• اخر الاخبار

    حياة شَاوُلُ الأرهابي د. القس سامي منبر اسكندر الجزء الرابع




    حياة شَاوُلُ الأرهابي 

    الرَّسُولِ بُولُسَ

    الأرهابي الذي آمن بالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
    إعداد

    د. القس سامي منبر اسكندر

    الجزء الرابع

    وقد أعقب تجديده مباشرة قضاء ثلاث سنوات ما بين العربية (صحراء النبطيين؟) ودِمَشْقَ «17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ1: 17و18). ويبدو أن الرَّسُولِ بُولُسَ في تلك الأثناء كان يعيد تقييم حياته وفهمه للأسفار الإِلهية، على أساس أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو مركزها. وكان يشهد لليهود أن يسوع هو ابن الله ومحققاً أن هذا هو الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «20وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ». 21فَبُهِتَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهَذَا الاِسْمِ؟ وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا لِهَذاَ; لِيَسُوقَهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ!». 22وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ مُحَقِّقاً «أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ9: 20-22).
    ومع أن الإِنْجِيل لا يذكر شيئا عن أهمية تلك الفترة للرَّسُولِ بُولُسَ شخصيًا، إلا أنها كانت - بلا شك - فترة فيها أعلن له الرُّوحِ الْقُدُسِ الكثير عن شخص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ومضامين الرسالة التي كلفه بحملها إلى الامم.
    ü     أحداث ما قبل للتجديد:
    ليس فى الإِنْجِيل ما يدل على أن الرَّسُولِ بُولُسَ قد رأى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في أثناء حياته على الأرض. أما ما جاء فى رسالته الثانية إلى الكنيسة كورنثوس عن معرفة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حسب الجسد «16إِذاً نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ5: 16)، فالتفسير الصحيح لذلك هو أن معرفة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ السابقة كانت مبنية على أسس جسدية، ومن ثم فلا أهمية لها بالنسبة للقضية المعروضة. وبكل تاكيد، كان لشخصية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ودعواه - مما وصله من التقارير اليهودية وشهادات المسيحيين ونظرة الفريسيين إليه - أثر بالغ في الرَّسُولِ بُولُسَ، فلا يمكن أن يقوم إنسان بمثل هذه الحملة من الاضطهاد لو لم يكن قد وصله ما يعده كافياً لاشتعال الكراهية في نفسه. فيبدو أن ما كان الرَّسُولِ بُولُسَ يعلمه عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ - قبل تجديده - قد أشعل عدأوته – مقتنعاً بأن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كان مجرد محتال، وإن تلاميذه يشكلون خطرا شديداً على مستقبل الأمة بكرازتهم بهذه الأوهام.
    يزعم البعض أن تجديد الرَّسُولِ بُولُسَ، كان قد مهد له اتصاله بالمسيحيين، وأَنه تأثر - دون أن يدري - بمنطق حوارهم وما تتميز به حياتهم من نشاط، وثباتهم أمام الاضطهادات. ويربط لُوقَا - بكل تأكيد - بين استشهاد استفانوس واضطهاد المؤمنين وتجديد الرَّسُولِ بُولُسَ.
    ولكن ليس ثمة تأكيد على الارتباط المنطقي، فمن المستحيل إذاً أن نتحدث - بكل ثقة - عما كان يعتمل في فكر الرَّسُولِ بُولُسَ الباطن. وليس من الْمَجْدِى أن نحاول تحليل الأمر نفسياً بعد مرور ألفين من السنين، ومع ذلك فالأرجح أن الرَّسُولِ بُولُسَ شرع في اضطهاده للمسيحيين وهو يعرف مدى جدية من يضطهدهم، ومدى صلابة عزيمة الشهيد، والآلام المبرحة التي - لابد - أن يعانيها.
    ولم يكن التعصب شيئاً غريباً عن فلسطين في أيامه. ومن المحتمل جداً أنه كان مستعداً لتحمل الاجهاد العاطفي في اضطهاد من كان يعتقد أنهم أعداء مخدوعون وخطرون. وليس لنا أن نفترض أن منطق المبشرين المسيحيين قد أثر فيه أثراً بالغاً، فإشاراته - فيما بعد - إلى عار الصليب، تدل على أن الصليب كان أكبر حجر عثرة أمامه، لا يمكن لأي منطق أو حجة مهما بلغت أن ترفعه «23وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ1: 23)، «11وَأَمَّا أَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَإِنْ كُنْتُ بَعْدُ أَكْرِزُ بِالْخِتَانِ فَلِمَاذَا أُضْطَهَدُ بَعْدُ؟ إِذاً عَثْرَةُ الصَّلِيبِ قَدْ بَطَلَتْ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5: 11).
    ومع أنه يعترف - فيما بعد - بما كان لحياته فى الديانة اليهودية واتصالاته بالمسيحيين، من قيمة توكيدية، فإنها - كما يبدو - لم تكن هى العوامل التي أوصلته إلى النقطة الفاصلة. أن مقابلته للمسيح في الطريق إلى دِمَشْقَ، كانت هى وحدها الكفيلة بأن تجعل الربي اليهودي الشاب، يعيد النظر في موت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أن مقابلته مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المقام، هي وحدها التي اقنعته أَن الله قد أَثبت صحة كل دعاوي وعمل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذى كان هو يضطهده. ومن وجهة النظر البشرية، كان الرَّسُولِ بُولُسَ محصناً تماماً ضد الإِنجيل، ومع أنه كان رجلًا منطقيًا، إلا أنه كان واثقاً من أنه لا يمكن أن يوجد دليل يمكن أن يغير نظرته للصليب، حيث أنه كان يرى أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد مات موت المجرمين. ولكن الله يقدم الدليل للجادين المخلصين ليقنعهم ويقودهم إلى الحق، لهذا فأَن الله السرمدي قد سُرَّ - كما يقول بُولُسَ نفسه وهو يستعيد ذكرياته - أن يعلن ابنه فيَّ «16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ1: 16)، وهكذا أمسك الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بالرَّسُولِ بُولُسَ وجعله خادماً له «12لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي3: 12).
    ü     نتائج الإيمان:
    بعد أن تقابل الرَّسُولِ بُولُسَ مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في الطريق إلى دِمَشْقَ، أصبحت لديه ثلاث قناعات واضحة تمام الوضوح لا يستطيع منها فكاكاً:
    أولاً: تصحيح الفكر ضرورة حتمية
    إن غيرته الشديدة، وامتيازاته العظمى، ويقينه بأنه يفعل إرادة الله، وكل حياته في الديانة اليهودية، كل هذه كانت موضوع توبيح من الله. لقد جاءة صوت من السماء لتصحيح مفاهيمه، ولم يعد هناك مجال لقول آخر. لقد تشبث بناموس موسى باعتباره السلطة العليا، ولكنه لم يدرك أنه سلطة وسيطة، أي أن النَّامُوس قد أعطي كمودب ليقود الناس إلى الإِيمان بالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. 22لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. 23وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. 24إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ3: 19-25)،
    وحيث أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد جاء، وأذيعت رسالة الإِنجيل، فإن رفض من يتكلم عنه النَّامُوس، وتوقير الحرف عن الشخص - الذى هو موضوع الحرف - إنما هو نكسة أو رجوع إلى الأركان الضعيفة الفقيرة «25وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. 1وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِراً لاَ يَفْرِقُ شَيْئاً عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. 2بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. 3هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. 4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. 6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ». 7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ. 8لَكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً. 9وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضاً إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ 10أَتَحْفَظُونَ أَيَّاماً وَشُهُوراً وَأَوْقَاتاً وَسِنِينَ؟ 11أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثاً!»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ3: 25 إلى رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ4: 11).
    ثانياً: أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو الله يهوه الحي
    لم يكن فى استطاعته الهروب من تلك النتيجة، وهي أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذي كان يضطهده، حي وأنه واحد مع الآب الذي كان إسرائيل يعبده. فعليه إذا أن يراجع كل أفكاره عن حياة الناصري وتعليمه وموته، لأنه من الواضح الجلي أن الله قد اثبت صدقه بصورة تسمو فوق كل جدل أو شك، فأصبح مضطراً إن يوافق المسيحيين على أن موت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على الصليب، لم يكن دليلاً على أنه كان مضللاً، بل كان تدبير الله من اجل خطية الإِنسان، وكان اتماماً للنبوات. كما وجد نفسه مضطراً للاعتراف بأن قيامة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ – إتماماً أيضاً للنبوات - كانت برهاناً قاطعاً على كل هذه الحقائق، وأن فيها يقين الحياة لكل من يؤمن بالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «3فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي آلأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ 4وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلآثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. 8وَآخِرَ الْكُلِّ - كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ - ظَهَرَ لِي أَنَا. 9لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. 10وَلَكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلَكِنْ لاَ أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي. 11فَسَوَاءٌ أَنَا أَمْ أُولَئِكَ هَكَذَا نَكْرِزُ وَهَكَذَا آمَنْتُمْ. 12وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ 15وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ. 16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا! 19إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. 20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ15: 3-20)،
    ووجد فى تسليمه للرب المقام، إتماماً لوعد نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ وكل انتظاراته، كما وجد فيه البر الحقيقي والشركة العميقة مع الله.
    ثالثاً: الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد اختاره ليكون رسولاً للأمم
    القناعة الثالثة التي أصبحت واضحة أمام الرَّسُولِ بُولُسَ، هى أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد اختاره ليكون رسولاً للأمم يحمل إليهم رسالة الرب الذي صُلب وقام، ولكى يأتي بهم إلى وحدة الجسد الواحد فى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «13فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ11: 13)، «16حَتَّى أَكُونَ خَادِماً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ مُبَاشِراً لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً مُقَدَّساً بِالرُّوحِ الْقُدُسِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ15: 16)، «11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ1: 11–16)، «8لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ أُعْطِيَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ3: 8)، فلم يكن الرَّسُولِ بُولُسَ يري مطلقاً أنه يختلف في شيء عمن سبقوه من الرسل، فى مضمون الإِنجيل، ولكنه كان واثقاً- كما ثبت كتاباته - أن الرب أعطاه فهماً جديدًا لتدبير الفداء، وهذا هو ما يسميه إنجيلي «16فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ (الأسرار أو الأعمال الخفية) النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي (يقصد أن الإنجيل الذي يبشر به هو ما أعلنه الروح القدس له) بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 16)، «25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ (قبول الأمم فى الإيمان) الَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ (فى فكر الله من قبل تأسيس العالم)»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ16: 25)، مؤكداً دائماً أنه قد أعُطي له بإعلان خاص من الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «1بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ،..11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ1: 1و11و12)، «2إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي لأَجْلِكُمْ. 3أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ. كَمَا سَبَقْتُ فَكَتَبْتُ بِالإِيجَازِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ3: 2و3).
    ومع أنه أدرك من رؤى واعلانات آخرى أن الإِنجيل يعنى المساواة التامة بين اليهود والأمم أمام الله، وأنه لا خطا اطلاقاً فى الأتصال المباشر بالأمم فيما يتعلق بالرسالة المسيحية، إلا أنه ظل يؤكد دائماً أن إرساليته للأمم قد جاءته منذ تجديده.
    إلى اللقاء في الجزء الخامس من حياة شَاوُلُ الأرهابي 

    بُولُسَ الرَّسُولِ


    الأرهابي الذي آمن بالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: حياة شَاوُلُ الأرهابي د. القس سامي منبر اسكندر الجزء الرابع Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top