• اخر الاخبار

    لغات ومضمون الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ (الكتاب المقدس) إعداد د. القس سامي منير اسكندر





    لغات ومضمون الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ


    (الكتاب المقدس)

    إعداد

    د. القس سامي منير اسكندر


     



    أولاً: لغات الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ


    أ) كُتب نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ باللغة العبرية، فيما عدا بعض أجزاء قليلة كتبت بالأرامية واليونانية (سِفْرُ عَزْرَا4: 8 إلى سِفْرُ عَزْرَا6: 18)، (سِفْرُ عَزْرَا7: 12-26)، (سِفْرُ إِرْمِيَا10: 11)، (سِفْرُ دَانِيآل2: 4 إلى سِفْرُ دَانِيآل7: 28).
    وكانت اللغة العبرية القديمة تنقصها حروف اللين والحركات التى أدخلت إليها بمعرفة علماء اليهود (الماسوريين) فى القرن السادس بعد الميلاد، على أساس النطق القديم المتواتر.
    وقد تمت ترجمة النص العبرى إلى اليونانية بالاسكندرية، فيما بين 280-150ق.م. وهى الترجمة المشهورة باسم الترجمة السبعينية. وفى الكثير من الحالات، تذكر الاقتباسات من نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ فى الإِنْجِيل نقلاً عن النص اليونانى رأساً.
    ب) الإِنْجِيل: كتب الإِنْجِيل باللغة اليونانية. وكان اكتشاف الكثير من أوراق البردي المكتوبة باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى-koine، وهى اللغة التي كانت شائعة في أزمنة الإِنْجِيل) قد أوضح الفروق بين يونانية الإِنْجِيل واليونانية الكلاسيكية. فالإِنْجِيل كتب أصلا باللغة اليونانية الدارجة (الكيينى) في القرن الأول الميلادي، مثلما استخدم مارتن لوثر اللغة الألمانية الدارجة في زمانه في ترجمته للكتاب المقدس إلى الألمانية.
    ثانياً: محتواه وأبعاده:
     يحتوي الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ على ستة وستون سفراً منها تسعة وثلاثون سفراً في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، و سبعة وعشرون سفرا في الإِنْجِيل.
    (أ) نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: وأسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ تسعة وثلاثون هي الأسفار التى جمعها عزرا الكاتب في كتاب واحد وترجم الي اللغة اليونانية سنة 280 ق.م و هى التى تعرف بالترجمة السبعينية و هذه الترجمة لها شأن كبير فى الإِنْجِيل، فمنها اقتبس الرب يسوع و كتبة الإِنْجِيل النصوص التى احتاجوا اليها عند الاستشهاد بآيات من نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، ولم يشر السيد المسيح أو تلاميذه الى خطأ فى هذه الترجمة.
    أما عند اليهود، فهم يعتبرون أسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ تسعة وثلاثون سفرا مقسمة على أربعة وعشرين سفرا هكذا:
     أسفار نَامُوسِ مُوسَى الخمسة، ويشوع والقضاة وراعوث، وسفري صموئيل الأول والثاني، وسفري الملوك الأول والثاني، وسفري الأخبار الأول والثاني، وسفري عزرا ونحميا، كلا منهما سفراً واحداً.
    كما يعتبرون أسفار الأنبياء الصغار الأثني عشر سفراً واحداً.
    والاسفار الشعرية سفرا واحدا باسم المزامير،
    والانبياء الكبار كل منهم سفرا واحدا. ويذكر يوسيفوس أنه لا يوجد في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ (الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عند اليهود) سوى اثنين وعشرين سفراً على عدد حروف الأبجدية العبرية، وذلك لأنه ضم راعوث إلى سفر القضاة، ومراثي أرميا إلى سفر أرميا، وبذلك يصبح عددها اثنين وعشرين.
    و تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية وبعض الكنائس التقليدية الأخرى، أن أسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ هى التوراه السبعينية متضمنة الأسفار الأبوكريفا، وهي: طوبيا، يهوديت، الحكمة، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ و رسالة أرميا، والمكابين الأول والثاني، وبعض إضافات لسفرى أستير ودانيال.
    أما كنيسة انجلترا فمثلها مثل الكنيسة اللوثرية، تتبع جيروم (فى الفولجاتا اللاتينية) فى اعتبار هذه الأسفار الأبوكريفية أسفاراً يمكن أن تقرأ باعتبارها نماذج للسلوك فى الحياة، ولكن يجب ألا تكون أساساً لأى تعليم مسيحى. ويضم الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ الأثيوبى أيضاً السفرين الأبوكريفيين: أخنوخ الأول وسفر اليوبيلات.
    وقد قسم اليهود نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إلى ثلاثة أقسام:
    1) الناموس، ويشمل الأسفار الخمسة التى كتبها موسى.
    2) الأنبياء، ويقسمونهم إلى: الأنبياء الأولين، وهى أسفار: يشوع والقضاة، وصموئيل والملوك. والأنبياء المتأخرين، وهى أسفار: أشعياء، أرميا، حزقيال، وسفر الاثنى عشر نبياً.
    3) الكتابات، وتشمل باقي أسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: المزامير والأمثال، وأيوب، ونشيد الأنشاد، وراعوث، والمراثى، والجامعة، وأستير، ثم دانيال، ونحميا وعزرا، وأخبار الأيام الأول والثانى .
    وقد استخدم يهود أورشليم هذا الترتيب فى التوراة العبرية، أما الترجمة السبعينية فقد أعادت ترتيب الأسفار فى تسلسل أقرب للتتابع الزمنى، حيث قسمت نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إلى خمسة أقسام :
    1) الشريعة: أى أسفار موسى الخمسة ؛
    (2 الأسفار التاريخية وهى: يشوع والقضاة. وراعوث وصموئيل الأول والثانى، وملوك الأول والثانى، وأخبار الأيام الأول والثانى، وعزرا ونحميا، ثم أستير.
    3) أسفار الحكمة والشعر وهى: أيوب، والمزامير، والأمثال، والجامعة، ونشيد الأنشاد.
    4) الأسفار النبوية وهى: إشعياء، إرميا، المراثى، حزقيال، دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجى، زكريا، وملاخى. ويسمى أشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال، الأنبياء الكبار، أما الاثنا عشر سفراً الأخرى فتسم بالأنبياء الصغار. وهو نفس الترتيب الذى اتبعته الكنيسة المسيحية.
    ب) الإِنْجِيل: يتكون الإِنْجِيل من سبعة وعشرين سفراً، تنقسم بدورها إلى أربعة أقسام:
    1) الأناجيل وهى: متى، مرقس، ولوقا، ويوحنا .
    2) تاريخ نشأة الكنيسة وهو سفر أعمال الرسل .
    3) الرسائل، وتقسم أحياناً إلى ثلاثة أقسام فرعية هى:
    أ) رسائل كنائسية وهى: رومية، وكورنثوس الأولى والثانية، وغلاطية، وأفسس، وفيلبى، وكولوسى، وتسالونيكى الأولى والثانية.
    ب) رسائل رعوية، وهى: تيموثاوس الأولى والثانية، وتيطس، ورسالة شخصية هى: فليمون.
    ج) رسائل جامعة (أو عامة) وهى: العبرانييون، ويعقوب، وبطرس الأولى والثانية، ويوحنا الأولى والثانية والثالثة، ويهوذا.
    4) نبوة هى سفر الرؤيا.
    ثالثاً النص الكتابى :
    كتبت أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ على مدى أكثر من 1.500 سنة. فقد كتب موسى الأسفار الخمسة الأولى فى نحو1400 ق.م. وكتب سفر الرؤيا فى نحو90 بعد الميلاد. وعلى الرغم من حقيقة أن المخطوطات الأصلية، غير موجودة الآن، ولا توجد سوى نسخ منقولة عن الأصل، ظلت تنسخ بخط اليد إلى زمن اختراع الطباعة، فإن النصوص الكتابية مازالت محفوظة بصورة مذهلة. فقد روجع نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ العبرى على الترجمة السبعينية، وعلى المخطوطات العبرية التى اكتشفت حديثاًفى المعبد اليهودى بالقاهرة، وفى كهوف وادى قمران (المعروفة بمخطوطات البحر الميت) والتى يرجع تاريخها إلى زمن الترجمة السبعينية.
    كما أن وجود أكثر من خمسة آلاف مخطوطة للعهد الجديد باليونانية، ترجع إلى الفترة من125 م. إلى زمن اختراع الطباعة، يعتبر ثروة من المراجع التى تشهد بسلامة نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، ويضاف إلى ذلك الترجمات القديمة مثل اللاتينية القديمة والسريانية التى ترجع إلى150 م. والقبطية وغيرها، والفولجاتا اللاتينية التى قام بها القديس جيروم(342-420 م).
    رابعاً: التقسيم إلى إصحاحات وآيات:
     لم تكن أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أصلاً مقسمة إلى أصحاحات ولا إلى آيات. وقد قسم اليهود- قبل عصر التلمود - نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إلى أقسام معتدلة الطول، للقراءة فى المجامع. ثم بعد ذلك قسموه إلى ما يشبه الآيات.
    أما التقسيم الحالى، فقد قام به الربى ناثان فى القرن الخامس عشر، وانتقل هذا التقسيم إلى الكنائس المسيحية على يد الراهب باجنيوس(Paginius)، الذى استخدمه فى الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ فى اللغة اللاتينية فى عام1528م. والأرجح هو أن ستيفن لانجتون(Stephen Langton)، رئيس أساقفة كنتربرى(حوالى 1228م.) هو الذى قسمه إلى الأصحاحات المستخدمة حالياً.
    وقد ظهر تقسيم الإِنْجِيل إلى آيات فى النسخة اليونانية التى نشرها روبرت ستيفن(Robert Stephen) أحد أصحاب المطابع فى باريس فى سنة 1551 م . وفى سنة 1555م. قام بنشر نسخة من الفولجاتا اللاتينية بها التقسيم المستخدم حالياً إلى أصحاحات وآيات. وكانت أول طبعة إنجليزية تنشر بهذا التقسيم هى طبعة جنيف فى1560م.
     
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: لغات ومضمون الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ (الكتاب المقدس) إعداد د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: smsm
    Scroll to Top