شَارُونَ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
كلمة عبرية معناها سهل أي أرض مستوية، وهي :
أولاً: أكبر سهل ساحلي في فلسطين يمتد لمسافة نحو
خمسين ميلًا من جنوبي جبل الكَرْمَلُ شمالاً إلى أن يصل إلى القرب من يافًا جنوبًا،
فهو يمتد بين نهر اليرقون جنوبا إلى نهر الزرقا شمالاً (أو من قيصرية إلى يافًا).
ويتراوح عرضه ما بين ستة أميال إلى اثني عشر ميلًا، وتحف به من الشرق مرتفعات
أفرايم.
وقد اشتهر سال شَارُونَ بخصوبته وصلاحيته للزراعة المستقرة «9نَاحَتْ ذَبُلَتِ الأَرْضُ. خَجِلَ
لُبْنَانُ وَتَلِفَ. صَارَ شَارُونُ كَالْبَادِيَةِ. نُثِرَ بَاشَانُ(وتكتب في العبرية
- علي الأغلب - معرفة الباشان، ومعناها الأرض السهلة الخصبة المثمرة وهي في الطرف
الشمإلي من شرقي الاردن) وَكَرْمَلُ (نسبة إلى مدينة كَرْمَلُ (سِفْرُ يَشُوع15: 55)»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ33: 9)،
«2يُزْهِرُ إِزْهَاراً وَيَبْتَهِجُ
ابْتِهَاجاً وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ
وَشَارُونَ. هُمْ يَرُونَ مَجْدَ الرَّبِّ بَهَاءَ إِلَهِنَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ35: 2)،
«1أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ سَوْسَنَةُ
الأَوْدِيَةِ»(سِفْرُ
نَشِيدُ الأَنْشَادِ2: 1)،
وكذلك صلاحيته للمراعي «29وَعَلَى الْبَقَرِ السَّائِمِ فِي
شَارُونَ شَطْرَايُ الشَّارُونِيُّ. وَعَلَى الْبَقَرِ الَّذِي فِي الأَوْدِيَةِ
شَافَاطُ بْنُ عَدْلاَيَ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ27: 29)، «10فَيَكُونُ شَارُونُ مَرْعَى غَنَمٍ
وَوَادِي عَخُورَ مَرْبِضَ بَقَرٍ لِشَعْبِي الَّذِينَ طَلَبُونِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ65: 10).
ولا يذكر سهل شَارُونَ إلا مرة واحدة في الإِنْجِيل باسم سَارُونَ وذلك بمناسبة شفاء إينياس من الفالج الذي
ألزمه الفراش ثماني سنوات، ورآه جميع الساكنين في لدة وسارُونَ الذين رجعوا إلى الرب «33فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَاناً اسْمُهُ
إِينِيَاسُ مُضْطَجِعاً عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ وَكَانَ مَفْلُوجاً. 34فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ يَشْفِيكَ يَسُوعُ
الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ. 35وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي
لُدَّةَ وَسَارُونَ الَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ9: 33-35).
وكانت الأنهار - وبخاصة في الجهات الشمالية - تكوِّن الكثير من المستنقعات،
ولكن طرق الصرف الحديثة، حولت هذه المستنقعات إلى مزارع وبساتين للموالح. ولعق في
الشمال مدينة سوكوه التى كانت مقر ابن حسد الذي كان أحد وكلاء سليمان الملك «10ابْنُ حَسَدَ فِي أَرُبُوتَ. كَانَتْ لَهُ
سُوكُوهُ وَكُلُّ أَرْضِ حَافَرَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ4: 10).
كما كانت كل من دور والجلجال مقراً لأحد صغار الملوك الذين هزمهم يشوع «23مَلِكُ دُوَرٍ فِي مُرْتَفَعَاتِ دُوَرٍ
وَاحِدٌ. مَلِكُ جُويِيمَ فِي الْجِلْجَالِ وَاحِدٌ»(سِفْرُ يَشُوع12: 23).
ويبدو أن أُونُوَ وَلُودَ في الجنوب، وكانتا مدينتين محصنتين «12وَبَنُو أَلْفَعَلَ: عَابِرُ وَمِشْعَامُ
وَشَامِرُ, وَهُوَ بَنَى أُونُوَ وَلُودَ وَقُرَاهَا»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ8: 12)، «33بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو
سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ»(سِفْرُ
عَزْرَا2: 33)، «37بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو
سَبْعُ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ»(سِفْرُ نَحَمْيَا7: 37)، ووادي الصناع «35وَلُودٍ وَأُونُوَ وَادِي الصُّنَّاعِ»(سِفْرُ نَحَمْيَا11: 35)، «19وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ,
لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: لِئَلَّا يَعْمَلَ الْعِبْرَانِيُّونَ
سَيْفاً أَوْ رُمْحاً. 20بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى
الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ
وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ13: 19و20)، قد سكنها الراجعون من السبي.
وبهاء شَارُونَ «2يُزْهِرُ
إِزْهَاراً وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجاً وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ
لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرُونَ مَجْدَ الرَّبِّ بَهَاءَ
إِلَهِنَا»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ35: 2)،
مثل كبرياء الأردن «5إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ
فَأَتْعَبُوكَ فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ
مُنْبَطِحاً فِي أَرْضِ السَّلاَمِ فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي كِبْرِيَاءِ الأُرْدُنِّ؟»(سِفْرُ إِرْمِيَا12: 5)، «19هُوَذَا يَصْعَدُ كَأَسَدٍ مِنْ كِبْرِيَاءِ الأُرْدُنِّ
إِلَى مَرْعًى دَائِمٍ. لأَنِّي أَغْمِزُ
وَأَجْعَلُهُ يَرْكُضُ عَنْهُ. فَمَنْ هُوَ
مُنْتَخَبٌ فَأُقِيمَهُ عَلَيْهِ؟ لأَنَّهُ
مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟»(سِفْرُ إِرْمِيَا49: 19)، فيهما إشارة إلى أشجار البلوط والزراعات الغنية التي
تغطي المنطقتين. ولكن يبدو أنهما أهملتا في وقت من الأوقات، وأصبحتا أشبه بالصحراء
«9نَاحَتْ
ذَبُلَتِ الأَرْضُ. خَجِلَ لُبْنَانُ وَتَلِفَ. صَارَ شَارُونُ كَالْبَادِيَةِ.
نُثِرَ بَاشَانُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ33: 9)،
لا تصلح إلا للرعي «16وَسَكَنُوا فِي جِلْعَادَ فِي بَاشَانَ
وَقُرَاهَا وَفِي جَمِيعِ مَسَارِحِ شَارُونَ عِنْدَ مَخَارِجِهَا»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ5: 16)، «10فَيَكُونُ شَارُونُ مَرْعَى غَنَمٍ
وَوَادِي عَخُورَ مَرْبِضَ بَقَرٍ لِشَعْبِي الَّذِينَ طَلَبُونِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ65: 10)، فقد كان شطراي الشَارُونَي مشرفا على البقر السائم في شَارُونَ في أيام داود الملك «29وَعَلَى الْبَقَرِ السَّائِمِ فِي
شَارُونَ شَطْرَايُ الشَّارُونِيُّ. وَعَلَى الْبَقَرِ الَّذِي فِي الأَوْدِيَةِ
شَافَاطُ بْنُ عَدْلاَيَ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ27: 29).
ونرجس شَارُونَ الذي تتغنى به عروس النشيد «1أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ سَوْسَنَةُ
الأَوْدِيَةِ. 2كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ
كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ. 3كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ كَذَلِكَ حَبِيبِي
بَيْنَ الْبَنِينَ. تَحْتَ ظِلِّهِ
اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ
حُلْوَةٌ لِحَلْقِي»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ2: 1-3)،
يشير إلى الزهور الجميلة التي يتعاقب ظهورها طوال الفصول الأربعة فى سهل شَارُونَ.
ثانياً: شَارُونَ فى جلعاد في شرقي الأردن «16وَسَكَنُوا فِي جِلْعَادَ فِي بَاشَانَ
وَقُرَاهَا وَفِي جَمِيعِ مَسَارِحِ شَارُونَ عِنْدَ مَخَارِجِهَا»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ5: 16)، وكانت أرض مراعٍ جيدة. ويظن البعض أن شَارُونَ هنا تحريف لكلمة سريون أي أنها إشارة إلى
مراعي جبل حرمون، بينما يرى البعض الآخر أنها هضبة جلعاد بين حشبون ووادي أرنون «10كُل مُدُنِ السَّهْلِ وَكُل جِلعَادَ
وَكُل بَاشَانَ إِلى سَلخَةَ وَإِذْرَعِي مَدِينَتَيْ مَمْلكَةِ عُوجٍ فِي
بَاشَانَ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة3: 10).