1
هل
يُعقل أَنْ
أجرة
الْخَطِيَّةَ مَوْتِ؟
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر فِي
الدين المقارن
الفصل الخامس
كَيْفَ دخلت
الْخَطِيَّةَ فِي الْعَالَمِ؟
قصة الخلق والسُّقُوطِ:
يقر كل العلماء تقريباً بأن قصة الخلق والسُّقُوطِ (سِفْرُ
التَّكْوِينِ1-3) تعطينا وصفاً سيكولوجياً رائعاً عَنْ كَيْفَية بدأ الخلقية والسُّقُوطِ
فِي الْخَطِيَّةَ.
فقد عصي آدَمَ وحَوَّاءَ
بإرادتهما وصية واضحة مِنْ اللَّهِ، إذ خلقهما ولهما معه شَّرِّكة فريدة. ولم يكن
العِصْيَانٍ بأي حال مِنْ الأحوال ضرورة تستلزمها طبيعتهما أَوْ حالتهما.
فقد تخيل أبوأَيْنَا الأَوَّلُين أن النهي عن الأكل مِنْ
الشَّجَرَةَ، أمراً غير مفهوم تماماً وإن العقاب لَيْسَ أكيداً، وأعتبرا أن الأكل
مِنْ الشَّجَرَةَ إمتيازاً يحق لهما التمتع به، وإن حرمانهما منه إلا تعسفاً.
وجاءت الغواية لتفتح شهية بريئة فِي ذَاتِها، فثار خيال حَوَّاءَ بمنظر المتعة
والقوة، وهاجت فيها الرغبة، وتبع ذَلِكَ الفعل الاختياري. وينطبق كل ذَلِكَ ـ
بطريقة مذهلة ـ علي الاختيار الفعلي للتجرَّبَّة والْخَطِيَّةَ فِي حياتنا.
لقد قرأنا فِي التَّوْرَاةِ أنه: «فِي
سِتَّةِ أَيَّامِ صَنَعَ الرَّبَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا»([1]).
ورأَيْنَا أَيْضاً كَيْفَ خلق اللَّهِ الإِنْسَانٌ الأَوَّلُ فِي اليوم السادس.
خلقه بجسدٍ ونفس وروح شكَّل الجسد مِنْ تراب الأرض، ثم وضع فيه نفساً أبدية. وخلق اللَّهِ
نفس الإِنْسَانٌ عَلَى صورته.
وأعطى
اللَّهِ الإِنْسَانٌ أَيْضاً قَلْبِاً ملئ بعواطف ومشاعر، يستطيع بها أن يحب اللَّهِ.
وائتمنه أَيْضاً عَلَى إرادة حرية الاختيار، كي مَا يَخْتَارُ لنفسه إما أن يطيع اللَّهِ،
أَوْ أن يعصاه.
وبعد مَا فرغ مِنْ خلق الإِنْسَانٌ الأَوَّلُ،
كان هناك أشياء أخرى عليه أن يعملها قبل أن يستريح مِنْ عمل خليقته. وأعمال خليقته
هَذِهِ:
«وَجَبَلَ الرَّبَّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي
أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةُ. فَصَارَ آدَمَ نَفْساً حَيَّةً. وَغَرَسَ الرَّبَّ
الإِلَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَّرِّقاً وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ»([2]).
ويخبرنا الإِنْجِيلِ كَيْفَ جهَّز اللَّهِ الجنةً
جميلةً للإِنْسَانٌ الَّذِي خلقه، وكانت تُدعَى «بجَنَّةِ عَدْنٍ» ومعناها (بهجة أَوْ جمال)، أَوْ جنة الفردوس.
ويظن البعض أن هَذِهِ الجنة التي وضع اللَّهِ
فيها الإِنْسَانٌ الأَوَّلُ، كانت فِي السماء. إلا أن الْكِتَابِ يبين لنا
أَنَّهَا كانت موجودة هنا عَلَى الأرض، فِي الشَّرِّق، فِي عدن، رَّبَّما فِي موضع
"العراق" اليوم. فكُتُب الأنبياء، لا تخلط أبداً بين جنة الفردوس
أَوْ «جَنَّةِ عَدْنٍ» التي كانت عَلَى الأرض، وبين الفردوس
السماوي الَّذِي هُوَ فوق، فِي محضر اللَّهِ.
وفِي الأعداد التالية، يقَوْلُ الإِنْجِيلِ:
«وَأَنْبَتَ الرَّبَّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَّجَرَةَ شَهِيَّةٍ
لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ وَشَّجَرَةَ الْحَيَاةُ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ
وَشَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ
عَدْنٍ لَيْسَقِيَ الْجَنَّةَ وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرَّبَّعَةَ
رُؤُوسٍ...وَأَخَذَ الرَّبَّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا»([3]).
وَهَكَذَا نرى أن اللَّهِ خلق الإِنْسَانٌ الأَوَّلُ
(آدَمَ وحَوَّاءَ) وخلق له مكاناً جميلاً يستطيع أن يعيش فيه فِي سعادةٍ حَقِيقِيُّة،
فِي جنةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار التي تطرح أجمل الثمار؛ لكي ينظر إليها آدَمَ،
ويتمتع بجمالها وبلذة طعمها.
فِي هَذَا المكان الساحر كَانَ كل شيءٍ
كاملاً ومدهشاً. فكانت حواس آدَمَ وحَوَّاءَ وعيناهما ترى وتحس الجمال، وأذناهما
تسمع الألحان التي تصدح بها الطيور عَلَى الأشجار، وحواسه تلتقط الروائح الذكية
للأزهار التي كانت تنتشَّرِّ فِي كل الجنة.
ونقرأ أَيْضاً كَيْفَ أن اللَّهِ فِي كل
صلاحه أسند إِلَى آدَمَ مهمةً مشبعةً، وهي أن يعتني بالجنة ويحافظ عليها، وذَلِكَ لكي
مَا يشغله بعملٍ يسعده.
وأعجب شيءٍ حدث فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، هُوَ أن
اللَّهِ نفسه كَانَ يأتي إِلَى الجنة مع هبوب نسيم المساء؛ لكي يتحدَّث مع الإِنْسَانٌ
الَّذِي خلقه عَلَى صورته([4]).
لكن لِمَاذَا كَانَ يأتي اللَّهِ ليزور آدَمَ؟
لقد كَانَ اللَّهِ يزور آدَمَ؛ لأَنَّ اللَّهِ
خلق آدَمَ ليكون فِي شَّرِّكة معه. فقد كَانَ قصد اللَّهِ أن يدخل هُوَ والإِنْسَانٌ
فِي شَّرِّكةٍ معاً ليتكلمون معاً، وليفرحون معاً، ويقضون الأبدية معاً بعقَوْلُ
وقلوبٍ واحدة.
نعم،
لقد أراد اللَّهِ أن تحيا النَّاسُ معه فِي علاقةٍ عميقةٍ وعجيبةٍ للأبد.
والآن، هناك شيءٌ أخر نحتاج أن نعرفه عَنْ
الجنة التي وضع فيها اللَّهِ الإِنْسَانٌ الأَوَّلُ، ففِي وسط هَذِهِ الجنة، غرس اللَّهِ
شجرتين فِي غاية الأهمية.
كَانَ اسم الواحدة «شَّجَرَةَ الحَيَاةُ»، والأخرى «شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ والشَّرِّ».
غرس
اللَّهِ (شَّجَرَةَ الحَيَاةُ) فِي الجنة، لكي يذكِّر آدَمَ أن كل قصده
مِنْ جهته هُوَ أن يشارك اللَّهِ حياته الأبدية، وعندما
أخطأ آدَمَ وحَوَّاءَ وأكلا مِنْ شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ والشَّرِّ «وَقَالَ الرَّبَّ
الإِلَهُ: هُوَذَا الإِنْسَانٌ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
(أى يدرك عمل الْخَيْرِ ويدرك أَيْضاً عمل الشَّرِّ القصد هنا أن الإِنْسَانٌ
أصبح يمتلك المَعْرِفَةَ العملية) وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ
مِنْ شَّجَرَةَ الْحَيَاةُ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». فَأَخْرَجَهُ الرَّبَّ
الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ
الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. فَطَرَدَ الإِنْسَانٌ وَأَقَامَ شَّرِّقِيَّ جَنَّةِ
عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ
مُتَقَلْبِ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَّجَرَةَ الْحَيَاةُ»([5]).
ويبدو أن الفكرة هِيَ أنه لو أكلا وأصبحا خالدين فِي حالة الْخَطِيَّةَ،
لكَانَ ذَلِكَ كارثة رهيبة لهما ولنسلهما، لأَنَّه لو عاش الخطاة إلي الأبد علي
الأرض، لكَانَ ذَلِكَ مصيبة لا يدركها عقل، إذ كَانَ عمل الفداء يصبح مستحيلا،
ولتحولت الأرض إلي جحيم يتكاثر فيها الشَّرِّ إلي مَا لا نهاية. ولاجل هَذَا
الاحتمال، طردهما اللَّهِ مِنْ الجنة، ووضع الكروبيم ولهيب سيف متقَلْبِ فِي كل
اتجاه لكي لا يستطيعا الاقتراب مِنْ باب الجنة، وَهَكَذَا امتنع علي الإِنْسَانٌ
أن يخلد بالجسد فِي هَذِهِ الحَيَاةُ.
أما بالنسبة لشَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ
والشَّرِّ، فقد غرسها اللَّهِ فِي الجنة لكي يمتحن طَاعَةَ آدَمَ وحَوَّاءَ، فاسمع
لما يقَوْلُه الإِنْجِيلِ:
«وَأَوْصَى الرَّبَّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ
أَكْلاً. وَأَمَّا شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ
مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتِاً تَمَوْتِ»([6]).
ولكن، لِمَاذَا منع اللَّهِ آدَمَ مِنْ الأكل
مِنْ شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ والشَّرِّ؟ هَلْ اللَّهِ بخيل؟
بالطبع لا، فهُوَ لَيْسَ بخيلاً!
ففِي الْحَقَّيقة، فَإِنَّ واحداً مِنْ أسماء
اللَّهِ هُوَ «الكريم» «الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ»([7]).
لقد قال اللَّهِ لآدَمَ: «من
جميع شجر الجنة تأكل أكلاً»
مَا عدا واحدة!
فهَلْ كانت هَذِهِ وصية صعبة؟
بالطبع لا! فاللَّهِ فِي نعمته قَدْ أعطى آدَمَ
كل شيء يحتاجه ليكون سعيداً. لم يمنع عنه أَيْ شيء جيِّد. إلا أن اللَّهِ فِي خطته
الْكَامِلَة، وضع أمام آدَمَ اختباراً بسيطاً؛ كي مَا يعطي لآدَمَ الفرصة ليُظهِر
لله أنه يحبه حباً يكفي لإطَاعَةَ وصيته. فقد قال اللَّهِ فِي كلمته:
«إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ
كلاَمِي...الَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي»([8]).
لقد أراد اللَّهِ أن يختبر حب آدَمَ وولائه،
ليرى أَيْنَ قَلْبِه. لهَذَا أعطاه هَذِهِ الوصية البسيطة. إلا أن آدَمَ لم يختَر
بنفسه أن يحب اللَّهِ ويطيعه. فلم يخلق اللَّهِ إِنْسَانٌاً آلياً، بل خلقه إِنْسَانٌاً
له عقلاً، وقَلْبِاً، وإرادةً حرةً؛ لكي يَخْتَارُ بنفسه أن يحب اللَّهِ ويطيعه.
ولكن، مَا الَّذِي قاله اللَّهِ لآدَمَ أنه
سيحدث له إِذَا أكل مِنْ الشَّجَرَةَ الممنوعة ؟
دعونا
نقرأ الْكِتَابِ مرة أخرى قال اللَّهِ:
«وَأَمَّا شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ
مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتِاً تَمَوْتِ» وبالتالي، فَإِنَّ اللَّهِ أخطر آدَمَ أن عِصْيَانٍه
للوصية، لن ينتج عنه إلا الْمَوْتِ. لقد أحب اللَّهِ الإِنْسَانٌ الَّذِي خلقه.
ومن ثمَّ حذّره بكَلِمَاتِ واضحة قائلاً: اسمع يا آدَمَ، إن عصيتني ستمَوْتِ لأَنَّ
شَّرِّيعتي المقدَّسة تطالب أن «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمَوْتِ»([9]).
وهناك
عناصر فِي القصة جديرة بالملاحظة بصورة خاصة، فهِيَ مِنْ جهة امْتِحَانَ أخلاقي،
لكنها بالأكثر امْتِحَانَ ديني، فقد كانت التجرَّبَّة لبيان مدى إيمانهما باللَّهِ
وثقتهما فيه. وكَانَ النهي عَنْ الأكل امْتِحَانَا لهما: هَلْ اللَّهِ هُوَ مركز
وهدف حياتهما، أم أن أغراضهما الخاصة هِيَ المركز والهدف، وهُوَ الاختبار الديني الَّذِي
لا مفر لنا جميعا مِنْ مواجهته إن أجلا أَوْ عاجلا.
لاحظ
أَيْضاً أن الْخَطِيَّةَ تنشأ أولا داخلياً، وأن السُّقُوطِ تم فِي البداية فِي
خيال الإِنْسَانٌ وعواطفه وفكره، ثم بعد ذَلِكَ فِي الفعل. ولابد أن نري الْخَطِيَّةَ
فِي ضوء حقيقة أنهما عرفا اللَّهِ ووصيته الواضحة، وفِي ضوء حقيقة أن محبة اللَّهِ
لم تتركهما، بل سعت إليهما بعد ارتكابهما الْخَطِيَّةَ. ومن ثم كَانَ الامْتِحَانَ
ضرورة لطبيعة الإِنْسَانٌ ولقصد اللَّهِ، ولأدراك الإِنْسَانٌ لذَاتِه فِي علاقة
سليمة مع اللَّهِ.
وقد
قدم سِفْرُ التَّكْوِينِ القصة - لَيْسَ باعتبارها صادقة مِنْ الناحية السيكولوجية
فحسب، بل باعتبارها أَيْضاً حقيقة فعلية وبداية تاريخية للخَطِيَّةَ، وهُوَ الأمر
الواضح فِي سائر أسفار الإِنْجِيلِ([10]).
وواضح
تماماً أن القصة لَيْسَت أسطورة أَوْ مجازية، ولكن بها بعض العناصر الرمزية مثل «الْحَيَّةُ»
كرمز للشَّيْطَانُ فِي دهائه وخبثه وتغيير هيئته. إن حقيقة خلق الإِنْسَانٌ
صالحاً، وحياته فِي الصلاح فترة مِنْ الزمن، وسقوطه، وبداية الْخَطِيَّةَ
تاريخياً، تبدو جميعها واضحة.
الْخَطِيَّةَ الأَوَّلُى فِي الجنة
لنعد إِلَى القصة مِنْ بدايتها وندرس بشيء مِنْ التفصيل
الْخَطِيَّةَ الأَوَّلُى، خَطِيَّةَ أبوينا الأَوَّلُين فِي الجنة.
فما الَّذِي حدث؟
لقد جاء الشَّيْطَانُ مستخدماً الْحَيَّةُ (سِفْرُ
التَّكْوِينِ3)، وهمس فِي أذن حَوَّاءَ بكلامٍ سامٍ
أولاً: سؤال الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ
سألت الْحَيَّةُ
المرأة عَنْ اللَّهِ وعلاقته بها وبآدَمَ: «أَحَقّاً قَالَ اللَّهِ
لاَ تَأْكُلاَ
مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»([11])، وكأن اللَّهِ يريد حرمان
وتعذيب آدَمَ وحَوَّاءَ. فهَلْ مِنْ المعقَوْلُ أن اللَّهِ يخلق أشجار جميلة بها
أثمار، «وَأَنْبَتَ الرَّبَّ الإِلَهُ مِنْ الأَرْضِ كُلَّ شَّجَرَةَ شَهِيَّةٍ
لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ»([12]). فِي
نفس الوقت يحرمها مِنْ الأكل؟ أَيْنَ العدل؟ أَيْنَ المحبة؟ أَيْنَ الرحمة؟
وهنا نري كَيْفَ كانت الْحَيَّةُ
أحيل جميع حيوانات البرية؟ فقد كَانَ سؤالها للمرأة يدعو للشك فِي صدق وصية اللَّهِ
ومحبته للإِنْسَانٌ.
فالشَّيْطَانُ يبدأ مع
الإِنْسَانٌ بتشكيكه فِي كَلِمَةٍ اللَّهِ بقَوْلُه ان كَلِمَةٍ اللَّهِ قَدْ حرفت
وتغيرت وتبدلت وبهَذِهِ المحاولة يريد أن يقنع الإِنْسَانٌ بأن كلام اللَّهِ
لايتفق مع محبته وغفرانه وهنا يكون البداية للسقوط.
لنعد إِلَى القصة:
«فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ
لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ. وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةَ
الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللَّهِ: «لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلا
تَمَوْتِا».
فَقَالَتِ الْحَيَّةُ
لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمَوْتِا!»([13]).
ثانياً: قَوْلُ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ
لم تكتف الْحَيَّةُ بتقديم سؤلها التشكيكي لحَوَّاءَ لكنها أرادة أن تعلن
أن اللَّهِ كَذَّابٌاً بقَوْلُها «لَنْ تَمَوْتِا!». ألم
يقل لكما إنكما إِذَا أكلتما مِنْ الشَّجَرَةَ ستمَوْتِا؟ الْحَقَّيقة أنكما «لن تمَوْتِا».
ثالثا: إتهام الْحَيَّةُ ضد اللَّهِ
أعلنت الْحَيَّةُ أن اللَّهِ عادلاً،
وإلا فلِمَاذَا يسلبكما حرية التصرف ويمنعكما مِنْ التسلط عَلَى هَذِهِ الشَّجَرَةَ
مع أنكما رأسا الخليقة؟! ثم أنه لا يحبكما أَيْضاً، فلو كَانَ يحبكما حقاً لما
حرمكما مِنْ التمتع بشيء.
لنعد إِلَى القصة:
«بَلِ
اللَّهِ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا
وَتَكُونَانِ كَاللَّهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ»([14]).
رابعاً: تضليل الْحَيَّةُ لحَوَّاءَ
قالت الْحَيَّةُ: اللَّهِ مخادع «بَلِ اللَّهِ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ (أي
مِنْ ثمر هَذِهِ الشَّجَرَةَ) تَنْفَتِحُ
أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللَّهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» واللَّهِ
لا يريدكما نظيره، بل أن تظلا أقل منه! هَذِهِ
هِيَ كَلِمَاتِ الْحَيَّةُ للمرأة.
وبكل أسف صدّقت المرأة هَذَا كله، وأكلت، وأعطت
رجلها أَيْضاً فأكل. وعندما أكل الإِنْسَانٌ كَانَ معنى ذَلِكَ أنه صدق بقَوْلُه: «آمين» للشَّيْطَانُ
عَلَى كل هَذِهِ الافتراءات والأكاذيب الشَّيْطَانُية.
وكانت حَوَّاءَ مع آدَمَ يفتكران أن افتراءات
وأكاذيب الشَّيْطَانُ ستحقق لهما المراد وهُوَ أن «يَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». ولكن مَاذَا يقَوْلُ الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «إِذْ مَعْرِفَةَ اللَّهِ ظَاهِرَةٌ
فِيهِمْ لأَنَّ اللَّهِ أَظْهَرَهَا لَهُمْ.
لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ
وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ
بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّـهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللَّهِ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ
كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبِهُمُ الْغَبِيُّ.
وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ
صَارُوا جُهَلاَءَ»([15]).
وهنا فقد الإِنْسَانٌ لصُورَةِ اللهِ التي خلقهما
عليها:
أولاً: الجهل بدلا مِنْ المَعْرِفَةَ
آدَمَ وحَوَّاءَ صَارُوا جُهَلاَءَ بعد أن كانوا أنبياء لله
عارفين فكره ومشيئته، هكذا فقدا المَعْرِفَةَ الطَّبِيعِيَّة الْكَامِلَة المحدودة
التي لهما مِنْ اللَّهِ، بحثاً عَنْ المَعْرِفَةَ الغير محدودة التي لله ليكونا كاللَّهِ،
أَوْ بمعني آخر غير محتاجين لله منفصلين عنه، وقد صرح القرآن بقَوْلُه فِي سورة البقرة 2: 36 ﴿فأزلَّهما الشَّيْطَانُ عنها فأخرجهما
مما كانا فيه﴾، فهم
لا يصلحوا أن يكونا أنبياء.
ثانياً: العبودية بدلا مِنْ السيادة
بسبب طَاعَةَ آدَمَ وحَوَّاءَ للشَّيْطَانُ صَارُوا فِي عِصْيَانٍ لوصية اللَّهِ وكسر لكلامه، بل تعدوا
عَلَى سلطان اللَّهِ فِي تحدي له، باحثين عَنْ الحرية التي بلا قيود بذلك فقدوا
طاعتهم لله وبرهم. وصاروا منتظرين دينونة وحكم اللَّهِ عَلَى معصيتهم. فكل «مَنْ
يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةَ»([16]). فآدَمَ
وحَوَّاءَ صاروا عبيد لإِبْلَيْسَ فاقدين مكانتهم كملوك وأسياد للخليقة.
ثالثاً: النجاسة بدلا مِنْ القداسة
بسبب طَاعَةَ آدَمَ وحَوَّاءَ للشَّيْطَانُ
أصبحوا غير مفرزين ومخصصين لله، لقد صاروا آدَمَ وحَوَّاءَ «شَّرِّكَاءَ الشَّيَاطِينِ». بعد
أن كانوا مقدسين، كاملين
منفصلين عَنْ كل شَّرِّ ونجاسة.
وقد صرح القرآن عَنْ سقوط
آدَمَ، فأورد فِي سورة طه 20: 121: ﴿وعصى
آدَمَ رَّبَّه فغوى﴾ قال
المفسرون: عصى رَّبَّه بأكله مِنْ الشَّجَرَةَ، وقال البيضاوي: فَضَلَّ عَنْ
المطلوب وخاب، حيث طلب الخُلد بأكل الشَّجَرَةَ، أَوْ عَنْ المأمور به، أَوْ عَنْ
الرشد، حيث اغترَّ بقَوْلُ العدو.
وقرر علماء الإسلام إن العِصْيَانٍ مِنْ الكبائر بدليل
قَوْلُه: ﴿ومن يعص اللَّهِ ورسوله
فَإِنَّ له نار جهنم﴾([17])، وكَلِمَةٍ
الغواية الواردة فِي الآيَةَ السابقة تؤكد ذَلِكَ، لأَنَّها إتباع الشَّيْطَانُ، لقَوْلُه:
إلا مِنْ اتبعك مِنْ الغاوين، فآدَمَ استوجب الْمَوْتِ لعِصْيَانٍه.
وكانت هَذِهِ إهانة بالغة لله أمام كل الخليقة.
ويا للكارثة! كَانَ
بوسع اللَّهِ مِنْ أول لحظة أن يثبت أنه صادق. فما كَانَ أسهل أن يوقع حكم الْمَوْتِ
عَلَى آدَمَ وامرأته فِي الحال، فيتبرهن أمام الجميع أنه صادق. وإذ ذاك كانت
الخليقة كلها ستعرف أَيْضاً أنه عادل وبار، لأَنَّ التعدي والمعصية نالا مجازاة
عادلة.
لكن السؤال الَّذِي كَانَ سيظل إِلَى أبد الآبدين
بدون إجابة:
هَلْ اللَّهِ محبة؟
لقد سلك الرَّبَّ مسلكاً آخر، فمن أجَّل الرد عَلَى
افتراءات الشَّيْطَانُ أُظهر ابن اللَّهِ لكي ينقض أعمال إِبْلَيْسَ([18]).
لكن بالنسبة لآدَمَ وحَوَّاءَ، فالإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يقَوْلُ: «فَانْفَتَحَتْ
أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ»، فلقد
كانت أولى محاولاتهما بعد أن سقطا فِي الْخَطِيَّةَ كما يقَوْلُ الْكِتَابِ أنهما
«فَخَاطَا
أَوْرَاقَ تِينٍ، وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ»
لتغطية عريهما. بكَلِمَاتِ أخرى إنهما حاولا إصلاح مَا أفسداه، وعلاج مَا اقترفته
أيديهما، لكن هيهات!
صحيح رَّبَّما يكونان قَدْ نجحا إِلَى حد مَا فِي
مداراة نتائج الْخَطِيَّةَ، أحدهما عَنْ الآخر، لكن علاجهما لم يجدِ نفعاً أمام اللَّهِ،
فَإِنَّهَما مَا إن سمعا صوت الرَّبَّ ماشياً فِي الجنة، حتى اختبئا خلف أشجارها.
ولما نادى الرَّبَّ آدَمَ قائلاً له «أَيْنَ أنت؟»
كانت إجابتهم الأسيفة «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي
الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».
أَيْنَ إذاً مـآزر ورق التين التي كَانَ قَدْ عملها آدَمَ وحَوَّاءَ؟
إن أوراق التين وأشجـار الجنة دلّت عَلَى شعور
أبوينا بالخزي، وحاجتهما للستر، لكنها أثبتت فشل محاولة علاج الْخَطِيَّةَ وسترها
مِنْ أمام نظر اللَّهِ. عَلَى
أن محاولة أبوينا فِي الجنة إنما كانت مقدمة لمحاولات عديدة للإِنْسَانٌ لعلاج الْخَطِيَّةَ
وتغطيتها، كما سنرى فيما يلي، لكنها كلها محاولات باءت بالفشل والخسران!
خَطِيَّةَ آدَمَ
والتوبة
لقد بدأنا بذكر خَطِيَّةَ
آدَمَ لأَنَّها مِنْ الْحَقَّائق الجوهرية فِي موضوع الْخَطِيَّةَ، إذ كَانَ نائباً
عَنْ ذريته، حيث أخذ اللَّهِ الْعَهْدُ والميثاق عليه فنكثه بمعصيته، وبهَذَا فقد صُورَةِ
اللهِ فيه، فاستوجبت ذريته القصاص لأَنَّه النائب عَنْهم، فبنقضه الْعَهْدُ، نقضت
ذريته الْعَهْدُ أَيْضاً، ولما أخطأ أخطأت ذريته معه.
وخَطِيَّةَ آدَمَ كما ورد
فِي التَّوْرَاةِ استوجب الْمَوْتِ([19]) الَّذِي
حدث له بفقد صورة اللَّهِ، لأَنَّ كل نفس تخطئ مَوْتِاً تمَوْتِ.
ورَّبَّما
يقَوْلُ قائل:
لِمَاذَا
لا يطلب اللَّهِ مِنْ الإِنْسَانٌ التوبة عَنْ تعديه الوصية فاللَّهِ غفوراً رحيم ويقبل التوبة،
وورد فِي القرآن([20]) قَوْلُه: ﴿فتاب عليه﴾؟
هَلْ
تنفع التوبة لتغير طبيعة الإِنْسَانٌ التي فسدت؟!
1- التوبة وحدها
لا تصلح الخطأ أوالْخَطِيَّةَ، لأَنَّ الندم عَلَى المعصية، والعزيمة عَلَى تركها
وعَدَمِ العَوْدة إليها، هِيَ طريق للحاضر والمستقبل.
2- إن التوبة لا تستطيع أن توفي مطالب عدالة اللَّهِ، لأَنَّه إن لم يظل الإِنْسَانٌ
تحت سلطان الْمَوْتِ سوف يكون اللَّهِ غير صادق،وبهَذَا يصدق إدعاء الشَّيْطَانُ عَلَى
اللَّهِ «فَقَالَتِ الْحَيَّةُ
لِلْمَرْآةِ: «لَنْ تَمَوْتِا»([21]). ومن المؤكد أنه لا يمكن مغفرة خطيئة بدون سفك دم،
فالتوبة وحدها لا تفي العدل الإلهي حقه.
3- كما
أن التوبة عاجزة عَلَى أن تغير مِنْ طبيعة الإِنْسَانٌ، أَوْ أن تحرره مِنْ قبضة سلطان الْمَوْتِ.
فكل مَا تفعله التوبة قَدْ تقف (لبعض الوقت) حائلاً بين الإِنْسَانٌ واِرتكاب الْخَطِيَّةَ.
لأَنَّ الْخَطِيَّةَ لَيْسَت مجرد خطًأ بسيطًا اِرتكبه الإِنْسَانٌ يمكن إصلاحه،
لو كَانَ كذَلِكَ لأصبحت التوبة توفي بالغرض.
4- كَانَ
مِنْ نتائج الْخَطِيَّةَ الْمَوْتِ والحرمان مِنْ وجود صُورَةِ اللهِ فِي الإِنْسَانٌ، وبالتالي عَدَمِ
الاتحاد والشَّرِّكة مع اللَّهِ فلا يحيا الإِنْسَانٌ للأبد، كما كَانَ الهدف مِنْ
خلق الإِنْسَانٌ. ولكي يحقق اللَّهِ هدفه مِنْ وجود الإِنْسَانٌ بما لا يتعارض مع
عدالة اللَّهِ، وفِي نفس الوقت يليق ويتفق مع محبة اللَّهِ ورحمته للإِنْسَانٌ، فكَانَ
لابد أن يكون هناك طريق للكفّارة([22]) غير التوبة، لكي يوفي مطالب عدالته، وفِي نفس الوقت
يجدَّد خلق كل شئ، هَذَا الطريق هُوَ أن اللَّهِ يتخّذ جسداً([23]) فيتحمل الآلام عوضاً عَنْ الإِنْسَانٌ فِي هَذَا
الجسد الَّذِي اتخذه، فيكون نائبًا عَنْ الجميع كآدَمَ الأخير.
ذكرت التَّوْرَاةِ أن آدَمَ
سقط وخرج مِنْ الجنة لأكله مِنْ الشَّجَرَةَ التي نهاه اللَّهِ عنها فقط، ولم تذكر
له غير ذَلِكَ. وبما أنه كَانَ نائباً عَنْ ذريته أخطأت ذريته بخطيته، ودخلت الْخَطِيَّةَ
إِلَى عالمنا هَذَا، لأَنَّه إِذَا كَانَ آدَمَ الَّذِي خلقه اللَّهِ طاهراً خالف
الأمر الإلهي، فكم بالحري ذريته، فالجميع أخطأوا وأعوزهم مجد اللَّهِ، لذَلِكَ أتى
الفادي ليخلِّص مِنْ الْمَوْتِ كل مِنْ يؤمن به([24]).
ورَّبَّما يسأل أحدكم: مَا هِيَ الْخَطِيَّةَ
؟
يقَوْلُ الْكِتَابِ:
وأَيْضاً «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً
وَلاَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةَ لَهُ»([27]).
الْخَطِيَّةَ إذاً هِيَ أن تسير فِي طريقك
الخاص ولَيْسَ طريق اللَّهِ([28])
فالْخَطِيَّةَ هِيَ أَيْ شيء وكل شئ لا يتفق مع اللَّهِ.
ما الَّذِي سيحدث لهؤلاء الَّذِين سيخطئون
ضد اللَّهِ؟
تقَوْلُ كَلِمَةٍ اللَّهِ: «اَلنَّفْسُ
الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ!»([29]).
وفِي آيةٍ أخرى يقَوْلُ الإِنْجِيلِ: «أجرة الْخَطِيَّةَ مَوْتِ»([30]).
[1]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سفر الخروج
الإصحَاحُ
20 الآيَةَ 11.
[2]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 2 الآيَاتُ 7،8.
[3]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
2
الآيَاتُ 9و10و15.
[4]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 3 الآيَةَ 8.
[5]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
3
الآيَاتُ 22-24.
[6]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
2 الآيَاتُ 16-17.
[9]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ حِزْقِيَال الإصحَاحُ 18 الآيَةَ 20.
[10]الإِنْجِيلِ،
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ 8 الآيَةَ44، رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 5
الآيَاتُ 12-14، رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ15
الآيَاتُ 21و22.
[11]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 3 الآيَةَ 1.
[12]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 2 الآيَةَ 9.
[13]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 3 الآيَاتُ
2-4.
[14]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 3 الآيَةَ 5.
[17]القرآن، سورة الجن
رقم السورة فِي القرآن72 الآيَةَ 23.
[19]سوف نتحدث عن الموت
فِي الفصل القادم.
[20]القرآن، سورة طه رقم
السورة فِي القرآن 2 الآيَةَ 122
[21]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
3 الآيَةَ 4.
[22]أقرا فِي السلسلة "هل يعقل أن الله
مات على الصليب؟" تحت الطبعة.
[23]أقرا فِي السلسلة "هل يعقل أن الله
تجسد؟".
[28]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ إِشَعْيَاءَ الإصحَاحُ 23 الآيَةَ
6.
[29]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ حِزْقِيَال الإصحَاحُ 18 الآيَةَ 20.
0 التعليقات:
إرسال تعليق