• اخر الاخبار

    1) شبهة خلق الأَرْضَ مرتين د. القس / سامي منير اسكندر




    شبهة خلق الأَرْضَ مرتين

    إعداد 


    د. القس سامي منير اسكندر






    الشبه بين «1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضَ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 2)،
    و«10وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضاً وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَاراً. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 10)،
    ففى الأُولَ يفهم من قوله «2وَكَانَتِ الأَرْضَ خَرِبَةً وَخَالِيَةً» أَنَّهُ كَانَتِ أَرْضَ وخُرِبت. وفى الثانى أن الأَرْضَ خلقت حديثًا.
    الأجابة: أن كلمة «خَرِبَةً وَخَالِيَةً» فى العبرانية:  
    «توهو: תֹּהוּ ، tôhû ، to'-hoo» = «خَرِبَةً»، راجع الكلمة بالعبرية من القاموس تحت رقم H8414
    و«يوهو: בֹּהוּ ، bôhû ،   bo'-hoo» «خَالِيَةً»، راجع الكلمة بالعبرية من القاموس تحت رقم H922

    أَيُّ «قفرًا وتشويشًا». تأتي بعد «1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» المراد بها أن الله خلق المادة الأُولَى أو عناصر المادة، وقوله «خَرِبَةً وَخَالِيَةً»، أَيُّ ليس فيها شىء إِلَّا المادة وهى مشوشة لا نظام لها.
    قيل عن الأَرْضَ إنها كانت «خَرِبَةً وَخَالِيَةً»، وفي الترجمة السبعينية: «غير منظورة وغير كاملة»، ويعلل أنها غير منظورة لعدم خلق للإنسان بعد لكي يراها، ولأن المياه كانت تغطيها تمامًا، أو لأن النور لم يكن بعد قد أشرق عليها فكان الجو غامضًا. أما كونها «غير كاملة» فبسبب عدم قدرتها علي الإنبات.
    علي أي الأحوال إن كان قد أعلن أن اللهُ الآب خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بكلمته، فهنا يكشف عن دور الرُّوحِ الْقُدُسِ الذي كان يرف علي وجه المياه ليخلق من الأَرْضَ الخربة والخاوية عالمًا صالحًا جميلاً. ولا يزال الرُّوحِ الْقُدُسِ إلي يومنا هذا يحل علي الإنسان الخاطئ  ليقدسه فيقيم هذا الإنسان الذي أفسدته الخطية، وجعلت منه أرضًا خربة وخاوية، غير منظورة لحرمانها من إشراقات الله وغير كاملة...سموات جديدة وأرضًا جديدة، أي يهبنا الميلاد الجديد بالإيمان بعد التوبة، فيه ننعم بنفس مقدسة علي صورة الله خالقنا وجسد مقدس أعضاؤه آلات برّ لله.
    أما «10وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضاً وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَاراً. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 10)،
    كتب موسى بأن الله جمع المياه تحت السماء إِلَى مكان واحد، والمتأمل في خريطة العالم يلاحظ فعلاً أن ذلك صحيح علميًا، وإذ أن جميع المحيطات السبعة لها قاع واحد، إذ هي مشتركة مع بعضها في القاع. ولكن مُوسَى كان حريصًا إذ ذكر البحار منفصلة، لأنه ذكرها بصيغة الجمع «بِحَاراً». وفي أيام مُوسَى كان البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وربما بعض أجزاء من المحيط الأطلنطي معروفين لدي البشر، وأن المحيطات السبعة المعروفة الآن لدينا لم تكتشف إلاَّ بعد قرون طويلة حين بني الإنسان المراكب الضخمة، فكيف عرف مُوسَى أن البحار مع كونها منفصلة إلاَّ أن قاعًا واحدًا لها!
    يري البعض أنه في هذه الحقبة أمر الله حرارة الأَرْضَ أن تهدأ أكثر من ذي قبل مما أدي إِلَى تقلص القشرة الأَرْضَية وتشققها، فنشأت المجاري العميقة وتكونت الأنهار والبحيرات والبحار. وقد تجمعت البحار والمحيطات معًا في مكان واحد، أما البحار المعزولة الآن فجاءت نتيجة لعوامل طبيعي مختلفة.
    فهذه الآية لا تتحدث عن خلق أرضاً جديد، بل تشكيل الأَرْضَ وتيهئتها للحياة من قبل الله، عكس الآية الأُولَى تحدث عن خلق المادة الأُولَ وهي الأَرْضَ،



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: 1) شبهة خلق الأَرْضَ مرتين د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top