يَوْمُ الرَّبِّ أم يَوْمُ الدينونة د. القس / سامي منير اسكندر

يَوْمُ الرَّبِّ أم يَوْمُ الدينونة

إعداد 

د. القس / سامي منير اسكندر

يَوْمُ الرَّبِّ تعبير فِي الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، سواء فِي كتابات نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، أو الإِنْجِيل، يقصد به معاني كثيرة منها علي سبيل المثال لا الحصر: 

1)هو يَوْمُ العبادة سواء كان السبت اليهود أو الأحد فِي عصر الكنيسة المسيحية.

2)يَوْمُ الرَّبِّ هو يَوْمُ الدينونة المنتظر الأخيرة، وهو الختام المنتظر لملكوت الله، 

3)الدينونة الوقتية لتدبير مقاصدة، وكثيراً ما ينظر إليه على أنه التدخل الإلهى المنتظر فِي لحظة تاريخية معينة. 

أ) فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: 

كان العبرانيون يعتقدون أن الرَّبِّ «يَهْوَهْ» هو إله رحمة وإله عدل فِي نفس الوقت، يجازى الناس بالعدل، فيمنح الخلاص للإبرار، ويوقع الدنيونة بالأشرار. فقد شاهدوا معاملات الله العادلة، على مدى قرون طويلة، فهو لم يعاقب أعداء شعبه فحسب فِي زمن دخولهم إلى أَرْضِ كنعان، وفِي زمن داود مثلا، ولكنه أيضاً عاقب ارتداء شعبه، يسى الأسباط العشرة أولا إلى أشور، ثم بي السبطين الآخرين بعد ذلك إلى بابل.

وفِي أيام الأنبياء المتأخرين، عندما تجاهل شعب الله المختار شريعته وساروا على نهج الكنعانيين فِي ارتكاب المظالم والأثام، حذرهم أولئك الأنبياء من يَوْمُ الرَّبِّ القادم الذي سيكون يَوْمُ قضاء (دنيونة على البعض، ويَوْمُ الخلاص لآخرين. وكثراً ما شدد الأنبياء على جوانب القضاء والدنيونة. 

فنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ يقول عنه: «¹¹وَالرَّبُّ يُعْطِي صَوْتَهُ أَمَامَ جَيْشِهِ. إِنَّ عَسْكَرَهُ كَثِيرٌ جِدّاً. فَإِنَّ صَانِعَ قَوْلِهِ قَوِيٌّ لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدّاً فَمَنْ يُطِيقُهُ؟»(سِفْر يُوئِيل2: 11)، 

فهو يَوْمُ تغييرات كونية «¹⁵اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَظْلُمَانِ وَالنُّجُومُ تَحْجِزُ لَمَعَانَهَا»(سِفْر يُوئِيل3: 15)، 

ويَوْمُ دينونة للأمم المحيطة الشعبة. وكذلك عاموس النبي (من القرن الثامن قبل الميلاد) رآه يَوْمُ ظلام وقتام، ويَوْمُ كوارث غير مسبوقة «¹⁸وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَشْتَهُونَ يَوْمَ الرَّبِّ. لِمَاذَا لَكُمْ يَوْمُ الرَّبِّ هُوَ ظَلاَمٌ لاَ نُورٌ؟ ¹⁹كَمَا إِذَا هَرَبَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِ الأَسَدِ فَصَادَفَهُ الدُّبُّ أَوْ دَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ فَلَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ! ²⁰أَلَيْسَ يَوْمُ الرَّبِّ ظَلاَماً لاَ نُوراً وَقَتَاماً وَلاَ نُورَ لَهُ؟»(سِفْرُ عَامُوسَ5: 18-20)، وذلك فِي سياق حديثه عن دينونة أثرياء السامرة «¹²وَلَكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ». ¹³وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ. ¹⁴لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ تَقْدِمَةٍ وَسَكِيباً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ»(سِفْر يُوئِيل2: 12-14). 

وبعد بسي المملكة الشمالية، الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لإِشَعْيَاءَ (من أنبياء القرن الثامن قبل الميلاد) المملكة الجنوبية (يهوذا) على عبادة الأوثان، وأنبأهم بدينونة الله العادلة للمتكبرين والمتشامخين «¹¹تُوضَعُ عَيْنَا تَشَامُخِ الإِنْسَانِ وَتُخْفَضُ رِفْعَةُ النَّاسِ وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ...¹⁷فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ2: 11و17). 

ثم جاء الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لصَفَنْيَا (فِي نحو 615 ق.م. ويسمى أحياناً نبي يَوْمُ الرَّبِّ). وردد نفس الرسالة الصارمة للأنبياء السابقين، ولكنه وسع مجالها لتشمل كل الشعوب وليس يهوذا وحدها «¹⁴قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدّاً. صَوْتُ يَوْمِ الرّبِّ. يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرّاً. ¹⁵ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ سَخَطٍ. يَوْمُ ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. يَوْمُ خَرَابٍ وَدَمَارٍ. يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ. يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ. ¹⁶يَوْمُ بُوقٍ وَهُتَافٍ علَى الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ وَعَلَى الشُّرُفِ الرَّفِيعَةِ. «¹⁷وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْيِ, لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ, فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ». ¹⁸لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ, بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا, لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتاً لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ»(سِفْرُ صَفَنْيَا1: 14-18)، 

«⁴لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً, وَأَشْقَلُونَ لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا, وَعَقْرُونُ تُسْتَأْصَلُ. ⁵وَيْلٌ لِسُكَّانِ سَاحِلِ الْبَحْرِ أُمَّةِ الْكَرِيتِيِّينَ. كَلِمَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ: «يَا كَنْعَانُ أَرْضَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, إِنِّي أَخْرِبُكِ بِلاَ سَاكِنٍ». ⁶وَيَكُونُ سَاحِلُ الْبَحْرِ مَرْعًى بِآبَارٍ لِلرُّعَاةِ وَحَظَائِرَ لِلْغَنَمِ. ⁷وَيَكُونُ السَّاحِلُ لِبَقِيَّةِ بَيْتِ يَهُوذَا. عَلَيْهِ يَرْعُونَ. فِي بُيُوتِ أَشْقَلُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَرْبُضُونَ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَهُمْ يَتَعَهَّدُهُمْ وَيَرُدُّ سَبْيَهُمْ. «⁸قَدْ سَمِعْتُ تَعْيِيرَ مُوآبَ وَتَجَادِيفَ بَنِي عَمُّونَ الَّتِي بِهَا عَيَّرُوا شَعْبِي, وَتَعَظَّمُوا عَلَى تُخُمِهِمْ. ⁹فَلِذَلِكَ حَيٌّ أَنَا, يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ, إِنَّ مُوآبَ تَكُونُ كَسَدُومَ وَبَنِي عَمُّونَ كَعَمُورَةَ, مِلْكَ الْقَرِيصِ, وَحُفْرَةَ مِلْحٍ, وَخَرَاباً إِلَى الأَبَدِ. تَنْهَبُهُمْ بَقِيَّةُ شَعْبِي, وَبَقِيَّةُ أُمَّتِي تَمْتَلِكُهُمْ». ¹⁰هَذَا لَهُمْ عِوَضُ تَكَبُّرِهِمْ, لأَنَّهُمْ عَيَّرُوا وَتَعَظَّمُوا عَلَى شَعْبِ رَبِّ الْجُنُودِ. ¹¹الرَّبُّ مُخِيفٌ إِلَيْهِمْ, لأَنَّهُ يُهْزِلُ جَمِيعَ آلِهَةِ الأَرْضِ, فَسَيَسْجُدُ لَهُ النَّاسُ, كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ, كُلُّ جَزَائِرِ الأُمَمِ. «¹²وَأَنْتُمْ يَا أَيُّهَا الْكُوشِيُّونَ. قَتْلَى سَيْفِي هُمْ». 

¹³وَيَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الشِّمَالِ وَيُبِيدُ أَشُّورَ, وَيَجْعَلُ نِينَوَى خَرَاباً يَابِسَةً كَالْقَفْرِ. ¹⁴فَتَرْبُضُ فِي وَسَطِهَا الْقُطْعَانُ, كُلُّ طَوَائِفِ الْحَيَوَانِ. الْقُوقُ أَيْضاً وَالْقُنْفُذُ يَأْوِيَانِ إِلَى تِيجَانِ عُمُدِهَا. صَوْتٌ يَنْعِبُ فِي الْكُوى. خَرَابٌ عَلَى الأَعْتَابِ. لأَنَّهُ قَدْ تَعَرَّى أَرْزِيُّهَا. ¹⁵هَذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الْمُبْتَهِجَةُ السَّاكِنَةُ مُطْمَئِنَّةً الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: «أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي». كَيْفَ صَارَتْ خَرَاباً, مَرْبِضاً لِلْحَيَوَانِ! كُلُّ عَابِرٍ بِهَا يَصْفِرُ وَيَهُزُّ يَدَهُ»(سِفْرُ صَفَنْيَا2: 4-15). 

ومع أن الجانب الأكبر من هذه النبوات يركز على الدينونة، فهناك نغمة من نغمات التعزية، فمع أن يُوئِيل يهدد، فإنه أيضاً يعلن أن الرَّبَّ مَلْجَأٌ لِشَعْبِهِ «¹⁶وَالرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ يُزَمْجِرُ. وَمِنْ أُورُشَلِيمَ يُعْطِي صَوْتَهُ فَتَرْجُفُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ مَلْجَأٌ لِشَعْبِهِ وَحِصْنٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. «¹⁷فَتَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ سَاكِناً فِي صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي. وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مُقَدَّسَةً وَلاَ يَجْتَازُ فِيهَا الأَعَاجِمُ فِي مَا بَعْدُ»(سِفْر يُوئِيل3: 16و17). ويشير زكريا النبي، بكل وضوح غلى عناية الله بشعبه وحمايته لهم (سِفْرُ زَكَريَّا12-14). ولذلك فإن الأمناء، وبخاصة المضطهدين، ينتظرون بشوق يَوْمُ الرَّبِّ الذى سيضفهم.

ب) فِي الإِنْجِيل: 

يواصل الإِنْجِيل هذه الرسالة المزدوجة، من الرجاء والدينونة، ويربط يَوْمُ الرَّبِّ المذكور فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، بمجئ المسيا، ولعل هذا الرَّبِّط مما أشارت إليه سِفْرُ مَلاَخِي «¹هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. ²وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. ³فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لِيَكُونُوا مُقَرِّبِينَ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ...»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 1 وما بعده).

وقد ميز الإِنْجِيل بين مجئ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المرة الأولى، عند التجسد، ومجئته الثاني. 

ففِي يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «⁶وَاثِقاً بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ...¹⁰حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي1: 6و10)، 

أو يَوْمِ الْمَسِيحِ «¹⁶مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لاِفْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2: 16)، «²أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلُى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي2: 2).

أو يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ «¹⁴كَمَا عَرَفْتُمُونَا أَيْضاً بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ أَنَّنَا فَخْرُكُمْ، كَمَا أَنَّكُمْ أَيْضاً فَخْرُنَا فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ1: 14)، «⁵أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ5: 5)، 

أو الْيَوْمَ فقط «¹³فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِراً لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ3: 13)، الذى فيه سينزل الرَّبِّ يسوع المسيح من السماء دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ «⁴²وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ »(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ10: 42)، و«¹أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذاً أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ4: 1)، «⁵الَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً لِلَّذِي هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى4: 5)، ويحقق للمؤمنين - الذين ينتظرونه بشوق- الخلاص النهائى الكامل والحياة الأبدية «²¹وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ2: 21)، «⁷أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 7). 

وإن كان الإِنْجِيل يقدم للمؤمنين رسالة رجاء مبارك، فإنه يقدم أيضاً لغير التائبين تحذيراً واضحاً من الدينونة، فيقول الإِنْجِيل: «⁵وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ ⁶الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. ⁷أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. ⁸وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ ⁹شِدَّةٌ وَضِيقٌ عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. ¹⁰وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. ¹¹لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 5-11)، 

«¹³فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِراً لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. ¹⁴إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. ¹⁵إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ وَلَكِنْ كَمَا بِنَارٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ3: 13-15). 

كما يتكلم الإِنْجِيل عن دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ «⁶وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.⁷كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ. ⁸وَلَكِنْ كَذَلِكَ هَؤُلاَءِ أَيْضاً، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ.⁹وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجّاً عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ». ¹⁰وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ يَفْتَرُونَ عَلَى مَا لاَ يَعْلَمُونَ. وَأَمَّا مَا يَفْهَمُونَهُ بِالطَّبِيعَةِ، كَالْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ النَّاطِقَةِ، فَفِي ذَلِكَ يَفْسُدُونَ. ¹¹وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ. ¹²هَؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعاً بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفاً، مُقْتَلَعَةٌ. ¹³أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. ¹⁴وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ ¹⁵لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ»(رِّسَالَةُ يَهُوذَا الرَّسُولِ آية 6-15). 

ويقتبس الإِنْجِيل من نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، نبوة سِفْر يُوئِيل عن التغيرات الكونية التى ستحدث قبيل مجئ يَوْمُ الرَّبِّ العظيم الشهير «¹⁹وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَماً وَنَاراً وَبُخَارَ دُخَانٍ. ²⁰تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ2: 19و20)، «³⁰وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ دَماً وَنَاراً وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. ³¹تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ»(سِفْر يُوئِيل2: 30و31). «¹³لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا فِي مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي3: 130). 

أما عن يَوْمُ الرَّبِّ السبت أم الأحد «¹⁰كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتاً عَظِيماً كَصَوْتِ بُوقٍ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ 1: 10). فهذا موضوع آخر.

5:12 م