• اخر الاخبار

    3) ألم يخلق الله النُورٌ في آية 3؟ فلماذا خلق الأَنْوَارٌ في آية 14؟! القس / سامي منير اسكندر







    شبهات سِفْرُ التَّكْوِينِ رقم 3

    ألم يخلق الله النُورٌ في آية 3؟ فلماذا خلق الأَنْوَارٌ في آية 14؟!

    النُورٌ خلاف الأَنْوَارٌ

    إعداد

    القس سامي منير اسكندر

     (شبهات3) ورد في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: «3وَقَالَ الله: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 3)، وفي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: «14وَقَالَ الله: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 14)، ألم يخلق الله النُورٌ في آية 3؟
    للتوضيح: الذي يعترض بهذا يكشف جهله العلمي، فكل من درس عن الغيوم السديمية التي يعرفها كل علماء الفلك يدرك أنه كانت هناك عصور أَنْوَارٌ كونية قبل أن تتشكل الشَّمْسُ، فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون، «3وَقَالَ الله: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 3)، إلي سنوات قليلة كان بعض العلماء يتعثرون في هذه العبارة قائلين كيف ينطلق النُورٌ في الحقبة الأولي قبل وجود الشَّمْسُ، إذ كان الفكر العلمي السائد أن النُورٌ مصدره الشَّمْسُ، لكن جاءت الأبحاث الحديثة تؤكد أن النُورٌ في مادته يسبق وجود الشَّمْسُ، لهذا ظهر سمو الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، إذ سجل لنا النُورٌ في الحقبة الأولي قبل خلق الشَّمْسُ، الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد.
    في اختصار يمكن القول بأن الرأي العلمي السائد حاليًا أن مجموعتنا الشَّمْسُية نشأت عن سديم لولبي مظلم منتشر في الفضاء الكوني انتشارًا واسعًا (السديم هو سحابة من الغازات الموجودة بين النُّجُومَ). ولذلك فمادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل، لكن ذرات السديم المتباعدة تتحرك باستمرار حول نقطة للجاذبية في مركز السديم، وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجًا نحو المركز، وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعة عظيمة يؤدي إلي رفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا، فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة. هكذا ظهر النُورٌ لأول مرة قبل تكوين الشَّمْسُ بصورتها الحالية التي تحققت في الحقبة الرابعة (اليوم الرابع)...لقد ظهر النُورٌ حينما كانت الشَّمْسُ في حالتها السديمية الأولي، أي قبل تكوينها الكامل.
    والعجيب أن القديس يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع جاءت كلماته مطابقة لاكتشافات القرن العشرين، إذ قَالَ: "نُورٌ الشَّمْسُ التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع للخليقة".
    ربما من الجانب الرمزي يري القديس أغسطينوس نفس الفكر حينما قَالَ إن النُورٌ هنا في اليوم الأول ليس بالصادر عن الشَّمْسُ لكنه ربما يكون نُورٌا ماديًا يصدر عن أماكن علوية فوق رؤيتنا. أن هذا النُورٌ خاص بالْمَدِينَةُ السماوية المقدسة التي تضم الملائكة القديسين، وفيها ينعم المؤمنون بالأبدية، هذه التي قَالَ عنها الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إنها أورشليم العليا، أمنا الأبدية في السموات«26وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ4: 26)، والتي يكون لنا فيها نصيب، إذ قيل: «5جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْلٍ وَلاَ ظُلْمَةٍ»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي5: 5). يري أن السمائيين تمتعوا بالنُورٌ الذي انطلق في اليوم الأول بمعاينتهم أعمال الله العجيبة خلال كل الحقبات، لكنه متى قورنت معرفتهم للخليقة بمعرفة الله حُسبت معرفتهم مساءً.




    أن أعمال الله بدأت بانطلاق النُورٌ حتى تري الملائكة أعماله فتمجده، وهكذا في بداية الخليقة الجديدة أشرق الرَّبِّ علينا بنُورٌه الإلهي من القبر المقدس عند قيامته حتى إذ نقوم فيه يعلن مجده فينا. في خلقتنا الجديدة بالإيمان ننعم بالنُورٌ الإلهي، نُورٌ قيامته عاملاً فينا، كأول عمل إلهي في حياتنا، وهذا هو السبب في "سر الاستنارة في الخليقة الجديدة.
    في اليوم الأول خلق الله الأشياء من العدم، أما في الأيام الأخرى فلم يخلق بقية الأشياء من العدم وإنما مما خلقه في اليوم الأول بتشكيله حسب مسرته. هذا الآية: «9لأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور33: 9)، تعلن أن الخلق كله خلال المراحل الست قد تم كثمرة للأمر الإلهي، فلم يخلق الله الأشياء بأدوات وفن، وإنما قَالَ فكان إذ تكمن قوة العمل في الأمر الإلهي.
    الله «16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تيموثاوس6: 16)، أو يمكن أن نسميه «أَبِي الأَنْوَارِ»: «17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ1: 17)، بل وكما يوضّحه لنا الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 5). من أجل ذلك، فإن كل ما هو نُورٌ يصدر عنه، ابتداء من خلق النُورٌ الطبيعي، في اليوم الأول «4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 4)، إلى إضاءة قلوبنا بنُورٌ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ4: 6). وكل ما يخرج عن دائرة النُورٌ فهو يتبع سلطان الظلمة: ظلمة الليل، وظلمة الجحيم والموت، وظلمة إبليس.
    إن أول عمل قام به الله عند بدء تشكيل الأَرْضَ المذكور فى سِفْرُ التَّكْوِينِ الإصحَاحُ الأَوَّلُ هو: «3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 3). وذلك قبل إبراز الشَّمْسُ فى اليوم الرابع لتلقى بنُورٌها على الأَرْضَ. ما أعجب هذا، فلقد كان تفكير الإِنْسَانَ إلى عهد قريب أن الشَّمْسُ هى المصدر الوحيد للنُورٌ، لكن أمكن حديثاً إكتشاف مصادر أخرى للنُورٌ فى الطبيعة بخلاف الشَّمْسُ، مثل الأشعة البنفسجية وفوق البنفسجية وأشعة إكس!
    ولكن أن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لا يقول إن الله خلق النُورٌ، لأن النُورٌ كان موجوداً قبل ذلك «اللهَ نُورٌ» «5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 5)، «16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تيموثاوس6: 16). وكذلك لم يقل إنه عمله، لأن النُورٌ ليس مادة بل حسب تعريف العلم الحديث عبارة عن كمات (فوتونات) ذات طاقة محدودة، تصاحبها ذبذبات سريعة فى شكل موجات تنتشر فى الأثير. ولذا قَالَ الله: «لِيَكُنْ نُورٌ». وهذه الْكَلِمَةُ من القدرة الكلي كونت الفوتونات وأنشأت الذبذبات المصاحبة لها، فكان النُورٌ. وهو عين ما قَالَه الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ في الإِنْجِيل: «6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ4: 6)، وأيضاً يقول: «7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 7).
    وفى حديث الرَّبِّ مع أَيُّوبَ والمسجَّل فى سفر أَيُّوبَ 38-41 لا يسأل الرَّبِّ أَيُّوبَ: أين يسكن النُورٌ؟ بل «19أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُ النُّورُ؟ وَالظُّلْمَةُ أَيْنَ مَقَامُهَا؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ38: 19 فالنُورٌ لا يسكن فى مكان بل فى طريق إذ يقول العلم إنه يسافر بسرعة حوالى 297000 كيلومتر/ثانية.
    وكون الضوء عبارة عن موجات، فهو إذاً فى طبيعته مثل الصوت مع الفارق أن موجاته مستعرضة وتردد ذبذباته أعلا، بينما موجات الصوت طولية وترددها أقل. وأجهزة الاستقبال السمعية عند البشر تتعامل مع الصوت بينما لا تتأثر بالضوء. فنحن لا نسمع صوت النُورٌ. وهذا عين ما قَالَه المرنم فى مزمور 19 «1اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. 2يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور19: 1).



    وعن حقيقة انكسار الضوء عندما يدخل إلى الغلاف الجوى للكرة الأَرْضَية، نتيجة تغير طبيعة الوسط؛ تأتى كلمات نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ في أَيُّوبَ عندما يشير إلى انكسار الضوء عند دخوله إلى مجال الأَرْضَ نتيجة كثافة الجو، مشبهاً الأشعة تشبيها شعرياً فى منتهى الدقة كالأصابع المنحنية لتقبض على الأَرْضَ، إذ يقول «لِيُمْسِكَ (الضوء) بِأَطْرَافِ الأَرْضِ»: «12هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ 13لِيُمْسِكَ (الضوء) بِأَطْرَافِ الأَرْضِ فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ38: 12و13).
    أصل النُورٌ: أول كلمات يسجلها الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لله، هى: «3وَقَالَ الله: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 3). ومن هذا نعلم أن النُورٌ ظهر فى الوجود بأمر مباشر من الله. «4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 4و5).
    ولا يفوتنا ملاحظة أن النُورٌ وجد قبل خلق الشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومَ فى اليوم الرابع «14وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 17وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ 18وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً رَابِعاً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 14-19).
    ولعل ذلك النُورٌ كان شيئا قريباً من النشاط الكهرومغناطيسي كما في الشفق القطبي، واخترق تلك الظلمة التى كانت تخيم على وجه الغمر «2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 2). وفي اليوم الرابع تركز النُورٌ في الشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومَ تمهيداً لخلق الإِنْسَانَ.  
    ومما يسترعي الانتباه أن الله الذي هو «5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 5)، بدأ خطته فى الخلق بالنُورٌ، إذ قبل إصداره هذا الأمر، «2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 2). وبخلق النُورٌ أصبحت هناك علاقة مباشرة بين الخالق وخليقته. ولعلنا نرى صورة لهذا في سير الرَّبِّ أمام شعبه «20وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ. 21وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ13: 21و22)، وبحلول سحابة المجد (الشكينة) على الخيمة «34ثُمَّ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَمَلأَ بَهَاءُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ. 35فَلَمْ يَقْدِرْ مُوسَى أَنْ يَدْخُلَ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا وَبَهَاءُ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ. 36وَعِنْدَ ارْتِفَاعِ السَّحَابَةِ عَنِ الْمَسْكَنِ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ فِي جَمِيعِ رِحْلاَتِهِمْ. 37وَإِنْ لَمْ تَرْتَفِعِ السَّحَابَةُ لاَ يَرْتَحِلُونَ إِلَى يَوْمِ ارْتِفَاعِهَا 38لأَنَّ سَحَابَةَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَسْكَنِ نَهَاراً. وَكَانَتْ فِيهَا نَارٌ لَيْلاً أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ رِحْلاَتِهِمْ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ40: 34-38)، كما على هيكل سليمان «11وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلَأَ بَيْتَ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ8: 11)، و«13وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتاً وَاحِداً لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ وَرَفَعُوا صَوْتاً بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ أَنَّ بَيْتَ الرَّبِّ امْتَلَأَ سَحَاباً. 14وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلَأَ بَيْتَ اللَّهِ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي5: 13و14).
    أما علاقة الله الشخصية الكاملة بخليقته، فقد تجل وصَارَ الْكَلِمَةُ (ابن الله): «14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 14)،
    فهو «نُورٌ الْعَالَمِ» «19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 19)، «12ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 12)، ولذلك نقرأ أن الْمَدِينَةُ السماوية «23وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 23)، و«5وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الْإِلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ22: 5)، وأيضاً «19لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُوراً فِي النَّهَارِ وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئاً بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُوراً أَبَدِيّاً وَإِلَهُكِ زِينَتَكِ. 20لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُوراً أَبَدِيّاً وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ60: 19و20).


    ولنا حديث آخر عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو نور الخليقة!!!!!!!!  


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: 3) ألم يخلق الله النُورٌ في آية 3؟ فلماذا خلق الأَنْوَارٌ في آية 14؟! القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top