الفصل الثالث
من
هَلْ يُعْقلُ أَنْ
الْمَسِيحِ هُوَ
الله؟!
إعداد
د. القس / سامي منير
اسكندر
باحث ومحاضر فِي الدين المقارن
الفصل الثالث
مَا هية الله؟
حادي
عشر: اللَّه ذو مشيئة
1) معنى مشيئة اللَّه:
مشيئة اللَّه
هِيَ القوة الَّتِي بها يختار مَا يفعله. ويبيِّن الإِنْجِيل أَنْ قضاء اللَّه
ومقاصـده ومشورته وأوامره كلها صادرة عَنْ مشيئته. والمشيئة صفة جوهرية لكل كائن رُوحٌي،
وشرط ضروري لوجود الشخصية. فإِذَا أنكرنا مشيئة اللَّه أَهَنّا شأنه، لأننا بذلك
نجعله أدنى مِنْ خلائقه. وهذه المشيئة حرة، لأَنْ كُلّ أعمال اللَّه مِنْ الخلق
والعناية وإتمام المواعيد ليست اضطرارية بل اختيارية، ناشئة عَنْ مشيئته.
2) مشيئة اللَّه فِي قضائه
وفي أوامره
قضاء اللَّه هُوَ مَا يشاء أَنْ يعمله
ومَا يقصد أَنْ يجريه فِي المستقبل، وأوامره هِيَ مَا يشاء أَنْ تعمله خلائقه
العاقلة. ولا تناقض بين هذين الأمرين، لأَنْ اللَّه لاَ يقضي أَنْ يفعل شيئاً أَوْ
يُلزم خلائقه بفعله وهُوَ قد نهاهم عنه. ولكنه قضى بأَنْ لاَ يجبرهم أَنْ يمتنعوا
عَنْ ارتكاب مَا نهاهم عَنْ فعله، وهُوَ لاَ يمنع الناس عَنْ فعل الخطية مَعَ
أًنَّهُ نهى عنها، لأًنَّهُ أعطى البشر حرية الإرادة.
وتتميز أيضاً مشيئة اللَّه السرية (الَّتِي
هِيَ مقاصده المكتومة عنده) عَنْ مشيئته
المعلَنة (الَّتِي هِيَ أوامره ومَا أظهره
مِنْ مقاصده لخلائقه).
إلى اللقاء في مَا هية
الله؟
ثاني
عشر: اللَّه ذو سلطان
0 التعليقات:
إرسال تعليق