الدَّيْنُونَةِ العامة أم يوجد دَّيْنُونَةِ خاصة!!!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
يعتقد بعض
أخوتنا بدينونة خاصة بعد الموت مباشرة، وهي غير الدَّيْنُونَةِ العامة التي بعد
قيامة الأجساد.. فيرون أن الإنسان بعد موته مباشرة يقف أمام لينال الحكم، إما أن
يكون شريراً فيذهب مباشرة إلى جهنم، أو يكون باراً فيذهب إلى المطهر، لتتطهر نفسه،
ويكفر عن خطيته ويوفِي ديونه.. ولكننا نقول إنه: لم يذكر الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ سوي الدَّيْنُونَةِ العامة. وسنحاول أن نفحصها معاً لنرى على أي شئ
تدل:
يشرح الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ خير الدَّيْنُونَةِ فيقول: «31وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ
وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى
كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ
بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، 33فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ
وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. 34ثُمَّ
يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا
الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 35لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ
فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي. 36عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي.
مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37فَيُجِيبُهُ
الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِليِنَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً
فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى
رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً
فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40فَيُجِيبُ
الْمَلِكُ وَيَقَوُلَ لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ
فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. «41ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ
الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ
الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، 42لأَنِّي
جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. 43كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً
فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ تَزُورُونِي. 44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً
قَائِليِنَ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً
أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ 45فَيُجِيبُهُمْ قَائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي
لَمْ تَفْعَلُوا. 46فَيَمْضِي
هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»(إِنْجِيلُ
مَتَّى25: 31-46).
وعبارة «41ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا
عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ
وَمَلاَئِكَتِهِ»،
معناها «أنهم لم يكونوا قد ذهبوا إليها بعد». لأنه من غير المعقول أن يكونوا قد
ذهبوا إلى هذه النار بعد الدَّيْنُونَةِ الخاصة، ثم يخرجهم الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ منها يَوْمُ القيامة ليختلطوا بالأبرار. ثم يفرزهم عنهم، ويوقفهم عن
يساره، ويعود فيقول لهم «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ
الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ؟!».
نلاحظ
أيضاً أنه بدأ يقول لهم حيثيات حكمة: «42لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ
تَسْقُونِي. 43كُنْتُ غَرِيباً
فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ
تَزُورُونِي».
44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً قَائِليِنَ: يَارَبُّ مَتَى
رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ
مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ 45فَيُجِيبُهُمْ
قَائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ
هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 42-45).
هنا نرى
لوناً من المحاكمة، وحواراً وفرصة للدفاع عن النفس.
ثم ينفذ
الحكم بعد ذلك: «46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ
وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 46).
ومعنى هذا أنه لم تكن محاكمة من قبل.. بدليل أن الأبرار ما كانوا يعلمون، معنى
حيثيات الحكم، بدليل أنهم سألوا الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «37فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِليِنَ: يَارَبُّ، مَتَى
رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ
عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى
رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟»، والرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بدأ
هنا (بعد القيامة) يشرح لهم ذنوبهم، وما كانوا قبلاً يفهمون..فإذا كان المضي إلى
العذاب الأبدي، وإلى الحياة الأبدية، يكون بعد القيامة والفرز والمحاكمة، فكيف
يقال إنه بعد الموت مباشرة، فِي دينونة خاصة؟!
2) وكون الدَّيْنُونَةِ تكون بعد القيامة واضح من قول الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
«28لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي
سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ
الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا
الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا5: 28و29).
إذن هنا
قيامة عامة، ولا يذهبون إلى الحياة أو إلى الدَّيْنُونَةِ إلا بعدها.. بعد أن تتحد
الأرواح بالأجساد التي تخرج من القبور، ويقف الإنسان كله أمام الله.. وهناك شاهد
آخر على هذا وهو:
3) يقول الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ
أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي
كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى16: 27). وعبارة «وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ» معناها أنه لم يجازهم من قبل، وإنما
حينئذ، حينما يَأْتِيَ فِي مجد أبيه مع ملائكته.
4) هذه
المجازاة فِي المجيء، هي جزء من قانون الإيمان النيقاوى: وهو
قانون الإيمان تؤمن به جميع الكنائس، وفيه نقول عن المجئ الثاني للرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ: «يَأْتِيَ فِي
مَجْدِهِ ليَدِينَ
الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ».
5) نفس
المعنى نراه فِي تفسير الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لمثل الزوان، إذ يقول: «38وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو
الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. 39وَالْعَدُّوُ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. 40فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ
بِالنَّارِ، هَكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هَذَا
الْعَالَمِ: 41يُرْسِلُ
ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ
وَفَاعِلِي الإِثْمِ،»(إِنْجِيلُ مَتَّى13: 38-41).
أي أن
هذه الدَّيْنُونَة تكون عند إنقضاء العالم. والأشرار يطرحون فِي أتون النار فِي أنقضاء
العالم، وليس بعد الموت مباشرة.. وعبارة «يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ» معناها يأتون بهم من كل مكان..وماذا
عن الأبرار؟ يتابع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ شرحه فيقول: «43حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ
لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»(إِنْجِيلُ مَتَّى13: 37-43).
وعبارة حينئذ، أي فِي ذلك الوقت، فِي إنقضاء العالم، فِي الدَّيْنُونَةِ العامة،
وليس بعد الموت مباشرة..«مَنْ لَهُ
أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ».
وعبارة
حينئذ، أي فِي ذلك الوقت، فِي إنقضاء العالم، فِي الدَّيْنُونَةِ العامة، وليس بعد
الموت مباشرة..«مَنْ لَهُ
أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ».
6) يشبه
هذا ما ورد فِي الإِنْجِيل:
«14وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ
قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ 15لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ،
وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي
فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ
بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ»(رِّسَالَةُ يَهُوذَا الرَّسُولِ آية 14و15). إذن هؤلاء
لم يكونوا قد عوقبوا قبلاً، وإنما سيعاقبون حينما يَأْتِيَ الرَّبِّ فِي ربوات
قديسيه ليصنع دينونة على الجميع.. على هؤلاء الفجار وعلى غيرهم..
7) الواضح
فِي هذا المجال قول الإِنْجِيل:
«10لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ،
لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً
كَانَ أَمْ شَرّاً»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ5: 10). فلا يمكن أن تقف الروح وحدها، لكي
تنال جزاء ما كان بالجسد، خيراً كان أم شراً.
إذن لابد
من الوقف أمام كرسى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بعد أن تتحد الروح بالجسد.
وعبارة «لاَ بُدَّ
أَنَّنَا جَمِيعاً»،
تعنى الدَّيْنُونَةِ العامة. وهنا نود أن نقول بعض ملاحظات عما يسمونه (الدَّيْنُونَةِ
الخاصة):
8) ما
لزوم الدَّيْنُونَةِ العامة، بعد الدَّيْنُونَةِ الخاصة؟
إن كان
الخاطئ- فِي الدَّيْنُونَةِ الخاصة- قد صفِي حسابه، وأخذ عقابه أو ثوابه، فما لزوم
الدَّيْنُونَةِ العامة بالنسبة إليه؟!
مادام
الإنسان قد وقف الله ونال دينونته، البار ذهب إلى السماء، والشرير ذهب إلى جهنم،
وأنتهى الأمر.. فما لزوم الدَّيْنُونَةِ العامة إذن؟ وما هدفها؟ وما قيمتها؟ وما
تأثيرها على تلك النفوس؟.. ولكن تكون لها قيمة، إن كانت هي الدَّيْنُونَةِ الوحيدة
التي يتقرر فيها مصير الإنسان.
9) الواضح
فِي الدَّيْنُونَةِ، ما ورد فِي سِفْرُ رُؤْيَا
يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ:
«11ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشاً عَظِيماً أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِي
مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! 12وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَاراً وَكِبَاراً
وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ. وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ
هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي
الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. 13وَسَلَّمَ
الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ
الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 14وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي
بُحَيْرَةِ النَّارِ. هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. 15وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي
سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ20: 11-15)، كيف توجد دينونة قبل أن يقف كل الأَمْوَاتُ أمام الله، وقبل
أن يسلم البحر والهاوية الأَمْوَاتُ الذين فيهما؟! وقيل أن تفتح الأَسْفَارَ وتكشف الأعمال؟
10) والإِنْجِيل يتكلم عن الدَّيْنُونَةِ فِي المجيء
الثاني واستعلان ربنا يسوع المسيح، فيقول: «6إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ
يُجَازِيهِمْ ضِيقاً، 7وَإِيَّاكُمُ
الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ
مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ، 8فِي
نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ
لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 9الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ
مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلُى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي1: 6-9). فكيف نقول إن الدَّيْنُونَةِ
تكون بعد الموت مباشرة، على الرغم من كل هذه الآيات الصريحة؟!
11)
وأيضاً لا يتفق العقاب بعد الموت مباشرة، مع قول الإِنْجِيل: «5وَلَكِنَّكَ
مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ
غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ
دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي
سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 5و6). وهنا يتكلم عن المجازاة فِي يَوْمُ الغضب، يَوْمُ
الدَّيْنُونَةِ.
12)
وأيضاً هذه الدَّيْنُونَةِ التي بعد الموت، ويكافأ فيها الأبرار، كما يعذب
الأشرار، لا تتفق مع كلام الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عن الأكاليل حيث يقول الإِنْجِيل للرُّعَاةِ: «3وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً
لِلرَّعِيَّةِ، 4وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ
الَّذِي لاَ يَبْلَى»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى5: 3و4).
وكذلك قول
الإِنْجِيل عن إكليل البر الموهوب له: «8وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ
الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي
فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ
ظُهُورَهُ أَيْضاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ4:
8).
0 التعليقات:
إرسال تعليق