• اخر الاخبار

    الفصل التاسع ما هو التثليث الذي حاربه الإسلام؟ د. القس / سامي منير اسكندر




    مباحث للعقلاء والمفكرين


    المبحث الرابع



    هل يعقل أن الله ثلاثة ؟ 



     إعداد


    د. القس / سامي منير اسكندر



    باحث ومحاضر في الدين المقارن 


    الفصل التاسع

    ما هو التثليث الذي حاربه الإسلام؟

    تعتقد المسيحية أن الله واحد الذات، مثلث الأقانيم. وهي بذلك لا تنافي الوحدانية، لأنها لا تُعلّم بتعدد أو ولادة تناسلية، كما ينعتها مناوئوها. فالقول بأن الإسلام قد حارب المسيحية في هذا المعتقد قول مردود، فهو لم يحارب ثالوث المسيحية الصحيحة، وإنما حارب تعليمًا يقول بالتعدد والإشراك والولادة التناسلية. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
    أمّا ثالوث المسيحية الأقدس فقد تكلم عنه القرآن بكل تقديس وتبجيل، مما يؤيد القول بأنه حارب معتقدًا غير المعتقد الذي ندين به، وتعلمنا إيّاه المسيحية الحقة، يثبت ذلك من:
    v  التثليث الذي حاربه القرآن هو تثليث التعدد والإشراك:
    قلنا إنّ المسيحية تعلم بتثليث لا ينقض الوحدانية أو ينافيها، فهي تؤمن بالآب والابن والروح القدس إله واحد في جوهره. وهي لا تعلّم قط بتعدد الآلهة، بل تنكر هذا التعليم إنكارًا كليًا. وقانون إيماننا يبدأ بالقول: نؤمن بإله واحد. ولو كانت المسيحية تقصد بالتثليث التعدد والإشراك لما صرحت بأن هذا التعليم فوق الإدراك، وهي لم تصرح بذلك إلا لما تعتقده من عدم مناقضته لوحدانية الله. والثابت المقرر أن الإسلام حارب تعليمًا يشير إلى تعدد الآلهة أو الإشراك بالله.
    قال في سورة النساء 4: 171: ﴿وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ولَقَدْ كَفَرَ الّذينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ»...«إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ لَقَدْ كَفَرَ الّذينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إلا إِلَهٌ وَاحِدٌ ([1])،﴿واتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ([2])،﴿وإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ؟ ([3]).
    فواضح من هذه الآيات أنها تحارب تعليمًا يحمل معنى الإشراك بالله وتعدد الآلهة، وأنها تدعو إلى الإيمان بوحدانية الله. وبما أن المسيحية لا تعلّم بإشراك ولا بتعدد بل تؤمن بإله واحد، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فيثبت إذًا أن الإسلام إنما حارب تثليثًا غير ثالوث المسيحية، وتعليمها، وعقيدتها...
    والذي يؤيد هذه الحقيقة الآية الأخيرة، على نوع خاص، إذ أشار فيها إلى اعتبار العذراء القديسة مريم ركنًا من الأركان الثلاثة حيث تقول: «وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟» والحق أن المسيحية لم تعتقد يوماً ما بتأليه العذراء أو باعتبارها ركناً من أركان الثالوث الأقدس في الإله الواحد.
    وإذاً فقد تقرر أن هذا التعليم الذي أراد الإسلام أن يحاربه كان تعليمًا منافياً لتعليم المسيحية، بعيدًا عن معتقدها البعد كله. ويظهر أن حملات الإسلام على هذا التعليم كانت موجَّهة ضد بدعة كانت قد ظهرت ونادت بتأليه العذراء القديسة مريم. وهذه البدعة لم يتجند لحربها الإسلام وحده، بل لقد حاربتها المسيحية حربًا لا هوادة فيها حتى قضت عليها. فالإسلام في حملاته هذه إنما كان متجندًا مع المسيحية جنبًا لجنب لمحاربة بدعة أبغضتها الكنيسة وقاومتها.
    وفـي آية بحثنا دليل آخر على هذه الحقيقة حيث تقول: «إلهين من دون الله». وتعليم المسيحية عن الثالوث لا ينطبق عليه هذا القول، فهي لا تعلّم بالمسيح إلهًا من دون الله، ولكنها تعلم أن المسيح والآب واحد بلا تعدد ولا افتراق. وقد أشار المسيح إلى ذلك في قوله: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»([4]). فمن كل هذه الوجوه يثبت أن تعليم التثليث الذي قاومه الإسلام لم يكن تعليم المسيحية عنه. وإنما كانت حربه موجهة ضد طوائف لا صلة بينها وبين المسيحية، ولا وجه للشبه بين عقيدتها وعقيدتهم.
    وأما الآية التي تقول: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ويستند إليها البعض خطأ زاعمين أن الثلاثة الذين ذُكروا فيها هم ثالوث المسيحية الأقدس، فتلك آية قيلت في حق طائفة المرقونية الذين لفظتهم الكنيسة وحرمت أتباعهم، لأنهم كانوا يقولون بتثليث باطل، ويؤمنون بثلاثة آلهة: عادل أنزل التوراة، وصالح نسخها بالإنجيل، وشرير هو إبليس.
    كما حارب الإسلام طائفتي المانوية والديصانية اللتين تقولان بإلهين اثنين: أحدهما للخير وهو جوهر النور والثاني للشر، وهو جوهر الظلمة فقال في حقهم: ولا تتخذوا إلهين اثنين.
    لقد كانت هذه الطوائف وأشباهها شر ما مُنيت به المسيحية قبل الإسلام وبعده ولا يزال حكمهم في الكنيسة حكم المذاهب الخارجة في الإسلام، الذين عَدَلوا عن الكتاب والسنّة، كطائفة النصيرية القائلة بأن الله جل شأنه حلّ في جسد علي بن أبي طالب وتكلم في لسانه. وإذًا فالإسلام لم يحارب تثليث المسيحية الصحيحة كما يظن البعض، والمسيحية لا تعتبر مقاومته تلك التعاليم المنافية لتعاليمها مقاومة لها.
    v  البنوّة التي حاربها الإسلام تناسلية
    إن المسيحية في اعتقادها عن الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، وكلامها عنه (كابن) لا تقصد بنوّة تناسلية يسبق بها الوالد ولده، بل هي بنوّة معنوية يقصر العقل عن إدراكها. أما البنوّة التي حاربها الإسلام عند مقاومته تعليم التثليث فهي بنوّة تناسلية، مخالفة كل المخالفة للعقيدة المسيحية في بنوّة المسيح، وإليك الآيات التي أشار فيها إلى هذا التعليم وقاومه فيها:
    ﴿وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ([5]).﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ([6]).﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ([7]).﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً ([8]).﴿مَا كَانَ للّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ([9]).
    ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً...أَنْ ﴿دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَداً...وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ([10]).﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً ([11]).
    ﴿مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَدٍ ([12]).﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً ([13]).﴿قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ([14]).
    تلك هي الآيات القرآنية التي أشارت إلى نسبة البنوّة لله، بولادة تناسلية، يدل على ذلك الصاحبة والولد. والمسيحية بريئة من هذه العقيدة كل البراءة. والإسلام في محاربته هذا التعليم إنما كان يحارب تعليماً غريباً عن تعاليم المسيحية. والمسيحية لا ترى هذه الحرب موجهة ضدها، ولا شأن لها بها.

    v  الخلاصة
    إن القرآن في تعصّبه للوحدانية، ومحاربته لتعليم التثليث، لم يحارب ثالوث المسيحية، وهذه الحرب لم تضر المسيحية بشيء، بل هي على العكس من ذلك. قد أفادت المسيحية ووقفت في صفها إزاء تعليمها عن الثالوث الأقدس، لأنها على الأقل قد أثبتت أن هذا التعليم قديم يرتقي عهده إلى ما قبل ظهور الإسلام.
    v عمانوئيل الله معـنا
    في سنة 905 هـ دارت مناقشة عن معيّة الله، في اجتماع ضمَّ الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي، والشيخ زكريا، والشيخ برهان الدين بن أبي شريف، والشيخ إبراهيم المواهبي الشاذلي، وجماعة. وصنَّف الشيخ إبراهيم رسالة هذا نصها:
    بُحث في الاجتماع موضوع معيّة الله معنا، فقال الشيخ بدر الدين العلائي والشيخ زكريا والشيخ برهان: بل هو معنا بأسمائه وصفاته لا بذاته.
    فقال الشيخ إبراهيم: بل هو معنا بذاته وصفاته. فسألوه:
    ما الدليل على ذلك؟ 
    فأجاب: قوله في القرآن والله معكم ومعلوم أن الله علم على الذات. فيجب اعتقاد المعيّة الذاتية ذوقًا وعقلاً، لثبوتها نقلاً وعقلاً.
    فقالوا له: أوضح لنا ذلك. فقال: حقيقة المعيّة مصاحبة شيء لآخر، سواء واجبين كذات الله تعالى مع صفاته، أو جائزين كالإنسان مع مثله. أو واجبًا وجائزًا، وهو معيّة الله تعالى لخَلقه بذاته وصفاته، المفهومة من قوله في القرآن والله معكم. ومن نحو إن الله مع المحسنين وإن الله مع الصابرين. وذلك لما قدمناه من أن مدلول الاسم الكريم الله إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعيّنة، لتعلقها بجميع الممكنات...وقد قال العلامة الغزنوي في شرح عقائد النسفي، إن قول المعتزلة وجمهور النجارية: إن الحق تعالى بكل مكان بعلمه وقدرته وتدبيره، دون ذاته، باطل. لأنه لا يلزم أن من علم مكانًا أن يكون في ذلك بالعِلم فقط، إلا إن كانت صفاته تنفكّ عن ذاته، كما هو صفة علم الخلق لا علم الحق.
    فسألوه: فهل وافقك أحد غير الغزنوي في ذلك؟
    فقال: نعم، ذكر شيخ الإسلام ابن اللبان في قوله: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ ([15]).
    إن في هذه الآية دليلاً على أقربيّته تعالى من عبده قربًا حقيقيًا، كما يليق بذاته لتعاليه عن المكان. إذ لو كان المراد بقربه تعالى من عبده، قربه بالعلم أو بالقدرة أو بالتدبير، مثلاً لقال ولكن لا تعلمون ونحوه. فلما قال: ولكن لا تبصرون دلَّ على أن المراد به القُرب الحقيقي المدرك بالبصر، لو كشف الله عن بصرنا. فإن من المعلوم أن البصر لا يتعلق لإدراكه بالصفات المعنوية، وإنما يتعلق بالحقائق المرئية. قال وكذلك القول في قوله ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ([16]).
    هو يدل أيضًا على ما قلناه، لأن أفعل من قرب يدل على الاشتراك في اسم القرب، وإن اختلف الكيف، ولا اشتراك بين قرب الصفات وحبل الوريد، لأن قرب الصفات معنوي، وقرب حبل الوريد حسي، ففي نسبة أقربيته تعالى إلى الإنسان من حبل الوريد، الذي هو حقيقي، دليل على أن قربه تعالى حقيقي، أي بالذات اللازم لها الصفات.
    وقال الشيخ إبراهيم: وبما قررناه لكم انتفى أن يكون المراد قربه تعالى منا بصفاته دون ذاته. وإن الحق الصريح هو قربه منا بالذات أيضًا، إذ الصفات لا تعقل مجردة عن الذات المتعالي كما مرَّ.
    فقال له العلائي: فما قولكم في قوله: «وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ»([17]). فإنه يوهم أن الله تعالى في مكان؟
    فقال الشيخ إبراهيم: لا يلزم من ذلك في حقه تعالى المكان، لأن أين في الآية أنما أُطلقت لإفادة معيّة الله تعالى للمخاطَبين في الأين اللازم لهم، لا له تعالى كما قدمنا، فهو مع صاحب أين بلا أين.
    فدخل عليهم الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد المغربي الشاذلي، شيخ الجلال السيوطي. فقال: ما جمعكم هنا؟ فذكروا له المسألة،
    فقال: تريدون علم هذا الأمر ذوقًا أو سماعًا؟ أجابوا: سماعًا. فقال: معيّة الله أزلية، ليس لها ابتداء. وكانت الأشياء كلها ثابتة في علمه أزلاً يقينًا بلا بداية، لأنها متعلقة به تعلُّقًا يستحيل عليه العدم، لاستحالة وجود علمه الواجب وجوده بغير معلوم، واستحالة طريان تعلقه بها لما يلزم عليه من حدوث علمه تعالى بعد أن لم يكن. وكما أن معيته تعالى أزلية، كذلك هي أبدية، ليس لها انتهاء. فهو تعالى معها، بعد حدوثها من العدم عينًا.
    فأدهش الحاضرين بما قاله، فقال لهم: اعتمدوا ما قررته لكم في المعيّة واعتمدوه، ودعوا ما ينافيه، تكونوا منزِّهين لمولاكم حق التنزيه، ومخلصين لعقولكم من شبهات التشبيه. وإن أراد أحدكم أن يعرف هذه المسألة ذوقًا، فليسلّم قيادَه لي، أخرجه عن وظائفه وثيابه وماله وأولاده، وأدخله الخلوة، وأمنعه النوم وأكل الشهوات، وأنا أضمن له وصوله إلى علم هذه المسألة ذوقًا وكشفًا.
    قال الشيخ إبراهيم: فما تجرأ أحد أن يدخل معه في ذلك العهد. ثم قام الشيخ زكريا والشيخ برهان والجماعة فقبّلوا يده وانصرفوا.
    إنّ أقوال هؤلاء العلماء الأفاضل عن معيّة الله توضح أن حقيقة المعيَّة هي مصاحبة شيء لآخر ،سواء كانا واجبين كذات الله مع صفاته، أو جائزين كوجود الإنسان مع مثله، أو واجبًا وجائزًا، وهو معية الله تعالى لخلقه بذاته وصفاته المفهومة من قول القرآن والله معكم أو من قول الكتاب المقدس: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ - الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّهُ مَعَنَا»([18]). أو من قول المسيح: «أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إلى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»([19]).
    وإذ تـقرر ذلك أقول: إن حلول اللاهوت في الناسوت جائز. فليس كمعية الواجب للجائز. بل هو أسمى بما لا يُقاس. وإنما أوردت المعية لتوضيح هذه المسألة، أو تقريبها لعقولنا. فإن الإسلام يعترف بمعية الله لخلقه بذاته وصفاته، وهو أمر فوق عقل البشر. إذاً كيف يرفض عامة المسلمين اعتقاد المسيحيين بتجسد الكلمة؟
    v       الروح القدس في القرآن
    حين ندرس آيات القرآن، نرى أن عددًا منها يتكلم عن الروح القدس وعن عمله في تأييد المسيح. وكان يمكن أن يتلاقى الفكر الإسلامي عن الروح المبارك مع الفكر المسيحي لولا ذهاب أكثرية علماء الإسلام في تفاسيرهم إلى القول إن الروح القدس هو الملاك جبريل. في ما يلي بعض آيات القرآن التي جاء فيها ذكر الروح المبارك.
    ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ([20]). قال الحسن في تفسير الآية: القدس هو الله تعالى، وروحه جبريل عليه السلام، ومعنى القول، أعنَّاه بجبريل في أول أمره، وفي وسطه وفي آخره. أما أول الأمر فلقوله: ﴿فنفخنا فيه من روحنا. وأما في وسطه، فإن جبريل عليه السلام علّمه العلوم وحفظه من الأعداء. وأما في آخر الأمر فحين أرادت اليهود قتله أعانه جبريل عليه السلام، ورفعه إلى السماء.
    وقال ابن عباس: أن روح القدس هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى الموتى. وقال أبو مسلم: إن روح القدس الذي أُيِّد به يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه، وأبانه عن غيره ممن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى.
    ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ([21]). قال الإمام الرازي: اختلفوا في الروح على وجوه، أحدها أنه جبريل عليه السلام. وإنما سُمِّي بذلك لوجوه:
    الأول: أن المراد من روح القدس، الروح المقدس. كما يقال حاتم الجود ورجل صدق. فوصف جبريل بذلك تشريفاً له وبياناً لعلوّ مرتبته عند الله تعالى.
    الثاني: سُمّي جبريل عليه السلام بذلك لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح، فإنه المتولي لإنزال الوحي إلى الأنبياء، والمكلّفون بذلك يحيون في دينهم.
    الثالث: أنه الغالب عليه الروحانية كذلك سائر الملائكة. غير أن روحانيته أكمل وأتم.
    الرابع: سُمّي جبريل عليه السلام روحًا، لأنه ما ضمّته أصلاب الفحول وأرحام الأمهات.
    الخامس: المراد بروح القدس الإنجيل، كما قال القرآن روحًا من أمرنا.
    السادس: أنه الروح الذي نفخ فيه والقدس هو الله تعالى. فنسب روح عيسى عليه السلام إلى نفسه تعظيمًا له وتشريفًا، كما يُقال لبيت الله وناقة الله - عن الربيع .
    وأعلم أن إطلاق اسم الروح على جبريل وعلى الإنجيل وعلى الاسم الأعظم مجاز، لأن الروح هو الريح المترددة في مخارق الإنسان ومنافذه. ومعلوم أن هذه الثلاثة ما كانت كذلك، إلا أنه سُمِّي كل واحد من هذه الثلاثة بالروح على سبيل التشبيه. من حيث أن الروح كما أنه سبب لحياة الرجل فكذلك جبريل عليه السلام سبب لحياة القلوب بالعلوم، والإنجيل سبب لظهور الشرائع وحياتها. والاسم الأعظم سبب لأن يتوسل به إلى تحصيل الأغراض. إلا أن المشابهة بين مُسمَّى الروح وبين جبريل أتمّ لوجوه:
    احدها: لأن جبريل عليه السلام مخلوق من هواء نوارني لطيف، فكانت المشابهة أتمّ، فكان إطلاق اسم الروح على جبريل أَوْلى.
    وثانيها: أن هذه التسمية فيه أظهر منها فيما عداه. 
    وثالثها: إن قوله تعالى: وأيّدناه بروح القدس يعني قّويناه، والمراد من هذه التقوية الإعانة. وإسناد الإعانة إلى جبريل حقيقة. وإسنادها إلى الإنجيل والاسم الأعظم مجاز، فكان ذلك أَوْلى. 
    ورابعها: وهو أن اختصاص عيسى بجبريل من أحد وجوه الاختصاص، بحيث لم يكن لأحد من الأنبياء مثل ذلك، لأنه هو الذي بشر مريم بولادته، وإنما وُلد عيسى من نفخة جبريل، وهو الذي ربّاه في جميع الأحوال، وكان يسير معه حيث سار، وكان معه حين صعد إلى السماء([22]).
    ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ ([23]). يقول الإمام الرازي: اختلف العلماء في المراد بهذا الروح. والصحيح أن المراد هو الوحي. وحاصل الكلام فيه أن حياة الأرواح بالمعارف الإلهية والجلايا القدسية. فإذا كان الوحي سبباً لحصول هذه الأرواح ،سُمّي بالروح، فإن الروح سبب لحصول هذه الحياة الروحانية. وأعلم أن أشرف الأحوال الظاهرة في روحانيات هذا العالم ظهور آثار الوحي، والوحي إنما يتم في أربعة أركان:
    فأولها: الرسل وهو الله سبحانه وتعالى. فلهذا أضاف إلقاء الوحي إلى نفسه فقال يلقي الروح .
    والركن الثاني : الإرسال والوحي وهو الذي سمّاه بالروح. 
    والركن الثالث: أن وصول الوحي من الله تعالى إلى الأنبياء لا يمكن أن يكون إلا بواسطة الملائكة، وهو المشار إليه في هذه الآية بقوله: ﴿من أمره. فالركن الروحاني يُسمَّى أمراً. قال تعالى: ﴿وأوحى في كل سماء أمره
    والركن الرابع: الأنبياء الذين يلقي الله الوحي وهو المشار إليه بقوله من يشاء من عباده.
    والركن الخامس: تعيين الغرض والمقصود الأصلي من إلقاء الوحي إليهم، وذلك هو أن الأنبياء عليهم السلام يصرفون الخلق عن عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، ويحملونهم على الإعراض عن هذه الجسمانيات والإقبال على الروحانيات، وإليه الإشارة بقوله: «لينذر يوم التلاق» فهذا ترتيب عجيب يدل على هذه الإشارات العالية من علوم المكاشفات الإلهية([24]).
    ﴿أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ([25]). قال أهل التفسير: في تفسير هذه العبارات قولان:
    الأول: قال ابن عباس: نصرهم على عددهم، وسَمّى تلك النصرة روحًا لأن بها يحيي أمرهم.
    الثاني: قال السدي: الضمير في قوله منه عائد إلى الإيمان، والمعنى أنه أيدهم بروح من الإيمان.
    ﴿مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ([26]). قال أهل التفسير: اعلم أن عادة الله تعالى في القرآن أنه متى ذكر الملائكة في معرض التهويل والتخويف أفرد الروح بعدهم، كما في قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً. وهذا يقتضي أن الروح أعظم من الملائكة قدرًا.
    وقال بعض المكاشفين: أن الروح نور عظيم، هو أقرب الأنوار إلى جلال الله ومنه تتشعّب أرواح سائر الملائكة. والبشر في آخر درجات منازل الأرواح، بين الطرفين مراتب الأرواح الملكية ومدارج منازل الأرواح القدسية، ولا يعلم كميتها إلا الله. وأما ظاهر المتكلمين فهو أن الروح هو جبريل عليه السلام([27]).
    ﴿﴾يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً ([28]). اختلفوا في الروح في هذه الآية. فعن ابن مسعود أنه ملك أعظم من السموات والجبال.وعن ابن عباس: هو ملك أعظم من الملائكة خلقًا. وعن مجاهد: خلق على صورة بني آدم. وعن الضحّاك والشعبي: هو جبريل عليه السلام. ومن هذه كلها ترى أن تعبير الروح القدس من متشابه القرآن.
    1- فقد يعني الملاك جبريل كما في قوله: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ([29]).﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُّواً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهُِ ([30]).
    2- وقد يعني روح القدس الذي أيَّد المسيح في شخصيته أو دعوته ومعجزاته وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيدناه بروح القدس. يقول الجلالان: الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار وغيرهما يرون فيه ليس فقط الروح المؤيد له في دعوته ومعجزاته، بل الروح المؤيد له في شخصيته. ولم يكن مستقلاً عن ذاته: روح عيسى، ووصفها به لطهارته من مسّ الشيطان، أو لكرامته على الله تعالى، أو لأنه لم تضمَّه الأصلاب ولا الأرحام الطوامس، أو الإنجيل، أو اسم الله الأعظم الذي كان يحيي به الموتى([31]).
    فروح القدس الذي أيَّد به الله المسيح هو الاسم الأعظم. والاسم دليل الذات، والفعل برهان الذات، فإحياء الموتى، والمقدرة على الخلق هما من خصائص الذات الإلهية والاسم الأعظم. فروح القدس المحيي إما هو روح عيسى، وإما هو الاسم الأعظم ذات في الله غير الله، والمسيح كلمة الله، فهو مما استأثر بعلمه.
    3- فروح القدس الروح على الإطلاق هو روح من الله، في الله، يتمتع معه بالاسم الأعظم. وهذا هو تعليم الإنجيل أيضًا. وتأييد الله للمسيح به، لا يفارقه ساعة يسير معه حيث سار دليل على صلة خاصة ذاتية بين روح القدس والله، وبين روح القدس والمسيح كلمة الله، وتلك هي صورة التثليث المسيحي تتجلى لنا من تعابير القرآن نفسها.
    v  الله والكلمة والروح
    فالقرآن إذًا، مع تكفيره لتثليث منحرف بتعابيره في الثلاثة يشير إلى تثليث صحيح: الله والكلمة والروح. ولكي نزيد الأمر وضوحًا عن حقيقة العلاقة بين المسيح وروح القدس، أو بالأحرى بين الأقانيم الثلاثة كما أشار إليها القرآن. نقول إن الواقع القرآني هو أن في شخصية المسيح ازدواجية، فبحسب ظاهر القرآن أن المسيح عيسى ابن مريم هو بشر أي عبد لا ربّ، ومع ذلك أيضًا فهو بنص القرآن القاطع «روح الله» وروح الله في أدنى معانيه يعني أنه ملاك: فهل يكون المسيح بشرًا وملاكًا معًا؟ أي ملاكًا متأنِّسًا؟ هذا حرف القرآن ومنطوقه!
    عـلى كل حالٍ فالمسيح بشر، وأسمى من البشر معاً. وهذا برهان قاطع
    على الازدواجية القرآنية في شخصية المسيح. انظر إلى التعبير القرآني لهذه العلاقة كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهو تعبير فريد خاص بالمسيح وحده، لا مثيل له في القرآن كله. فقوله: «روح منه» يدل على المصدرية كما فسره البيضاوي: أي صدر منه. وهذا الصدور يفسّره الاسم الثاني المرادف له: كلمته. إن المسيح روح من الله يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة.
    وهذا القيد والتخصيص يميّز المسيح روحًا منه تعالى بالصدور عن كل روح من الله بالخلق والإبداع. ويؤيد معنى المصدرية في روح منه تأييد المسيح بروح القدس في قوله: وأيدناه بروح القدس.
    فإذا اعتبرنا أيدناه بروح القدس أنها روح المسيح الشريفة العالية القدسية - كما قال الرازي في تفسيره - التي تؤيد المسيح في ذاته وشخصيته، كان المسيح روح الله القدس، فهو أسمى من مخلوق. وإذا اعتبرنا أيدناه بروح القدس أنها روح القدس الذات القائمة بنفسها والتي تؤيد المسيح في سيرته ورسالته، كان المسيح أيضاً أسمى من مخلوق.
    وفي كلا الحالين تأييد المسيح بروح القدس يرفعه فوق المخلوق.
    قال الإمام أحمد بن حنبل: من قال إن روح القدس مخلوق فقد قال بدعة أو ضلالة!! وإضافة لما سبق، ففي قوله كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه يمتاز التعبير عن سائر التعابير القرآنية ويحدد ذات المسيح أنها روح منه تعالى، أي صادرة منه، لا على طريق الخلق، بل على طريق الصدور. كما يدل عليه ترادف الاسمين كلمته وروح منه. فهو روح منه تعالى يصدر منه صدور الكلمة من الذات الناطقة في حديثها النفسي، وإذ لا حدوث في الله، فكلمته في ذاته غير محدثة أو روح منه غير محدث.
    v  شهادة علماء الإسلام لصحة تثليث المسيحية
    تعرّض علماء الإسلام وفلاسفته إلى عقيدة التثليث المسيحية، وأعلنوا أنها غير العقيدة التي حاربها الإسلام، وندّد بها القرآن. ونورد هنا ما ذكره صاحب المشرع نقـلاً عـن نسخة قديمة من كتاب أصول الدين لأبي الخير بن الطيب الذي عاصر الإمام أبا حامد الغزالي. وهو:
    قال بعض المسيحيين لأبي الخير بن الطيب: إن الإنجيل بقوله: امضوا وتلمذوا كل الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس قد أوجب عليكم الاعتقاد بثلاثة آلهة. فأجابه: لا ريب في أن لباب الشريعة المسيحية هو الإنجيل ورسائل بولس الرسول وأخبار الحواريين. وهذه الكتب، وأقوال علماء النصارى المنبثة في آفاق الأرض تشهد بتوحيدهم، وبأن أسماء الآب والابن والروح القدس إنما هي خواص لذاته الواحدة. ولولا حب الإيجاز لأتيت على إثبات عقيدتهم مفصلاً، ولكنني مع ذلك أقتضب من أقوالهم الناطقة بصحة معتقدهم وقويم إيمانهم، ما لا يخلو من فائدة فأقول: يرى النصارى أن البارئ تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح عنها القناع، وهي الآب والابن والروح القدس، ويشيرون بالجوهر ذاته الذي يسمونه البارئ ذا العقل المجرد إلى الآب. والجوهر نفسه الذي يسمونه ذا العقل العاقل ذاته إلى الابن. والجوهر عينه الذي يسمونه ذا العقل المعقول من ذاته إلى الروح القدس. ويريدون بالجوهر هنا مـا قـام بنفسه مستغنياً عن الظرف.
    وقد أشار الغزالي إلى عقيدتهم هذه في كتابه الرد الجميل فقال: يعتقد النصارى أن ذات البارئ تعالى واحدة في الجوهر ولها اعتبارات.
    فإن اعتبر وجودها غير معلق على غيره، فذلك الوجود المطلق، هو مـا يسمونه بأقنوم الآب.
    وإن اعتبر معلقًا على وجود آخر، كالعلم المعلق على وجود العالم فذلك الوجود المقيد، هو ما يسمونه بأقنوم الابن أو الكلمة.
    وإن اعتبر معلقًا على كون عاقليته معقولة منه، فذلك الوجود المقيد أيضاً هو ما يسمونه بأقنوم الروح القدس، لأن ذات البارئ معقولة منه. والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحي: أن الذات الإلهية واحدة في الجوهر، وإن تكن منعوتة بصفات الأقانيم.
    ويقولون أيضًا: إن الذات من حيث هي مجردة لا موصوفة، عبارة عن معنى العقل، وهو المسمى عندهم بأقنوم الآب.
    وإن اعتبرت من حيث هي عاقلة ذاتها، فهذا الاعتبار عبارة عن معنى العاقل، وهو المسمى بأقنوم الابن والكلمة.
    وإن اعتبرت من حيث أن ذاتها معقولة منها، فهذا الاعتبار عبارة عن معنى المعقول، وهو المسمى بأقنوم الروح القدس.
    فعلى هذا الاصطلاح، يكون العقل عبارة عن ذات الله فقط، والآب مرادف له، والعاقل عبارة عن ذاته بمعنى أنها عاقلة ذاتها، والابن أو الكلمة مرادف له، والمعقول عبارة عن الإله المعقولة ذاته منه، وروح القدس مرادف له أيضًا. ثم عقّب قائلاً: إذا صحت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ ولا في اصطلاح المتكلمين([32]).
    v  الخلاصة
    من تفسير الإمام الغزالي لعقيدة التثليث المسيحية، وتعليقه عليها يتضح أن فلاسفة الإسلام وعلماءه أدركوا أن عقيدة المسيحية الصحيحة في التثليث هي غير تلك العقيدة المبتدَعَة التي أشار إليها القرآن وندَّد بها. ومعنى هذا أن الإسلام لم يحارب التعليم الصحيح عن عقيدة التثليث المسيحية، بل حارب التعليم المبتدع فيها، وأن علماءه وفلاسفته قد شهدوا بأن تعليم المسيحية عن التثليث لا يناقض التوحيد.




    [1] القرآن، سورة المائدة 5 الآيات 72 و73.
    [2] القرآن، سورة التوبة 9 الآية 31.
    [3] القرآن، سورة المائدة 5 الآية 116.
    [4] الإنجيل، إنجيل الرسول يوحنا اَلأَصْحَاحُ 10 الآية 30.
    [5] القرآن، سورة النساء4 الآية 171.
    [6] القرآن، سورة الأنعام6 الآية 101.
    [7] القرآن، سورة يونس10 الآية 68.
    [8] القرآن، سورة الكهف18 الآية 4.
    [9] القرآن، سورة مريم19 الآية 35.
    [10] القرآن، سورة مريم19 الآية 88و91 و92.
    [11] القرآن، سورة الأنبياء21 الآية 26.
    [12] القرآن، سورة المؤمنون23 الآية 91.
    [13] القرآن، سورة الجن 72 الآية 3.
    [14] القرآن، سورة الإخلاص112 الآية 1-3.
    [15] القرآن، سورة الواقعة56 الآية 85.
    [16] القرآن، سورة ق 50 الآية 16.
    [17] القرآن، سورة الحديد57 الآية 4.
    [18] الإنجيل، إنجيل، الرسول متّى اَلأَصْحَاحُ 1 الآية 23.
    [19] الإنجيل، إنجيل الرسول متّى اَلأَصْحَاحُ 28 الآية 20.
    [20] القرآن، سورة البقرة2 الآية 253.
    [21] القرآن، سورة البقرة 2 الآية 87.
    [22] التفسير الكبير ج 3 ص 177،178.
    [23] القرآن، سورة غافر40 الآية 15.
    [24] التفسير الكبير ج 27 ص 44-45.
    [25] القرآن، سورة المجادلة 58 الآية 22.
    [26] القرآن، سورة المعارج70 الآية 3 و4.
    [27] التفسير الكبير ج 30 ص 122.
    [28] القرآن، سورة النبأ 78 الآية 38.
    [29] القرآن، سورة النحل16 الآية 102.
    [30] القرآن، سورة البقرة 2 الآية 97.
    [31] البيضاوي في تفسيره للبقرة 87.
    [32] عن كتاب المشرع للقس بولس سباط الطبعة الثانية صفحة 21 – 25.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: الفصل التاسع ما هو التثليث الذي حاربه الإسلام؟ د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top