أوغسطينوس.
    لا أعلم هل هذه القصّة واقعيّة أمّ خياليّة، لكنّ المهم أنَّ الغرض منها واضح، وهو أنَّ الإنسان يجد عقله عاجزًا، حين يحاول أنْ يضع سرّ الله في عقله المحدود.
    v   العقل العاجز يقبّل حقائق الإيمان
    قد يبدو هذا العنوان متناقضًا مع سالفه، ولكنّ هذا غير صحيح، إذْ إنَّ الإنسان، عندما يولد في إطار عائلة مسيحيّة، يقبل إيمانًا موروثًا عن أهله، ويقبله بطريقة تلقائيه طفولية صالحة لعمره الصغير. فإنْ ظلَّ على هذا المستوى - مستوى الإيمان التلقائي الطفولي المسلّم به - بعد أن كبر، قد يكون هذا خطأ، إذْ إنَّ الله منحنا ما نسمّيه العقل، ونحن نستخدم هذا العقل لحلّ مسائل الرياضة والعلوم واللغات والتجارة والعمارة وحلّ مشكلات الحياة. نستخدمه في كلّ المجالات، ولكن، حين نصل إلى المستوى الإيمانيّ، نقول: "قف، لا تستخدم عقلك، إنّ في استخدامه لخطرًا". لماذا؟
    هل هناك تناقض بين الإيمان الذي يأتي من الله، والعقل الذي هو أيضًا من الله؟ هل نعتبر الإنسان الذي يتساءل حول إيمانه مخطئًا؟
    أقـول: لا، وليس مسموحًا فقط أن يستخدم العقل في مجال الإيمان والدين، بلّ إنَّ ذلك واجب ضروريّ وحتميّ.
    على كلّ إنسان، حين يتعدّى المرحلة الإبتدائيّة، وبالطبع الإعداديّة والثانويّة، أنْ يدخل في حوار بينه وبين إيمانه، لأنَّ هذا العقل هبة من الله، فلا نتركه عقيمًا. حاول أنْ تتعقّل إيمانك، ويجب أنْ يكون هناك تفاعل بين الإيمان والعقل. العقل يعقل الإيمان، والإيمان يؤمن العقل. وهذا التفاعل مثمر، إذ نتج عنه ما نسمّيه علم اللاهوت. فعلم اللاهوت هو المحاولة التي نستعملها الآن معًا حتى نتعمّق في سرّ من أسرار المسيحيّة الأساسيّة في ضوء العقل، وهذه محاولة لا بدّ منها. لا يمكن أنْ نستمر في ترديد جُمَل محفوظة عن ظهر القلب، حتّى إذا سُئِلنا عن إيماننا، نقول: "هذا هو إيماننا"..."كيف؟...وضّح...لا أعرف، هذا هو إيماني". هل هذه إجابة كافية؟
    يعتقد بعضهم أنَّ هذا البحث الإيماني واجب على القسوس فقط. ولكن القسوس لا يذهبوا إلى الجامعة، والورشة، والمصنع. فعلى المؤمن أنْ يبشر بالإيمان في كلّ الأماكن التي يصل إليها. كلّنا مبشرين وكارزين، وليس هناك فرق بين القسوس والمومنين في هذا المجال. علينا جميعًا أنْ نحمل هذا الإيمان إلى كل الأماكن التي نعيش فيها. فالاجتهاد في فهم الإيمان واجب على كلّ مؤمن.

     

     

     

     

    إهداء

       إلى كل
    الباحثين عن الحق الذين بأسئلتهم
    ساعدوني إلى الوصول نور الحق
    إلى
    العقلاء والمفكرين
    إلى كل من يشتاق لمعرفة الحق
    أقدم لهم هذا المبحث الرابع





    [1] الإنجيل، رسالة الرسول 1كورنثوس اَلأَصْحَاحُ 12 الآية 3.
    [2] كان القديس أغسطينوس أسقف هيبو (354 – 430م).
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: هل يعقل أن الله ثلاثة ؟ د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top