1
هل
يُعقل أَنْ
أجرة
الْخَطِيَّةَ مَوْتِ؟
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر فِي
الدين المقارن
الفصل
الثامن
ما هُوَ الْمَوْتِ؟
كم نوع مِنْ الْمَوْتِ؟
الْمَوْتِ هُوَ توقف الحَيَاةُ، وهَذَا هُوَ
الْمَوْتِ الجسدي، فالْمَوْتِ الطبيعى هُوَ خلع الخيمة والتغرَّبَّ عَنْ الجسد يقَوْلُ
الْكِتَابِ المقدس «لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ
إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ
مِنَ اللَّهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. فَإِنَّنَا فِي هَذِهِ أَيْضاً
نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ
السَّمَاءِ. وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ
فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ
أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةُ.
وَلَكِنَّ الَّذِي صَنَعَنَا لِهَذَا عَيْنِهِ هُوَ اللَّهِ، الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضاً
عَرَّبَّونَ الرُّوحِ. فَإِذاً نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ
أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ فَنَحْنُ مُتَغَرَّبَّونَ عَنِ
الرَّبَّ. لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ. فَنَثِقُ وَنُسَرُّ
بِالأَوَّلُى أَنْ نَتَغَرَّبَّ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبَّ.
لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضاً مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرَّبَّينَ أَنْ
نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ»([1]). والْمَوْتِ هُوَ الانفصال عَنْ اللَّهِ، وذَلِكَ هُوَ الْمَوْتِ
الرُّوحِيُّ.
أولاً: الْمَوْتِ
في اليهودية:
إن الْمَوْتِ فِي اليهودية بحسب التَّوْرَاةِ
هُوَ النهاية الطَّبِيعِيَّة للحَيَاةُ، فكانت غاية اليهودي هِيَ أَنَّ يعيش
طويلاً فِي ملء الصحة، وأَنَّ ينجب الكثير مِنْ الأبناء، وأَنَّ يمَوْتِ فِي سلام،
وأولاده وأحفاده ملتفِين مِنْ حوله.
وفِي التَّوْرَاةِ الكثير مِنْ الاعتراضات عَلَى
الْمَوْتِ المبكر كما فِي حالة حزقيا الملك([2])، فكَانَ الْمَوْتِ المبكر يبدو كأَنَّهَ نتيجة دينونة اللَّهِ
وعقابه.
ومع أَنَّ الْمَوْتِ هُوَ الخاتمة الطَّبِيعِيَّة
للحَيَاةُ، إلا أَنَّهَ كَانَ عَلَى الدوام أمراً غير مقبولاً، فالْمَوْتِ يقطع الإِنْسَانٌ
عَنْ المجتمع، كما يقطعه عَنْ مواصلة خدمة اللَّهِ. ولكن اللَّهِ قَدْ يمنح عزاءً فِي
مواجهة هَذَا الْمَوْتِ فلم يعتبر الْمَوْتِ كبابٍ إِلَى حَيَاةُ أفضل.
يقَوْلُ المرنم «مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي
الأَرْضِ. قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللَّهِ
إِلَى الدَّهْرِ. لأَنَّهُ هُوَذَا الْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ. تُهْلِكُ
كُلَّ مَنْ يَزْنِي عَنْكَ...»([3])
فلقد دخل الْمَوْتِ
إِلَى الْعَالَمِ بسقوط آدَمَ فِي الْخَطِيَّةَ، إذ كَانَ الأمر الإلهي: «وَأَمَّا شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ
مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتِاً تَمَوْتِ»([4]). وكانت عقوية التعدي عَلَى نَّامُوسِ موسى «القطع
مِنْ الجماعة» أَيْ الانفصال عَنْهم بالْمَوْتِ، كما كَانَ يمكن يؤدي عِصْيَانٍ
وصايا اللَّهِ إِلَى الْمَوْتِ المبكر([5]).
ثانياً: الْمَوْتِ
فِي الْمَسِيحِية:
يُنظر إِلَى الْمَوْتِ فِي كتب الْعَهْدُ الْجَدِيدِ
كمشكلة لاهوتية أكثر منه كحادثة فردية، فهُوَ أكثر مِنْ مجرد نهاية للحَيَاةُ
الجسمانية، بل يمتد أثره إِلَى كل جوانب حَيَاةُ الإِنْسَانٌ، فاللَّهِ وحده هُوَ الخالد
الَّذِي له وحده عَدَمِ الْمَوْتِ، وهُوَ مصدر كل حَيَاةُ فِي الْعَالَمِ «اللَّهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتِى وَيَدْعُو
الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ»([6])، «الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمِ
الْمَوْتِ»([7]).
فالحَيَاةُ الْحَقِيقِيُّة هِيَ الحَيَاةُ
المرتبطة باللَّهِ. ولكن منذ أَنَّ دخلت الْخَطِيَّةَ إِلَى الْعَالَمِ، ملك الْمَوْتِ
عَلَى الْعَالَمِ «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا
بِإِنْسَانٌ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةَ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةَ الْمَوْتِ
وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتِ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ...لأَنَّهُ
إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةَ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوَّلُى
كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ
سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةُ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةَ
وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا
بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةُ»([8]).
«لأَنَّهُ
كَمَا فِي آدَمَ يَمَوْتِ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ»([9]).
فعندما فصل آدَمَ نفسه عَنْ اللَّهِ، أدى هَذَا
الانفصال إِلَى الْمَوْتِ، ولأن كل البشَّرِّ ساروا فِي خطوات آدَمَ «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللَّهِ...مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٌ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةَ إِلَى الْعَالَمِ
وَبِالْخَطِيَّةَ الْمَوْتِ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتِ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ
إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ»([10]) جعل هَذَا الْمَوْتِ حتماً عَلَى كل إِنْسَانٌ، «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةَ هِيَ مَوْتِ»([11])، «وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ
أَنْ يَمَوْتِوا مَرَّةًثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ»([12])، ولذَلِكَ فالْمَوْتِ لَيْسَ مجرد شئ يحدث للناس فِي نهاية
حياتهم عَلَى الأرض، بل هُوَ أَيْضاً الحَيَاةُ بعيداً عَنْ الشَّرِّكة مع اللَّهِ.
وسيادة الْمَوْتِ شاملة، فكل إِنْسَانٌ يحيا
فِي ظل الخوف مِنْ الْمَوْتِ «رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً
لِلْخَوْفِ...وَيُعْتِقَ
أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ
تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ»([13])، فهُوَ يملك عَلَى كل مِنْ هُوَ مِنْ الجسد «لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتِ»([14])، وكل مِنْ لا يعيش فِي علاقة مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،
إنما هُوَ يعيش فِي حالة مَوْتِ «لأَنَّهُ هَكَذَا
أَحَبَّ اللَّهِ الْعَالَمِ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ
كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ
لَمْ يُرْسِلِ اللَّهِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمِ بَلْ
لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمِ. الَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ
يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ»([15])، «مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ
الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللَّهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ»([16]).
وقد صار سلطان الْمَوْتِ لإِبْلَيْسَ، لأَنَّه
رئيس هَذَا الْعَالَمِ «ذَاكَ الَّذِي لَهُ
سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلَيْسَ»([17])، ولكن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بمَوْتِه عَلَى الصَّلِيبِ
وقيامته قَدْ هزم الشَّيْطَانُ وأبطل الْمَوْتِ بتجريده مِنْ سلطانه «اظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي
ابْطَلَ الْمَوْتِ وَأَنَارَ الْحَيَاةُ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ»([18]) إِذْ «جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً،
ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ (أي فِي الصَّلِيبِ)»([19])، وسوف يُطُرِحَ «الْمَوْتِ
وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ»([20]).
لقد مات الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ودفن
وقام فِي اليوم الثالث «الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ
أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا»([21])، وبهَذَا الحادث التاريخي انهزم الْمَوْتِ، فقد وضع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ نفسه «وأطاع حتى الْمَوْتِ» تكفيراً عَنْ خطايانا «وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٌ، وَضَعَ نَفْسَهُ
وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتِ مَوْتِ الصَّلِيبِ»([22]).
لقد مات ذبيحة عَنْ خطايا الجميع «لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحِ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا»([23])، «وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ
الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ
لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ»([24]).
والأمر البالغ الأهمية أَنَّ الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لم يبق فِي القبر، بل قام منتصراً، «نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ
إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ»([25]). وبهَذَا له وحده السلطان «مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ
وَالْمَوْتِ»([26]).
وقد فعل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ذَلِكَ
مِنْ أجل كل مِنْ يؤمنون به، ويسلمونه حياتهم([27])، فهُوَ وحده الَّذِي لم يكن للمَوْتِ سلطان عليه، لكنه
أطاع حتى الْمَوْتِ، ليكسر شوكة الْمَوْتِ ولكل مِنْ يؤمن به صارت هَذِهِ النصرة .
وَهَكَذَا يخلص المؤمن مِنْ «جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ»([28]) بقوة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إذ نشترك فِي قيامته،
«أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لَيْسَوعَ الْمَسِيحِ
اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ. فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ
حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا
نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةُ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ
صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ»([29])، فقد متنا «للنَّامُوسِ بجسد الْمَسِيحِ»([30])، أَيْ أَنَّ مَوْتِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حسب مَوْتِاً
للمؤمن «عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانٌنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ
لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةَ»([31])، لأَنَّه «إِنْ
كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا. وَهُوَ
مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ
لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ»([32])، فلقد أصبحت الْخَطِيَّةَ بالنسبة للمؤمن شيئاً ماضياً«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ
يَحْيَا فِيَّ»([33]). وبمَوْتِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، منُحنا الحَيَاةُ،
فأصبح المؤمن منفصل عَنْ الْعَالَمِ، بعد أَنَّ كَانَ قبلاً منفصل عَنْ اللَّهِ،
أما الآن فهُوَ أداة بالنسبة للعالم، وأصبحت الحَيَاةُ له هِيَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
«لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةُ هِيَ الْمَسِيحِ وَالْمَوْتِ هُوَ رَّبَّحٌ»([34])، «لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ
مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللَّهِ»([35]).
ويقَوْلُ الرَّبَّ نفسه «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمِ
بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمِ»([36]). ويقَوْلُ أَيْضاً: «إِنَّ
مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةُ
أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدْ انْتَقَلَ (فعلاً) مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةُ»([37]). فمنح الحَيَاةُ الأبدية لن يحدث عَنْد القيامة الأخيرة
، بل يحدث فِي لحظة الإِيمَانِ، لكل مِنْ يسلم حياته للرَّبَّ يسوع الْمَسِيحِ،
ينتقل فوراً مِنْ الْمَوْتِ إِلَى الحَيَاةُ، أَوْ بعبارة أخرى: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتِ إِلَى
الأَبَدِ….فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتِ إِلَى الأَبَدِ»([38]).
إن النقطة الأساسية هِيَ أَنَّ كل مِنْ هم
خارج الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، هم أموات، أما كل الَّذِين يؤمنون بالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فهم أحياء، فالفرق الأساسي بين المؤمن وغير المؤمن هُوَ كالفرق بين الحَيَاةُ
والْمَوْتِ. والمؤمنون الَّذِين يمَوْتِون جسدياً يقال عَنْهم «أَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ»([39])، أَيْ أَنَّهَم «رَّاقِدِينَ» «وَلَكِنِ
الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحِ مِنْ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ...»([40])، فبالرغم مِنْ مَوْتِ المؤمن بالجسد إلا أَنَّهَ لم
ينفصل عَنْ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فهُوَ لَيْسَ فِي الْحَقَّيقة مِنْ الأموات
كما أَنَّ كل قوات الْمَوْتِ والجحيم لا تقدر أَنَّ تفصله عَنْ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
«فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتِ وَلاَ حَيَاةُ وَلاَ
مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ
مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ
تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَّبَّنَا»([41])، ولم يعد الْمَوْتِ بالنسبة لهم خسارة بل رَّبَّحاً، لأَنَّه
يقرَّبَّهم إِلَى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «يَتَعَظَّمُ
الْمَسِيحِ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ
بِحَيَاةُ أَمْ بِمَوْتِ. لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةُ هِيَ الْمَسِيحِ وَالْمَوْتِ
هُوَ رَّبَّحٌ»([42]). والأكثر مِنْ ذَلِكَ، هُوَ أَنَّ المؤمنين سيقاسمون الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي نصرته عَلَى الْمَوْتِ الجسدي أَيْضاً لأَنَّه هُوَ «بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ»([43])، فالَّذِين رقدوا فِي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
سيقومون ليكونوا معه إِلَى
أَبَدِ الآبِدِينَ([44]).
ومن الجانب الآخر، فَإِنَّ الَّذِين لا
يؤمنون بالرَّبَّ يسوع الْمَسِيحِ، هم فِي انفصال كامل عَنْ اللَّهِ، وفِي
الدينونة الأخيرة، «وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ
الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ،...هَذَا هُوَ الْمَوْتُ
الثَّانِي»([45]). أما المؤمنون فقد نجوا مِنْ الْمَوْتِ «فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ
يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا»([46]) لأَنَّهم «قَدِ
انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ»([47])، ولم يعد للمَوْتِ الثاني سلطان عليهم «مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلَيْسَمَعْ مَا يَقَوْلُهُ الرُّوحُ
لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتِ الثَّانِي...مُبَارَكٌ
وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأَوَّلُى. هَؤُلاَءِ لَيْسَ
لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ»([48])، بل سيكونون مع اللَّهِ الَّذِي لا يوجد فِي
محضره مَوْتِ لأَنَّه «هُوَ الحَيَاةُ ذَاتِها»([49]).
الْمَوْتِ
الثاني
ترد هَذِهِ العبارة فِي سفر السِفْرُ
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ لوصف الدينونة الأبدية للخَطِيَّةَ، «وَكُلُّ
مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ
النَّارِ(هَذَا هُوَ الْمَوْتِ الثاني)»([50])، «وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ
الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ
الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»([51])، أما «مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ
الثَّانِي»([52])، «وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ
الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي
يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟»([53]).
كم نوع مِنْ الْمَوْتِ؟
ولكن مَا هُوَ الْمَوْتِ؟ يعتقد البعض أن الْمَوْتِ
هُوَ انعدام الوجود بأن ينتهي كل شيء مِنْ الوجود ولا نعود نعرف أَيْ شيء، ولكن إن
فحصنا كتب الأنبياء، سنرى أن ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمَوْتِ. ففِي الإِنْجِيلِ، وفِي
اللغة العبرية التي كُتِب بها الْعَهْدُ الْقَدِيمِ، فَإِنَّ الْمَوْتِ يعني«الانفصال». فالْمَوْتِ هُوَ «الانفصال عَنْ الحَيَاةُ».
عَنْدما قال اللَّهِ لآدَمَ: «إن أكلت مِنْ شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ
الْخَيْرِ والشَّرِّ، فَإِنَّك مَوْتِاً تمَوْتِ»، فكأن اللَّهِ كَانَ فِي الْحَقَّيقة يقَوْلُ:
«اسمع يا آدَمَ، إن أكلت مِنْ الشَّجَرَةَ
التي منعتك عَنْها، فَإِنَّك ستمَوْتِ فِي هَذَا اليوم، أَيْ أنك ستنفصل عنِّي».
«إن
عصيتني فلن يكون لك أَيْ شَّرِّكة حميمة معي بعد ذَلِكَ. فَإِنَّي قدوس، ولا
أستطيع أن أحتمل الْخَطِيَّةَ، أَوْ أن أحتمل هؤلاء الَّذِين يرفضون طريقي. لقد
طردت لوسيفر وملائكته مِنْ محضري عَنْدما أخطأوا، وسوف أطردك أنت أَيْضاً إن أخطأت».
«أَيْضاً،
إِذَا أكلت مِنْ الشَّجَرَةَ الممنوعة، سيبدأ جسدك فِي الشيخوخة، وفِي النهاية ستمَوْتِ،
أَيْ أن نفسك ستترك جسدك وتنفصل عَنْه».
«ولَيْسَ
هَذَا هُوَ كل شيء، فَإِنَّك إن عصيتني، فلن يمَوْتِ جسدك وحسب، بل نفسك أَيْضاً
سوف تذهب إِلَى مكان قَدْ أُعِدَّ للشَّيْطَانُ وملائكته، وهناك سوف تكون منفصلاُ
عنِّي إِلَى أبد الآبدين!».
وَهَكَذَا، نرى أن الْخَطِيَّةَ هِيَ ثلاثة
أنواع شنيعة مِنْ الانفصال :
الْمَوْتِ الرُّوحِيُّ:
وهُوَ (الْمَوْتِ الأَوَّلُ) وهُوَ انفصال النفس والروح عَنْ اللَّهِ هنا عَلَى
الأرض، وانعدام الشَّرِّكة مع اللَّهِ القدوس بسبب الْخَطِيَّةَ التي فِي الْقَلْبِ.
الْمَوْتِ الجسدي:
وهُوَ (الْمَوْتِ الأَوَّلُ) وهُوَ انفصال النفس والروح عَنْ الجسد يوم الْمَوْتِ،
أَيْ عَنْدما يمَوْتِ الجسد، وتنتظر الروح ليوم مقابلة اللَّهِ للدينونة والحساب.
الْمَوْتِ الأبدي:
وهُوَ (الْمَوْتِ الثاني) هُوَ انفصال الجسد والنفس والروح عَنْ اللَّهِ للأبد فِي
بحيرة النار.
الْمَوْتِ باختصار، هُوَ الانفصال عَنْ اللَّهِ،
إله الحَيَاةُ. فالْخَطِيَّةَ تفصل الإِنْسَانٌ عَنْ اللَّهِ، مصدر الحَيَاةُ الْحَقِيقِيُّة.
فاللَّهِ قدوس، ولا يستطيع أن يتعايش مع الْخَطِيَّةَ. فالنفس التي تخطئ مثل فرع فِي
شَّجَرَةَ، يُقطَع ويُطرَح بعيداً. ومَاذَا يحدث عَنْدما لا يعود الفرع جزءاً مِنْ
الشَّجَرَةَ؟ يصبح فرعاً مقطوعاً...أيمكن أن يعيش؟ بالطبع لا...فلابد أن يمَوْتِ!
نعم، إن أوراقه لا تجف فوراً، ولكنها تبدأ فِي الْمَوْتِ تدريجياً.
[1]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 5 الآيَاتُ 1-9.
[2]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي الإصحَاحُ
20 الآيَاتُ1-11.
[3]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،اَلْمَزْمُورُ 73 الآيَاتُ 23-28.
[4]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
2 الآيَةَ 17.
[5]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة
الإصحَاحُ 30 الآيَاتُ 15-20، سِفْرُ إِرْمِيَا الإصحَاحُ 21 الآيَةَ 8، سِفْرُ حِزْقِيَال الإصحَاحُ 18 الآيَاتُ 21-32.
[9]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 15 الآيَةَ 22.
[10]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 3 الآيَةَ 23، الإصحَاحُ 5 الآيَةَ 12.
[13]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 8 الآيَةَ 15، الرِسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ الإصحَاحُ 2 الآيَةَ 15.
[21]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 4 الآيَةَ 25، قارن مع رِسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 15 الآيَاتُ 3و4، ورِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى
أَهْلِ تَسَالُونِيكِي الإصحَاحُ 4 الآيَةَ 14.
[23]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 5 الآيَةَ 7.
[24]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 5 الآيَةَ 15.
[27]الإِنْجِيلِ،
إِنْجِيلِ مَرْقُسَ الإصحَاحُ 10 الآيَةَ 45، الإِنْجِيلِ، سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ الإصحَاحُ 5 الآيَاتُ 6-8، رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي الإصحَاحُ 5 الآيَاتُ 9و10.
[30]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 7 الآيَاتُ 4-6، ورِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ الإصحَاحُ 6 الآيَةَ 14، ورِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 2 الآيَةَ 20.
[32]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 5 الآيَاتُ 14و15.
[39]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي الإصحَاحُ 4 الآيَةَ 16.
[40]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 15 الآيَاتُ 6و18و20 و51، رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي الإصحَاحُ 4 الآيَاتُ 13–15، وأيضاً إنجيل الرسول يوحنا11 الآيَاتُ 11–14.
[42]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 5 الآيَاتُ 1-10، رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي الإصحَاحُ 1 الآيَاتُ 20و21.
[43]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 15 الآيَةَ 20، رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي
الإصحَاحُ 1 الآيَةَ 18.
[44]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي الإصحَاحُ 4 الآيَةَ 17.
[48]الإِنْجِيلِ،
سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ الإصحَاحُ 2 الآيَةَ 11، الإصحَاحُ 20 الآيَةَ 6.
[49]الإِنْجِيلِ،
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ 11 الآيَةَ 25، وسِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ الإصحَاحُ 21 الآيَةَ 4.
0 التعليقات:
إرسال تعليق