1
هل
يُعقل أَنْ
أجرة
الْخَطِيَّةَ مَوْتِ؟
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر فِي
الدين المقارن
الفصل
الأخير
س
وج حول الْخَطِيَّةَ؟
س 1 : نقرأ
أحداث قصة السُّقُوطِ فِي الإِنْجِيلِ فِي سِفْرُ التَّكْوِينِ (3: 1-6)، نعرف
مِنْ هَذِهِ الآيَاتُ مَا هِيَ الْخَطِيَّةَ؟ فالْخَطِيَّةَ هِيَ عِصْيَانٍ وعَدَمِ
طَاعَةَ لْكَلاَمِ اللَّهِ سواء كَانَ هَذَا الْكَلاَمِ مكتوباً فِي كَلِمَةٍ اللَّهِ
أَوْ إن أدركه المرء فِي ضَمِيرٍه أَوْ مِنْ خلال عَدَمِ الإِيمَانِ فِي مَا يرشدنا
اللَّهِ إليه أَوْ يعدنا به. ويمكن أَنْ تكون الْخَطِيَّةَ بالفكر أَوْ بِالْكَلاَمِ
أَوْ بالسُّلُوكَ.
ولكن الآيَاتُ لم تذكر
ذَلِكَ بل الأمر أَنْ آدَمَ وحَوَّاءَ أكلا مِنْ تلك الشَّجَرَةَ. أهَذِهِ هِيَ الْخَطِيَّةَ؟
لَيْسَ فِي الأمر عدل!!
لَيْسَت الشَّجَرَةَ شَّجَرَةَ عادية
لكن اسمها شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ والشَّرِّ أَيْ التفكير فِي عِصْيَانٍ اللَّهِ.
فأمنا حَوَّاءَ أَيْضاً وجدت أَنْ الموضوع لَيْسَ عادلاً وإن مِنْ حقهم أَنْ
يأكلوا مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةَ أَيْ أَنْ يفعلوا مَا يشاءون وأَنْ عقاب اللَّهِ لَيْسَ
أكيداً بل كل ذَلِكَ تعسف منه.
س 2: لِمَاذَا سمح الرَّبَّ بوجود الشَّرِّ أمام أمنا حَوَّاءَ؟
أراد الرَّبَّ أَنْ يمتحن أبينا آدَمَ وأمنا
حَوَّاءَ فالامْتِحَانَ يبين موقفهما مِنْ اللَّهِ عز وجل أَيْ إِذَا كانا فعلاً
يؤمنان باللَّهِ. ويمر فِي هَذَا الامْتِحَانَ كل أولاد آدَمَ أَيْضاً لكي يظهر أَيْنَ
هم مِنْ اللَّهِ وهَذَا مَا نسميه التجرَّبَّة. فكَانَ النهي عَنْ الأكل مِنْ الشَّجَرَةَ
هُوَ الامْتِحَانَ الَّذِي بان منه أَنْ مَا يشغل بالهما هُوَ التفكير فِي نفوسهما
ولَيْسَ فِي الَّذِي خلقهما. وكَانَ الشَّيْطَانُ هُوَ واسطة الامْتِحَانَ ونلاقي
رمزه فِي القصة هِيَ الْحَيَّةُ لأَنَّها أخبث الحيوانات.
س 3: هَذَا لَيْسَ عدلا!! لم
يكن الإِنْسَانٌ عارفا مِنْ هُوَ الشَّيْطَانُ ولو عرف لانتبه أبونا آدَمَ منه
جيدا ولما وقعت أمنا حَوَّاءَ فِي الْخَطِيَّةَ!!؟
هناك أناس كثيرون يعرفون اليوم مِنْ
هُوَ الشَّيْطَانُ ورغم ذلك يعملون الْخَطِيَّةَ متعمدين أَيْ أنهم يستمعون
لإرشادات شَّرِّه ومكره.
س 4: لكن لِمَاذَا رضي اللَّهِ أَنْ
يجرَّبَّهما إِبْلَيْسَ مع أَنْه لم يكن فِي حياتهما غير حب الْخَيْرِ والصلاح
وعلاقتهما مع اللَّهِ؟
هَذَا الامْتِحَانَ ضروري لكل إِنْسَانٌ
وسببه أَنْ الإِنْسَانٌ ضعيف، ولكي يظهر عَلَى حقيقته أمام نفسه كَانَ لازما أَنْ
يمر فِي التجرَّبَّة. ومن خلال التجرَّبَّة يتقوى إيمانه باللَّهِ الَّذِي خلقه وأعطاه
كل مَا يحتاجه فِي حياته فالموضوع كَانَ فِي منتهى العدل مِنْ اللَّهِ. صحيح أَنْ اللَّهِ
خلق الإِنْسَانٌ صالحا لا يَعْرِفَ الشَّرِّ لكنه خلقه أَيْضاً كامل الحرية أَيْ مِنْ
حقه أَنْ يَخْتَارُ مَا يراه ووفق اختياره هَذَا يتحدد أَيْنَ سيعيش فِي الآخرة: أفِي
الجنة مع اللَّهِ أَوْ فِي نار جهنم.
س 5: لكن أبينا آدَمَ هُوَ الَّذِي
أخطأ فلِمَاذَا نحمل نحن ذنبه؟ مَاذَا فعلنا لنعيش فِي العذاب والمرض والألم؟
ورث أولاد آدَمَ الْخَطِيَّةَ مِنْ أبيهم
ونقرأ فِي الإِنْجِيلِ «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٌ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةَ
إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةَ الْمَوْتِ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتِ إِلَى
جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ»([1]).
س 6: لِمَاذَا سمح اللَّهِ أَنْ
يرث أولاد آدَمَ الْخَطِيَّةَ ويسقطوا فيها جيلاً بعد جيل؟ لِمَاذَا لم يحررهم
مِنْ عبوديتها؟!
لــو كَانَ أَيْ إِنْسَانٌ فِي مــكــان
آدَمَ فِي الجـــنــة لــوقــع فِي الْخَــطِــيّــَةَ نـفسها
ولعصى الرَّبَّ لذَلِكَ اقرأ هَذِهِ الآيَةَ: «وَهَكَذَا
اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ».
وتوضح الآيَةَ بصراحة أَنْ كل النَّاسُ عملوا المعاصي والذنوب وَهَكَذَا نجد أَنْ اللَّهِ
عادل كل العدل.
س 7: لكن مَا الَّذِي جعل أمنا حَوَّاءَ
تعمل تلك الْخَطِيَّةَ وهِيَ لا تعرف سوى الْخَيْرِ؟ مَا الَّذِي أراها الشَّرِّ؟؟
الشَّرِّ موجود قبل أَنْ يُخلق أبينا آدَمَ
والشَّرِّ وجد فِي الْعَالَمِ عَنْ طريق إِبْلَيْسَ. بدأ الشَّرِّ حين عصى إِبْلَيْسَ
رَّبَّنا وفكر أَنْ يصبح أعلى مِنْ اللَّهِ الَّذِي خلقه ومنذ ذَلِكَ الوقت أصبحت
غاية إِبْلَيْسَ أَنْ يكون هُوَ الإله المعبود. وهَذَا مَا نراه بكل وضوح عندما جرَّبَّ
إِبْلَيْسَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وطلب منه أَنْ يسجد له واعدا إياه أَنْ
يعطيه ممالك الْعَالَمِ لو سجد له. وفِي الْحَقَّيقة هَذَا هُوَ نفس الوهم الَّذِي
يلجأ إليه إِبْلَيْسَ مع كثير مِنْ النَّاسُ إذ يعدهم بغنى وملذَاتِ لكنها كلها
فارغة فِي داخلها ولَيْسَ فِيها مِنْ سعادة لأَنَّ السعادة الْحَقِيقِيُّة هِيَ فِي
الحَيَاةُ الأبدية مع اللَّهِ. فبالرغم مِنْ وجود الضيقات هنا عَلَى الأرض فنحن
لنا رجاء بمجد أبدي فِي حَيَاةُ للأبد فِي محضر اللَّهِ. لكل إِنْسَانٌ كامل
الحرية فِي أَنْ يَخْتَارُ طريق الْخَطِيَّةَ والشَّيْطَانُ أَوْ طريق الصلاح واللَّهِ.
س 8: هَلْ تعني أَنْ لنا حرية الاختيار ولَيْسَ مِنْ عذر لنا بعد ذَلِكَ؟؟
يعلمنا الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي
الإِنْجِيلِ «لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةَ
وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ»([2]). فمجيء الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
أعطانا الحل الَّذِي به نحمي أنفسنا مِنْ عبودية الْخَطِيَّةَ وبذلك لَيْسَ لأي إِنْسَانٌ
عذر بل له مطلق الحرية أَنْ يَخْتَارُ الطريق الَّذِي يريده، النار أَوْ الجنة.
س 9: هَلْ تعني أَنْه عَلَى الإِنْسَانٌ
أَنْ يعيش حسب الوصايا التي أعطاها اللَّهِ فِي الشَّرِّيعَةِ لموسى، أَنْ يحيا حَيَاةُ
استقامة ولا يعمل السيئات؟؟
كانت الشَّرِّيعَةِ التي أعطاها اللَّهِ
لموسى مجرد بيان لأنواع الْخَطِيَّةَ لكن حقيقة الْخَطِيَّةَ أكبر مِنْ ذَلِكَ.
فلوعدنا إِلَى مَا عملته أمنا حَوَّاءَ نجد أَنْ الإِنْجِيلِ يقَوْلُ: «فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ
الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ
شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا
أَيْضاً». ومن هَذِهِ الآيَةَ نجد أَنْ
للخَطِيَّةَ مراحل، ففِي الأَوَّلُ نرى الإغراء كما عملت أمنا حَوَّاءَ ثم فكرت فِي
أَنْ تأكل منها وأخيرا عملت الْخَطِيَّةَ. هَذَا تماما مَا يحصل مع كل منا: يرى
الإغراء، يفكر فِيه ويقرر أَنْ يعمل الْخَطِيَّةَ. لكن طَاعَةَ الوصايا لَيْسَت
الوسيلة للخلاص مِنْ عبودية الْخَطِيَّةَ فلا يستطيع الإِنْسَانٌ أَنْ ينجي نفسه
بأعماله.
س 10: هَلْ
يجب عَلَى الإِنْسَانٌ أَنْ يعمل الكثير مِنْ الحسنات وأَنْ تفوق حسناته سيئاته
لكي يدخل الجنة لأَنَّ الرَّبَّ يحاسبنا عَلَى أعمالنا الصالحة وأعمالنا السيئة؟؟
لَيْسَ الأمر حساباً بينك وبين الرَّبَّ
لأَنَّه وفق ذاك الحساب لن يدخل إِنْسَانٌ واحد الجنة مهما كَانَ فالإِنْجِيلِ يقَوْلُ:
«الْجَمِيعُ
زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مِنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ»([3]). لا يستطيع ولا واحد أَنْ ينفذ الوصايا
بحذافيرها بل أَنْ كل النَّاسُ ساروا وراء شهوات أنفسهم وعملوا كل شَّرِّ، وحتى لو
كَانَ هناك مِنْ يحسبوا أَنْ عندهم بعض الأعمال الصالحة فهِيَ فِي نظر رَّبَّنا شَّرِّ
لأَنَّ الصالح الْوَحِيدِ هُوَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي يقَوْلُ عنه الإِنْجِيلِ:
«بَلْ
مُجَرَّبَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةَ»([4]).
س 11: هَلْ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
هُوَ الْوَحِيدِ الطاهر الزكي الَّذِي لم يُذَنْبَ أبدا؟؟
أجل فالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كَانَ مثلاً حياً لكل أولاد آدَمَ
وقد حررهم مِنْ عبودية الْخَطِيَّةَ وأعطاهم الحل وهَذَا مَا نقرأه فِي الإِنْجِيلِ
«إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ
الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ
حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةُ فِي الْمَسِيحِ
يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةَ وَالْمَوْتِ. لأَنَّهُ مَا كَانَ
النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهِ إِذْ
أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةَ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةَ دَانَ الْخَطِيَّةَ
فِي الْجَسَدِ. لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ
حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ
فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا
لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتِ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ
الرُّوحِ هُوَ حَيَاةُ وَسَلاَمٌ»([5]). الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ الْحَقَّ
ونجده يقَوْلُ عَنْ شخصه: «وَتَعْرِفُونَ
الْحَقَّ، وَالْحَقَّ يُحَرِّرُكُمْ». أَيْ أَنْ كل واحد
يَعْرِفَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ويصبح له علاقة شخصية به يتحرر مِنْ عبودية الْخَطِيَّةَ.
فهناك الكثيرون الَّذِين يظنون أنفسهم صالحين ومستحقين الجنة لأَنَّهم ينفذون الشَّرِّيعَةِ
لكن الْحَقَّيقة هِيَ أَنْ الصلاح الْحَقِيقِيُّ هُوَ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
فمجرد أَنْ تتعرف عليه وتؤمن به يسكن روح اللَّهِ داخلك ويبني فيك الصلاح الْحَقِيقِيُّ
لَيْسَ مِنْ الظاهر بل مِنْ الداخل فتجد نفسك تحب أَنْ تعمل الصلاح مِنْ دون أوامر
الشَّرِّيعَةِ. فمن داخلك ينبع اشتياق لعمل الْخَيْرِ لأَنَّ روح إله السماء ساكن
فيك وَهَكَذَا تستطيع أَنْ تعمل أعمال الشَّرِّيعَةِ التي يعجز كل النَّاسُ عَنْ
القيام به لكنهم فِي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يعملونها عَنْ حب. أَنْ كنت تريد أَنْ يدخل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حياتك
ويحررك مِنْ عبودية الْخَطِيَّةَ ويغفر خطاياك ويعطيك نصيبا فِي الجنة يمكنك الأَنْ
أَنْ تصلي:
«سيدي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أشكرك عَلَى أَنْك تركت أمجاد
السماء وجئت لأرضنا لكي تعطي حرية لكل واحد، وتعلمنا كَيْفَ نعيش عَلَى هَذِهِ
الأرض المليئة بالشَّرِّ؟ ونتمثل بك لأَنْ لا خَطِيَّةَ فِيك. يا رَّبَّ أعطني
القوة أَنْ أرفض الْخَطِيَّةَ، التي بسببها انفصلت عنك، ولم يعد لي علاقة مقدسة
معك. يا رَّبَّ ارحم ضعفي، واقبل توبتي باسم الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. آمين».
س 12 لِمَاذَا سمح اللَّهِ
بدخول الْخَطِيَّةَ؟
لقد
عيّن اللَّهِ الإِنْسَانٌ نائباً له، وذا طبيعة أخلاقية حرة، له القدرة عَلَى الاختيار
والتمييز بين الْخَيْرِ والشَّرِّ. وكانت رغبة اللَّهِ أَنْ تتعبد له خلائقه حباً وطوعاً،
باختيار الْخَيْرِ ورفض الشَّرِّ «وَأَخَذَ الرَّبَّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا
وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبَّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ
جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً. وَأَمَّا شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتِاً تَمَوْتِ»([6]).
لكَانَ تمتّع بحَيَاةُ
أبدية طويلة فِي جَنَّةِ عَدْنٍ «وَأَمَّا
شَّجَرَةَ مَعْرِفَةَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ
يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتِاً تَمَوْتِ»([7]).
1.
أصبح ميتاً
روحياً فِي نظر اللَّهِ.
2.
أصبح خاضعاً
للعذاب الجسماني، والمرض، والْمَوْتِ.
فقد
براءته، وأصبح أثيماً مجرماً، هالكاً ساقطاً، عدواً وغريباً «فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا
أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا
مَآزِرَ»([8])، «وَأَنْتُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا
قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ،
الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضاً
جَمِيعاً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ
مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ
كَالْبَاقِينَ أَيْضاً»([9]).
3.
وإن مات فِي
خطيته، فمصيره الهلاك الأبدي.
انتقلت طبيعته
الخاطئة إِلَى جميع ذريته. «بِإِنْسَانٌ وَاحِدٍ دَخَلَتِ اٰلْخَطِيَّةَ إِلَـى
اٰلْعَــالَمِ، وَبــِاٰلْخَــطِيَّةَ اٰلْمَـــوْتِ، وَهٰكَذَا اٰجْتَازَ اٰلْمَوْتِ
إِلَى جَمِيعِ اٰلنَّاسِ، إِذْ
نعم، فآدَمَ ينجب
نسلاً بنفس طبيعته الساقطة. نحن نحتاج أَنْ نعلّم أولادنا الصواب، لكنهم يفعلون
الخطأ بطبيعتهم بدون تعليم «هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ
وَبِالْخَطِيَّةَ حَبِلَتْ بِي أُمِّي»([11]).
اُعتبر آدَمَ
ممثلاً للجنس البشَّرِّي. وبما أَنَّنَا جميعاً خُلقنا أحراراً، كنوّاب مِنْ ناحية
خُلقية، فقد سرنا عَلَى نفس نهج آدَمَ نحو الْخَطِيَّةَ.
هَذَا يتوقف عَلَى
مَا إِذَا كنت تنظر مِنْ وجهة نظر اللَّهِ أم الإِنْسَانٌ. اللَّهِ لا يجد صلاحاً فِي
الإِنْسَانٌ يؤهّله ليجد مكاناً فِي السماء، فبالنسبة إِلَى البر والكفاءة لدخول
السماء يقَوْلُ اللَّهِ: لا أحد. الإِنْسَانٌ ساقط فاسد كلياً «مِنْ
أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ
وَضَرَّبَّةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ
س 19: ألَيْسَ القَوْلُ
إن الإِنْسَانٌ كله شَّرِّ، لا يتفق مع الصواب، فالواقع
يدل
عَلَى أَنْ به الكثير مِنْ الصفات النبيلة؟
الإِنْسَانٌ مخلوق أصلاً عَلَى صُورَةِ اللهِ كشبهه([13])
بمعنى أَنْ اللَّهِ خلق الإِنْسَانٌ بمؤهلات روحية، تجعله قادراً عَلَى التوافق
معه فِي صفاته الأخلاقية السامية. وقد عرف هَذِهِ الْحَقَّيقة كثير مِنْ المفكرين،
فقال دكتور ألكسندر فندلي: خلق اللَّهِ الإِنْسَانٌ عَلَى صورته ليبادله حباً بحب،
لأَنَّ اللَّهِ محبة. وإِذَا كَانَ الأمر كذَلِكَ، فَإِنَّ إِنْسَانٌية الإِنْسَانٌ
تقوم أولاً وأخيراً عَلَى توافقه مع اللَّهِ. فإِذَا انحرف عنه حرم نفسه مِنْ الإِنْسَانٌية
بكل مميزاتها. فمن البديهي أَنْ يظل فيه حتى بعد سقوطه فِي الْخَطِيَّةَ شيء مِنْ الصفات
النبيلة، مثل المروءة والشهامة والعطف عَلَى المساكين والمحتاجين. لكن طالما أنه
منحرف عَنْ كمال اللَّهِ وقداسته، فَإِنَّهَ كثيراً مَا يمارس هَذِهِ الصفات، إما لأَنَّه
يحسّ مرة بقسوة الظروف عليه، فيريد أَنْ يزيح شبحها مِنْ أمامه، أَوْ لأَنَّه يخشى
أَنْ لا يعطف عليه أحد إِذَا وقع هُوَ فِي أزمة أَوْ ضائقة، أَوْ ليُشبع رغبة
كامنة فِي نفسه تدعوه لأَنَّ يبدو عظيماً أَوْ صالحاً عَلَى نحو ما، أَوْ ليكفّر (حسب
زعمه) عَنْ شَّرِّ ارتكبه حتى يكون له القبول لدى اللَّهِ. وهَذَا يجعل أعماله
المذكورة مشوبة بنقائص عدّة. ومع ذَلِكَ فالإِنْسَانٌ الخاطئ وإِنْ كَانَ يتصرّف
بشيء مِنْ الصفات النبيلة، لكنه مع ذَلِكَ كثيراً مَا يرتكب الرذائل والموبقات
الشنيعة، فلا يكون باراً أَوْ مستقيماً أمام اللَّهِ.
يعني
أَنْ الْخَطِيَّةَ شوّهت كل جزء فِي كيان الإِنْسَانٌ، وأَنْه وإن كَانَ لم يقترف
كل أنواع الخطايا، فهُوَ قابل لذَلِكَ «الْقَلْبِ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!»([14])، «كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ
لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللَّهِ.
الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ
وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ
الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً.
أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ
وَسَحْقٌ. وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ اللَّهِ قُدَّامَ
عُيُونِهِمْ...فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي
شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ
الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ»([15]).
أضف إِلَى ذَلِكَ، أَنْ فساد الإِنْسَانٌ يعني أَنْه لا يستطيع ارضاء اللَّهِ مِنْ
جهة الخلاص «فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ
يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللَّهِ»([16]).
س 21: لكن هَلْ سيذَنْبَ اللَّهِ إِنْسَانٌاً لم يقترف الخطايا
الكبرى مثل القتل، والسكر، والفحشاء
وأشباه ذَلِكَ؟
اللَّهِ
لا ينظر إِلَى مَا فعل الشخص فقط بل إِلَى مَا هُوَ الإِنْسَانٌ بحسب طبيعته. فالإِنْسَانٌ فِي حقيقته
هُوَ أسوأ بكثير مِنْ كل مَا فعل عَلَى الاطلاق. إن حَيَاةُ بأَفْكَارِ نجسة، وكراهية
نحو أَيْ شخص آخر، ومجرد نظرة شَّرِّيرة - هَذِهِ أَيْضاً خطايا بشعة فِي نظر اللَّهِ الكلي القداسة
والكمال «قَدْ
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقَوْلُ
لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى
بِهَا فِي قَلْبِهِ»([17])، «لأَنَّهُ
مِنَ الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تَخْرُجُ الأَفْكَارِ الشَّرِّيرَةُ: زِنىً
فِسْقٌ قَتْلٌ. سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شَّرِّيرَةٌ
تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ الشَّرِّورِ تَخْرُجُ مِنَ
الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانٌ»([18])، «لأَنَّ
اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ
اللَّهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ
يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللَّهِ»([19]). وهِيَ
التي تفصل
الإِنْسَانٌ عَنْ اللَّهِ «هَا إِنَّ يَدَ الرَّبَّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ وَلَمْ
تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ
فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ
عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ»([20]).
لا
شك فِي ذَلِكَ غير أَنْه لا يحق لنا مقارنة ذواتنا مع الآخرين. فالَّذِين يفعلون ذَلِكَ
لَيْسَوا حكماء. نحن لن نُدان بالمقارنة مع الآخرين، وانما فِي نور قداسة وكمال اللَّهِ
«ذَلِكَ
أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانٌ كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ
غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ
تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللَّهِ هِيَ
حَسَبُ الْحَقَّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. أَفَتَظُنُّ هَذَا
أَيُّهَا الإِنْسَانٌ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ
وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللَّهِ؟»([21])، «لأَنَّنَا
لاَ نَجْتَرِئُ أَنْ نَعُدَّ أَنْفُسَنَا بَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الَّذِينَ
يَمْدَحُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ أَنْ نُقَـابِلَ أَنْفُـسَنَا بِهِمْ. بَلْ هُمْ
إِذْ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُقَابِلُونَ أَنْفُسَهُمْ
بِأَنْفُسِهِمْ، لاَ يَفْهَمُونَ»([22]).
كلا، مع أَنْ
جميع الَّذِين يمَوْتِون فِي خطاياهم سيقضون الأبدية فِي جهنم، إلا أَنْ هناك درجات
فِي العقاب، تتوقف عَلَى الفرص التي قُدمت للإِنْسَانٌ لنوال الخلاص، وعَلَى
الخطايا التي اقترفها. حاول أَنْ تجاوب عَلَى الأسئلة التالية، لتعرف هَلْ نفسك
خاطىء أم لا؟ فَإِنَّ كنت مَا زلت بدون الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كمخلص، فأنت
هالك وبحاجة إِلَى الخلاص:
·
هَلْ تحب اللَّهِ
مِنْ كل قَلْبِك، ونفسك، وقوتك وفكرك؟
·
هَلْ تحب جارك،
وقريبك كنفسك؟
·
هَلْ تحتمل أَنْ
يكشف أصدقاؤك مَا يدور فِي فكرك مِنْ أَفْكَارِ وشهوات؟
·
هَلْ تميز
حياتَك القداسةُ فِي الظلمة كما فِي النور، سراً كما جهراً؟
·
هَلْ حياتك
طاهرة فِي السر لوحدك كما تكون فِي حضور الآخرين؟
·
هَلْ حياتك
نقية فِي البيت كما فِي الخارج؟
·
هَلْ قمت
بالصلاح الَّذِي كَانَ بإمكانك؟
·
هَلْ تستطيع أَنْ
تقَوْلُ: «أَنْا لم أذكر اسم الرَّبَّ باطلاً ولا مرة فِي حياتي»؟
· هَلْ
قضّيت حياتك بدون كذبة واحدة حتى هَذَا اليوم؟
· هَلْ
أنت كامل، تماماً كالرَّبَّ يسوع الْمَسِيحِ؟
س 24: هَلْ عَدَمِ
التفرقة بين الصغائر والكبائر، يشجع النَّاسُ عَلَى ارتكاب الكبائر؟
الَّذِين يهمُّهم إرضاء اللَّهِ يمتنعون عَنْ
الصغائر كما يمتنعون عَنْ الكبائر. أما الَّذِين لا يبالون بإرضائه، فلا يتركون
الكبائر، حتى لو سلّم اللَّهِ لهم بوجود صغائر وكبائر، ولذَلِكَ لا مجال لهَذَا
الاعتراض.
س 25: هَلْ مِنْ العدالة
أَنْ يضع اللَّهِ أمامنا مقياساً عالياً للقداسة، ثم يعاقبنا لعَدَمِ استطاعتنا
بلوغه؟
السَبِيلِ الْوَحِيدَ للتمتع باللَّهِ
هُوَ التوافق معه فِي صفاته. وهُوَ قدوس كل القداسة. فإِذَا أردنا التمتع به يجب أَنْ
نكون قديسين فِي كل سيرة([23]).
فلم يضع اللَّهِ أمامنا مقياساً للقداسة أسمى مما يجب علينا الارتقاء إليه، بل وضع
أمامنا المستوى القانوني الَّذِي يجب أَنْ نحيا فيه فِي كل حين. فعندما نشعر
بعجزنا عَنْ بلوغ هَذَا المستوى، يتنازل اللَّهِ بنعمته ليرفعنا إليه، إِذَا وجد
فينا الرغبة الخالصة لذَلِكَ.
س 26: هَلْ الْمَسِيحِية
تحط مِنْ قدر الإِنْسَانٌ بقَوْلُها إنه خاطئ بجملته، تجعله فريسةً للشَّرِّ
والإِثم؟
الْمَسِيحِية لا تجعل الإِنْسَانٌ فريسة للشَّرِّ
والإِثم لأَنَّها تعلن أَنْه يعمل الْخَطِيَّةَ بمحض إرادته. فضلاً عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّهَا
لا تحط مِنْ قدره، بل تعلن له حقيقة أمره فِي ضوء مطالب اللَّهِ، حتى لا يعتقد أَنْ
اللَّهِ قريب منه، وهُوَ فِي الواقع بعيد عنه. كما تعلن الْمَسِيحِية أَنْ الإِنْسَانٌ
مخلوق فِي أول الأمر عَلَى صُورَةِ اللهِ كشبهه، فهناك أصلٌ للصلاح فِي نفسه يجعله
قادراً عَلَى التمييز بين الْحَقَّ والباطل، وبين الْخَيْرِ والشَّرِّ. فإِذَا سعى
بإخلاص نحو الْحَقَّ والْخَيْرِ، رفعه اللَّهِ فوق مَا به مِنْ نقائص.
س 27: ألَيْسَ للبيئة تأثير عظيم عَلَى الإِنْسَانٌ؟
طبعاً لها تأثير عظيم عليه، فَإِنَّ كانت البيئة شَّرِّيرة
ساعدت عَلَى نمو الْخَطِيَّةَ واستفحال أمرها فِي الإِنْسَانٌ. وإن كانت صالحة
حدَّت مِنْ نشاط الْخَطِيَّةَ لديه. لكن لا تقدر البيئة الصالحة أَنْ تستأصل الميل
إِلَى الْخَطِيَّةَ مِنْ الإِنْسَانٌ، أَوْ تمنع تسرَّبَّ هَذَا الميل إليه، بدليل
أَنْ الْخَطِيَّةَ توجد فِي أرقى البيئات، كما توجد فِي أدناها سواء بسواء.
س 28: ألَيْسَ كل أبناء الأشَّرِّار يرتكبون شَّرِّوراً
مثل آبائهم، فكَيْفَ يُقال إن كل البشَّرِّ يولدون خطاة بالطبيعة لأَنَّ آدَمَ، الَّذِي
وُلد منه أجدادهم منذ آلاف السنين، قَدْ أخطأ مرة؟
وإن كَانَ بعض أبناء الأشَّرِّار لا يرتكبون شَّرِّوراً
مثل آبائهم، لكن لَيْسَ هناك واحد منهم لم يخطئ عَلَى الإطلاق، لذَلِكَ يكونون
جميعاً خطاة. ويرجع السبب فِي وجود الْخَطِيَّةَ فِي البشَّرِّ عامة إِلَى تناسلهم
مِنْ آدَمَ الَّذِي هُوَ أبوهم جميعاً كما ذكرنا. ولا غرابة فِي ذَلِكَ فَإِنَّ
خطيته لم تكن إصابة فِي جَسَدِهِ حتى كانت لا تنتقل إِلَى أبنائه، بل كانت إصابة فِي
نفسه. كما أَنْ هَذِهِ الإصابة لم تكن إصابة هيّنة، فقد غيّرت اتجاه نفسه تغييراً
تاماً، فبعد أَنْ كانت نفسه فِي براءتها لا تحب إلا خالقها ولا تعمل إلا مَا يريده،
أصبحت تتوارى مِنْ حضرته وتعمل مَا نهاها عنه. ومثل هَذِهِ الإصابة تنتقل طبعاً
مِنْ الأب إِلَى أبنائه، كما تنتقل العلل النفسية الخطيرة تماماً.
س 29: كَيْفَ يكون كل البشَّرِّ خطاة، ونحن نرى بينهم
كثيرين مِنْ الصالحين؟
الصلاح بمعنى عَدَمِ ارتكاب خَطِيَّةَ بالقَوْلُ
أَوْ الفكر، مع القيام بكل أعمال الْخَيْرِ لكل الأصدقاء والأعداء عَلَى السواء،
دون انتظار لأي جزاء أَوْ ثواب، لَيْسَ له وجود فِي البشَّرِّ. لَيْسَ أحد صالحاً
إلا واحد وهُوَ اللَّهِ([24]). أما
أفضل البشَّرِّ فهم أشخاص يقومون بخير أكثر مِنْ غيرهم ويخطئون أقل مِنْ غيرهم.
فالفرق بين البشَّرِّ مِنْ جهة الْخَطِيَّةَ هُوَ فرق نسبي فحسب، لأَنَّهم جميعاً
خطاة بطبيعتهم وخطاة أَيْضاً بأعمالهم، سواء كثُرت هَذِهِ الأعمال أم قلَّت. وأوضح
دليل عَلَى ذَلِكَ أَنْ نوحاً([25])
وإبراهيم([26]) وأيوب([27])
وموسى ([28])
وداود([29]) وسِفْرُ
إِشَعْيَاءَ([30])
وزكريا([31])
وبطرس([32])،
وبولس([33])،
وغيرهم مِنْ الرسل والأنبياء أخطأوا مثل غيرهم مِنْ النَّاسُ. أما العصمة المسندة إِلَى
الرسل والأنبياء فِي الْمَسِيحِية، فهِيَ فقط فِي تبليغهم للرسائل التي كَانَ اللَّهِ
يُوحي بها إليهم، لأَنَّهم كانوا عند تبليغها يقعون تحت سلطانه المطلق، فلم يضيفوا
إليها كَلِمَةٍ أَوْ يحذفوا منها أخرى. ولذَلِكَ قيل بالإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ: إِلَى أَنْ تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أَوْ نقطة واحدة
(من شَّرِّيعته)([34]). أما
قَوْلُ الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عَنْ نوح إنه كَانَ رجلاً باراً
وكاملاً فِي أجياله([35])، وعَنْ
أيوب إنه كَانَ رجلاً كاملاً ومستقيماً يتقي اللَّهِ ويحيد عَنْ الشَّرِّ([36])، وعَنْ
زكريا وامرأته إنهما كانا بارين([37])، فلا
يُراد به أنهم لم يفعلوا خَطِيَّةَ طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللَّهِ
ويحاولون جهد الطاقة أَنْ ينفذوا وصاياه، كما كانوا يسرعون إِلَى تقديم الذبائح
الكفارية له عَنْ كل خَطِيَّةَ يفعلونها.
س 30: إِذَا كَانَ كل النَّاسُ خطاة، أفلَيْسَ أقلهم
خطأ يمكن أَنْ يكون مقبولاً لدى اللَّهِ؟
لنفرض أَنْ طبيعة عمل مَا تتطلب مِنْ الراغبين فِي
الالتحاق به أَنْ يكون مقياس نظرهم كاملاً، لكن بفحصهم وُجد أَنْ نظر فريق منهم
هُوَ الثلثان، ونظر فريق آخر هُوَ النصف، فهَلْ يجوز للفريق الأَوَّلُ أَنْ يطالب
بأحقيته فِي الالتحاق بهَذَا العمل دون الثاني؟ طبعاً كلا. لِمَاذَا؟ لأَنَّ مقياس
النظر الَّذِي يتطلبه العمل المذكور هُوَ الكمال. وَهَكَذَا الحال مِنْ جهة
الكليات الجامعية، فإِذَا اشترطت أشهرها فِي طالب اللحاق بها أَنْ يكون حاصلاً عَلَى
90% أَوْ أكثر مِنْ مجموع الدرجات، فَإِنَّ مَنْ كَانَ مجموعه 89% يتساوى مع من كَانَ
مجموعه أقل مِنْ هَذِهِ النسبة بقليل أَوْ كثير، لأَنَّ كليهما لا يُقبَل فِي هَذِهِ
الكلية. وعَلَى هَذَا النسق نقَوْلُ: بما أَنْ اقترابنا إِلَى اللَّهِ لا يتوقف عَلَى
مستوانا الرُّوحِيُّ فِي نظرنا أَوْ نظر النَّاسُ، بل عَلَى هَذَا المستوى فِي نظر
اللَّهِ. وبما أَنْ اللَّهِ كامل، ولا يتوافق مع الْكَامِلَ إلا الكمال، إذاً لَيْسَ
بيننا بكل أسف شخص، مهما قلَّت خطاياه، يستطيع أَنْ يحظى فِي ذَاتِه بالقبول لدى اللَّهِ.
هَذِهِ هِيَ الْحَقَّيقة التي يجب أَنْ نضعها أمامنا مِنْ الآن، حتى يتضح لنا السَبِيلِ
الإلهي.
س 31: هَلْ قَوْلُ الْمَسِيحِية إن الطبيعة الخاطئة
انتقلت إِلَى البشَّرِّ بالوراثة، يجعلهم غير مسئولين عَنْ الخطايا التي تصدر
منهم؟
يقَوْلُ الإِنْجِيلِ إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إِلَى
البشَّرِّ بالوراثة. وهِيَ تعلن أنهم يخطئون، لَيْسَ رغماً عنهم (مدفوعين فِي ذَلِكَ
بغرائزهم وحدها كما هُوَ الحال مع الحيوان) بل إنهم يخطئون بإرادتهم نتيجة
موافقتهم عَلَى تلبية رغبات هَذِهِ الغرائز. فهم مسئولون عَنْ كل خَطِيَّةَ
يرتكبونها، لأَنَّ المسئولية لا تُرفع إلا عَنْ الأطفال والمجانين. ولذَلِكَ قال الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إن كل واحد منا سيعطي عَنْ نفسه حساباً للّه([38])، كما
قال إن اللَّهِ سيحضر كل عمل مِنْ أعمال النَّاسُ إِلَى الدينونة، سواء كَانَ خفِياً
أم ظاهراً([39]). فلَيْسَ
هناك مجال أمام إِنْسَانٌ للاعتذار عَنْ خطاياه بدعوى ضعف الإِرادة، لأَنَّه لو
أتى ضعيف الإِرادة بإخلاص إِلَى اللَّهِ، لأعطاه اللَّهِ طبيعة روحية جديدة تسمو
به فوق أهواء الجسد سمواً عظيماً.
س 32: هَلْ مِنْ العدالة أَنْ يُضار البشَّرِّ كلهم بسبب
خَطِيَّةَ ارتكبها آدَمَ وحده؟
الْحَقَّائق الراهنة أثبت مِنْ منطقنا نحن البشَّرِّ،
لأَنَّ إدراكنا لَيْسَ كاملاً فِي كل الأمور. ومن هَذِهِ الْحَقَّائق مثلاً، أَنْ
بعض الأبناء البررة يرثون مِنْ آبائهم العلل والعاهات التي تقشعر منها النفس. وإِذَا
حاولنا أَنْ نحكِّم عقَوْلُنا فِي أسباب انتقالها إليهم نقف مكتوفي الأيدي. وهَذَا
مَا يواجهنا تماماً فِي حالة آدَمَ وانحدار الطبيعة الخاطئة منه إلينا جميعاً، فآدَمَ
بحكم مركزه هُوَ أبونا والنائب عنا جميعاً، وهَذِهِ حقيقة لا يستطيع المنطق أَنْ
ينكرها، سواء كانت معقَوْلُة عند بعض النَّاسُ أم غير معقَوْلُة. وهُوَ بطبيعة
مركزه هَذَا لا يمكن إلا أَنْ تعود نتائج خطيته علينا دون أَنْ يكون لنا يد فِي
ارتكابها، مثله فِي ذَلِكَ مثل الآباء الَّذِين تعود نتائج فجورهم وشَّرِّورهم عَلَى
أبنائهم البررة. فلا سَبِيلِ للاعتراض عَلَى اشتراكنا فِي نتائج خَطِيَّةَ آدَمَ.
ومع ذَلِكَ لا داعي لليأس أَوْ الاعتراض، فقد تداخلت نعمة اللَّهِ الغنية فِي
أمرنا، ففتحت لنا جميعاً باب الخلاص مِنْ الْخَطِيَّةَ ونتائجها مجاناً.
س 33: لِمَاذَا لم يخلق اللَّهِ إِنْسَانٌاً كاملاً
مِنْ أول الأمر، فكَانَ يجنّب ذريته نتائج الْخَطِيَّةَ المريعة؟
خلق اللَّهِ آدَمَ فِي أحسن تقويم وفِي غاية
البراءة، دون أَنْ يكون فيه ميل إِلَى العِصْيَانٍ. ولو كَانَ اللَّهِ قَدْ خلق
أَيْ إِنْسَانٌ آخر عوضاً عَنْ آدَمَ لكَانَ قَدْ ارتكب مَا ارتكبه آدَمَ، ولأصبح
نسله خطاة مثله أَيْضاً. ولكن اللَّهِ أعلن لنا فِي كِتَابِه أنه كما انتقلت
الطبيعة الخاطئة إلينا دون ذَنْبَ جنيناه، يأتي إلينا الخلاص منها، ومن عقوبة
الخطايا التي تصدر عنها كذَلِكَ، منحة مجانية منه دون أَيْ عمل مِنْ جانبنا سوى الإِيمَانِ
الْحَقِيقِيُّ.
أنه كَانَ خيراً لنا أَنْ نولد كلنا مِنْ رجل
واحد ونرث منه طبيعته الخاطئة، مِنْ أَنْ يُخلَق كلُ واحد منا بمفرده ويكون
مسئولاً بشخصه عَنْ كل خَطِيَّةَ يفعلها، لأَنَّه فِي الحالة الأَوَّلُى يكون لنا
جميعاً امتياز الحصول عَلَى غفران كامل شامل مِنْ اللَّهِ بفضل نائب آخر أسمى مِنْ
آدَمَ بما لا يُقاس، هُوَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
س 34: مَا هُوَ موقف اللَّهِ مِنْ الْخَطِيَّةَ؟
لأَنَّ اللَّهِ قدوس مطلق
القداسة، لا يمكنه أَنْ يحتمل الْخَطِيَّةَ أَوْ يعذرك بسببها. ولأَنَّ اللَّهِ عادل،
مطلق العدالة، لا بد أَنْ يُعاقب الْخَطِيَّةَ متى حصلت. لقد أعلن اللَّهِ فكره أَنْ «أٌجْرَةَ
اٰلْخَطِيَّةَ هِيَ مَوْتِ»([40]).
يُحب اللَّهِ خلائقه التي صنعها.
فمع أنه لا يحب الْخَطِيَّةَ، هُوَ يُحب
الخاطىء
«اللَّهِ
بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحِ
لأَجْلِنَا»([41]).
يريد اللَّهِ أَنْ الجميع
يخلصون. هُوَ لا يشاء لهم أَنْ يهلكوا «وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ
الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ»([42]).
نتجت عَنْ ذَلِكَ مشكلة مؤدّاها:
كَيْفَ يُخلّص اللَّهِ الإِنْسَانٌ الفاجر، وفِي نفس الوقت يكون عادلاً فِي صنع الخلاص «فَكَيْفَ
يَدِينُ اللَّهِ الْعَالَمِ إِذْ ذَاكَ؟»([43]).
اللَّهِ فِي محبته أراد خلاص
الخطاة «فَلَمَّا
رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذَلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا،
وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا»([44]).
ولكنه لقداسته لم يكن بإمكانه أَنْ يدع أناساً خطاة يدخلون السماء «أَمْ
لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللَّهِ؟ لاَ
تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ
مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ...وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ
وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللَّهِ»([45]). إن
عدالته تطلب مَوْتِ وهلاك
جميع
الخطاة كنتيجة طبيعية لخطاياهم «وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمَوْتِوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ
ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ»([46]).
كانت المشكلة اذن: كَيْفَ يمكن التوفيق بين
محبة اللَّهِ وبين قداسته وعدالته.
كَانَ جـميع الخطاة فِي هلاك
أبدي فِي نار جهنم «اَلأَشَّرِّارُ يَرْجِعُونَ إِلَى
اللَّهِ صالح
ولكنه أَيْضاً بار وقدوس. لا تتفوّق صفة فيه عَلَى صفة أخرى. فمحبته مشَّرِّوطة
باطار مِنْ العدالة والقداسة.
نعم.
لكُنّا جميعًا نلنا استحقاق مَا فعلنا. ولكن محبة اللَّهِ دعته للعمل.
حلّها بايجاد
البديل ليمَوْتِ عَنْ الخاطىء المذنب، أَوْ أَنْ يكون إِنْسَانٌاً. وإلا لَما كَانَ
عَدَلَ فِي عملية الحل. ثم وجب أَنْ يكون بلا خَطِيَّةَ. وإلا لَوجب أَنْ يمَوْتِ عَنْ
خطاياه هُوَ فحسب. وثالثاً كَانَ لا بد أَنْ يكون إلهًا نفسه لَيْسَتطيع أَنْ
يكفّر عَنْ خطايا لا حدّ
لها لأناس كثيرين.
وأخيراً كَانَ يجب أَنْ يكون البديل عَلَى استعداد لأَنَّ يمَوْتِ عَنْ الخطاة، وإلا
لَكَانَ الشَّيْطَانُ اشتكى عَلَى اللَّهِ متّهماً إياه بالظلم، إنْ هُوَ قدّم
قسراً ضحية
بريئة
مِنْ أجل العصاة المذنبين.
اللَّهِ
وجد البديل الَّذِي توفرت فيه كل الشَّرِّوط، وذَلِكَ فِي شخص ابنه الْوَحِيدِ، الرَّبَّ
يسوع الْمَسِيحِ
«لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا
وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ
وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا.
تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»([48]).
س44: يقول الإِنْجِيلِ فى الرِسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ: «الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ
قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ
يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ»([49])، فإن كان الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد صُلب ومات على الصليب
بالفعل، فكيف يقول الإِنْجِيلِ أن الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كان يتضرع الى الله
الآب أن يخلصه من هذا الموت وبالفعل الله الآب سمع له – من أجل تقواه – وخلصه من
هذا الْمَوْتِ؟ أليس هذا إقرار بعدم صلب الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وصحة
المُعتقد الإسلامى فى هذه المسألة وبُطلان الإعتقاد المسيحى؟
يقول
الأب القمص متى المسكين([50]): تأتى هذه الآية كصدمة عنيفة بلبلت فكر كثير من المفسرين،
وبالأكثر بسبب ورودها بعد النداء النبوى من السماء «أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ
وَلَدْتُكَ»([51])، وبعد القسم المُغلّظ من فم الله «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ»([52]). ولكن هذا ما قصده كاتب الرسالة وأعتنى أن يُبرزه بهذه
المفارقة الصارخة المُبكية!! لأن المجد الذى إرتفع إليه الإبن والكهنوت الأبدى
الذى استوى على عرشه السماوى لم يأتِ كمنحة أَوْ كما من فراغ، بل قصد الإِنْجِيلِ
قصداً أن يُبرز ويُمعِن فى الإبراز، أنه عن ألم وآلام وعن إهانة ومهانة وفضيحة
وعار، وإن لم تأبه بها قلوب رؤساء الكهنة وأتباعهم الذين وقفوا يعاينون مأساة
ومحنة إبن الله بقلوب الوحوش الكواسر، وهم يمزقون جَسَدِهِ ويدوسون كرامته كإِنْسَانٌ
حتى العُرى والعار ودق الجسد بالمسمار. فهَلْ تستكثر يا قارئى العزيز أن يصرخ
ويزيد وبصراخ شديد ويبكى بدموع وأنين مسموع وتأوهات تكسر القلب، ناظراً إلى فوق،
أن ينقذه من وعد بإنقاذه من أيدى الظالمين.
وهنا
تزوغ نفسه فى سكرات الْمَوْتِ، وتداهمه سكتة القلب، ليتوقف القلب القدوس عن
نبضات الحياة ليتم الفداء!! بل كيف نطيق أَوْ نفهم أن مثل ضربات السياط التسع
والثلاثين الموجعة التى مزقت ظهره تنهال عليه وهُوَ صامت أَوْ مبتسم؟ هَلْ يمكن؟ هَلْ
يُعقل؟ هَلْ يُصدق؟ إن لم يكن الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بجسد خيالى – كما يقول
الهراطقة – ويبالغون فى الهرطقة فيقولون إنه حتى على الصليب كان يضحك!! إن كان الرَّبَّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِنْسَانٌاً كامل الاحاسيس والشعور، وقد كان، فكل ضربة كان
يقابلها حتماً أنين، وإن تكررت يقابلها بالضرورة تأوه، وإن زادت فلها بكل يقين
شديد الصراخ، وإن بلغت العنف – وقد بلغت حتى الْمَوْتِ – تسيل الدموع بلا
ضابط. وأى إِنْسَانٌ – وهُوَ كان أنبل إِنْسَانٌ – يأتيه الْمَوْتِ كغادر
ولا يطلب منه الخلاص؟ ثم أى تقى – وهُوَ كان أتقى الأتقياء – يتضرع ولا يُسمع له
من أجل تقواه؟
إن هذه
الآية البليغة هى أبلغ آية فى توقيع أوصاف البشرية على الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
كتوقيع سيمفونية إلهية رائعة الأنغام والوقفات لكى يُسمع فى نهايتها هتاف المجد!!
إن هذه الصرخات هى أصلاً وفى الحقيقة صرخاتنا([53])، التى صرخها من أجلنا، والدموع هى دموعنا وقد كان يبكى من
أجلنا، والتوسلات هى توسلاتنا توسلها بإسمنا. لأنه إبن الله، فقد صمم أن يحمل كل
أوجاعنا، فتحملها فى جَسَدِهِ الذى هُوَ اصلاً جسدنا الذى لبسه عليه ليظهر به كإِنْسَانٌ
خاطىء أمام الله أبيه لينال تعطفاته عن جنسنا، هذا البشرى الذى بلغ الذل بين الأجناس!!
فنال، وسُمع له فسُمع لنا([54]) وصرنا به أتقياء!! وفيه أبناء.
ولكن
عجبى على قوم ومفسرين يستكثرون على الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصراخ وهُوَ مذبوح
على الصليب!! كيف لا يزداد الصراخ على ضرب المسامير فى الجسد الغض ضربة بضربة،
وبصرخة تلو صرخة، وهَلْ قُد جَسَدِهِ من حديد؟ حتى الحديد إذا دُق فيه فله صدى
الدق بما يساوى الدق أَوْ يزيد!! وحين عُلق الجسد بمسمار على خشبة وأنحلت أوصاله
وتقطعت أوتاره ألا يصاحبه الأنين؟ وأى نزيف ينزف والقلب لا يخفق، والدوار لا يلمه
ومعه الأنين المكتوم؟
ألا لأن
الإنجيل صمت وحبس أنفاسه حتى لا يوقعنا فى المشهد ذاته فنفقد الصواب، ويداهمنا
الدوار وربما الصراخ! فصدقنا الرواية كأنه صُلب فى صمت، وتقطعت شرايينه ونزف دماءه
فى سكون، كمن يتفرج على صالبيه من علِ؟ هَلْ نحن دوسيتيون؟!!([55]).
هناك ثلاثة تفسيرات أَوْ معاني لهذه
الآية:
(1) التفسير الأَوَّلُ:
الإشارة
فى هذا النص المقدس تشير إِلَى أَيَّامِ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على الأرض
وموزعة على مواقف عدة، فقد صرخ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بصوت عظيم أمام قبر
لعازر وبكى أَيْضاً، وبكى على أورشليم وحزن من أجلها، وأكثر تركيزا فى بستان
جثيمانى صلى طويلاً وحزيناً وسجد وسجد كثيراً وكرّر الصلاة والسجود ولا شك انه
تخلل ذلك كفاح ودموع. وطلب أن «تجوز عنه الكأس»
بمعنى أن يُنقذ من الْمَوْتِ نفسه وذلك بتعبير الرِسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ «طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ
الْمَوْتِ»، إذاً فهذه التعبيرات لا تخرج عما
ورد عن الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فى أَيَّامِ جَسَدِهِ فى الأناجيل.
الله خلَّص الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بأن أقامه من
الأموات، وفي ذلك يقول الإِنْجِيلِ عن الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: الذي صار من
نسل داود من جهة الجسد، وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من
الأموات، الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ([56])، وبهذا يتم
الهتاف: أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟([57]).
(2) التفسير الثاني
«الَّذِي،
فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ» معونة الله لجسد الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ليحتمل
أهوال،
الَّذِي،
ὃς: إسم صلة يربط بين ما قيل عن الرَّبَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فى الآية([58]) أنه «لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ»، وهُوَ الشرط الثانى لصدق وظيفة رئيس الكهنة أَنَّهَا من
الله. وهنا يزيد عليها الشرط الأَوَّلُ إنه إِنْسَانٌ أُخذ من بين أخوته حسب الشرط
الواجب إتباعه فى تعيين رئيس الكهنة.
«فِي
أَيَّامِ جَسَدِهِ»: ترجمة
حرفية من اليونانية، ترجمتها اللغة السيريانية «كان مدثراً بالجسد»، وهُوَ الشرط الأساسى ليُحسب بشراً
سوياً. والقصد طبعاً هُوَ تحديد حياة الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على الأرض حيث
الجسد موطن الضعف، هكذا صار فى وضع مماثل لنا تماماً بحسب طبيعتنا البشرية وهُوَ فى
زمن الإستعداد بتقبل دعوة الكهنوت. وذلك فى مقارنة بعد تكميله شروط الدعوة «فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ»، فى مقابل يوم «وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ
جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ:»([59])، وإكتمال إستعلانه كرئيس كهنة بآن واحد.
وهكذا
سنجد أنه فى أَيَّامِ جَسَدِهِ أكمل كل ما للبشر ما يُحسب أنه ضعف
البشرية، منع أن «جَسَدِهِ» كان غير قابل للفساد، الأمر الذى اكتشفته البشرية بعد قيامته
من الأموات بجَسَدِهِ هُوَ هُوَ وجروحه عليه.
ولنا فى قوله «أَيَّامِ جَسَدِهِ» مدخل لنتحسس من هذا التعبير أن أَيَّامِ
جَسَدِهِ كانت فترة زمنية محدودة وقليلة تُغاير تماماً من حيث الجوهر ما جاء فى
هذه «الأَيَّامِ». أسمع ما يقوله الإِنْجِيلِ عن هذا
الذى صار له بعد هذه الأَيَّامِ التى قضاها تحت ثِقل الجسد: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي
السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ.. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى
انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»([60]).
«قَدَّمَ
بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ»هناك من يقول أن الإِنْجِيلِ هنا يصف
محنة جثيمانى وصلاته المتكررة وسجدوه وعرقه المتصبب كالدم والنفس الحزينة حتى الْمَوْتِ
بحسب الأناجيل، ولكن هذا القول مردود عليه، وإلا كيف سمع الله له «مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» فى طلبه أن تجوز عنه الكأس؟
ولكن
بحسب هذه الرسالة نجد أن قوله «فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ» تمنع تحديد الصراخ والدموع بفترة معينة، فهنا يكون نظر الإِنْجِيلِ
مُتجهاً نحو بشرية الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فى صراعها الطويل مع أعداء الإِنْسَانٌ
الذين صبوا جام غضبهم عليه مجاناً فيما قبل الصليب وعلى الصليب أَيْضاً.
وإذا
رجعنا إِلَى الأناجيل نجد هذه الآية موزعة على مواقف عدة، فنحن نسمع أن الرَّبَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ صرخ بصوت عظيم أمام قبر لعازر وبكى أَيْضاً ودمعت عيناه، وفى جثيمانى
صلى طويلاً وحزيناً وسجد وسجد كثيراً وكرّر الصلاة والسجود ولا شك انه تخلل ذلك
صراخ ودموع. كذلك نسمع انه طلب وطلب أن «تجوز عنه الكأس»
بمعنى أن يُنقذ من الْمَوْتِ نفسه وذلك بتعبير الرِسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ «طِلْبَاتٍ
وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ»، إذاً فهذه التعبيرات لا تخرج عما
ورد عن الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فى أَيَّامِ جَسَدِهِ فى الأناجيل.
ولكن لكى
يقف القارىء الموقف الواعى والصريح ويُقيم هذه المحنة التى جازها الرَّبَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ كإِنْسَانٌ تجرّب بكل تجارب بنى الإِنْسَانٌ ماعدا الخطية وحدها، فعليه
أن يقيس البداية والنهاية ويوازن بين ما قبل الصليب وما بعد الصليب، لأنه بقدر ما
تألم الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ تمجد، وبقدر الهوان الذى عانى إرتفع فوق جميع
السماوات، وبقدر ما وقع تحت سلطان المحاكم والحُكام دُفع إليه كل سلطان مما فى
السماء وعلى الأرض. ولكن ليس هذا كل ما هُوَ على كفتى الميزان، بل بقدر ما تألم
تأهل ليُعين المتألمين، وفى الهوان الذى عانى يذكر كل من وقع فى الهوان، وبقدر
إنحنائه تحت سلطان القُساة والبُغاة يُقيم من سقطوا تحت القسوة وتحت بغى الباغين.
ثم ألا ترى أنه من أجلنا صرخ ومن أجلنا بكى بدموع ومن أجلنا قدم الطلبات والتضرعات
المشفوعة بهذا البكاء وهذا الصراخ الشديد؟ هكذا فى الأَوَّلُ صرخ وبكى بطلبات
وتضرعات كإِنْسَانٌ يجوز التجربة والمحنة، وفى الثانية وقد نال السلطان كرئيس كهنة
يُقدم من جَسَدِهِ الذى ذاق المذلة والهوان وبه صرخ وبكى، نعم يقدمه – وقد أكمل به
كل تجارب بنى الإِنْسَانٌ – ذبيحة عن كل الباكين والصارخين، ويسمع طلبات المتوجعين
وينجيهم من محنة ذاقها هُوَ بمرارتها وينقذهم من موت أدرك طوله وعمقه!
(3) التفسير
الثالث
وفى
بستان جثيمانى جثا مخلصنا على ركبتيه وصار يصلى، وكان عرقه يتصبب مثل قطرات الدم،
مما يدل على عظم الآلام وشدة الحزن وقسوة الآلام النفسية وعنفها.. فى هذا الموقف
قدم الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ صلاة إِلَى الآب لكى يجنبه قسوة الآلام وشدتها.
وكان هذا ممكناً لأن ناسوته متحد بكمال اللاهوت القادر أن يجنبه الألم.. لكنه فى
ذلك يتعارض مع إرادته ومشيئته فى قبول موت الصليب لهذا الغرض. على أن هذه الصلاة
لم تكن محصورة فى تجنب الآلام، لكنها كانت أَيْضاً من أجل طلب قوة الاحتمال. لأن
الآلام كانت شديدة جداً وكان يمكن أن تجهز على ناسوت الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
قبل أن يصلب ويموت على الصليب لما تم عمل الفداء وخلاص البشرية.
وبذلك
تكون خطة الله وتدبيره فى خلاص الإِنْسَانٌ قد فشل..كان لابد أن يحتمل الرَّبَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ الآم الصليب حتى النهاية.. والرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ احتمل ألاماً
شديدة جسدية ونفسية وروحية، إِلَى أن تم صلبه، ونكس رأسه وقال: «قَدْ أُكْمِلَ» فى هذا النص الإشارة إِلَى الرَّبَّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ بديل عن الإِنْسَانٌ وفادى البشر. وقد أخذ صورة الإِنْسَانٌ.
فالإشارة إِلَى الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ من حيث ناسوته. وقد أخذ ناسوتاً
حقيقياً كاملاً. ولا يعيب سيدنا أن يصلى طالما أنه فى الجسد، بل هُوَ دليل ناسوته
الكامل. وليس صراخه ودموعه معناه أن لاهوته قد فارق ناسوته، وانما معناه أنه لم
يدع للاهوته أن يوقف عمل الناسوت وخصائصه. وحينما يقول: «وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ»، فإنه يجوز للإِنْجِيلِ أن يصف الرَّبَّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ بالتقوى وهى من صفات الناسوت. كما جاز له أن يصف الرَّبَّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ بالطاعة وهى من صفات الناسوت أَيْضاً. وهُوَ فى هذه الحالة يطيع لاهوته
هو، ذلك اللاهوت الذى يملاْ السموات والأرض. وقول الرسول أنه سمع له. معناه انه
استجيب إِلَى طلبه لئلا تجهز الآلام عليه قبل أن يتم عمل الفداء. وبالفعل طالت
حياته الجسدية إِلَى أن أتم عمل الصليب. وهذا هُوَ معنى قول الرسول: «وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ
الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ».
المراجع
1.
الْكِتَابِ
المقدس.
2.
القرآن الكريم.
3.
قاموس الْكِتَابِ
المقدس.
4.
التفسير التطبيقي للكِتَابِ المقدس.
5.
«معجم
اللاهوت الْكِتَابِي»،
دار المشَّرِّق ش م م. وجمعيات الْكِتَابِ المقدس فِي المشَّرِّق، بيروت - لبنان،
طبعة 1986م.
6.
«دائرة
المعارف الْكِتَابِية»،
الجزء الأَوَّلُ – الجزء الثامن، وليم وهبة، دار الثقافة الْمَسِيحِية، طبعة
1988م.
7.
«علم اللاهوت النظامي»، تأليف القس جميس أَنِس، راجعه ونقحَّه وأضاف إليه الدكتور
القس منيس عبد النور، الكنيسة الإِنْجِيلِية بقصر الدوبارة، طبعة 1999م.
8.
«علم اللاهوت
النظامي»، دار الثقافة الْمَسِيحِية، طبعة 1971م.
9.
«شَّرِّح
إنجيل يوحنا» للأب متي المسكين، المقدمة وجزاءين.
10.
«بين العقل والإِيمَانِ»، الجزء الأَوَّلُ: كَيْفَ نفهم إعلان اللَّهِ؟
بقلم د.هيرمان بافينك، ترجمة د.القس عبد الْمَسِيحِ
أسطفانوس، مطبوعات الشَّرِّق الأوسط، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 1990م.
11.
شَّرِّح «أصول الإِيمَانِ» للقس إبراهيم سعيد، طبعة 1932م.
12.
تفسير
«أصول الإِيمَانِ»، ترجمة الشيخ فايز فضيل، دار الثقافة الْمَسِيحِية،
1977م.
13.
«اللَّهِ، فِي الْمَسِيحِية» عوض سمعان، الكنيسة الإِنْجِيلِية بقصر
الدوبارة، دار الطباعة القومية بالفجالة، طبعة 1993م.
14.
كِتَابِ «البراهين العقلية والعلمية فِي صحة
الديانة الْمَسِيحِية»،
تأليف / القائمقام ترتن مِنْ فرقة المهندسين، ترجمة حبيب سعيد، طبعة أولي 1919م.
15.
«رَّبَّ المجد»، تأليف جماعة مِنْ اللاهوتيين الْمَسِيحِيين
مِنْ طوائف مختلفة، برآسة عبد الفادي القاهراني، مطبعة النيل الْمَسِيحِية، طبعة
ثانية 1935.
16.
موسوعة الأنبا غريغوريوس،
للمولف المنتيح الأنبا غريغوريوس، الناشَّرِّ مكتبة المنتيح الأنبا غريغوريوس،
طبعة سنة 2004م.
17. الرِسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ:
شرح ودراسة، الأب القمص متى المسكين، إصدار دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت،
الطبعة الثانية 2001.
18.
برهان جديد
يتطلب قراراً، بقلم جوش ماكدويل دار الثقافة الْمَسِيحِية، طبعة 2004م.
19.
تاريخ الفكر الْمَسِيحِي، بقلم د. القس حنا
الخضري، الجزء الأَوَّلُ والثاني والثالث، دار الثقافة، طبعة 1991م.
20.
السيرة
النبوية لابن هشام – طبعة دار الجيل- بيروت.
21.
الأحاديث
القدسية – المكتبة القيمة.
22.
بغية
كل مسلم مِنْ صحيح الإمام مسلم ص 270- الطبعة الثالثة- مؤسسة الحلبي للطبع والنشَّرِّ
(1389هـ 1969م).
23.
الجامع
الجامع الصحيح المختصرة للتفسير صحيح
البخارى، محمد بن اسماعيل أبو عبداللَّهِ البخاري الجعفي، تحقيق د. مصطفي
ديب البغا، دار ابن كثير اليمامة، بيروت، 1407هـ، 1987م، الطبعة الثالثة، عدد
الأجزاء6.
24.
مفردات غريب
القرآن للأصفهاني،
25.
مختار الصحاح
لمحمد بن أبي
بكر
بن عبد القادر الرازي،
تحقيق
محمود خاطر، الناشَّرِّ: مكتبة لبنان ناشَّرِّون – بيروت، طبعة جديدة، 1415 – 1995م.
26.
لسان
العرَّبَّ للعلامة محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، الناشَّرِّ دار صادر – بيروت الطبعة الأَوَّلُى. عدد الأجزاء: 15.
27.
القاموس
المحيط الإمام
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي.
28.
النهاية فِي
غريب الحديث والأثر للأمام ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري،
تحقيق: طاهر أحمد الزاوى ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، 1399هـ - 1979م، عدد الأجزاء : 5.
29.
التفسير
الكبير، للفخر الرازي محمد بن عمر المتوفى 606 ه، طبعة دار احياء التراث العرَّبَّي
- بيروت.
30.
الجامع لأحكام
القرآن، تفسير القرطبي، لمحمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد اللَّهِ، عدد الأجزاء :
20
31.
روح المعاني فِي
تفسير القرآن العظيم
والسبع
المثاني، لمحمود
الألوسي أبو الفضل، الناشَّرِّ: دار إحياء التراث العرَّبَّي – بيروت، عدد الأجزاء : 30.
32.
العواصم مِنْ القواصم فِي
تحقيق موقف الصحابة بعد وفاة النبي، لمحمد بن عبد اللَّهِ بن محمد المعافري المالكي، تحقيق: د. محمد
جميل غازي، الناشَّرِّ: دار الجيل – بيروت، الطبعة الثانية، 1407هـ، عدد الأجزاء :
1.
33.
مدارج
السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، محمد بن أبي
بكر أيوب الزرعي أبو عبداللَّهِ (ويعرف بابن قيم الجوزية، ولد سنة 691
هـ. وتوفي سنة 751هـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار النشَّرِّ دار الْكِتَابِ العرَّبَّي
ببيروت، سنة1393هـ، 1973م، رقم الطبعة
الثانية، عدد الأجزاء: 3.
34.
التحفة السنية فِي
تهذيب شَّرِّح العقيدة الطحاوية، بذيله: القَوْلُ المفيد فِي (اختصار كِتَابِ التوحيد)،
للدكتور / مروان إبراهيم القيسي. دار الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
35.
الدر المنثور، لعبد الرحمن بن الكمال جلال
الدين السيوطي، الناشَّرِّ : دار الفكر - بيروت، 1993، عدد الأجزاء: 8.
36.
مجمع الأمثال،
الإمام أبو الفضل الميداني، تحقيق: سعيد اللحام، سنة
النشَّرِّ: 2002، الطبعة الأَوَّلُ، الناشَّرِّ: دار الفكر، عدد الاجزاء: 2.
37.
أضواء
البيان فِي أَيْضاًح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي1393 هـ الناشَّرِّ
دار الفكر للطباعة والنشَّرِّ والتوزيع بيروت – لبنان1415 هـ- 1995 م، عدد المجلدات: 9.
38.
الموطأ، الإمام
أبو عبد اللَّهِ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، ولد بالمدينة المنورة عام 93هـ ،
وتوفي بها 179هـ، المؤلف: محمد فؤاد عبد الباقي،
سنة النشَّرِّ: 2004 الطبعة الأَوَّلُ الناشَّرِّ: مؤسسة المعارف للطباعة والنشَّرِّ.
39.
مسند أحمد، أحمد بن محمد
بن حنبل بن هلال بن
أسد
الشيبانى. دار
الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
40.
سؤالات الحاكم،
الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني. دار الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
41.
سنن الدرامي،
تأليف: أبو محمد عبد اللَّهِ بن عبد الرحمن بن برهام الدارمي السمرقندي، دار الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
42.
الإتقان فِي
علوم القرآن،عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين، الخضيري، المعروف بـ
جلال الدين السيوطي
.
43.
سنن الترمذي وأبو
عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي.
44.
كِتَابِ المسند،
للامام محمد بن ادريس الشافعى. دار الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
45.
والمستدرك عَلَى
الصحيحين (البخاري ومسلم) للحاكم النيسابوري، المتوفى 504 ه ط دارالمَعْرِفَةَ - بيروت تحقيق المرعشلي.
46. سنن الدارقطني، علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني، 306- 385 هـ، مراجعة
: السيد عبد اللَّهِ هاشم يماني المدني، دار المَعْرِفَةَ، بيروت، سنة:
1966م-1386هـ ، عدد الأجزاء : 4.
47. سنن
النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن عَلَى بن شعيب بن عَلَى بن سنان بن البحر الخراساني.
48. ابن
ماجه أبو عبد اللَّهِ محمد بن يزيد بن ماجه الرَّبَّعي القزويني، سنن ابن ماجه،
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة، بدون تاريخ.
49. الحرم
فِي الأشباه والنظائر لابن نجيم، مؤسسة الحلبى، القاهرة،
1387هـ.
50. تحفة
الراكع والساجد فِي جواز الاعتكاف فِي فناء المساجد، للشيخ/ عبد الغ
[2]الإِنْجِيلِ،
إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ 15 الآيَةَ 22.
[6]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
2 الآيَاتُ 15-17.
[7]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
2 الآيَةَ 17.
[8]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
3 الآيَةَ 7.
[10]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 5 الآيَةَ
12- أنظر أيضاً الآيَاتُ 13-19.
[11]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، اَلْمَزْمُورُ
51 الآيَةَ 5.
[12]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ إِشَعْيَاءَ الإصحَاحُ
1 الآيَةَ 6.
[13]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ
1 الآيَةَ 26.
[14]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ إِرْمِيَا الإصحَاحُ
17الآيَةَ 9.
[15]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ الإصحَاحُ 3 الآيَاتُ
10-18، الإصحَاحُ 7الآيَةَ 18.
[20]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ إِشَعْيَاءَ الإصحَاحُ
59 الآيَاتُ 1، 2.
[22]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 10 الآيَةَ
12.
[25]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 9 الآيَةَ 21.
[26]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 12 الآيَاتُ 12و13.
[27]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ أَيُّوبَ الإصحَاحُ 42 الآيَةَ 2.
[28] التَّوْرَاةِ، الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ،
سِفْرُ اَلْعَدَد الإصحَاحُ 20 الآيَاتُ 6-11.
[29] التَّوْرَاةِ، الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ،
سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، اَلْمَزْمُورُ51 الآيَةَ 1.
[30] التَّوْرَاةِ، الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ،
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ الإصحَاحُ 6 الآيَةَ 5.
[35]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ 6 الآيَةَ 9.
[36]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ أَيُّوبَ الإصحَاحُ 1 الآيَةَ 1.
[39]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْجَامِعَةِ الإصحَاحُ 12 الآيَةَ 14.
[44]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ حِزْقِيَال الإصحَاحُ
33 الآيَةَ 11.
[45]الإِنْجِيلِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 6 الآيَاتُ 9، 10.
[47]التَّوْرَاةِ،
الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،
اَلْمَزْمُورُ9 الآيَةَ 17.
[48]التَّوْرَاةِ، الْعَهْدُ الْقَدِيمِ فِي
الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ إِشَعْيَاءَ الإصحَاحُ 53 الآيَاتُ 4، 5.
[50]الرِسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ: شرح ودراسة، الأب القمص متى المسكين، إصدار دير القديس أنبا
مقار ببرية شيهيت، الطبعة الثانية 2001، ص 376 – 383.
[51]التَّوْرَاةِ، الْعَهْدُ
الْقَدِيمِ فِي الْكِتَابُ الْمُقَدَّسِ، سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، اَلْمَزْمُورُ2 الآيَةَ
7، والإِنْجِيلِ، الرِسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ الإصحَاحُ 5 الآيَةَ 5.
[53]يقول القديس كيرلس الكبير تعليقاً على هذه الآية: «نحن
الذين كنا فيه – كما فى مبدء ثان لجنسنا – نصلى بصراخ شديد ودموع ونطلب أن يُبطل
سلطان الموت» PG
76: 1392A «لقد بكى بشرياً لكى يجفف دموعك وقدم
طلبات وتضرعات للآب لطى يجعل أذن الآب صاغية لصلاواتك أنت أيضاً» PG 76: 441
[54]«لكى يجعل صلاواتنا نحن ايضاً تصير
مقبولة لدى الآب، لذلك قد وضع بنفسه بداية جديدة لفعل الصلاة، لكى يستميل بذلك
أُذن الآب لصراخ الطبيعة البشرية» القديس كيرلس الكبير PG 76: 1392A
[55]الدوسيتية هرطقة ظهرت فى القرن الأول، وإدعت ان جسد المسيح كان
خيالياً ولم يكن حقيقياً.
[57]الإِنْجِيلِ، رِسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ الإصحَاحُ 15 الآيَةَ 55
0 التعليقات:
إرسال تعليق