• اخر الاخبار

    الْخَمْرِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ د. القس / سامي منير اسكندر







    الْخَمْرِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ


    إعداد 


    د. القس / سامي منير اسكندر


     أولا: الكلمات التي تستخدم للدلالة على الْخَمْرِ في اللغة العبرية: توجد إحدى عشرة كلمة عبرية تستخدم في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ للدلالة على الْخَمْرِ، يصعب التمييز بينها وبين نوع الْخَمْرِ الذي تشير إليه على وجه التحديد. وغالبية هذه الكلمات لا تذكر إلا نادرًا، ولكن هناك كلمتان يكثر استخدامهما، هما:

    1)    يايين(Yayin) (יין  ،  yayin) (وفي القاموس العبري تحت رقم 3196) وتذكر 134مرة،    

    2)    تيروش (Tirosh) وتذكر 38 مرة.

    أما في الإِنْجِيل فالكلمة المستخدمة في اليونانية هي أوينوس (Oinos) وتذكر 33مرة.

    أ) يبدو أن كلمة يايين تستخدم لوصف الْخَمْرِ من كل نوع «18وَكَانَ مَا يُعْمَلُ لِيَوْمٍ وَاحِدٍ ثَوْراً وَسِتَّةَ خِرَافٍ مُخْتَارَةٍ. وَكَانَ يُعْمَلُ لِي طُيُورٌ وَفِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ كُلُّ نَوْعٍ مِنَ الْخَمْرِ بِكَثْرَةٍ. وَمَعَ هَذَا لَمْ أَطْلُبْ خُبْزَ الْوَالِي لأَنَّ الْعُبُودِيَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً عَلَى هَذَا الشَّعْبِ»(سِفْرُ نَحَمْيَا5: 18)، من عصير العنب الطازج أو الشراب الكثيف القوام إلى الخمور القوية المركزة مما كان مألوفاً عند الإسرائيليين. كما أن كلمة يايين هي أول كلمة استخدمت للدلالة على الْخَمْرِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، حين غرس نوحاً كرماً بعد الطوفان وشرب من الْخَمْرِ: «21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ9: 21). كما قدم ملكي صادق لإبراهيم خبزاً وخمراً (يايين) «18وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ الْعَلِيِّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ14: 18).

    وسقت ابنتا لوط أباهما خمراً (يايين) فسكر وفقد وعيه «30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً».33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.»(سِفْرُ التَّكْوِينِ19: 30-38).

    وتستخدم نفس الكلمة للدلالة على خمر السكيب الذي كان يقدم مع الذبائح للرب «40وَعُشْرٌ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِرُبْعِ الْهِينِ مِنْ زَيْتِ الرَّضِّ وَسَكِيبٌ رُبْعُ الْهِينِ مِنَ الْخَمْرِ لِلْخَرُوفِ الْوَاحِدِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ29: 40).

    وكان محرماً على الكهنة أن يشربوا خمراً (يايين) عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع للخدمة «9خَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضاً دَهْرِيّاً فِي أَجْيَالِكُمْ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ10: 9)، وجاء هذا النهي بعد موت ابن هرون ناداب وأبيهو، مما يحمل على الظن أن خطيتهما التي ماتا بها، كانت شرب الْخَمْرِ عند دخولهم للخيمة: «1وَأَخَذَ ابْنَا هَارُونَ نَادَابُ وَأَبِيهُو كُلٌّ مِنْهُمَا مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلاَ فِيهِمَا نَاراً وَوَضَعَا عَلَيْهَا بَخُوراً وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ نَاراً غَرِيبَةً لَمْ يَأْمُرْهُمَا بِهَا. 2فَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتْهُمَا فَمَاتَا أَمَامَ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ10: 1و2).

    كما كان محرماً على النذير كل أيام نذره أن يشرب خمراً لأن أباهم يوناداب بن ركاب أوصاهم أل يشربوا خمراً «2اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِ الرَّكَابِيِّينَ وَكَلِّمْهُمْ وَادْخُلْ بِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى أَحَدِ الْمَخَادِعِ وَاسْقِهِمْ خَمْراً». 3فَأَخَذْتُ يَزَنْيَا بْنَ إِرْمِيَا بْنِ حَبْصِينِيَا وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَنِيهِ وَكُلَّ بَيْتِ الرَّكَابِيِّينَ 4وَدَخَلْتُ بِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مِخْدَعِ بَنِي حَانَانَ بْنِ يَجَدْلِيَا رَجُلِ اللَّهِ الَّذِي بِجَانِبِ مِخْدَعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِي فَوْقَ مِخْدَعِ مَعْسِيَّا بْنِ شَلُّومَ حَارِسِ الْبَابِ. 5وَجَعَلْتُ أَمَامَ بَنِي بَيْتِ الرَّكَابِيِّينَ طَاسَاتٍ مَلآنَةً خَمْراً وَأَقْدَاحاً وَقُلْتُ لَهُمُ: «اشْرَبُوا خَمْراً». 6فَقَالُوا: «لاَ نَشْرَبُ خَمْراً لأَنَّ يُونَادَابَ بْنَ رَكَابَ أَبَانَا أَوْصَانَا قَائِلاً: لاَ تَشْرَبُوا خَمْراً أَنْتُمْ وَلاَ بَنُوكُمْ إِلَى الأَبَدِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا35: 2-6).

    ب) والكلمة العبرية الثانية وهي تيروش تستخدم للدلالة على عصير العنب الطازج غير المختمر، ويعبر عنه عادة في الترجمة العربية بكلمة سلاف «26وَأَطْعِمُ ظَالِمِيكِ لَحْمَ أَنْفُسِهِمْ وَيَسْكَرُونَ بِدَمِهِمْ كَمَا مِنْ سُلاَفٍ فَيَعْلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَفَادِيكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ49: 26)، «8هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «كَمَا أَنَّ السُّلاَفَ يُوجَدُ فِي الْعُنْقُودِ فَيَقُولُ قَائِلٌ: لاَ تُهْلِكْهُ لأَنَّ فِيهِ بَرَكَةً. هَكَذَا أَعْمَلُ لأَجْلِ عَبِيدِي حَتَّى لاَ أُهْلِكَ الْكُلَّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ65: 8)، «8يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي وَإِلَى إِثْمِهِمْ يَحْمِلُونَ نُفُوسَهُمْ»(سِفْرُ هُوشَعَ4: 8)، و«15أَنْتَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ. أَنْتَ تَدُوسُ زَيْتُوناً وَلاَ تَدَّهِنُ بِزَيْتٍ وَسُلاَفَةً وَلاَ تَشْرَبُ خَمْراً»(سِفْرُ مِيخَا6: 15)، وأيضاً سلاف رمَّاني في «2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ8: 2)،

    أو العصير «5اِصْحُوا أَيُّهَا السَّكَارَى وَابْكُوا وَوَلْوِلُوا يَا جَمِيعَ شَارِبِي الْخَمْرِ عَلَى الْعَصِيرِ لأَنَّهُ انْقَطَعَ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ»(سِفْر يُوئِيل1: 5)، «18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْجِبَالَ تَقْطُرُ عَصِيراً وَالتِّلاَلَ تَفِيضُ لَبَناً وَجَمِيعَ يَنَابِيعِ يَهُوذَا تَفِيضُ مَاءً وَمِنْ بَيْتِ الرَّبِّ يَخْرُجُ يَنْبُوعٌ وَيَسْقِي وَادِي السَّنْطِ»(سِفْر يُوئِيل3: 18)، «13هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيراً وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ»(سِفْرُ عَامُوسَ9: 13).

    ج) أما الْخَمْرِ في الإِنْجِيل، فتستخدم للدلالة عليه في اليونانية كلمة واحدة هي أوينوس (Oinos) في جميع المواضع فيما عدا في أَعْمَالُ الرُّسُلِ «13وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ آمْتَلأُوا سُلاَفَةً»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ2: 13)، حيث تستخدم الكلمة اليونانية جلوكوز (Gluikos) ومعناها حلو. 




    v    الْخَمْرِ وكيفية عمله؟

    كان يتم حصاد الكروم في وادي الأردن مع حلول شهر يونيو، أما على الساحل فلم يكن يتم جمع العنب قبل شهر أغسطس، بينما كان يتأخر في التلال حتى شهر سبتمبر. ومتى نضج العنب للحصاد، كان القرويون يتركون منازلهم ويقيمون في خيام وسط كرومهم حتى يستمر العمل دون توقف. وكانت هذه فترة بهجة وفرح يضرب بهما المثل «27وَخَرَجُوا إِلَى الْحَقْلِ وَقَطَفُوا كُرُومَهُمْ وَدَاسُوا وَصَنَعُوا تَمْجِيداً, وَدَخَلُوا بَيْتَ إِلَهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة9: 27)، «2فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غَنُّوا لِلْكَرْمَةِ الْمُشْتَهَاةِ:»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ27: 2)، مع «10وَانْتُزِعَ الْفَرَحُ وَالاِبْتِهَاجُ مِنَ الْبُسْتَانِ وَلاَ يُغَنَّى فِي الْكُرُومِ وَلاَ يُتَرَنَّمُ وَلاَ يَدُوسُ دَائِسٌ خَمْراً فِي الْمَعَاصِرِ. أَبْطَلْتُ الْهُتَافَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ16: 10)، «35وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ الرُّعَاةِ وَالنَّجَاةُ عَنْ رُؤَسَاءِ الْغَنَمِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا25: 35)، «33وَنُزِعَ الْفَرَحُ وَالطَّرَبُ مِنَ الْبُسْتَانِ وَمِنْ أَرْضِ مُوآبَ. وَقَدْ أُبْطِلَتِ الْخَمْرُ مِنَ الْمَعَاصِرِ. لاَ يُدَاسُ بِهُتَافٍ. جَلَبَةٌ لاَ هُتَافٌ»(سِفْرُ إِرْمِيَا48: 33). وكان العنب يجمع بقطع العناقيد ثم يحمل في سلال إلى المعاصر، حيث ينشر عادة لمدة بضعة أيام في الشمس لزيادة محتواه من السكر. 


    v    كيفية عصر الْخَمْرِ؟

    ما زال الكثير من أشكال معاصر الْخَمْرِ القديمة باقياً إلى اليوم. «2فَنَقَبَهُ وَنَقَّى حِجَارَتَهُ وَغَرَسَهُ كَرْمَ سَوْرَقَ وَبَنَى بُرْجاً فِي وَسَطِهِ وَنَقَرَ فِيهِ أَيْضاً مِعْصَرَةً فَانْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ5: 2)، وكانت المعصرة عادة عبارة عن حوضين منحوتين على شكل مستطيل أو دائرة في الصخر إلى عمق قدمين أو ثلاثة أقدام، وكلما أمكن كان أحدهما يعلو الآخر، وتصل بينهما أنبوبة أو قناة، وكانا يختلفان في السعة، فكان الأعلى عادة أكثر اتساعاً وأقل عمقاً من الأسفل. وكان العنب يوضع في الأعلى، ويداس بأقدام الدائسين «1مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هَذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ. الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. «أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ». 2مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟ «3قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ63: 1–3)، «30وَأَنْتَ فَتَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ وَقُلْ لَهُمْ: الرَّبُّ مِنَ الْعَلاَءِ يُزَمْجِرُ وَمِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ يُطْلِقُ صَوْتَهُ يَزْأَرُ زَئِيراً عَلَى مَسْكَنِهِ بِهُتَافٍ كَالدَّائِسِينَ يَصْرُخُ ضِدَّ كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ. 31بَلَغَ الضَّجِيجُ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ لأَنَّ لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ الشُّعُوبِ. هُوَ يُحَاكِمُ كُلَّ ذِي جَسَدٍ. يَدْفَعُ الأَشْرَارَ لِلسَّيْفِ يَقُولُ الرَّبُّ. 32هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الشَّرُّ يَخْرُجُ مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ وَيَنْهَضُ نَوْءٌ عَظِيمٌ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ. 33وَتَكُونُ قَتْلَى الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ الأَرْضِ. لاَ يُنْدَبُونَ وَلاَ يُضَمُّونَ وَلاَ يُدْفَنُونَ. يَكُونُونَ دِمْنَةً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». 34وَلْوِلُوا أَيُّهَا الرُّعَاةُ وَاصْرُخُوا وَتَمَرَّغُوا يَا رُؤَسَاءَ الْغَنَمِ لأَنَّ أَيَّامَكُمْ قَدْ كَمَلَتْ لِلذَّبْحِ. وَأُبَدِّدُكُمْ فَتَسْقُطُونَ كَإِنَاءٍ شَهِيٍّ. 35وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ الرُّعَاةِ وَالنَّجَاةُ عَنْ رُؤَسَاءِ الْغَنَمِ. 36صَوْتُ صُرَاخِ الرُّعَاةِ وَوَلْوَلَةِ رُؤَسَاءِ الْغَنَمِ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَهْلَكَ مَرْعَاهُمْ. 37وَبَادَتْ مَرَاعِي السَّلاَمِ مِنْ أَجْلِ حُمُوِّ غَضَبِ الرَّبِّ. 38تَرَكَ كَشِبْلٍ عِيصَهُ لأَنَّ أَرْضَهُمْ صَارَتْ خَرَاباً مِنْ أَجْلِ الظَّالِمِ وَمِنْ أَجْلِ حُمُوِّ غَضَبِهِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا25: 30-38).

    وكان الدائسين عادة يمسكون بحبال معلقة حتى لا تنزلق أقدامهم ويقعون. وكانوا عادة ينشدون بنغمة واحدة في أثناء العمل «10وَانْتُزِعَ الْفَرَحُ وَالاِبْتِهَاجُ مِنَ الْبُسْتَانِ وَلاَ يُغَنَّى فِي الْكُرُومِ وَلاَ يُتَرَنَّمُ وَلاَ يَدُوسُ دَائِسٌ خَمْراً فِي الْمَعَاصِرِ. أَبْطَلْتُ الْهُتَافَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ16: 10)، «30وَأَنْتَ فَتَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ وَقُلْ لَهُمْ: الرَّبُّ مِنَ الْعَلاَءِ يُزَمْجِرُ وَمِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ يُطْلِقُ صَوْتَهُ يَزْأَرُ زَئِيراً عَلَى مَسْكَنِهِ بِهُتَافٍ كَالدَّائِسِينَ يَصْرُخُ ضِدَّ كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا25: 30).

    وكان العصير ينساب من تحت أقدامهم إلى الحوض الأسفل عن طريق الأنبوب الواصل بينهما. وكان العصير ينقل من هذا الحوض إلى الدنان أو إلى الزقاق أو يترك في الحوض حتى تتم المرحلة الأولى من التخمر «16مُذْ تِلْكَ الأَيَّامِ كَانَ أَحَدُكُمْ يَأْتِي إِلَى عَرَمَةِ عِشْرِينَ فَكَانَتْ عَشَرَةً. أَتَى إِلَى حَوْضِ الْمِعْصَرَةِ لِيَغْرُفَ خَمْسِينَ فُورَةً فَكَانَتْ عِشْرِينَ» (سِفْرُ حَجَّي2: 16).

    وكانت هناك أشكال كثيرة من المعاصر، فحيث لا يتوفر الصخر، كانت الأحواض تحفر في الأرض ثم تبطن بطبقة من الحصى أو الملاط وتغطى بالقار، أو تصنع الأحواض من الخشب كما كان يحدث كثيراًفي مصر. ولم يكن من النادر أن يضاف حوض ثالث (وكان نادراً جداً أن يضاف حوض رابع) بين الحوضين الأصليين لترسيب ما بالعصير من فضلات كالبذور والقشور وغيرها. كما كانت تستخدم عوارض خشبية لاستكمال عملية العصر أو لإنجاز العملية بأكملها. وفي المعاصر الأكثر بدائية،كانوا يضعون كومة من الحجارة على كمية العنب المتبقية بعد انتهاء عمل الدائسين، لاستخلاص ما بقي بها من عصير.


    للموضوع بقية
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: الْخَمْرِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top