هُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
«2وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً»
(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى2: 2).
أي لكي نعيش حياة مقدسة تليق بنا كسالكين في النور. بمعنى آخر يجدر بنا ألا نستهتر بالخطية
بسبب أمانة اللَّه وحبه لنا، إنما نسلك في النور مثابرين في كل عملٍ صالحٍ. لكن من يستطيع ألا
يتعثر في هذه الحياة الزمنية لذلك "إن أخطأ أحد فلنا شفيع..." يقوم هذا
الشفيع كمحامٍ يدافع عنا ليبرئنا في القضية. ومن هو هذا الشفيع؟
أ. شفيع Paraclete أو Advocate.
لقد دُعي
مخلصنا أيضًا بالباراكليت وذلك في رسالة يوحنا عندما قال "فلنا شفيع Paraclete... وهذه الكلمة في اليونانية تحمل معنيين: وسيط ومعزي. فالباراكليت تًفهم بمعنى شفيع يتوسط عند
الآب بالنسبة لمخلصنا. وتفهم بمعنى المعزي بالنسبة للروح القدس إذ يهب تعزية
للنفوس التي يعلن لها بوضوح المعرفة الروحية.
إن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشفيع فلنحاول ألا
نخطئ. وإن باغتتك الخطية من أجل دنس الحياة أنظر إلي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
في الحال واحزن والعنها. فإن فعلت هذا تأتي في حضرة الديان مطمئنًا لأنه شفيعك.
وباعترافك لا تخف من أن تخسر القضية. غالبا ما يوكل الإنسان محاميًا Advocate بليغًا...وها أنت قد أوكلت الكلمة، الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فهل
تهلك؟!
انظر فإن يوحنا الذي كان بالتأكيد إنسانًا بارًا
وعظيمًا، هذا الذي تشرب الأسرار الإلهية من صدر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
وارتوى منه فكتب عن لاهوته...لم يقل "لكم شفيع"، بل "لنا شفيعًا"
ولم يقل "إني شفيعكم" ولا "المسيح شفيعكم"، بل "لنا
شفيع"...لقد اختار بالأحرى أن يحصي نفسه في عداد الآثمة ليكون المسيح شفيعًا
له.
ليُصلِ كل عضوٍ منا من أجل الخير. وليشفع الرأس الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ من أجل الجميع.
ب. عند الآب: هذا المحامي كلمة الآب وابنه، واحد معه في
الجوهر، لا ينفصل عنه قط، لهذا تطمئن نفوسنا، متى طلبناه نجده في الحال مدافعًا في
شفاعة دائمة. "إنه حي في كل حين ليشفع فينا"(عب7: 25).
ج. يسوع، أي مخلص، محب للخطاة كي يقدسهم ويبررهم.
د. المسيح، أي ممسوح لأجل خلاصنا، هذه هي اشتياقاته
"أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون". فمن يشعر بخطاياه ويتوق
للتطهير المستمر يجد شفيعًا دائم الشفاعة، وفي اللحظة التي فيها نشعر بأننا أبرار
غير محتاجين للتطهير لا ننتفع من الخلاص الذي قدمه لنا.
ه. البار
"تألم مرة واحدة من أجل الخطايا. البار من
أجل الآثمة"(1بط3: 18). لو لم يكن بارًا فكيف يدافع عنا؟! لقد حمل أثقالنا
عنا، وأوفى ديوننا. السبح للغني الذي دفع عنا ما لم يقترضه، وكتب على نفسه صكًا
وصار مدينًا! بحمله نيره كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا!
ز. كفارة: محامينا بار، وبره يقتضي إلاَ يبرئنا في
القضية ظلمًا. إنه لا يدافع عنا في السماء في غير عدل، لكن دفع عنا ديننا. أحشاء
الآب أرسلته إلينا، فلم يرفع آثامنا إلى العظمة الإلهية، بل بصلاحه قدم له كفارة
عنا!
يعتز المؤمن بنعمة الشفاعة التي يقدمها كلمة اللَّه نفسه
لدى الآب عنه. هذه الشفاعة الكفارية لا يشاركه أحد فيها، حيث يقدم الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ دمه الكفاري، ويخفينا في جراحاته، فنظهر أمام الآب بلا لوم،
حاملين برّ مخلصنا. يحملنا مسيحنا كأعضاء في جسده، فنصير موضع سرور الآب. هذه
الشفاعة تختلف عن شفاعتنا نحن عن بعضنا البعض، حيث نتوسل للَّه خلال حبنا لإخوتنا،
ليهبهم نعمة التوبة والبنيان المستمر والشهادة الحقيقية.
إنني افتخر لأنني أخلص، وليس لأنني بلا خطايا، بل لأن
الخطايا قد غُفرت. إنني لا أفتخر لأني نافع أو لأن أحدًا ما نافع لي، وإنما لأن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو شفيعي (محامي) أمام الآب، لأن دم الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ سفك من أجلي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق