الفصل
الثالث
من
هَلْ
يُعْقلُ أَنْ
الْمَسِيحِ
هُوَ الله؟!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر
فِي الدين المقارن
الفصل
الثالث
مَا
هية الله؟
لا يقدر إِنْسَانِ أَنْ يعرِّف اللَّه كَمَا
هُوَ، وإنمَا يمكننا أَنْ نعرِّفه بِمَا يميزه عَنْ كُلّ مِنْ سواه. اللَّه رُوحٌ
غَيْرُ مَحْدُودَ وكَامِلُ، منه وبه وله كُلّ الأشياء. اللَّه رُوحٌ غَيْرُ
مَحْدُودَ فِي ذاته ومِنْ ذاته، فِي وجوده ومجده وغبطته وكماله، كافٍ للكل، سَّرْمَدِيِّ
(دَّائِمُ) غَيْرُ متغير وغير مُدرَك، حاضر فِي كُلّ مكان، قَادِرُ عَلَى كُلّ شَيْءٍ،
عَالِمٌ بكُلّ شَيْءٍ، حكيم قدوس عادل رحيم رؤوف بطيء الغضب، وكثير الإحسان
والوفاء. وهُوَ غَيْرُ متغير فِي وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه.
ذو سلطان وسيادة.
للجوهر الإلهي غَيْرُ المَحْدُودَ السَّرْمَدِيِّ
غَيْرُ المتغير صفات خاصة به مُعلَنة فِي الطبيعة والإِنْجِيل. ومعرفته بدون تِلْك
الصفات والفضائل الإلهية مستحيل، لأَنَّهَا ضرورية لطبيعة اللاهُوَت، فبدونها لاَ يكون
«الله». وهذه الصفات لاَ يمكن انفصالها عَنْ جوهر اللاهُوَت، وهي ظاهرة فِي
الإِنْجِيل وفي أعمال الله وعَنْايته، خاصة فِي عمل الفداء. فإِذَا قلنا «مَعْرِفَةِ
الله»
نعَنْي أَنْ جوهر اللاهُوَت عارف بكُلّ أمرٍ، وإِذَا قلنا «محبة الله»
نعَنْي أَنْ جوهر اللاهُوَت محب. فصفات الله هِيَ أزلية سَّرْمَدِيِّة غَيْرُ متغيرة
كاللَّه ذاته. يَجِبُ أَنْ نحذر (مِنْ إظهار العلاقة بين صفات اللَّه وجوهره وبين
علاقة صفاته بعضها ببعض) مِنْ خطأين: همَا التعبير عَنْ اللَّه كأًنَّهُ مركب مِنْ
أجزاء مختلفة، وجَعْل كُلّ الصفات صفة واحدة.
إِنْ دراسة صفات الله ليست دراسة كليلة
ثقيلة بل هِيَ للمؤمِنْ المستنير تمرين فكري رُوحٌي حلو ملذ. وليس ألذ منها للنفس
العطشى لله: مجرد الجلوس والتفكير فِي الله يا له مِنْ سرور فافتكار الفكر وذكر
الاسم متعة لاَ تملك الأرض أحلى منها.
أولاً: الله رُوحٌ
«24الله رُوحٌ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقّ يَنْبَغِي أَنْ
يَسْجُدُوا» (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 24).
فالرب يسوع قال: إِنْ «اللهُ رُوحٌ»، لَكِنْ هَذَا القول وحده لاَ يحدد طبيعة هَذَا الرُوحٌ
وخصائصه (أَوْ صفاته ومميزاته أَوْ تعينه)، الَّتِي تميزه عَنْ غيره مِنْ الكائنات
الأخرى الموجودة. فلنعرف معنى القول «الله رُوحٌ»
عند العبرانيين واليونانيين، وهي أصلاً الريح الهابَّة (هبوب الريح)، خاصة
نسمة الحياة، ثم قوة غَيْرُ منظورة، ثم نفس الإِنْسَانِ. ويستلزم القول «اللَّه
رُوحٌ»
أَنْ كُلّ مَا هُوَ جوهري للرُّوحِ مِمَّا نعرفه بالشعور يجوز نسبته إِلَى اللَّه.
إِنْ القول «اللَّه رُوحٌ »
يعلّمنا:
1)
سلبياً: إِنْ اللَّه ليس مادة، ولا يجوز أَنْ يُنسب
إليه شَيْءٍ مِنْ صفات المادة كالتحيُّز والتجزئة والتركيب والثقل والهيئة. وكذلك
استحالة رؤية اللَّه أَوْ لمسه أَوْ معرفته بإحدى الحواس الجسدية. وأًنَّهُ لاَ يقع
تحت الشروط المختصة بوجود المواد. وأًنَّهُ لاَ يجوز أَنْ ننسب إليه أعضاء جسدية أَوْ
شهُوَات. فإِذَا نسبها إليه الوحي فإنمَا ينسبها إليه لتقريب معنىً معيَّن للبشر.
إِنْ الله رُوحٌ أَيُّ ليس له جسم مثل الناس والكائنات الأخرى، فالله
غَيْرُ منظور، ولم يره أحد بعيني جسده، «18اللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. الاِبنُ الوَحِيدُ (الْمَسِيحِ) الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ
خَبَّرَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
18)،
والْمَسِيحِ هُوَ كَلِمَةُ الله الموحى بها للإِنْسَانِ، جاء لكي يعرفنا بذاته، «اللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ…»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا
الرَّسُولِ الأُولَى4: 12).
كَمَا يعلّمنا الإِنْجِيل إننا لاَ نحاول تصوير الله منظوراً بأي نوع مِنْ التماثيل
أَوْ الصور قائلا: «4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً،
وًلاَ صُورُةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتُ الأَرْضِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ20: 4).
ويسأل الله هَذَا السؤال
عَلَى لسان إشعياء النبي: «18فَبِمِنْ
تُشَبِّهُوَنَ اَللهِ وَأَيَّ شَبَهِ تُعَادِلُونَ بِهِ؟»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ40: 18).
فالله غَيْرُ منظور، ولابد أَنْ يكون الإِلَهُ الْحَقِيقِيَّ إلا غَيْرُ منظور.
إِنْ اللَّه ليس مثـل
البشر، مـركب مِنْ الرُوحٌ والمادة معاً، لأًنَّهُ لو كان هَذَا صحيحاً يكون
اللَّه مِنْ الكائنات المركبة. والمركب لاَ يكون أزلياً ولا غَيْرُ متغير بل مَحْدُودَاً
(لاستحالة وجود المادة فِي كُلّ مكان فِي وقت واحد) ومُدرَكاً بالحواس. والحق أًنَّهُ
لاَ يقدر أحد أَنْ يرى جوهر اللَّه ولا يلمسه ولا يسمعه بالحواس.
2)
إيجابياً: إِنْ اللَّه كائن عاقل أخلاقي مختار
مريد، أَيُّ ذو مشيئة، وأن له كُلّ الصفات الذاتية الثبوتية.
إِنَّهُ
مِنْ الخطأ أَنْ يقال: «اللهُ رُوحٌ» فقط، لأَنْ الله ليس الرُوحٌ الوحيد. فالإِنْجِيل
يقول أَنْ الملائكة: «14جَميِعهُمُ أَرْوَاحاً
خَادِمَةً مُرْسَلَةً للْخِدِمَةٍ لأَجْلِ العَتيِدِينَ أَنْ يَرِثُوا الخَلاَصَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ1: 14). فإننا بهَذَا القول إِنْ الله رُوحٌ قد نفشل فِي التميز بين الله
والكائنات الأخرى الَّتِي هِيَ أيضا أرواح. وَلَكِنْ عِنْدَمَا نقول إِنْ
الله رُوحٌ، غَيْرُ مَحْدُودَ...إلخ، فإننا بهَذَا نوضح أًنَّهُ يتميز عَنْ الكائنات
الأخرى.
رُوحٌانية
اللَّه تعلّمنا:
1) إِنْ اللَّه ذات، يشعر بوجوده، وله عقل ومشيئة.
2) إِنَّهُ جوهر بسيط غَيْرُ مركب مِنْ أجزاء مختلفة، ولا يقبل
التقسيم، ولا يُضاف إليه شَيْءٍ، لأَنْ غَيْرُ المَحْدُودَ يستحيل أَنْ يُزاد
عليه، وكذلك لاَ ينقص منه لأَنْ واجب الكمال لاَ ينقصه شَيْءٍ.
3)
إِنَّهُ كائن أخلاقي، لأَنْ مِنْ شأَنْ كُلّ كائن ذي عقل ومشيئة أَنْ يكون تحت
قانون الأخلاق، وهُوَ قانون لنفسه فِي كُلّ مَا يختص بالشريعة الأخلاقية.
إلى اللقاء في مَا هية الله؟
ثانياً: الله غَيْرُ مَحْدُودَ
للمزيد:
للمزيد:
لمعرفة هل الله روح؟ شاهد
الله روح ل د.القس سامي اسكندر
ت: 01112385575 - 01012003985
Email:
Pastor_samy@yahoo.com
http://youtu.be/bjoFj311mRs
0 التعليقات:
إرسال تعليق