1
هل
يُعقل أَنْ
أجرة
الْخَطِيَّةَ مَوْتِ؟
إعداد
د. القس / سامي م. اسكندر
باحث ومحاضر فِي
الدين المقارن
الفصل
الثالث
مَاذَا تعني
الْخَطِيَّةَ فِي الأديان؟
أولاً: الْخَطِيَّةَ فِي اليهودية
شَّرِّيعَةِ موسـي قي التَّوْرَاةِ تنقسم إِلَى:
1-
الشَّرِّائع
الأدبية.
2-
الشَّرِّائع
المدنية (أي الأحكام).
3-
الشَّرِّائع
الطقسية (أي الفرائض) الواردة فِي التَّوْرَاةِ.
1-
الشَّرِّائع
الأدبية.
الشَّرِّيعَةِ
الأدبية توجزها الوصايا العشَّرِّ فِي التَّوْرَاةِ التي أعطاها اللَّهِ والموجودة
فِي سفر الخروج الأصحاح20.
وهَذِهِ
الوصايا تخبرنا بما هُوَ صواب وما هُوَ خطأ فِي نظر اللَّهِ وعَنْدما نعصي هَذِهِ
الوصايا، فَإِنَّنَا نخطئ إِلَى اللَّهِ، دعونا نفكر فِي بعض هَذِهِ الوصايا.
الوصية الأَوَّلُى : «أَنَا الرَّبَّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ
أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى
أَمَامِي».
الوصية الثانية : «لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي
السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ
تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ
إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي
الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى
أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ».
الوصية الثالثة: «لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبَّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ
يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً».
الوصية الرابعة : «اُذْكُرْ يَوْمَ
السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامِ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ.
وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبَّ إِلَهِكَ. لاَ تَصْنَعْ
عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ
وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامِ صَنَعَ الرَّبَّ
السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ
السَّابِعِ. لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبَّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ».
الوصية الخامسة : «أَكْرِمْ أَبَاكَ
وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامِكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبَّ
إِلَهُكَ».
الوصية السادسة : «لاَ تَقْتُلْ».
الوصية السابعة : «لاَ تَزْنِ».
الوصية الثامنة : «لاَ تَسْرِقْ».
الوصية التاسعة : «لاَ تَشْهَدْ عَلَى
قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ».
الوصية العاشَّرِّة : «لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ
قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ
ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
تقَوْلُ الوصية الأَوَّلُي : «لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي» وهَذَا يعني
أَنَّ اللَّهِ يجب أَنْ يَأْخُذَ المكانة الأَوَّلُى فِي الحَيَاةُ، فلا يجب أَنَّ
نحب شخصاً أَوْ شيئاً مَا أكثر مِنْ محبة لله. بل وكل مَا يأخذ مِنْ الطبيعة الفريدة
ليغوي الشعب للانْحِرَافَ عَنْ طريق الرَّبَّ يعتبر «مُحَرَّمَاً». مثل الأصنام «وَلا تُدْخِل رِجْساً إِلى بَيْتِكَ لِئَلا تَكُونَ مُحَرَّماً مِثْلهُ.
تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ»([1]) ومن يعبد الأصنام
أَوْ يذبح لها «مَنْ ذَبَحَ لآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبَّ وَحْدَهُ يُهْلَكُ»([2])، وأَهْلِ المدن مِنْ الوثنيين
«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبَّ إِلهُكَ
لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلُاً: قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ
وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى
لمْ تَعْرِفُوهَا. وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ
صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ. فَضَرَّبَّاً تَضْرَّبَّ
سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا
مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ
سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبَّ
إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. وَلا يَلتَصِقْ
بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبَّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ
وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَـمَا حَلفَ لآِبَائِكَ. إِذَا
سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبَّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ التِي أَنَا
أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِتَعْمَل الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبَّ إِلهِكَ»([3]).
لذَلِكَ كانت مدن الكنعانيين الَّذِين
يعبدون البعل، مدناً محرمة، فكَانَ عَلَى بني أسرائيل القضاء عليها تماماً بمن فِيها
وما فِيها، حتى لا يتعلموا أَنَّ يعملوا جميع أرجاسهم ويخطئوا إِلَى الرَّبَّ «وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبَّ إِلهُكَ
نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا. بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً:
الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ
وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبَّ إِلهُكَ. لِكَيْ لا
يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا
لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبَّ إِلهِكُمْ»([4]). وقد قدس يشوع مَا أخذه
مِنْ أريحا مِنْ الفضة والذهب وأنية النحاس والحديد للرَّبَّ، فجعلها فِي خزانة «بيت
الرَّبَّ»([5]).
وأما الوصية
الخامسة فهِيَ «أكرم
أباك وأمك» وهَذَا يعني أننا يجب أَنَّ نحب والدينا ونحترمهما ونطيعهما،
فعندما نتكلم بصورة غير لائقة مع
الوالدين
أَوْ عِصْيَانٍهما، فَإِنَّك تخطئ إِلَى اللَّهِ، لأَنَّه قال «أكرم أباك وأمك».
2-
الشَّرِّيعَةِ
المدنية
والشَّرِّيعَةِ
المدنية هِيَ توضيحات للشَّرِّيعة الأدبية وتطبيقاتها علي حالات معينة (كما فِي
الأصحاحين الحادي والعشَّرِّين والثاني والعشَّرِّين مِنْ سفر الخروج).
3-
الشَّرِّيعَةِ
الطقسية
وهِيَ ترتبط بالخدمة
الكهنوتية والذبائح (كما فِي سفر الخروج 25: 1-31: 17، 35-40، وكل سفر اللاويين، وفِي
سفر العدد 1: 1-10: 10و15و17-19 و28-36).
فللنَّامُوسِ أحد تأثيرين عَلَى الطبيعة البشَّرِّية
الأثيمة، إما أَنَّ يؤدي إِلَى السطحية والمظهرية، مما يؤدي بدوره إِلَى خَطِيَّةَ
أكبر وأشنع فِي نظر اللَّهِ، وإما أَنَّ يدفع ـ إِذَا أخذ بجدية ـ إِلَى اليأس
التام مِنْ إدراك الإِنْسَانٌ للبر، كما حدث مع بولس، إذ يقَوْلُ: «وَكُنْتُ
أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي
فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي»([6])، ومع ذَلِكَ فقد وجد أَنَّ النَّامُوسِ كَانَ السبب فِي
يأسه طالما كَانَ ينهي، لَيْسَ عَنْ الأعمال الخاطئة فحسب، بل عَنْ الرغبة الخاطئة
أَيْضاً([7])، كما اكتشف بولس أَنَّ النَّامُوسِ قَدْ كشف طبيعته
الجسدانية الخاطئة، وإنه كَانَ أداة لعمل الْمَوْتِ فِيه، ولذَلِكَ فقد رأى أَنَّ النَّامُوسِ
«دَخَلَ
لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ»([8])، وَهَكَذَا صار النَّامُوسِ «مُؤَدِّبَنَا
إِلَى الْمَسِيحِ»([9])، حتى نمَوْتِ بالنَّامُوسِ للنَّامُوسِ لنحيا لله([10]).
فالشَّرِّائع كوسيلة للخلاص هِيَ وسيلة ميتة، فهُوَ يَعْرِفَ
الجوهر الْحَقِيقِيُّ للنَّامُوسِ ولب الديانة الْحَقِيقِيُّة، وهُوَ أَنَّ يصبح «تحت نَّامُوسِ الْمَسِيحِ»([11])، وَهَكَذَا يكون النَّامُوسِ فِي معناه الْحَقِيقِيُّ
هُوَ «نَّامُوسِ روح الحَيَاةُ فِي الْمَسِيحِ
يسوع»([12]).
فِي التَّوْرَاةِ يعطينا اللَّهِ وصاياه
وهِيَ الموجودة فِي أسفار موسى، وتخبرنا هَذِهِ الوصايا بما هُوَ صواب وما هُوَ خطأ
فِي نظر اللَّهِ. وعندما نعصي هَذِهِ الوصايا، فَإِنَّنَا نخطئ إِلَى اللَّهِ. لأَنَّ
مِنْ يكسرالوصية حرفاً فهُوَ الذى يرتكب الْخَطِيَّةَ.
ثانياً: الْخَطِيَّةَ فِي الإسلام
وردت
فِي القرآن مجموعة مِنْ الكَلِمَاتِ التي تعّبر عَنْ الْخَطِيَّةَ أشهرها:
1-
الذنب: وقد خصص القرآن لها 40 آية، أكثرها تداولاً ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتحاً مُبِيِناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ﴾([13]).
والـذنب([14]): وجمعها
ذنوب والأخذ بذَنْبَ الشيء، كل فعل يستوخم عقباه، قال: ﴿فأخذهم اللَّهِ بذنوبهم﴾([15])،
وقال: ﴿فكلا أخذنا بذنبه﴾([16])،
وقال: ﴿ومن يغفر الذنوب إلا اللَّهِ﴾([17]).
والذَّنْبُ([18]):
الإِثْمُ والجُرْمُ والمعصية.
2-
الوزر: ذكرت بالقرآن فِي 11آية، إذ يقَوْلُ: ﴿ألَمْ نَشَّرِّحْ لَكَ
صَدْرَكَ، وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾([19]).
قال فخر الدين الرازي فِي شَّرِّح هَذِهِ الآيَةَ: إِنْ الملاك جبريل أتى النبي،
وشق صدره، وأخرج قَلْبِه، وغسله ونقاه مِنْ المعاصي، ثم ملأه علماً وإيماناً.
وأخرج ابن هشام، عَنْ محمد بن إسحاق قال: إِنْ نفراً مِنْ أصحاب النبي، سألوه: يا
رسول اللَّهِ اخبرنا عَنْ نفسك، فقال: استرضعت فِي بني سعد، فبينما أنا مع أخ لي،
خلف بيوتنا نرعى، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض، بطست مِنْ ذهب، مملوءاً ثلجاً.
ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قَلْبِي، فشقاه، فاستخرجا منه علقه سوداء، فطرحاها،
ثم غسلا قَلْبِي وبطني بذلك الثـلج. ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشَّرِّة مِنْ أمته،
فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة مِنْ أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قـال:
زنه بألف مِنْ أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك، فاللَّهِ لو وزنته
بأمتهِ، لوزنها.
والوزر(157):
الثقل تشبيها بوزر الجبل، ويعبر بذلك عَنْ الإثم كما يعبر عَنْه بالثقل. قال: ﴿ليحملوا
أوزارهم كاملة ومن أوزار الَّذِين يضلونهم بغير علم ألا ساء مَا يزرون﴾([20])، كقَوْلُه:
﴿وليحملن أثقالهم وأثقالا مع
أثقالهم﴾([21]).
وحمل وزر الغير فِي الْحَقَّيقة هُوَ عَلَى نحو مَا أشار إليه بقَوْلُه: ﴿من سن
سنة حسنة كَانَ له أجرها وأجر مِنْ عمل بها مِنْ غير أَنَّ ينقص مِنْ أجره شيء،
ومن سن سنة سيئة كَانَ له وزرها ووزر مِنْ عمل بها﴾. وقَوْلُه: ﴿ولا تزر
وازرة وزر أخرى﴾([22]) وقَوْلُه:
﴿وضعنا عنك وزرك الَّذِي أنقض ظهرك﴾([23]).
الوَزَرُ([24]):
وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع، قال أَبو إِسحق:الوَزَرُ فِي كلام العرَّبَّ
هُوَ الجبل الَّذِي يُلْتَجَأُ إِليه وكل مَا الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به فهُوَ وَزَرٌ.
والوِزْرُ: الحِمْلُ الثقيل. والوِزْرُ: الذَنْبَ لِثِقَلهِ،
وجمعهما
أَوْزارٌ. وأَوْزارُ الحرَّبَّ وغيرها: الأَثْقالُ والآلات.
الوَزَرُ([25]):
الجبلُ المَنيعُ، وكلُّ مَعْقِلٍ، والمَلْجَأُ،
والمُعْتَصَمُ. والوِزْرُ، بالكسر: الإِثمُ، والثِّقْلُ، والكارَةُ الكبيرةُ،
والسِّلاحُ، والحِمْلُ الثقيلُ.
الوزر([26]):
الوَزَرُ بفتحتين الملجأ وأصله الجبل والوِزْرُ الإثم والثقل، وقَوْلُه: ﴿ولا
تَزِرُ وازرة وِزْر أخرى﴾([27]).
أَيْ لا تحمل حاملة حمل أخرى.
وأكثر
مَا يُطْلَق فِي الحديث عَلَى الذَنْبَ والإثم. يقال: وَزَرَ يَزِرُ فهُوَ وَازِرٌ،
إِذَا حَمل مَا يُثْقِل ظَهْرَه مِنْ الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب. وجَمْعُه:
أوْزَار.
3-
الضلال : ذكرت فِي القرآن 78 مرة، ومنها ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَّبَّكَ
فَتَرضَى، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى،
وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى؟﴾([30]). وقد
فسَّر الكلبي الضلال بالكفر وعَلَى العموم الضلال مِنْ الكبائر.
وضلل([31]):
ضَلَّ الشيء ضاع وهلك يضِل بالكسر ضَلاَلا والضَّالَةُ مَا ضل مِنْ البهيمة للذكر
والأنثى. ورجل ضِلِّيلٌ ومُضَلَّلٌ أَيْ ضال جداَ والضَّلاَلُ ضد الرشاد وقد ضَلَّ
يضل بالكسر ضَلاَلاً وضَلاَلَةً قال اللَّهِ: ﴿قل إِنْ ضللت فَإِنَّما أضل عَلَى
نفسي﴾. وتَضْلِيلُ الرجل أَنَّ تنسبه إِلَى الضلال وقَوْلُه: ﴿إن
المجرمين فِي ضلال وسعر﴾ أَيْ فِي هلاك.
الضلال([32]):
العدول عَنْ الطريق المستقيم، ويضاده الهداية، قال: ﴿فمن اهتدى فَإِنَّما يهتدي
لنفسه ومن ضل فَإِنَّما يضل عليها﴾([33])،
ويقال الضلال لكل عدول عَنْ المنهج، عمداً كَانَ أَوْ سهواً، يسيراً كَانَ أَوْ كثيراً،
فَإِنَّ الطريق المستقيم الَّذِي هُوَ المرتضى صعب جداً، قال النبي: ﴿استقيموا ولن
تحصوا﴾
الحديث عَنْ ثوبان قال النبي: ﴿استقيموا ولن تحصوا،
واعلموا أَنَّ خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ عَلَى
الوضوء إلا مؤمن﴾([34]).
وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين مِنْ وجه
وكوننا ضالين مِنْ وجوه كَثِيرَةٌ، فَإِنَّ الاستقامة والصواب يجري مجرى المقرطس
مِنْ المرمى، وما عداه مِنْ الجوانب كلها ضلال.
ضلل([35]):
الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد،
ضَلَلْتَ تَضِلُّ. ضلل([36]): ﴿لولا
أنَّ اللَّهِ لا يُحِب ضَلاَلة العَمل مارَزَأْناكُم عِقَالاً﴾ أَيْ بُطْلاَنَ
العمَل وضَياعه، مأخوذ مِنْ الضلال والضَّياع. وقَوْلُه: ﴿ضَلَّ سَعْيُهُمْ ِفِي
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾.
والضلال
مِنْ وجه آخر ضرَّبَّان: ضـلال فِي العلوم النظرية، كالضلال فِي
مَعْرِفَةَ اللَّهِ ووحدانيته، ومَعْرِفَةَ النُبُوَّةُ، ونحوهما المشار إليهما بقَوْلُه:
﴿ومن يكفر باللَّهِ وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً﴾([37]).
وضلال فِي العلوم العملية، كمَعْرِفَةَ
الأحكام الشَّرِّعية التي هِيَ العبادات، والضلال البعيد إشارة إِلَى مَا هُوَ
كَفَرَ كقَوْلُه عَلَى مَا تقدم مِنْ قَوْلُه: ﴿ومن يكفر باللَّهِ﴾([38])، وقَوْلُه:
﴿إن الَّذِين كفروا وصدوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضلوا ضلالا بعيدا﴾([39])،
وكقَوْلُه: ﴿فِي العذاب والضلال البعيد﴾([40])
أَيْ فِي عقوبة الضلال البعيد، وعَلَى ذَلِكَ قَوْلُه: ﴿إن أنتم إلا فِي ضلال كبير﴾([41])، ﴿قد
ضلوا مِنْ قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عَنْ سواء السَبِيلِ﴾([42])، وقَوْلُـه:
﴿أئذا ضللنا فِي الأرض﴾([43]) كناية
عَنْ الْمَوْتِ واستحالة البدن.
وإضلال اللَّهِ تعالى للإِنْسَانٌ عَلَى
أحد وجهين: أحدهما أَنَّ يكون سببه الضلال وهُوَ أَنَّ يضل الإِنْسَانٌ
فيحكم اللَّهِ عليه بذلك فِي الدنيا، ويعدل به عَنْ طريق الجنة إِلَى النار فِي
الآخرة، وذَلِكَ الإضلال هُوَ حق وعدل، فالحكم عَلَى الضال بضلاله والعدول به عَنْ
طريق الجنة إِلَى النار عدل وحق.
والثاني مِنْ إضلال اللَّهِ وهُوَ
أَنَّ اللَّهِ وضع جبلة الإِنْسَانٌ عَلَى هيئة إِذَا راعى طريقاً، محموداً كَانَ
أَوْ مذموماً، ألفه واستطابه ولزمه، وتعذر صرفه وانصراف عَنْه، ويصير ذَلِكَ
كالطبع الَّذِي يأبى عَلَى الناقل، ولذَلِكَ قيل: العادة طبع ثان.
4- الإثم: ذكرت
42 مرات فِي القرآن، ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ. إِنَّ الَّذِينَ
يَكْسِبُونَ الإِثْمِ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ﴾([44]).
الإثم والأثام([45]):
اسم للأفعال المبطئة عَنْ الثواب. يقال: أثمت الناقة المشي تأثمه إثما أَيْ أبطأت.
وقَوْلُه: ﴿فيهما إثم كبير ومنافع للناس﴾([46]).
أي: فِي تناولهما إبطاء عَنْ الْخَيْرِات. وتسمية
الكذب إثما لكون الكذب مِنْ جملة الإثم. وقَوْلُه: ﴿أخذته العزة بالإثم﴾([47]).
أي: حملته عزته عَلَى فعل مَا يؤثمه، ﴿ومن يفعل ذَلِكَ يلق أثاما﴾([48]).
أي: عذابا، فسماه أثاما لما كَانَ منه، وذَلِكَ كتسمية النبات والشحم.
أثم([49]):
الإثْمُ الذَنْبَ وقد أثم بالكسر إثما ومأثما إِذَا وقع فِي الإثم فهُوَ آثِمٌ
وأثِيمٌ وأثُومٌ وأثمه اللَّهِ فِي كذا بالقصر يأثمه بضم الثاء وكسرها أثاما عدة
عليه إثما فهُوَ مأثومٌ قلت قال الأزهري قال الفراء أثمه اللَّهِ يأثمه إثما
وأثاما جازاه جزاء الإثم فهُوَ مأثوم أَيْ مجزي جزاء إثمه وآثَمَهُ بالمد أوقعه فِي
الإثم وأثَّمه تأثيما قال له أثمت وقد تسمى الخمر إثما وقال شَّرَّبَّت الإثم حتى
ضل عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقَوْلُ وتأثَّم أَيْ تحرج عَنْ الإثم وكف والأَثامُ
جزاء الإثم قال اللَّهِ: ﴿يلق أثاما﴾.
الإِثْمُ([50]): الذَّنْبُ، وقيل: أَنه
يعمَل مَا لا يَحِلُّ له. وفِي القرآن: والإِثْمَ
والبَغْيَ بغير الْحَقَّ. وقَوْلُه عز وجل: فَإِنَّ عُثِر عَلَى أَنَّهما استَحقّا
إثْماً، أَيْ مَا أُثِم فِيه.
الإِثْمُ، بالكسر([51]): الذَّنْبُ، والخَمْرُ،
والقِمَارُ، وأنْ يَعْمَلَ مَا لا يَحِلُّ.
5-
الخطيئة:
ذكرت 11مرة فِي القرآن، ومنها ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ
إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً، فَقَدِ
احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾([52]). فِي
هَذِهِ الآيَةَ ثلاثة أسماء للخَطِيَّةَ: الْخَطِيَّةَ والإثم والبهتان، وقد ميّز
بينها الإمام الرازي بالتفسير التالي:
ا- الْخَطِيَّةَ هِيَ الصغيرة أَيْ الصغائر،
والإثم هُوَ الكبيرة أى الكبائر.
ب - الْخَطِيَّةَ هِيَ الذَنْبَ القاصر عَلَى
فاعلها، والإثم هُوَ الذَنْبَ المتعدي إِلَى الغير، كالظلم والقتل.
ج - الْخَطِيَّةَ مَا لا ينبغي فعـله، سواء كَانَ بالعمد
أَوْ بالخطأ، وأما الإثم فهُوَ مَا يحصل بسبب العمد.
خطأ([53]): لعل قَوْلُه: ﴿خَطأً
كبيرا...﴾، وأخْطَأَ
وتَخَطَّأَ والخِطءُ الذَنْبَ وهُوَ مصدر خَطِئَ بالكسر والاسم الخَطِيئةُ ويجوز
تشديدها والجمع الخَطَايا، والخَاطِئُ مِنْ تعمد أَنْ يفعل مَا لا ينبغي
وتَخَطَّأَ له فِي المسألة أخطأ. الخَـطْءُ
والخَطَأُ والخَطَاءُ([54]): ضِدُّ الصَّوابِ، وقد أخْطَأَ اخْطَاءً وخاطِئَةً،
وتَخَـطَّأَ وخَطِىءَ، والخَطِيئَةُ:
الذَّنْبُ، أَوْ مَا تُعُمّدَ منه، كالخِطْءِ، بالكسر.
والخَطَأُ: مَا لم يُتَعَمَّدْ: خَطَايَا وخَطَائِىءُ.
خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ([55]): ضدُّ
الصواب. وقد أَخْطَأَ، وفِي التنزيل: ولَيْسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم
به» عدَّاه بالباء لأَنَّه فِي معنى عَثَرْتُم أَوْ غَلِطْتُم؛ وقَوْلُ رؤْبة: يا رَّبَّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَوْ نَسِيتُ،
فأَنتَ لا تَنْسَى، ولا تمَوْتِ فَإِنَّهَ اكْتَفَى
بذكر الكَمال والفَضْل، وهُوَ السَّبَب مِنْ العَفْو وهُوَ الـمُسَبَّبُ، وذَلِكَ
أَنّ مِنْ حقيقة الشَّرِّط وجوابه أَنْ يكون الثاني مُسَبَّباً عَنْ الأَوَّلُ نحو
قَوْلُك: إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عَنْ الزيارة، ولَيْسَ
كونُ اللَّهِ سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عَنْ خَطَإِ
رُؤْبَة، ولا عَنْ إصابته، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه مِنْ صفات نفسه لكنه كلام
محمول عَلَى معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَوْ نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي
وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قَوْلُه: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً
خَطَأً. وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، وبعضهم يقَوْلُه.
وأَخْطَأَه.
6- الفحشاء: ذكرت
7 مرات فِي القرآن، وتُستعمل بالأكثر للتعبير عَنْ خَطِيَّةَ الزنا، ونهى القرآن عَنْها:
﴿وَلا تَقْرَّبَّوا الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَـا وَمَا
بَطَنَ﴾([56]).
الفحش والفحشاء والفاحشة([57]):
مَا عظم قبحه مِنْ الأفعال والأقوال، وقال: ﴿إن اللَّهِ لا يأمر
بالفحشاء﴾([58])، ﴿وينهى
عَنْ الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾([59])، ﴿من
يأت منكن بفاحشة مبينة﴾([60])، ﴿إن
الَّذِين يحبون أن تشيع الفاحشة﴾([61])، ﴿إنما
حرم رَّبَّي الفواحش﴾([62])، ﴿إلا
أن يأتين بفاحشة مبينة﴾([63])،
كناية عَنْ الزنا، وكذَلِكَ قَوْلُه: ﴿واللاتي يأتين الفاحشة مِنْ نسائكم﴾([64])،
وفحش فلان أَيْ صار فاحشاً.
فحش([65]): كل
شيء جاوز حده فهُوَ فَاحِشٌ وقد فَحُشَ الأمر بالضم فُحْشاً وتَفَاحَشَ
وأفْحَشَ عليه فِي المنطق أَيْ قال الفُحْشَ فهُوَ فَحَّاشٌ وتَفَحَّشَ فِي كلامه.
الفُحْش والفَحْشاءُ والفاحِشةُ(192): القبيحُ مِنْ القَوْلُ والفعل، وجمعها الفَواحِشُ.
فـحش([66]): ﴿إن اللَّهِ يُبْغِـض الفاحِشَ المُتَفَحِّش﴾ الفاحِش: ذُو الفُحْش فِي كلامه وفِعَاله. والمتَفَحِّش: الَّذِي
يَتكلَّف ذَلِكَ ويَتَعمدَّه.
7- الكفر: ذكرت فِي القرآن 326
مرة، ومنها ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ، وَالْفُسُوقَ، وَالْعِصْيَانٍ﴾([67]).
قال الزمخشَّرِّي فِي تفسير هَذِهِ العبارة: إِنَّهَا أمور ثلاثة: الكُفرَ وهُوَ
نُكرَان اللَّهِ، والفُسُوقَ وهُوَ الكُذَبَ، والعِصْيَانٍ وهُوَ التمرد.
كفر([68]):
الكُفْرُ ضد الإِيمَانِ وقد كَفَرَ باللَّهِ مِنْ باب نصر وجمع الكافِر كُفَّارٌ
وكَفَرةٌ وكِفَارٌ بالكسر وقَوْلُه: ﴿إنا بكل كافرون﴾ أَيْ جاحدون وقَوْلُه:
﴿فأبى الظالمون إلا كفورا﴾.
الكفر فِي
اللغة([69]):
ستر الشيء، ووصف الليل بالكافر لستره
الأشخاص،
والزارع لستره البذر فِي الأرض، ولَيْسَ ذَلِكَ باسم لهما كما قال بعض أَهْلِ اللغة.
كفر والكُفْرُ([70]): نقيض الإِيمَانِ؛
آمنَّا باللَّهِ وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ، يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً
وكُفْراناً. ويقال لأَهْلِ دار الحرَّبَّ: قَدْ كَفَرُوا أَيْ عَصَوْا وامتنعوا.
كُفْرُ، (بالضم) ([71]): ضِدُّ الإِيمَانِ،
وكفَرَ نعْمَةَ اللَّهِ. والكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، وجُحود النعمة، وهُوَ
نقيض الشكر. كقَوْلُه: ﴿إِنا بكلٍّ كافرون﴾؛ أَيْ جاحدون. وكَفَرَ نَعْمَةَ
اللَّهِ يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها أى جَحَدَها وسَتَرها.
ولكن مِنْ هُوَ الكافر؟
جواب: الكافر فِي اللغة العرَّبَّية هُوَ المنكر
والجاحد، المنكر للنعمة والمتناسي لها، وهُوَ ضدّ الشاكر.
والكافر فِي الشَّرِّيعَةِ الإسلامية المقصود به المقابل
للمسلم، فمن أنكر الأركان العقائدية الثلاثة: التوحيد والنُبُوَّةُ والمعاد عُدّ
كافراً، وعليه فالكافر يشمل:
1.
المُلحد الَّذِي لا يعترف بوجود اللَّهِ تعالى.
2.
المُشَّرِّك، وهُوَ الَّذِي يعترف بوجود اللَّهِ ولكن يُشَّرِّك
معه فِي ألوهيته أرَّبَّاباً آخرين.
3.
الوثني، وهُوَ الَّذِي يعتقد بوجود إله أَوْ آلهة غير اللَّهِ
سبحانه وتعالى.
4.
مِنْ أنكر نُبُوَّةُ نبي الإسلام محمد أَوْ رسالته.
5.
مِنْ أنكر المعاد (الميعاد).
6.
والْحَقَّ الفقهاء بالكافر مِنْ أنكر ضرورياًـ أَيْ بديهياًـ
مِنْ ضروريات
الدين الإسلامي، كالصلاة والحج، مع التفاته إِلَى كونه
ضرورياً.
أقسام الكافر: ثم إن الكافر ينقسم إِلَى:
1.
الكافر الأصلي: وهُوَ الَّذِي لم ينتحل الإسلام وولد عَلَى
الكفر.
2.
الكافر المرتد: وهُوَ الَّذِي انتحل الإسلام ثم كَفَرَ ثانية
بعد إسلامه.
والكافر المُرْتَدُّ ينقسم إِلَى:
1.
المرتد عَنْ الفطرة: وهُوَ الَّذِي ولد عَلَى الإسلام ثم
كفر.
2.
المرتد عَنْ الملة: وهُوَ الَّذِي كَانَ كافراً فأسلم ثم
كفر.
3.
وينقسم الكفار مِنْ حيث الحكم عليهم بالنجاسة والطهارة إِلَى:
أ- الْكِتَابِيون:
1- أَهْلِ الْكِتَابِ: تسمية قرآنية تطلق عَلَى الملل التي تؤمن بنبي له كِتَابِ
سماوي، وهم اليهود، والنصارى، والمجوس.
ولقد جاء ذكر أَهْلِ الْكِتَابِ فِي القرآن الكريم: ﴿مَّا
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشَّرِّكِينَ أَن
يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبَّكُمْ وَاللَّهِ يَخْتَصُّ
بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهِ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾([72]).
أ- اليهود وهم الَّذِين يؤمنون بالتَّوْرَاةِ كِتَابِ موسى النبي،
ويقال: سمي اليهود يهوداً بأسم يهوذا أحد أبناء يعقوب.
ب- النصارى وهـم الَّذِين يـؤمنون بالإِنْجِيلِ كِتَابِ النبي عيسى،
وسُمِّي النصـارى بهَذَا الاسم الَّذِي هُوَ جمع ومفرده نصراني، أخذاً مِنْ "الناصرة"
وهِيَ قرية فِي الجليل بفلسطين، يُنسب إليها النبي عيسى بن مريم.
ج- المجوس وهم أتباع المجوسية، وهِيَ ملة قديمة تبنّى أصحابها
الديانة الزرادشتية، ويقال عَنْ صاحبها "زرادشت" بأنه نبي وله كِتَابِ
اسمه "الأوستا" أَيْ القانون، ومعه تفسيره المعروف بـ "الزند
أوستا"، وقالوا: نظراً إِلَى أن زرادشت كَانَ يمجّد العناصر والكواكب
والنار ويبني معابد لها، قيل عنه: أنه يعبد النار. وكانت المجوسية منتشَّرِّة بين
الآشوريين وقُدامى الفُرس، كما كَانَ لها شيء مِنْ الوجود فِي الجزيرة العرَّبَّية
قبل الإسلام.
وقد ورد ذكرهم كأصحاب نِحلة فِي القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ
أَشَّرِّكُوا إِنَّ اللَّهِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهِ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾([73]). وقد اختلفت آراء الفقهاء فِي المجوس، فقال جمع بنجاستهم،
كما قال آخرون بطهارتهم.
ب - المُشَّرِّكون:
وهم ماعدا الْكِتَابِيين مِنْ أنواع الكفار، وقد أجمع
الفقهاء عَلَى نجاستهم.
8- الظلم:
ذكرت 302 مرة فِي القرآن، ﴿وَإِذ نَادَى رَّبَّكَ مُوسَى، أَنِ ائْتِ
الْقَوْمَ الظَّاِلمِينً﴾([74]). ظلم([75]):
ظَلَمَهُ يظلمه بالكسر ظُلْماً ومَظْلِمَةً أَيْضاً بكسر اللام وأصل الظُّلْمِ وضع
الشيء فِي غير موضعه ويقال(من أشبه أباه فما ظلم) وفِي المثل (من استرعى الذئب فقد
ظلم).
9- الفجور: ذكرت
3مرات فِي القرآن، ﴿وَإنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ
الدِّيِن، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾([76]).
والفجور([77]): شـق
ستر الـديانة، يقال: فجر فجورا فهُوَ فاجر، وجمعه:
فجار وفجرة. قال: ﴿كلا إن كِتَابِ
الفجار لفي سجين﴾([78])، ﴿وإن
الفجار لفي جحيم﴾([79])، ﴿أولئك
هم الكفرة الفجرة﴾([80])، وقَوْلُه:
﴿بل يريد الإِنْسَانٌ ليفجر أمامه﴾([81])،
أَيْ يريد الحَيَاةُ ليتعاطى الفجور فيها. وقيل: معناه ليذَنْبَ فيها. وقيل: معناه
يذَنْبَ ويقَوْلُ غدا أتوب، ثم لا يفعل فيكون ذَلِكَ فجورا لبذله عهدا لا يفي به.
وسمي الكاذب فاجرا لكون الكذب مِنْ الفجور. وقَوْلُهم: ﴿ونخلع ونترك مِنْ يفجرك﴾
هَذَا مِنْ دعاء القنوت فِي الوتر، وهَذَا الدعاء مما رفع رسمه مِنْ القرآن، ولم
يرفع مِنْ القلوب حفظه([82]).
10- الشَّرِّ: ذكرت
400 مرة فِي القرآن، ﴿وَمَن يَعمَل مٍثقَال ذَرَّةٍ شَّرِّاً يَرَهُ﴾([83])،
اخرج أبو الجعفر الطبري، عَنْ يونس بن عبد الأعلى، عَنْ ابن وهب، عَنْ...، عَنْ..،
عَنْ عبد اللَّهِ بن عمرو بن العاص، قال: أُنزلت هَذِهِ السورة، وأبو بكر الصديق
قاعد، فبكى حين أنزلت، فقال الرسول: مَا يبكيك يا أبا بكر؟ قال: تبكيني هَذِهِ
السورة، فقال له الرسول: لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر اللَّهِ لكم، لخلق اللَّهِ
أمة يخطئون ويذنبون فيغفر اللَّهِ لهم.
الشَّرِّ(26): الَّذِي
يرغب عَنْه الكل، كما أن الْخَيْرِ هُوَ الَّذِي يرغـب فيه
الـكل
قال: ﴿شَّرِّ مكانا﴾([84])، و﴿إن
شَّرِّ الدواب عَنْد اللَّهِ الصم﴾([85])،
وقد تقدم تحقيق الشَّرِّ مع ذكر الْخَيْرِ وذكر أنواعه، ورجل شَّرِّ وشَّرِّير:
متعاط للشَّرِّ، وقوم أشَّرِّار، وقد أشَّرِّرته: نسبته إِلَى الشَّرِّ، وقيل: أشَّرِّرت
كذا: أظهرته.
شَّرِّ([86]): الشَّرِّ
هُوَ ضد الْخَيْرِ.
شَّرِّر الشَّرِّ([87]): السُّوءُ والفعل للرجل الشَّرِّيرِ، والمصدر الشَّرِّارَةُ، والفعل شَّرِّ يَشَّرِّ. وقوم أَشَّرِّارٌ:
ضد الأَخيار. الشَّرِّ ضدّ الْخَيْرِ، وجمعه شَّرِّورٌ.
11-
السيِّئة :
ذكـرت 21 مـرة فِي القـرآن، ﴿وَمَن
جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النَّارِ...﴾([88]).
قال ابن عباس: لما نزلت هَذِهِ الآيَةَ، شقَّت عَلَى المؤمنين مشقَّة شديدة،
فقالوا للنبي: وأي منا لم يعمل سوءاً، فكَيْفَ الجزاء؟ فقال: إن اللَّهِ وعد عَلَى
الطَاعَةَ عشَّرِّ حسنات، وعَلَى المعصية الواحدة عقوبة واحدة، فمن جُوزِي بالسيئة
نقصت واحدة مِنْ عشَّرِّة، وتبقى له تسع حسنات.
السوء([89]): كل
مَا يغم الإِنْسَانٌ مِنْ الأمور الدنيوية، والأخروية، ومن الأحوال النفسية،
والبدنية، والخارجة، مِنْ فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقَوْلُه: ﴿بيضاء مِنْ غير
سوء﴾([90])،
أي: مِنْ غير آفة بها، وفسر بالبرص، وذَلِكَ بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال: ﴿إن
الخزي اليوم والسوء عَلَى الكافرين﴾([91])،
وعبر عَنْ كل مَا يقبح بالسوأى، ولذَلِكَ قوبل بالحسنى، قال: ﴿ثم كَانَ عاقبة
الَّذِين أساءوا السوأى﴾([92])،
كما قال: ﴿للذين أحسنوا الحسنى﴾([93]).
والسيئة: أى الفعلة القبيحة، وضد الحسنة،
قال: ﴿بلى مِنْ كسب سيئة﴾([94])،
قال: ﴿لم تستعجلون بالسيئة﴾([95])، ﴿يذهبن
السيئات﴾([96])، ﴿ما
أصابك مِنْ حسنة فمن اللَّهِ وما أصابك مِنْ سيئة فمن نفسك﴾([97])، ﴿فأصابهم
سيئات مَا عملوا﴾([98])، ﴿وأدفع
بالتي هِيَ أحسن السيئة﴾([99])،
وقال النبي: "يا أنس أتبع السيئة الحسنة تمحها" الحديث عَنْ معاذ
وأبي ذر قال النبي: "اتق اللَّهِ حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق النَّاسُ بخلق حسن".([100])
والحسنة والسيئة ضرَّبَّان:
أحدهما بحسب اعتبار العقل والشَّرِّع المذكور فِي قَوْلُه: ﴿من جاء بالحسنة فله
عشَّرِّ أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها﴾([101])،
وحسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع، وذَلِكَ مَا يستخفه الطبع وما يستثقله، يقَوْلُ: ﴿فإِذَا
جائتهم الحسنة قالوا لنا هَذِهِ وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه﴾([102])، و﴿ثم
بدلنا مكان السيئة الحسنة﴾([103])، و﴿إن
الخزي اليوم والسوء عَلَى الكافرين﴾([104])،
ويقال: ساءني كذا، وسؤتني، وأسأت إِلَى فلأَنَّ، و﴿سيئت وجوه الَّذِين كفروا﴾([105])، و﴿لَيْسَوءوا
وجوهكم﴾([106])، ﴿من
يعمل سوءا يجز به﴾([107])،
أي: قبيحا، و﴿زين لهم سوء أعمالهم﴾([108])، ﴿عليهم
دائرة السوء﴾([109])،
أي: مَا يسوءهم فِي العاقبة، وقَوْلُه: ﴿وساءت مصيرا﴾([110])، و﴿ساءت
مستقرا﴾([111])،
وأما قَوْلُه: ﴿فإِذَا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين﴾([112])، و﴿ساء
مَا يعملون﴾([113])، ﴿ساء
مثلا﴾([114])،
فساء ههنا تجري مجرى بئس، و﴿ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء﴾([115])، و﴿سيئت
وجوه الَّذِين كفروا﴾([116])،
نسب ذَلِكَ إِلَى الوجه مِنْ حيث إنه يبدو فِي الوجه أثر السرور والغم، و﴿سيء
بهم وضاق بهم ذرعا﴾([117]):
حل بهم مَا يسوءهم، و﴿سوء الحساب﴾([118])، ﴿ولهم
سوء الدار﴾([119])،
وكنية عَنْ الفرج بالسوأة([120])
قال: ﴿كَيْفَ يواري سوأة أخيه...أواري سوأة أخي﴾([121])، ﴿يواري
سوآتكم...بدت لهما سوآتهما...ليبدي لهما مَا ووري عَنْهما مِنْ سوآتهما﴾([122]).
12- حرام: ذكرت
47 مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿وَحُرِمَ عَلَيْكُمْ صَيدُ البَرِ مَا دُمْتُمْ
حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهِ﴾([123]).
الحرام([124]): الممنوع
منه إما بتسخير إلهي وإما بشَّرِّي؛ وإما بمنع قهري؛ وإما بمنع مِنْ جهة العقل
أَوْ مِنْ جهة الشَّرِّع، أَوْ مِنْ جهة مِنْ يرتسم أمره، فقَوْلُه: ﴿وحرمنا
عليه المراضع﴾([125])، فذَلِكَ
تحريم بتسخير، وقد حمل عَلَى ذَلِكَ: ﴿وحرام عَلَى قرية أهلكناها﴾([126])، وقَوْلُه:
﴿فَإِنَّهَا محرمة عليهم أرَّبَّعين
سنة﴾([127])،
وقيل: بل كَانَ حراما عليهم مِنْ جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقَوْلُه: ﴿إنه
مِنْ يشَّرِّك باللَّهِ فقد حرم اللَّهِ عليه الجنة﴾([128])، فهَذَا
مِنْ جهة القهر بالمنع، وكذَلِكَ قَوْلُه: ﴿إن اللَّهِ حرمهما عَلَى الكافرين﴾([129])،
والمحرم بالشَّرِّع كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقَوْلُه: ﴿وإن يأتوكم
أسارى تفادوهم وهُوَ محرم عليكم إخراجهم﴾([130])، فهَذَا
كَانَ محرما عليهم بحكم شَّرِّعهم، ونحو قَوْلُه: ﴿قل: لا أجد فيما أوحي إلي
محرما عَلَى طاعم يطعمه...﴾([131])،
﴿وعَلَى الَّذِين هادوا حرمنا كل ذي ظفر﴾ ([132])،
وسوط محرم لم يدبغ جلده، كأنه لم يحل بالدباغ الَّذِي اقتضاه قَوْلُ النبي: "أيما
إهاب دبغ فقد طهر"([133]).
وقيل: بل المحرم الَّذِي لم يلين،
والحرم: سمي بذلك لتحريم اللَّهِ فيه كثيراً مما لَيْسَ بمحرم فِي غيره مِنْ المواضع([134]).
وكـذَلِكَ الشهر الحرام، وقيل: رجل حرام
وحلال، ومحل ومحرم، قال اللَّهِ: ﴿يا أيها النبي لم تحرم مَا أحل اللَّهِ لك
تبتغي مرضاة أزواجك﴾([135])،
أي: لم تحكم بتحريم ذَلِكَ؟ وكل تحريم لَيْسَ مِنْ قبل اللَّهِ فلَيْسَ بشيء. ﴿وأنعام حرمت ظهورها﴾([136])، وقَوْلُه:
﴿بل نحن محرومون﴾([137])،
أَيْ ممنوعون مِنْ جهة الجد، وقَوْلُه: ﴿للسائل والمحروم﴾([138])،
أَيْ الَّذِي لم يوسع عليه الرزق كما وسع عَلَى غيره.
حـرم:
الحُرْم بوزن القفل الإحرام قالت عائشة: "كنت أطيب رسول اللَّهِ لحله وحرمه"
أَيْ عَنْد إحرامه والحُرْمةُ مَا لا يحل انتهاكه وكذا الْمُحَرَّمَةِ بضم الراء
وفتحها وقد تَحَرَّمَ بصحبته وحُرْمةُ الرجل حَرَمُهُ وأهله ورجل حَرَامٌ أَيْ مُحْرِمٌ
والجمع حُرُمٌ مثل قذال وقذل ومن الشهور أرَّبَّعة حرم أَيْضاً وهِيَ (ذو القعدة
وذو الحجة ومحرم ورجب) ثلاثة سرد وواحد فرد. وكانت العرَّبَّ لا تستحل فيها القتال
إلا حيان خثعم وطيئ فَإِنَّهَما كانا يستحلان الشهور والحَرَامُ ضد الحلال، وكذا
الحِرْمُ بالكسر وقرئ "وحرم عَلَى قرية أهلكناها". وقال الكسائي معناه
واجب والحِرْمَةُ بالكسر الغلمة. وفِي الحديث "الَّذِين تدركهم الساعة تبعث
عليهم الحرمة ويسلبون الحياء" ومكة حَرَمُ اللَّهِ. والحَرَمانِ مكة والمدينة
والحَرَمُ قَدْ يكون الحرام مثل زمن وزمان والمَحْرَمُ الحَرَامُ. ويقال هُوَ ذو
مَحْرَمٍ منها إِذَا لم يحل له نكاحها والمُحَرَّمُ أول الشهور. والتَّحْرِيمُ ضد
التحليل، وحَريمُ البئر وغيرها مَا حولها مِنْ مرافقها، وحقوقها. وحَرُمَ الشيء
بالضم يحرم حُرْمةً وحَرُمَتِ الصلاة عَلَى الحائض حُرْما وحَرِمَتْ أَيْضاً مِنْ باب
فهم لغة فيه وحَرَمَهُ الشيء يحرمه حَرِماً بكسر الراء فيهما مثل سرقه يسرقه سرقا
وحِرْمَةٌ وحَرِيمةٌ وحِرْمانا وأحْرَمَهُ أَيْضاً إِذَا منعه إياه وأحْرَمَ الرجل
دخل فِي الشهر الحرام وأحرم بالحج والعمرة لأَنَّه يحرم عليه مَا كَانَ حلالا مِنْ
قبل كالصيد والنساء والإحْرَامُ أَيْضاً بمعنى التحريم يقال أحْرَمَهُ وحَرَّمَهُ
بمعنى وقَوْلُه: ﴿للسائل والمحروم﴾ قال بن عباس: هُوَ المحارف.
13- السوء: ذكرت
60 مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ، وَلا يَجِدْ لَه
مِنْ دُونِ وَلِياً وَلا نَصِيراً﴾([139]).
سوأ([140]):
ساءَهُ ضد سره مِنْ باب قال ومَسَاءةً بالمد ومَسائِيَةً بكسر الهمزة والاسم
السُّوءُ بالضم وقرئ "عليهم دائرة السوء" بالضم أَيْ الهزيمة والشَّرِّ.
وقرئ بالفتح مِنْ المَساءةِ وتقال (هُوَ رجل سَوْءٍ)، بالإضافة أو(رجل السَّوْءِ)،
ولا تقَوْلُ (الرجل السوء). وتقَوْلُ (الْحَقَّ اليقين وحق اليقين)، لأَنَّ السوء
غير الرجل واليقين هُوَ الْحَقَّ ولا يقال (رجل السوء) بالضم، والسُّوءَ ضد الحسنى
وهِيَ فِي الآيَةَ النار والسَّيِّئةُ أصلها سيئ فقَلْبِت الواو ياء وادغمت وقيل فِي
قَوْلُه: ﴿من غير سوء﴾ أى مِنْ غير برص.
14- الفساد: ذكرت
39 مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿لَيُفْسِدَ فِيهَا، وَيُهْلِكَ الْحرْثَ
وَالنَّسْلَ، وَاللَّهِ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾([141]).
الفساد([142]):
خروج الشيء عَنْ الاعتدال، قليلٌ كَانَ أَوْ كثيرٌ، ومضادها
الصلاح،
ويستعمل ذَلِكَ للنسب إِلَى النفس، والبدن، والأشياء الخارجة عَنْ الاستقامة، فيقال:
فسد فساداً وفسوداً([143])،
وأفسده غيره. قال: ﴿لفسدت السموات والأرض﴾([144])، ﴿لو
كَانَ فيهما آلهة إلا اللَّهِ لفسدتا﴾([145])، ﴿ظهر
الفساد فِي البر والبحر﴾([146])، ﴿واللَّهِ
لا يحب الفساد﴾([147])، ﴿وإِذَا
قيل لهم لا تفسدوا فِي الأرض﴾([148])، ﴿ألا
إنهم هم المفسدون﴾([149])، ﴿ليفسد
فِيها ويهلك الحرث والنسل﴾([150])، ﴿إن
الملوك إِذَا دخلوا قرية أفسدوها﴾([151])، ﴿إن
اللَّهِ لا يصلح عمل المفسدين﴾([152])، ﴿واللَّهِ
يعلم المفسد مِنْ المصلح﴾([153]).
فسد([154]):
فَسَدَ الشيء يفسدُ بالضم فسَاداً فهُوَ فاسِدٌ وفَسُدَ بالضم أَيْضاً فَساداً فهُوَ
فَسِيدٌ وأفْسَدَهُ فساد ولا تقل انفسد والمَفْسَدَةُ ضد المصلحة. فَسَدَ([155])،
كنَصَرَ وعَقَدَ وكَرُمَ، فَساداً وفُسوداً: ضِدُّ صَلُحَ، فهُوَ فاسِدٌ وفَسيدٌ
مِنْ
فَسْدَ، ولم يُسْمَعْ: انْفَسَدَ.
والفَسادُ: هُوَ أخْذُ المالِ ظُلْماً،
والجَدْبُ. والمَفْسَدَةُ: ضِدُّ المَصْلَحَةِ. وفَسَّدَه تَفْسيداً: أفْسَدَه.
وتَفاسَدُوا: أى قَطَعوا الأَرْحامَ. واسْتَفْسَدَ: ضِدُّ اسْتَصْلَحَ.
15- الفسق: ذكرت
15مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتِ بَيَّنَاتٍ،
وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ﴾([156]).
قال المفسرون: الفسق هُوَ خروج الإِنْسَانٌ عما حد له اللَّهِ، وقالوا: إن كل فاسق
كافر.
فسَقَّ فلأَنَّ([157]): أى
خرج عَنْ حجر الشَّرِّع، وذَلِكَ مِنْ قَوْلُه: فسق الرطب، إِذَا خرج عَنْ قشَّرِّه
وهَذَا قَوْلُ الفراء.([158])، وهُوَ
أعم مِنْ الكفر. والفسق يقع بالقليل مِنْ الذنوب وبالكثير منه، لكن تعرف فيما كَانَ
كثيرا، وأكثر مَا يقال الفاسق لمن التزم حكم الشَّرِّع وأقر به، ثم أخل بجميع
أحكامه أَوْ ببعضه، وإِذَا قيل للكافر الأصلي: فاسق، فلأَنَّه أخل بحكم مَا ألزمه
العقل واقتضته الفطرة، قال اللَّهِ: ﴿ففسق عَنْ أمر رَّبَّه﴾([159])، ﴿ففسقوا
فيها﴾([160])، ﴿وأكثرهم
الفاسقون﴾([161])، ﴿وأولئك
هم الفاسقون...ومن كَفَرَ بعد ذَلِكَ فأولئك هم الفاسقون﴾([162])،﴿أفمن
كَانَ مؤمنا كما كَانَ فاسقا (أي: مِنْ يستر نعمة اللَّهِ
فقد خرج عَنْ طاعته) وأما الَّذِين فسقوا فمأواهم النار﴾([163])، ﴿والَّذِين
كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون﴾([164])، ﴿واللَّهِ
لا يهدي القوم الفاسقين﴾([165])، ﴿إن
المنافقين هم الفاسقون﴾([166])، ﴿وكذَلِكَ
حقت كَلِمَةٍ رَّبَّك عَلَى الَّذِين فسقوا﴾([167])، ﴿أفمن
كَانَ مؤمنا كمن كَانَ فاسقا﴾([168])،
فقابل به الإِيمَانِ. فالفاسق أعم مِنْ الكافر، والظالم أعم مِنْ الفاسق. ﴿والَّذِين
يرمون المحصنات...وأولئك هم الفاسقون...والَّذِين يرمون المحصنات ثم
لم يأتوا بأرَّبَّعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك
هم الفاسقون﴾([169]).
فسق([170]):
فَسقَت الرطبة خرجب عَنْ قشَّرِّها وفَسَقَ عَنْ أمر رَّبَّه أَيْ خرج قال بن
الأعرابي: لم يسمع قط فِي كلام الجاهلية ولا فِي شعرهم فاسِقٌ قال وهَذَا عجب وهُوَ
كلام عرَّبَّي والفسّيقُ الدائم الفِسْقِ والفُوَيْسِقةُ هِيَ الفأرة.
الفسق: الفسق لغة الخروج عَنْ الشيء، أَوْ القصد، وهُوَ الخروج عَنْ
الطَاعَةَ، والفسق: بمعنى الفجور.
وأما المقصود بالفسق اصطلاحًا: فقد تنوعت
عبارات العلماء فِي ذَلِكَ، ومنها:
يقَوْلُ ابن
عطية: "الفسق فِي عرف
الاستعمال الشَّرِّعي هُوَ الخروج عَنْ
طَاعَةَ اللَّهِ فقد يقع عَلَى مِنْ خرج عَنْ
الطَاعَةَ بأنه بكافر، وعَلَى من خرج أَيْضاً بعِصْيَانٍ"([171]).
العصاة: إنهم المؤمنون ناقصو الإِيمَانِ، أَوْ المؤمنون
بإيمانهم فاسقون بمعاصيهم، وأنهم تحت مشيئة اللَّهِ فِي الآخرة، إن شاء عذبهم
بعدله، وإن شاء غفر لهم برحمته. أن الفسق اسم عام يشمل الكفر، والكبائر، وبقية
المعاصي.
وقال الألوسي: "الفسق شَّرِّعًا هُوَ خروج العقلاء عَنْ الطَاعَةَ،
فيشمل الكفر ودونه مِنْ الكبيرة والصغيرة، واختص فِي العرف والاستعمال بارتكاب
الكبيرة، فلا يطلق عَلَى ارتكاب الآخرين إلا نادرًا بقرينة"([172]).
أقسام الفسق وإطلاقاته:
الفسق له عدة أقسام باعتبارات مختلفة، فهُوَ ينقسم إِلَى:
1 - فسق يخرج عَنْ الإسلام: وهُوَ فسق الكفر،
وهُوَ فِي غالب آيات القرآن، وقال ابن الوزير: قَدْ ورد فِي السمع مَا يدل عَلَى
أن الفاسق فِي زمان النبي، يطلق عَلَى الكافر كثيرًا، كقَوْلُه: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾([173]). وقَوْلُه: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا
يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ﴾([174])... وذكر آيات كَثِيرَةٌ ثم قال: "فهَذِهِ الآيَاتُ
دالـة عَلَى أن الفاسق فِي العرف الأَوَّلُ يطلق عَلَى الكافر، ويسبق إِلَى
الفهم"([175]).
2- فسق لا يخرج عَنْ الإسلام: قال محمد بن
نصر المروزي: (والفسق فسقان فسق ينقل عَنْ الملة، وفسق لا ينقل عَنْ الملة) إذ يسمى
الكافر فاسقًا، والفاسق مِنْ المسلمين فاسقًا. وينقسم الفسق الَّذِي لا يخرج مِنْ الملة إِلَى :
أ- فسق الاعتقاد
يقَوْلُ ابن القيم: فسق أَهْلِ البدع الَّذِين
يؤمنون باللَّهِ ورسوله واليوم الآخر، ويحرمون مَا حرم اللَّهِ، ويوجبون مَا أوجب اللَّهِ،
ولكن ينفون كثيرًا مما أثبت اللَّهِ ورسوله، جهلاً وتأويلاً، وتقليدًا للشيوخ، ويثبتون
مَا لم يثبته اللَّهِ ورسوله..."([176]).
والفسق أعم
مِنْ البدعة، حيث يطلق
الفسق عَلَى البدعة وغيرها؛ ولذا قال ابن الصلاح: »كل مبتدع فاسق، ولَيْسَ كل فاسق مبتدعًا« ([177]).
ب- فسق العمل.
وأما فسق العمل فأمثلته كَثِيرَةٌ قال
النووي: وأما الفسق فيحصل بارتكاب الكبيرة، أَوْ الإصرار عَلَى الصغيرة([178]).
فأما ضابط
الكبيرة فأصح الأقوال أن الكبيرة هِيَ مَا فيها حد فِي
الدنيا، أَوْ وعيد خاص فِي الآخرة، كالوعيد بالنار، والغضب، واللعنة، وأما
الصغيرة مَا لَيْسَ له حد فِي الدنيا ولا وعيد فِي الآخرة. وهَذَا المأثور عَنْ
ابن عباس، وابن عيينة، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد القاسم بن سلام([179]).
16- البهتان : ذكرت 6مـرات فِي القرآن، ومنها: ﴿مَا يَكُونُ
لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا، سُبْحانَكَ، هَذَا بُهْتَانُ عَظِيمُ﴾([180]).
وبعد أن يفرق الرازي بين الْخَطِيَّةَ والذَنْبَ يقَوْلُ: "أما البهتان فهُوَ أن ترمي أخاك بأمر
منكر، وهُوَ بريء منه. واعلم أن صاحب البهتان، مذموم فِي الدنيا أشد الذم، ومعاقب فِي
الآخرة أشد العقاب".
بهت([181]):
قال اللَّهِ: ﴿فبهت الَّذِي كفر﴾([182])،
أَيْ دهش وتحير، وقد بهته و﴿هَذَا
بهتان عظيم﴾([183])
أَيْ كذبٌ يُبهِتُ
سامعه لفظاعته وقَوْلُه
﴿ولا
يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن﴾([184])
كناية عَنْ الزنا وهَذَا بعيد لأَنَّ الزنا ذكر فِي أول الآيَةَ، وقال ابن عباس:
كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما([185]).
بهت([186]):
بَهَتَهُ أخذه بغتة وبابه قطع ومنه قَوْلُه: ﴿بل تَأْتِيَهم بغتة فتبهتهم﴾
وبتهته أَيْضاً قال عليه مَا لم يفعله فهُوَ مَبْهوتٌ وبابه قطع وبَهَتاً أَيْضاً
بفتح الهاء وبُهْتاناً فهُوَ بَهَّاتٌ بالتشديد والآخر مَبْهوتٌ وبَهِتَ بوزن علم
أَيْ دهش وتحير وبَهُتَ بوزن ظرف مثله وأفصح منهما بُهِتَ كما قال اللَّهِ: ﴿فَبُهِت
الَّذِي كفر﴾ لأَنَّه يقال رجل مَبْهوتٌ ولا يقال باهت ولا بَهِيتٌ.
17- جُنَاحَ :
ذكرت 30 مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحَ أَن تَدخُلُوا
بُيُوتًا غَيرَ مَسكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ﴾([187]).
الجناح(49):
هُوَ جناح الطائر، فيقال: جنح([188])
الطائر، أَيْ كسر جناحه. قال: ﴿ولا طائر يطير بجناحيه﴾([189])
وسمي جانبا الشيء جناحيه، فقيل: جناحا السفينة، وجناحا العسكر، وجناحا الوادين
وجناحا الإِنْسَانٌ لجانبيه، وقال: ﴿واضمم يدك إِلَى جناحك﴾([190])،
أي: جانبك: ﴿واضمم إليك جناحك﴾([191])، وهى
عبارة عَنْ اليد؛ لكون الجناح كاليد، ولذَلِكَ قيل لجناحي الطائر يداه، وقَوْلُه: ﴿واخفض
لهما جناح الذل مِنْ الرحمة﴾([192])،
استعارة وذَلِكَ أنه لما كَانَ الذل ضرَّبَّين: ضرَّبَّ يضع الإِنْسَانٌ، وضرَّبَّ
يرفعه- وقصد فِي هَذَا المكان إِلَى مَا يرفعه لا إِلَى مَا يضعه- فاستعار لفظ
الجناح له، فكأنه قيل: استعمل الذل يرفعك عَنْد اللَّهِ مِنْ أجل اكتسابك الرحمة،
أَوْ مِنْ أجل رحمتك لهما، ﴿واضمم إليك جناحك مِنْ الرهب﴾([193])،
وجنحت العير فِي سيرها أى أسرعت، كأنها استعانت بجناح، أما جنح الليلأى أطل
بظلامه، والجنح : قطعة مِنْ الليل مظلمة.
قال
اللَّهِ: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾([194])،
أَيْ مالوا، مِنْ قَوْلُهم:
(جنحت
السفينة) أَيْ مالت إِلَى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإِنْسَانٌ عَنْ الْحَقَّ
جناحا ثم سمي كل إثم جناحا، وقَوْلُه: ﴿لا جناح عليكم﴾([195])، وجوانح
الصدر أى الأضلاع المتصلة رؤوسها فِي وسط الزور، الواحدة: جانحة، وذَلِكَ لما فيها
مِنْ الميل.
جنح([196]):
جَنَحَ مال وبابه خضع ودخل وجُنُوحُ الليل إقباله والجَوَانِحُ الأضلاع التي تحت
الترائب وهِيَ مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر الواحدة جانِحَةٌ وجَنَاحُ
الطائر يده وجمعه أجْنِحَةٌ والجُنَاحُ بالضم الإثم وِجُنِحَ الليل بضم الجيم
وكسرها طائفة منه.
18- اعتداء:
ذكرت 35 مرة فِي القرآن، ومنها: ﴿وَلا تَعتَدُوا إِنَّ اللَّهِ لا يُحِبُّ
المُعْتَدِينَ﴾([197]). والاعتداء([198]):
مجاوزة الْحَقَّ. قال: ﴿ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا﴾([199])، و﴿ومن
يعص اللَّهِ ورسوله ويتعد حدوده﴾([200])، ﴿اعتدوا
منكم فِي السبت﴾([201])، فذَلِكَ
بأخذهم الحيتان عَلَى جهة الاستحلال، قال: ﴿فمن اعتدى بعد ذَلِكَ... ولا
تعتدوا إن اللَّهِ لا يحب المعتدين...تلك حدود اللَّهِ فلا تعتدوها﴾([202])، و﴿فأولئك
هم العادون﴾([203])، ﴿بل
أنتم قوم عادون﴾([204])،
أَيْ معتدون، أَوْ معادون، أَوْ متجاوزون الطور، مِنْ قَوْلُهم: عدا طوره،. فهَذَا
هُوَ الاعتداء عَلَى سَبِيلِ الابتداء لا عَلَى سَبِيلِ المجازاة؛ لأَنَّه قال: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مَا اعتدى
عليكم﴾([205])،
أَيْ قابلوه بحسب اعتدائه وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه ومن العدوان المحظور ابتداء قَوْلُه:
﴿وتعاونوا عَلَى البر والتقوى ولا تعاونوا عَلَى الإثم والعدوان﴾([206])،
ومن العدوان الَّذِي هُوَ عَلَى سَبِيلِ المجازاة، ويصح أن يتعاطى مع مِنْ ابتدأ قَوْلُه:
﴿فلا عدوان إلا عَلَى الظالمين﴾([207])، ﴿ومن
يفعل ذَلِكَ عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا﴾([208])، وقَوْلُه:
﴿فمن اضطر غير باغ ولا عاد﴾([209])،
أَيْ "غير باغ" لتناول لذة، "ولا عاد" أَيْ متجاوز
سد الجوع. وقيل: غير باغ عَلَى الإمام ولا عاد فِي المعصية طريق المخبتين وهَذَا قَوْلُ
مجاهد([210]). وقد
عدا طوره أى تجاوزه، وتعدى إِلَى غيره، ومنه: التعدي فِي الفعل. وتعدية الفعل فِي
النحو هُوَ تجاوز معنى الفعل مِنْ الفاعل إِلَى المفعول. وما عدا كذا يستعمل فِي
الاستثناء، وقَوْلُه: ﴿إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى﴾([211])،
أي: الجانب المتجاوز للقرَّبَّ.
والتَّعَدِي([212]):
مجاوزة الشيء إِلَى غيره يقال (عَدَّاهُ تَعْدِيةً فَتَعَدَّى) أَيْ
تجاوز
وعَدِّ عما ترى أَيْ أصرف بصرك عَنْه، والعُدْوانُ هُوَ الظلم الصراح وقد عَدَا
عليه وتَعَدَّى عليه كله بمعنى عَوَادِي الدهر أى عوائقه والعُدْوةُ بضم العين
وكسرها جانب الوادي وحافته قال اللَّهِ: "وهم بالعدوة القصوى" قال أبو
عمرو هِيَ المكان المرتفع والعَدْوَى طلبك إِلَى اللَّهِ ليعديك عَلَى مِنْ ظلمك
أَيْ ينتقم منه يقال اسْتَعْدَيْتُ الأمير عَلَى فلأَنَّ فأعْدَانِي أَيْ استعنت
به عليه فأعانني والاسم منه العَدْوَى وهِيَ المعونة والعَدْوَى أَيْضاً مَا يعدي
مِنْ جرَّبَّ أَوْ غيره وهُوَ مجاوزته مِنْ صاحبه إِلَى غيره يقال أعْدَى فلأَنَّ
فلانا مِنْ خُلُقه أَوْ مِنْ علة به أَوْ مِنْ جرَّبَّ وفِي الحديث »لا
عدوى« أَيْ لا
يعدي شيء شيئا والعَدْوُ الحضر تقَوْلُ عَدَا يعدو عَدْواً وأعْدَى فرسه وأعدى فِي
منطقه أَيْ جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلأَنَّ أَيْ ظلمه وشَّرِّه.
19- العِصْيَانٍ: ذكرت
19مرة فِي القرآن: ومنها ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ
يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهِ حَبَّبَ
إِلَيْكُمُ الإِيمَانِ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ
الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانٍ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾([213]). وعصى
عِصْيَانٍا: إِذَا خرج عَنْ الطَاعَةَ، وأصله أن يتمنع بعصاه. قال اللَّهِ: ﴿وعصى
آدَمَ رَّبَّه﴾([214])، ﴿ومن
يعص اللَّهِ ورسوله﴾([215])، ﴿آلآن
وقد عصيت قبل﴾([216]).
ويقال فِي مِنْ فارق الجماعة (فلان شق العصا) ([217]).
العِصْيَانٍ([218]):
العِصْيَانٍ ضد الطَاعَةَ وقد عَصاه مِنْ باب رمى ومَعْصِيَةً أَيْضاً وعِصْيَانٍاً
فهُوَ عَاصٍ وعَصِيٌّ وعَاصَاهُ مثل عصاه واسْتَعْصَى عليه.
العِصْيَانٍ([219]): هِيَ
خِلافُ الطَاعَةَ، عَصَاهُ يَعْصِيه عَصْياً ومَعْصِيَةً، وعاصاهُ، فهُوَ عاصٍ
وعَصِيٌّ. واعْتَصَتِ النواةُ أى اشْتَدَّتْ. وابنُ أبي
عاصِيَة هُوَ أسم لشاعِرٌ. وتَعَصَّى الأمرُ: اعْتاصَ وكسُمَيَّنية البَطْنٌ.
20- الغواية:
ذكرت 7مرات فِي القرآن، ومنها: ﴿وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ
أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهِ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَّبَّكُمْ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾([220]).
الغي([221]):
جهل مِنْ اعتقاد فاسد، وذَلِكَ أن الجهل قَدْ يكون مِنْ كون الإِنْسَانٌ غير معتقد
اعتقاداً لا صالحاً ولا فاسداً، وقد يكون مِنْ اعتقاد شيء فاسد، وهَذَا يقال له غي
فقاله: ﴿ما ضل صاحبكم وما غوى﴾([222])، ﴿وإخوانهم
يمدونهم فِي الغي﴾([223]). و﴿فسوف
يلقون غيا﴾([224])، غياً
أَيْ عذاباً، فسماه الغي لما كَانَ الغي هُوَ سببه، وذَلِكَ كتسمية الشيء بما هُوَ
سببه، كقَوْلُهم للنبات ندى وقَوْلُه: ﴿ذَلِكَ بما قدمت يداك﴾ اللَّهِ هُوَ
المقدم فِي الْحَقَّيقة، ولكنه تسبب إليه بكفره ومعصيته. و﴿من عمل صالحا
فلأنفسهم يمهدون﴾ الماهد عَلَى الْحَقَّيقة هُوَ اللَّهِ، فنسب المهد إليهم
لتسببهم إليه بالعمل الصالح. وقيل: معناه فسوف يلقون أثر الغي وثمرته، والقَوْلُ: ﴿وبرزت
الجحيم للغاوين...والشعراء يتبعهم الغاوون﴾([225])، ﴿إنك
لغوي مبين﴾([226])، وقَوْلُه:
﴿وعصى آدَمَ رَّبَّه فغوى﴾([227])،
أَيْ جهل، وقيل: معناه خاب نحوه كقَوْلُ الشاعر: ومن يغو لا يعَدَمِ عَلَى الغي
لائما. وقيل: معنى ﴿غوى﴾ أى فسد عيشه. مِنْ قَوْلُهم: غوي الفصيل،
وغوى نحوه: هوي وهوى، وقَوْلُه: ﴿إن كَانَ اللَّهِ يريد أن يغويكم﴾([228])، معناه
أن يعاقبكم عَلَى غيكم، أَوْ يحكم عليكم بغيكم. وقَوْلُه: ﴿قال الَّذِين حق
عليهم القَوْلُ رَّبَّنا هؤلاء الَّذِين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك﴾([229])،
فيقَوْلُ: قَدْ أفدناهم مَا كَانَ لنا وجعلناهم أسوة أنفسنا، وعَلَى هَذَا قَوْلُه:
﴿فأغويناكم إنا كنا غاوين﴾([230])، ﴿فبما
أغويتني﴾([231])،
وقال: ﴿رَّبَّ بما أغويتني لأزينن لهم فِي الأرض ولأغوينهم﴾([232]).
[1]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة
الإصحَاحُ 7 الآيَةَ 26.
[2]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْخُرُوجُ الإصحَاحُ 22 الآيَةَ 20.
[3]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة
الإصحَاحُ 13 الآيَاتُ 12-18.
[4]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة
الإصحَاحُ 20 الآيَاتُ 16ـ 18.
[5]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ يَشُوع الإصحَاحُ 6 الآيَةَ 24.
[6]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ الإصحَاحُ 1 الآيَةَ 14.
[7]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 7.
[8]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 5 الآيَةَ 20.
[9]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ الإصحَاحُ 3 الآيَةَ 24.
[10]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ الإصحَاحُ 2 الآيَةَ 19.
[11]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 9 الآيَاتُ 20و21.
[12]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 8 الآيَةَ 2.
[13]القرآن، سورة الفتح
رقم السورة فِي القرآن 48 الآيَاتُ 1و2.
[14]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[15]القرآن، سورة آل
عمران رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 11.
[16]القرآن، سورة
العنكبوت رقم السورة فِي القرآن 29 الآيَةَ 40.
[17]القرآن، سورة آل
عمران رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 135.
[18]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[19]القرآن، سورة الشرح
رقم السورة فِي القرآن 94 الآيَاتُ 1-3.
[20]القرآن، سورة النحل
رقم السورة فِي القرآن 16 الآيَةَ 25.
[21]القرآن، سورة
العنكبوت رقم السورة فِي القرآن29 الآيَةَ 13.
[22]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 164.
[23]القرآن، سورة الشرح
رقم السورة فِي القرآن94 الآيَاتُ 2–3.
[24]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[25]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب
الفِيروز آبادي.
[26]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[27]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 164.
[28]النهاية
فِي غريب الحديث والأثر للأمام ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري.
[29]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 164.
[30]القرآن، سورة الضحى
رقم السورة فِي القرآن 93 الآيَاتُ 5-8.
[31]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[32]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[33]القرآن، سورة الإسراء
رقم السورة فِي القرآن 17 الآيَةَ 15.
[35]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[36]النهاية
فِي غريب الحديث والأثر للأمام ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري.
[37]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 136.
[38]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 136.
[39]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 167.
[40]سورة سبأ رقم السورة
فِي القرآن34 الآيَةَ 8.
[41]سورة الملك رقم
السورة فِي القرآن 67 الآيَةَ 9.
[42]سورة المائدة رقم
السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 77.
[43]سورة السجدة رقم
السورة فِي القرآن 32 الآيَةَ 10.
[44]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 120.
[45]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[46]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 219.
[47]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن2 الآيَةَ 206.
[48]القرآن، سورة الفرقان
رقم السورة فِي القرآن 25 الآيَةَ 68.
[49]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.
[50]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[51]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الفِيروز
آبادي.
[52]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 112.
[53]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[54]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب
الفِيروز آبادي.
[55]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[56]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 151.
[57]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[58]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 28.
[59]القرآن، سورة النحل
رقم السورة فِي القرآن 16 الآيَةَ 90.
[60]القرآن، سورة الأحزاب
رقم السورة فِي القرآن 33 الآيَةَ 30.
[61]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24 الآيَةَ 19.
[62]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 33.
[63]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 19.
[64] القرآن،
سورة النساء رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 15.
[65]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.
[66]النهاية
فِي غريب الحديث والأثر للأمام ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري.
[67]القرآن، سورة الحجرات
رقم السورة فِي القرآن 49 الآيَةَ 7.
[68]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[69]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[70]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[71]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب
الفِيروز آبادي.
[72]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 105.
[73]القرآن، سورة الحج
رقم السورة فِي القرآن 22 الآيَةَ 17.
[74]القرآن، سورة الشعراء
رقم السورة فِي القرآن 26 الآيَةَ 10
[75]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي، لسان العرب للعلامة محمد
بن مكرم بن
منظور
الأفريقي المصري.
[76]القرآن، سورة الانفطار
رقم السورة فِي القرآن 82 الآيَاتُ 14-16.
[77]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[78]القرآن، سورة
المطفّفِين رقم السورة فِي القرآن 83 الآيَةَ 7.
[79]القرآن، سورة
الانفطار رقم السورة فِي القرآن 82 الآيَةَ 14.
[80]القرآن، سورة عبس رقم
السورة فِي القرآن 80 الآيَةَ 42.
[81]القرآن، سورة القيامة
رقم السورة فِي القرآن 75 الآيَةَ 5.
[83]القرآن، سورة الزلزلة
رقم السورة فِي القرآن 99 الآيَةَ 8.
[84]القرآن، سورة يوسف رقم السورة فِي
القرآن 12 الآيَةَ 77.
[85]القرآن، سورة الأنفال رقم السورة فِي
القرآن 8 الآيَةَ 22.
[86]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[87]لسان العرب للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري.
[88]القرآن، سورة النمل
رقم السورة فِي القرآن 90 الآيَةَ 27.
[89]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[90]القرآن، سورة طه رقم
السورة فِي القرآن 20 الآيَةَ 22.
[91]القرآن، سورة النحل
رقم السورة فِي القرآن 16 الآيَةَ 27.
[92]القرآن، سورة الروم
رقم السورة فِي القرآن 30 الآيَةَ 10.
[93]القرآن، سورة يونس
رقم السورة فِي القرآن 10 الآيَةَ 26.
[94]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 81.
[95]القرآن، سورة النمل
رقم السورة فِي القرآن 27 الآيَةَ 46.
[96]القرآن، سورة هود رقم
السورة فِي القرآن 11 الآيَةَ 114.
[97]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 79.
[98]القرآن، سورة النحل
رقم السورة فِي القرآن 16 الآيَةَ 34.
[99]القرآن، سورة
المؤمنون رقم السورة فِي القرآن 23 الآيَةَ 96.
[101]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 160.
[102]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 131.
[103]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 95.
[104]القرآن، سورة النحل
رقم السورة فِي القرآن 16 الآيَةَ 27.
[105]القرآن، سورة الملك
رقم السورة فِي القرآن 67 الآيَةَ 27.
[106]القرآن، سورة الإسراء
رقم السورة فِي القرآن 17 الآيَةَ 7.
[107]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 123.
[108]القرآن، سورة التوبة
رقم السورة فِي القرآن 9 الآيَةَ 37.
[109]القرآن، سورة الفتح
رقم السورة فِي القرآن 48 الآيَةَ 6.
[110]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 97.
[111]القرآن، سورة الفرقان
رقم السورة فِي القرآن 25 الآيَةَ 66.
[112]القرآن، سورة الصافات
رقم السورة فِي القرآن 37 الآيَةَ 177.
[113]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 66.
[114]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 177.
[115]القرآن، سورة
الممتحنة رقم السورة فِي القرآن 60 الآيَةَ 2.
[116]القرآن، سورة الملك
رقم السورة فِي القرآن 67 الآيَةَ 27.
[117]القرآن، سورة هود رقم
السورة فِي القرآن 11 الآيَةَ 77.
[118] القرآن، سورة الرعد رقم السورة فِي القرآن 13 الآيَةَ
21.
[119] القرآن، سورة الرعد رقم السورة فِي القرآن 13 الآيَةَ
25.
[120]القرآن، سورة انظر
مجاز القرآن ج1ص162..
[121]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 31.
[122]سورة الأعراف رقم
السورة فِي القرآن 7 الآيَاتُ 26و22و20.
[123]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 96.
[124]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[125]القرآن، سورة القصص
رقم السورة فِي القرآن 28 الآيَةَ 12.
[126]القرآن، سورة
الأنبياء رقم السورة فِي القرآن 21 الآيَةَ 95.
[127]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 26.
[128]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 72.
[129]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 50.
[130]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 85.
[131]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 145.
[132]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 146.
[133]الحديث
أخرجه الدارقطني فِي سننه عن ابن عمر ج1 ص48 وقال: إسناده حسن. وأخرجه أحمد، فِي
مسنده ج1 ص219 وسنن النسائي ج7 ص173 وسنن ابن ماجه لابن ماجه برقم 3609.
[134]راجع
أحكام الحرم فِي الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 438؛ وتحفة الراكع الساجد ص 76.
[135]القرآن، سورة التحريم
رقم السورة فِي القرآن 66 الآيَةَ 1.
[136]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 138.
[137]القرآن، سورة الواقعة
رقم السورة فِي القرآن 56 الآيَةَ 67.
[138]القرآن، سورة
الذاريات رقم السورة فِي القرآن 56 الآيَةَ 19.
[139]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 123.
[140]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.
[141]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 205.
[142]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[143]انظر مفردات غريب
القرآن للأصفهاني: الأفعال ج4 ص18.
[144]القرآن، سورة
المؤمنون رقم السورة فِي القرآن 23 الآيَةَ 71.
[145]القرآن، سورة
الأنبياء رقم السورة فِي القرآن 21 الآيَةَ 22.
[146]القرآن، سورة الروم
رقم السورة فِي القرآن30 الآيَةَ 41.
[147]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 205.
[148]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 11.
[149]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن2 الآيَةَ 12.
[150]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 205.
[151]القرآن، سورة النمل
رقم السورة فِي القرآن 27 الآيَةَ 34.
[152]القرآن، سورة يونس
رقم السورة فِي القرآن 10 الآيَةَ 81.
[153]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 220.
[154]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[155]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب
الفِيروز آبادي.
[156]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 99.
[157]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[158]تفسير الرازي ج2ص147.
[159]القرآن، سورة الكهف
رقم السورة فِي القرآن 18 الآيَةَ 50.
[160]القرآن، سورة الإسراء
رقم السورة فِي القرآن 17 الآيَةَ 16.
[161]القرآن، سورة آل
عمران رقم السورة فِي القرآن 3 الآيَةَ 110.
[162]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24 الآيَاتُ 4و55.
[163]القرآن، سورة السجدة
رقم السورة فِي القرآن 32 الآيَاتُ 18و20.
[164]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 49.
[165]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 108.
[166]القرآن، سورة التوبة
رقم السورة فِي القرآن9 الآيَةَ 67.
[167]القرآن، سورة يونس
رقم السورة فِي القرآن 10 الآيَةَ 33.
[168]القرآن، سورة السجدة
رقم السورة فِي القرآن 32 الآيَةَ 18.
[169]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24 الآيَةَ 4.
[170]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.
[171]تفسير ابن عطية ج1 ص155. وكذا قال القرطبي تفسير القرطبي
ج1 ص245.
[172]روح المعاني فِي
تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، لمحمود
الألوسي ج1ص210.
[173]القرآن، سورة التوبة رقم السورة فِي القرآن 9 الآيَةَ 67.
[174]القرآن، سورة البقرة رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 99.
[175]العواصم من القواصم
فِي تحقيق موقف الصحابة ج2 ص160، 161.
[176]ابن القيم، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد
وإياك نستعين ج1 ص 362.
[177]فتاوى ابن الصلاح ص28، ضمن مجموعة الرسائل المنيرية ج4.
[178] فتاوى النووي ص261.
[179]مجموع فتاوى ابن تيمية ج11ص 650، والتحفة السنية فِي
تهذيب شرح العقيدة الطحاوية ج2ص526، وأضواء البيان للشنقيطي ج7ص199.
[180]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24 الآيَةَ 16.
[181]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[182]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 258.
[183]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24 الآيَةَ 16.
[184]القرآن، سورة
الممتحنة رقم السورة فِي القرآن 60 الآيَةَ 12.
[185]راجع: الدر المنثور ج
8 ص141.
[186]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.
[187]القرآن، سورة النور
رقم السورة فِي القرآن 24الآيَاتُ 29و58و60.
[188]انظر الأفعال ج 2 ص 288.
[189]القرآن، سورة الأنعام
رقم السورة فِي القرآن 6 الآيَةَ 38.
[190]القرآن، سورة طه رقم
السورة فِي القرآن 20 الآيَةَ 22.
[191]القرآن، سورة القصص
رقم السورة فِي القرآن 28 الآيَةَ 32.
[192]القرآن، سورة الإسراء
رقم السورة فِي القرآن 17 الآيَةَ 24.
[193]القرآن، سورة القصص رقم
السورة فِي القرآن 28 الآيَةَ 32.
[194]القرآن، سورة الأنفال
رقم السورة فِي القرآن 8 الآيَةَ 61.
[195]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن2 الآيَةَ 236.
[197]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 190.
[198]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[199]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن2 الآيَةَ 231.
[200]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 14.
[201]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 65.
[202]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَاتُ 178و190و229.
[203]القرآن، سورة
المؤمنون رقم السورة فِي القرآن 23 الآيَةَ 7.
[204]القرآن، سورة الشعراء
رقم السورة فِي القرآن 26 الآيَةَ 166.
[205]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 194.
[206]القرآن، سورة المائدة
رقم السورة فِي القرآن 5 الآيَةَ 2.
[207]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 193.
[208]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 30.
[209]القرآن، سورة البقرة
رقم السورة فِي القرآن2 الآيَةَ 173.
[210] الدر المنثور، لعبد
الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي ج 1 ص
408.
[211]القرآن، سورة الأنفال
رقم السورة فِي القرآن 8 الآيَةَ 42.
[212]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[213]القرآن، سورة الحجرات
رقم السورة فِي القرآن 49 الآيَةَ 7.
[214]القرآن، سورة طه رقم
السورة فِي القرآن 20 الآيَةَ 121.
[215]القرآن، سورة النساء
رقم السورة فِي القرآن 4 الآيَةَ 14.
[216]القرآن، سورة يونس
رقم السورة فِي القرآن 10 الآيَةَ 91.
[217]مجمع الأمثال، الإمام
أبو الفضل الميداني، ج 1 ص 364.
[218]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
[219]القاموس المحيط الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب
الفِيروز آبادي.
[220]القرآن، سورة هود رقم
السورة فِي القرآن 11 الآيَةَ 34.
[221]مفردات
غريب القرآن للأصفهاني.
[222]القرآن، سورة النجم
رقم السورة فِي القرآن 53 الآيَةَ 2.
[223]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 102.
[224]القرآن، سورة مريم
رقم السورة فِي القرآن 19 الآيَةَ 59.
[225]القرآن، سورة الشعراء
رقم السورة فِي القرآن 26 الآيَاتُ 91و224.
[226]القرآن، سورة القصص
رقم السورة فِي القرآن 28 الآيَةَ 18.
[227]القرآن، سورة طه رقم
السورة فِي القرآن 20 الآيَةَ 121.
[228]القرآن، سورة هود رقم السورة فِي القرآن 11 الآيَةَ 34.
[229]القرآن، سورة القصص
رقم السورة فِي القرآن 28 الآيَةَ 63.
[230]القرآن، سورة الصافات
رقم السورة فِي القرآن 37 الآيَةَ 32.
[231]القرآن، سورة الأعراف
رقم السورة فِي القرآن 7 الآيَةَ 16.
[232]القرآن، سورة الحجر
رقم السورة فِي القرآن 15 الآيَةَ 39.
[233]مختار
الصحاح لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق