الثُّرَيَّا
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
مجموعة من النجوم واسمها في العبرية كيما أي
مجموعة أو عنقود، أما الاسم في العربية فمشتق من الثراء وسميت كذلك لكثرة نجومها
مع ضيق محلها. وتذكر في الكتاب المقدس ثلاث مرات «9صَانِعُ
النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ»(سِفْرُ أَيُّوبَ9: 9)، «31هَلْ
تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا (مجموعة من النجوم يظهر منها للعين المجردة
حوالي السبعة وتقع في عمق برج الثور يراها الناس في الشرق الأدنى في الصيف عند
طلوع الفجر) أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ (الْجَوْزَاءِ)؟ 32أَتُخْرِجُ
الْمَنَازِلَ (مجموعة من النجوم) فِي
أَوْقَاتِهَا وَتَهْدِي النَّعْشَ (مجموعة من سبعة كواكب في الشمال، الدب الأكبر) مَعَ
بَنَاتِهِ؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ38: 31و32).، «8اَلَّذِي
صَنَعَ الثُّرَيَّا وَالْجَبَّارَ وَيُحَوِّلُ ظِلَّ الْمَوْتِ صُبْحاً وَيُظْلِمُ
النَّهَارَ كَاللَّيْلِ. الَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ الْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى
وَجْهِ الأَرْضِ يَهْوَهُ اسْمُهُ»(سِفْرُ عَامُوسَ5: 8)..
وتذكر في المواضع الثلاث مع
الجبار. وتقع الثُّرَيَّا في طرف برج الثور، وتستطيع العين المجردة رؤية ست أو سبع
نجوم منها، وان كان البصر الحاد يستطيع رؤية عدد اكبر منها، ولكن الصور الفلكية
الفوتوغرافية تبين احتواءها على آلاف النجوم، وتبدو في هذه الصور مرتبطة معا يضمها
غلاف سديمي واحد، فتظهر وكأنها حبات عقد متلألئة يجمعها خيط واحد مما يتفق تماما مع
القول: «31هَلْ
تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا (مجموعة من النجوم يظهر منها للعين المجردة
حوالي السبعة وتقع في عمق برج الثور يراها الناس في الشرق الأدنى في الصيف عند
طلوع الفجر) أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ (الْجَوْزَاءِ)؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ38: 31). وكان الرب يسال أَيُّوبَ عما إذا كانت قوة أَيُّوبَ هي
التي تربط كل هذا العدد الهائل من النجوم معا في مجموعة واحدة.
وتقع الثُّرَيَّا على بعد
ثلاثمائة سنة ضوئية من الشمس، وهي ترى قبل شروق الشمس في الربيع، بينما يرى الجبار
واضحا في الخريف.
ويربط البعض بين نجومها السبع
الواضحة للعين المجردة، وبين رُؤْيَا
يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ
«السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ التي في يد الرب، والسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ
مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الْكَنَائِسِ»: «12فَالْتَفَتُّ
لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ
سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، 13وَفِي
وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ
إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ
ذَهَبٍ...16وَمَعَهُ
فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ
مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. 17فَلَمَّا
رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى
عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ.
وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي
مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. 19فَاكْتُبْ
مَا رَأَيْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا.
20سِرُّ
السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي، وَالسَّبْعِ
الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ
السَّبْعِ الْكَنَائِسِ، وَالْمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأَيْتَهَا هِيَ
السَّبْعُ الْكَنَائِسِ»(سِفْرُ
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 12و13 و16 و20). وهذه الكواكب السبعة التي تتلألأ في
عنقود واحد وكأنها كوكب واحد، تقدم لنا صورة للكنيسة في وحدتها الجوهرية، رغم
تنوعها شكلاً وتفرقها مكاناً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق