• اخر الاخبار

    الخاتمة التثليث في نبذة د. القس / سامي منير اسكندر



    مباحث للعقلاء والمفكرين



    المبحث الرابع




    هل يعقل أن الله ثلاثة؟ 



     إعداد


    د. القس / سامي منير اسكندر



    باحث ومحاضر في الدين المقارن 

    الخاتمة
    التثليث في نبذة
    كثيراً ما نُسأل عن شرح فكرة الله المثلث الأقانيم وبرهنتها. وأحب أن أقول إنني سعيدٌ جداً بهذا السؤال، فهو يقيم الحوار البناء النافع، ويظهرُ الاهتمام الجاد بالدين. فلنَدْعُ الله ليهدينا سواء السبيل وإلى معرفته، فقد قال متصوفٌ تقي: »لا يملكُ الإنسانُ أن يبلغ إلى طبيعة الله بقوته الإنسانية، ولكن الله هو الذي يجذب إليه الإنسان ويرفعه إلى بهائه الذي لا يدركه العقل«.
    1- وأحب أن أقول إننا نؤمن أن الله واحدٌ لا شريك له، غير محدود، مالي السماوات والأرض، خالق الكل، أزليُ من قبل الكل، وأبديٌ لا نهاية لملكه. وقد قال المسيح »إن أول الوصايا وأهمَّها هي أن الرب إلهنا ربُ واحد، علينا أن نحبه من كل القلب والنفس والقدرة«([1]) وقال الرسول المسيحي يعقوب في الإنجيل: »أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل«([2]) ويقول قانون الإيمان المسيحي: »بالحقية نؤمن بإله واحد«.
    وقد أمر المسيح تلاميذه أن يذهبوا إلى جميع الأمم ليعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس - ولم يقل بأسماء الآب والابن والروح القدس، وقد قال رسول المسيحية يوحنا: »الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد«([3]) ويقول المسيحيون إن الله موجودٌ بذاته - وهذا ما يطلقون عليه الآب - فلا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلَّها يكون بلا وجودٍ ذاتي وقولنا »آب« هنا لا تعني التوالد التناسلي، بل تعني الإبوة الروحية كقولك إن إبراهيم هو أبُ المؤمنين، وإن يكن هذا المعني مجازي فقط.
    ونقول: إنَّ الله الواحد الموجود بذاته هو أيضاً ناطقٌ بكلمته، ويطلقون على ذلك »الابن« و»الكلمة« فلا يمكن أن يكون الله الذي خلق الإنسان ناطقاً يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة، وتلقيب المسيح بأنه »كلمة الله« مأخوذٌ من الكلمة اليونانية Logos التي جاءت في الإنجيل، وهي تعني العقل، ومنها جاءت الكلمة الإنجليزية Logic أي منطقي. فالله خلق العالم بكلمته، بعقله، والله وعقله واحد، فمثلاً أنت تقول: بعقلي حللتُ المشكلة - أنت وعقلك واحد. عقلُك يلد فكرة تنفصلُ عنه وتُنْشَرُ في كتاب، وفي الوقت نفسه الفكرة موجودةٌ في عقلك. اللهُ ناطقٌ بكلمته، المسيح، الذي هو ابنُه (مثل الفكرة ابنةُ العقل) والذي هو فيه - في الآب، فالكلمة في العقل - ومع ذلك فالعقلُ يرسلُ الكلمة لتنتشر وتنفع وتهدي - والكلمة في الوقت نفسه موجودة في العقل.
    ثم يقول المسيحيون إن الله حيٌّ بروحه - ويطلقون على ذلك »الروح القدس« فلا يمكن أن الله الذي خلق الحياة يكونُ هو نفسه غيرَ حيٍ بروحه - واللهُ وروحهُ واحد. هكذا يتحدث المسيحيون عن الله: الله واحد، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه، فهو الله الآب والابن والروح القدس، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه.
    وإخوتنا المسلمون يقولون إن المسيحيين يعبدون إلهاً واحداً، ففي سورة العنكبوت آية 46 نجد »ولا تجادلوا أهلَ الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون«.
    ويصف القرآن المشركين بأنهم أشدُّ الناس عداوة للمسلمين، ولكنه يقول إن النصارى أقرب الناس مودة لهم، ففي سورة المائدة آية 82 »لتجدن أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدنَّ أقربَهم مودةً للذين آمنوا، الذين قالوا إنا نصارى«. والقرب ينفي البُعد والمودة تنفي البُغْض. وهذا إعلانٌ أن النصارى يعبدون الله الواحد، ولا يُشركون به، وقد فرق الإسلام بين المسيحيين والمشركين، فحرم على المسلمين الزواج من المشركات، ولم يحرم عليهم الزواج من المسيحيات، لأن الإسلام لا يعتبر المسيحيات مشركات. إذاً يا أحبائي نتفق نحن المسيحيين ويتفق معنا اخوتُنا المسلمون أننا نعبدُ إلهاً واحداً. الله واحد، الآب ذو الوجود الذاتي، الناطق بكلمته، الحي بروحه.
    على أنه بكلِ أسف انتشرت أفكارٌ خاطئة عن التثليث قاومتها المسيحية. ومن ضمن هذه الأفكار الخاطئة عن التثليث تثليثٌ خاطئ نسميه» ثالوث المريمييـن« قد ظهر في القرن الخامس الميلادي، قبيل ظهور الإسلام. أصحاب هذا التثليث من أصل وثني، كانوا من قبل يعبدون الزهرة، ويقولون إنها »ملكة السماء« فعندما صاروا نصارى نقلوا معهم أفكارهم، وقالوا إن مريم العذراء هي ملكة السماء، وأصبحت عقيدتهم أن هناك ثلاثة آلهة: الله، ومريم، والمسيح.
    وقد حاربت المسيحية هذا التعليم الخاطئ، ولم ينته القرنُ السابع الميلادي حتى كان هذا التعليم الخاطئ قد اندثر. وعندما ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي وجد بعض أتباع هذا التعليم الخاطئ، فحاربهم وحارب ثالوثهم - وهو ليس الثالوث المسيحي - ويتضح هذا مما جاء في سورة المائدة الآية 116 »وإذ قال الله يا عيسى بنَ مريم أأنت قلت اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟« وفي سورة الأنعام الآية 101 يقول »بديعُ السماوات والأرض أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة«. إن المسيحيين يُكفِّرون من نادى بثالوث المريمين، ويتفقون مع ما جاء في سورة المائدة 73 »لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثة، وما من إله إلا إلهٌ واحد«.
    الإسلام إذاً يحارب ثالوثاً غيرَ الثالوث المسيحي - لم يُحارب الإسلام إيمان المسيحية بأن الله واحد، له ذاتٌ واحدة، ناطقٌ بالكلمة، حيٌ بالروح، فالإسلام يقول إن المسيح رسولُ الله وكلمتُه وروحٌ منه - ولكن الإسلام حارب الثالوث الذي حاربته المسيحية، والذي قال إن هناك ثلاثة آلهة: الأب والأم (مريم) والابن الذي هو (المسيح).
    والمسيحيون يؤمنون أن الآب والكلمة والروح القدس متساوون في كل شيء، بلا فارق وبلا انفصال - الثلاثة متساوون في الأزلية - وهنا يبدو الفرق واضحاً بين الثالوث المسيحي والثالوث الوثني - الثالوث الوثني هو الذي هاجمه الإسلام، كما تهاجمه المسيحية:
    في التثليث الوثني ليس الثلاثة واحداً - وفي التثليث الوثني توالد تناسلي وفيه اختلاف في الزمن، فقد مرّ وقتٌ لم يكن فيه أحدُ الثلاثة موجوداً - أما في المسيحية فهُم واحد، بلا تناسل ولا توالد، وبلا فارق زمني، لأن الله موجودٌ بذاته منذ الأزل، وفيه عقله (الابن) وفيه روحه (الروح القدس) - يؤمن المسيحيون أن الله هو الروح وهو الحكمة أو العقل، وهو الذات الإلهية، ولذلك فإن المسيحيين يتكلمون عن ألوهية الآب والابن والروح القدس والكل واحد - لا فرق بينهم.
    لقد حاولت في حديثي هذا أن أوضح لعقل محدود حقائق عن إلهٍ غير محدود، وأن أتكلم عن الله بكلمات بشرية، وما كان يمكن أن أفعل هذا لولا ما أعلنه الله عن نفسه في كتابه المقدس. ومن هذا الكتاب المُنزَل نستقي معلوماتنا عن الله الذي أعلن نفسه، فالله هو الذي اتصل بنا، وفتش عنا بعد أن خلقنا. وقد شبه المسيح الله براعٍ صالح يفتش عن الخروف الضال حتى يجده..وهو يفتشُ عنك ليُعيد صلته بك.
    في أول هذا الحديث جاوبت على سؤال يعترض فيه كاتبه على التثليث المسيحي، أوضحت فيه أن المسيحيين ينادون بإله واحد. وأعاود شكر صاحب السؤال على هذه الفرصة الطيبة التي منحها لي، لننشئ هذا الجسر أو الكوبري من الحوار البناء، خصوصاً وأن إخوتنا المسلمين يعتقدون أن مجادلة أهل الكتاب يجب أن تكون بالتي هي أحسن وهم مأمورون أن يقولوا لهم »آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون« كما جاء في سورة العنكبوت الآية 46 - كما أن الإنجيل يأمر المسيحيين بأن يتجنبوا المجادلات التي تُنتج الخصومات، فإن عبد الرب لا يجب أن يخاصم.
    وأحب في حديثي هذا أن أوضح: لماذا يؤمن المسيحيون بالتثليث، من واقع كتابهم المقدس، وأسوق بذلك براهين من الكتاب المقدس مع بعض التوضيحات المنطقية.
    لكن قبل أن نسوق البراهين الكتابية على عقيدة الثالوث نود أن نقول إنه لا توجد حقيقة بسيطة ولا سهلة. أن الحجر يبدو قطعة واحدة، لكن الواقع أنه مركب من عددٍ لا يُحصى من الذرات، قد تبدو قطعة خشب أمامنا ساكنة، بينما واقع الأمر أن بداخلها حركة دائبة لا تهدأ.
    أما وقد رأينا هذا في العالم المادي، فكم يكون في العالم الروحي؟! يا إخوتي الأحباء ليس برهان التثليث شيئاً سهلاً، فإن عقولنا المحدودة لا تقدر أن تدرك غير المحدود - وليس للمخلوق أن يفهم الخالق، لولا أن الخالق في محبته كشف لنا عن نفسه في الكتاب المقدس. فالبرهان الأول والأوحد على عقيدة التثليث مأخوذ من إعلان الله في الكتاب المقدس. فقد ضمنها المسيح في تعاليمه، كما تمسكت بها الكنيسة وقت معمودية أعضائها الجدد، باسم الآب والابن والروح القدس، وقدمها الرسل في العهد الجديد.
    نرى الثالوث في إعلان ميلاد المسيح، فالآب أرسل الروح القدس لمريم العذراء ليحُلَّ عليها فتلد المسيح، ولا يستطيع دارسٌ للإنجيل أن ينسى منظر معمودية المسيح، وقد تحدثَ الآب من السماء، بينما يعتمد في الماء، والروح القدس يستقر على رأس المسيح في شكل حمامة. عندما يقدمُ لنا الله حقيقة فهو يعلنها لنا دون حاجة إلى برهنتها، فالله يعلن والإنسان يؤمن.
    وقد أعلن الكتاب أسراراً غامضة لا تُدرك، لكن يؤمن بها. »السرائر للرب إلهنا، »السرائر للرب إلهنا، والمعلنات لنا ولبنينا«([4]) »ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء«([5]).
    فكون التثليث فوق إدراكنا لا يعني خطؤه، إن عقولنا القاصرة لم تُخْلَق مقياساً للممـكن وغير الممكن مما هو فوق إدراكها! ولعل هذا يُذكرنا بقول لوثر: لا شأن لنا بما فوق إدراكما.
    1- جاء اسم الجلالة في التوراة »الوهيم« وهذه صيغة الجمع. وقد قال البعض إن هذا للتعظيم، ولكن عادة حديث الفرد عن نفسه بالجمع بقصد التعظيم لم تكن معروفة زمن كتابة التوراة كما يؤكد علماء العبرية. ولو كانت هذه العادة موجودة للزم أن تجيء كلُ أسماء الله وصفاته والضمائر المتصلة به في صيغة الجمع أيضاً، غير أننا لا نجد أثراً لهذا، فاسم الله في صيغة الجمع ألوهيم.
    2- أوضحت التوراة والإنجيل أن وحدة الله شاملة جامعة، فرغم القول: »الله واحد وليس آخر سواه«([6]) نجد قول المزامير »قال الرب لربي: اجلس عن يميني«([7]) وجاء في سفر الأمثال »مَن صعد إلى السماوات ونزل؟..ما اسمه وما اسمُ ابنه؟«([8]) وقال الرسول بولس عن المسيح: »الذي كان في صورة الله، لم يَحسب خُلسةً أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد«([9]).
    3- أمر المسيح أن تُجرى المعمودية التي تدل على انتماء المؤمن إليه بالقول: »وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس«([10]) ولم يقل: »عمدوهم بأسماء الآب والابن والروح القدس« كما أن الرسول بولس أعطى البركة الرسولية بالقول: »نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم«([11]).
    4- يتحدث الإنجيل عن الآب باعتبار أنه الله، وعن الابن باعتبار أنه الله، وعن الروح القدس باعتبار أنه الله أيضاً. وقد تناولنا ذلك بالتفصيل في فصل سابق. تأمل في هذه الآيات عن المسيح: »ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام«([12]). ويحدث النبي المدينة التي وُلد المسيح فيها فيقول: »منك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل«([13]).
    ويقول الإنجيل إن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد([14]) ويقول عنه بولس الرسول: »فإنه فيه يحلُ كل ملء اللاهوت جسدياً«([15]). وقد قَبِلَ المسيح عبادة توما عندما قال له: »ربي وإلهي«([16]).
    ويطلق الكتاب المقدس على الروح القدس لقب الله، والروح القدس يعلم كل شيء. وهو حاضرٌ في كل مكان، ويجب أن نقدم له العبادة([17]).
    هذا يعني أن كلاً من الأقانيم الثلاثة هو الله. ولما كان الله واحداً، فلا بد أن هؤلاء الثلاثة هم واحد، فمنذ الأزل هم يتبادلون المحبة، والتكريم، والمشورة، والمسرة. 





    [1] الإنجيل، إنجيل الرسول مرقس اَلأَصْحَاحُ 12 الآية 28.
    [2] الإنجيل، رسالة الرسول  يعقوب اَلأَصْحَاحُ 2 الآية 19.
    [3] الإنجيل، رسالة الرسول يوحنا الأولي اَلأَصْحَاحُ 5 الآية 7.
    [4] التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر تثنية اَلأَصْحَاحُ 29 الآية 29.
    [5] الإنجيل، رسالة الرسول بولس لأهل رومية اَلأَصْحَاحُ 11 الآية 33.
    [6] الإنجيل، إنجيل الرسول مرقس اَلأَصْحَاحُ 12 الآية 32.
    [7] التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر المزامير، مزمور110 الآية 1 واقتبسها السيد المسيح في الإنجيل، إنجيل الرسول متّى اَلأَصْحَاحُ 22: 44.
    [8] التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر أمثال اَلأَصْحَاحُ 30 الآية 4.
    [9] الإنجيل، رسالة الرسول بولس لأهل فيلبي اَلأَصْحَاحُ 2 الآيات 6 و7.
    [10] الإنجيل، إنجيل الرسول متّى اَلأَصْحَاحُ 28 الآية 19.
    [11] الإنجيل، رسالة الرسول بولس الثانية لأهل كورنثوس اَلأَصْحَاحُ 13 الآية 14.
    [12] التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر إشعياء اَلأَصْحَاحُ 9 الآية 6.
    [13] التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر ميخا اَلأَصْحَاحُ 5 الآية 2.
    [14] الإنجيل، رسالة الرسول بولس الأولي لتيموثاوس اَلأَصْحَاحُ 3 الآية 16.
    [15] الإنجيل، رسالة الرسول  بولس لأهل كولوسي اَلأَصْحَاحُ 2 الآية 9.
    [16] الإنجيل، إنجيل الرسول يوحنا اَلأَصْحَاحُ 20 الآية 28.
    [17] قارن التوراة، العهد القديم في الكتاب المقدس، سفر إشعياء اَلأَصْحَاحُ 6: 8 و9 مع أعمال اَلأَصْحَاحُ 28: 25 و26، أعمال اَلأَصْحَاحُ 5 الآيات 3 و4.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: الخاتمة التثليث في نبذة د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top