الرُّمَّانِ
في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. القس / سامي منير
اسكندر
والكلمة في العبرية هي رمون فهي شبيهه
بالاسم في العربية والأرامية. زهر الرُّمَّانِ بلونه القرمزى الأحمر يتفارق مع لون
أوراقه الخضر إن ثمار الرُّمَّانِ المدورة هى بحجم البرتقال وقشرها قاس بني اللون
ضارب إلى الصفرة قلب الرُّمَّانِة مملوء بالحب المغلف بالعصير الملبن ونقرأ فى
الخروج إن أذيال جبة رئيس الكهنة يجب أن تزين بأشكال رمانات متعددة الألوان كذلك
تيجان أعمدة هيكل سليمان «33وَتَصْنَعُ عَلَى أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ
وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ. عَلَى أَذْيَالِهَا حَوَالَيْهَا. وَجَلاَجِلَ مِنْ
ذَهَبٍ بَيْنَهَا حَوَالَيْهَا»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ28: 33)، «20وَكَذَلِكَ
التَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ مِنْ عِنْدِ الْبَطْنِ الَّذِي مِنْ
جِهَةِ الشَّبَكَةِ صَاعِداً. وَالرُّمَّانَاتُ
مِئَتَانِ عَلَى صُفُوفٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَلَى التَّاجِ الثَّانِي»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ
الأَوَّلُ7: 20).
أولاً: شجرة مشهورة في فلسطين:
وشجرة الرُّمَّانِ من أكثر أشجار الفاكهة
جاذبية، وهناك أسطورة قديمة تقول إن شجرة معرفة الخير والشر في جنة عدن كانت شجرة رُّمَّانِ، وربما يرجع أصل موطنها إلى بلاد
فارس وافغانستان وما حول القوقاز، وقد أدخلت شجرة الرُّمَّانِ إلى فلسطين منذ أقدم
العصور. وقد ذكر الرُّمَّانِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ثلاثين مرة.
فقد أحضر الجواسيس الذين أرسلهم موسى لاستكشاف أرض كنعان - بين ما أحضروه من وادي
إشكول - عنبًا ورُّمَّانِا وتينًا «23وَأَتُوا إِلى وَادِي أَشْكُول وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ
زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ
اثْنَيْنِ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ
وَالتِّينِ»(سِفْرُ
اَلْعَدَد13: 23)، كما ذكر الرُّمَّانِ مع التين
والكروم بين الأشياء التي افتقدها بنو إسرائيل وهم في البرية «5وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ
لِتَأْتِيَا بِنَا إِلى هَذَا المَكَانِ الرَّدِيءِ؟ ليْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ
وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ وَلا
فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد20: 5)،
وقيل في وصف أرض الموعد إنها: أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورُّمَّانِ، أرض زيتون زيت، وعسل «»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة8: 8). وهو وصف تكرر في سِفْرُ حَجَّي «19هَلِ الْبَذْرُ فِي الأَهْرَاءِ بَعْدُ؟ وَالْكَرْمُ
وَالتِّينُ وَالرُّمَّانُ
وَالزَّيْتُونُ لَمْ يَحْمِلْ بَعْدُ. فَمِنْ هَذَا الْيَوْمِ أُبَارِكُ»(سِفْرُ
حَجَّي2: 19).
ويقول النبي يُوئِيل في مرثاته: «11خَجِلَ الْفَلاَّحُونَ. وَلْوَلَ الْكَرَّامُونَ عَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى
الشَّعِيرِ لأَنَّهُ قَدْ تَلِفَ حَصِيدُ الْحَقْلِ. 12اَلْجَفْنَةُ يَبِسَتْ وَالتِّينَةُ ذَبُلَتْ. الرُّمَّانَةُ وَالنَّخْلَةُ
وَالتُّفَّاحَةُ كُلُّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ يَبِسَتْ. إِنَّهُ قَدْ يَبِسَتِ
الْبَهْجَةُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ»(سِفْر يُوئِيل1: 11و12).
ثانيًا: شجرة الرُّمَّانِ:
واسمها العلمي بونيكا جراناتم (Punica granatum) أي التفاحة ذات
الحبَّ، وهي شجرة أو شجيرة من الفصيلة الآسية يبلغ ارتفاعها من عشرة إلى خمسة عشر
قدمًا، وتتميز بأوراقها البيضاوية الخضراء الغضة التي تتساقط في الشتاء، كما تتميز
بأزهارها القرمزية اللامعة. «12لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟ هَلْ
تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟ هُنَالِكَ أُعْطِيكَ حُبِّي»(سِفْرُ
نَشِيدُ الأَنْشَادِ7: 12)،
وقد إشار سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ إلى جمال بساتين الرُّمَّانِ بالقول: أغراسك
فردوس رُّمَّانِ «13أَغْرَاسُكِ فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ
مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ4: 13)، وتنضج ثمرة الرُّمَّانِ في شهر سبتمبر
ولها شكل التفاحة ولونها نحاسي ويعلو الثمرة كأس يشبه التاج، يقال ان سليمان صنع
تاجه على مثاله، وعند نزع الغلاف الخارجي للثمرة، تظهر الحبوب أللؤلؤية البيضاء أو
القرنفلية مرصوصة باحكام عجيب وهذه الحبوب المملوءة بالعصير حلوة المذاق، ولكنها
قد تكون أحيانًا حمضية المذاق تحتاج إلى اضافة السكر إليها حتى تصبح مستساغة،
ويصنع من العصير المستخرج من هذه الحبوب خلاصات تستخدم في اكساب المشروبات طعمًا
لذيذاً،
وكان يصنع منه في القديم نوع من الخمور، فتقول عروس النشيد: «2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي
فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ
رُمَّانِي»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ8: 2)، إن جمال المقطع العرضي لثمرة الرُّمَّانِ،
أو عند تشقق الثمرة طبيعيًا عند تمام نضجها، قد يكون هو أساس التشبيه الوارد في سفر نشيد الأنشاد: «3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ
كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ
نَقَابِكِ»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ4: 3)، «7كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ خَدُّكِ
تَحْتَ نَقَابِكِ»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ6: 7).
وتحتوي قشرة ثمرة الرُّمَّانِ على نسبة
عالية جداً من حمض التانيك الذي يستخدم طبيا لعلاج حالات الاسهال والنزلات المعوية
والتهابات اللثة، كما يستخدم في الدباغة.
ولا نعلم أكانت الرُّمَّانِة التي أقام تحتها شاول الملك في مغرون مع
ستمائة رجل «2وَكَانَ شَاوُلُ مُقِيماً فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ الرُّمَّانَةِ الَّتِي فِي مِغْرُونَ,
وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ نَحْوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ14:
2)، شجرة رُّمَّانِ حقيقية أم هو مجرد اسم مكان.
ثالثاً: استخدمات الرُّمَّانِ:
هناك عدد كبير جداً من الإشارات إلى الرُّمَّانِ
في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، تؤكد استخدام شكل ثمرة الرُّمَّانِ في الزينة، حتى ليبدو أن مكانتها لدى
العبرانيين كانت في مكانة براعم اللوتس عند قدماء المصريين في الزينة والتجميل،
وقد أمر الرب موسى أن يزين بها جبة رداء هرون: وتصنع على أذيالها رُّمَّانِات من
أسمانجوني وأرجوان وقرمز «33وَتَصْنَعُ عَلَى أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ
وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ. عَلَى أَذْيَالِهَا حَوَالَيْهَا. وَجَلاَجِلَ مِنْ
ذَهَبٍ بَيْنَهَا حَوَالَيْهَا. 34جُلْجُلَ
ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً جُلْجُلَ ذَهَبٍ
وَرُمَّانَةً عَلَى أَذْيَالِ
الْجُبَّةِ حَوَالَيْهَا»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ28: 33و34)،
«24وَصَنَعُوا عَلَى أَذْيَالِ
الْجُبَّةِ رُمَّانَاتٍ مِنْ
أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ مَبْرُومٍ. 25وَصَنَعُوا جَلاَجِلَ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ.
وَجَعَلُوا الْجَلاَجِلَ فِي وَسَطِ الرُّمَّانَاتِ
عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ حَوَالَيْهَا فِي وَسَطِ الرُّمَّانَاتِ.
26جُلْجُلٌ وَرُمَّانَةٌ. جُلْجُلٌ وَرُمَّانَةٌ. عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ
حَوَالَيْهَا لِلْخِدْمَةِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ39: 24-26)،
كما استخدم حيرام - الذي من صور - شكل ثمار الرُّمَّانِ في عمل الزينة من النحاس
في الهيكل: وعمل للعمودين صفين من الرُّمَّانِ، والرُّمَّانِات مئتان على صفوف
مستديرة على التاج الثاني «20وَكَذَلِكَ
التَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ مِنْ عِنْدِ الْبَطْنِ الَّذِي مِنْ
جِهَةِ الشَّبَكَةِ صَاعِداً. وَالرُّمَّانَاتُ
مِئَتَانِ عَلَى صُفُوفٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَلَى التَّاجِ الثَّانِي...42وَأَرْبَعَ مِئَةِ الرُّمَّانَةِ
الَّتِي لِلشَّبَكَتَيْنِ (صَفَّا رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ الْوَاحِدَةِ لأَجْلِ
تَغْطِيَةِ كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ)»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ
الأَوَّلُ7: 20و42)، «17ثَمَانِي عَشَرَةَ ذِرَاعاً ارْتِفَاعُ
الْعَمُودِ الْوَاحِدِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ وَارْتِفَاعُ التَّاجِ
ثَلاَثُ أَذْرُعٍ وَالشَّبَكَةُ وَالرُّمَّانَاتُ
الَّتِي عَلَى التَّاجِ مُسْتَدِيرَةً جَمِيعُهَا مِنْ نُحَاسٍ. وَكَانَ
لِلْعَمُودِ الثَّانِي مِثْلُ هَذِهِ عَلَى الشَّبَكَةِ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي25: 17)، «16وَعَمِلَ
سَلاَسِلَ كَمَا فِي الْمِحْرَابِ وَجَعَلَهَا عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ
وَعَمِلَ مِئَةَ رُمَّانَةٍ
وَجَعَلَهَا فِي السَّلاَسِلِ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي3: 16)، «13وَالرُّمَّانَاتِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ
لِلشَّبَكَتَيْنِ (صَفَّيْ رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ الْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ
كُرَتَيِ التَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ)»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي4: 13).
رابعًا: الرُّمَّانِ عيد النيروز:
ربط
المصريون الاقباط بين النيل وعيد النيروز باعتبار ان النيل مصدر الخير في العام
كله، فكانت احتفالاتهم بالنيروز بجوار نهر النيل حيث كانوا يغطسون فى مياهه
ويتراشقون بمياهه كما كانوا يطوفون بالاسواق، في شكل جماعات من اللاعبين والبائعين
والحواة ولاعبي القرود، وكانوا يوقدون النيران على قطع من الخشب على سطح النيل
والترع والمجارى المائية وتنشط حركة البيع والشراء من ملابس حريرية وكتانية
وهدايا، ومأكولات وحلوى، وكانت اشهر انواع الفاكهة في عيد النيروز: البطيخ والرمان
وعناقيد الموز واقفاص التمر القوص، واقفاص السفرجل والهريسة، كما كانوا يأكلون لحم
الدجاج والعنان والبقر وكانت تضرب باسمه بعض العملات من الذهب والفضة، وكانت
الدولة توزعها على اعيان الاقباط، كما كانت توزع الكساوى على اختلاف انواعها حتى
ملابس النساء وعصائبهن الملونة وارتديئهن من الحرير وبعض الحلي.
أخيرًا: الرُّمَّانِ في مصر:
وقد ذكرت القديسة "سيلفيا" (التي زارت مصر في نحو
385 م) أن مدينة "رعمسيس" تقع على بعد سبعة كيلو مترات من مدينة "طرابية"
(أي فاقوس) وقد وصفها كاتب مصري قديم بأنها كانت مدينة غنية جدا، وأنها كانت
"با – خينو" أي مدينة القصر، وكانت تشقها القنوات المائية المليئة
بالأسماك، كما كان بها بحيرات زاخرة بالطيور وتغطيها حقول العدس والبطيخ والقمح
والبصل والسمسم، وحدائق الكروم، والرمان واللوز والتين، وترسو المراكب في
مينائها، كما كان اللوتس والبردي ينميان في مياهها، وكان سكانها يستقبلون رمسيس
الثاني بأكاليل الزهور، كما كانت كرومها تنتج أجود أنواع النبيذ حلو المذاق كالعسل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق