الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي سِفْرُ التَّكْوِينِ
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
كان
السقوط فِي الجنة الأولى مأساة.. أفقدت
الإنسان كل الامتيازات التي خصّه بها الله.. وصار الإنسان عريانًا
مهانًا مخذولاً.. مطرودًا من وجه الله.. ولم يكن هناك بصيص أمل فِي استرداد المجد
الأول والنعمة العظيمة التي تمتع بها آدم وحواء.
وفي
وسط هذا الظلام الحالك.. أشرق نور
عظيم بوعد مقدس: أن نسل المرأة يسحق رأس الحية: «15وَأَضَعُ عَدَاوَةً
بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ
نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ
وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 15).
قول الله تبارك اسمه في سفر التكوين «هُوَ (نسل الْمَرْأَةِ) يَسْحَقُ
رَأْسَكِ (رأس الحية) وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ
عَقِبَهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 15).
كَانَتِ
الْحَيَّةِ هي إبليس نفسه، الَّذِي دُعي: «2فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ
الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ
وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ20: 2)، وقد وضع
الله عداوة بين إبليس والْمَرْأَةِ حتى يأتي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ من نسل الْمَرْأَةِ
- دون زرع بشر - يسحق رأس الْحَيَّةِ التي سحقت عقب البشرية.
سحق الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ - مولود المرأة - بصليبه رأس الْحَيَّةِ، كالإِنْجِيل:
«14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ
ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ، 15إِذْ جَرَّدَ
الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ(في
الصَّلِيبِ)»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي2:
14)، لكن الْحَيَّةِ تسحق كل إنسان ينزل عن الحياة العلوية التي في الرب ليصير
عقبًا يرتبط بالتراب.
أن رأس الْحَيَّةِ هو الكبرياء الَّذِي يحدر حياة
الإنسان فيجعلها عقبًا، عندئذ تقدر أن تنفس فيه سمومها، إذ تترقب الْحَيَّةِ عقب
الكبرياء، عندما تراك تسقط بالكبرياء وتنحدر.
إذن فلتلاحظ أنت رأسها أي الكبرياء بكونه رأس كل الخطايا.
كما يري أن رأس الْحَيَّةِ هو بداية انطلاق الخطية فينا خلال الفكر الشرير، لذا يليق
بنا أن نسحقه في بدايته قبل أن يحدرنا إلى العقب ويقتلنا.
إنها بداية كل اقتراح شرير. فعندما يقترح عليك (العدو)
فكرًا شريرًا القه عنك قبلما تثور اللذة فيك وتقبله. لتتجنب رأسه فر يمسك بعقبك.
وفي هذا إشارة واضحة بان نسل الْمَرْأَةِ وهو الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المولود من مريم العذراء بالرُّوحِ
الْقُدُسِ يسحق رأس الشيطان الذي هو الحية القديمة وتم هذا عندما سحقه الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على الصليب لما انتصر على الموت وفتح الفردوس لأدم
وبنيه.
ظنت
حواء أنه أول وُلد لها، فسمته قَايِينَ «1وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ
وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ
رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ4: 1). فرحت حواء بأول قنية،
حاسبة أنه سيخلصها وزوجها من سم الحية.. ولكن للأسف كان قد لُدغ هو أيضًا وصار
أول مجرم على وجه الأرض.
عندما
اكتشفت حواء مبكرًا أن قايين ليس
هو المخلص، أسمت ابنها الثاني هابيل أي (بسيط، نجار، زائل) لأنها
أدركت أنه ليس هو أيضًا المخلص.
وكان
على البشرية أن تنتظر أجيالاً كثيرة ليأتي «11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ»(إِنْجِيلُ لُوقَا2: 11)، متجسدًا ليس من الْمَرْأَةِ الأولى
التي أخطأت..بل من الْمَرْأَةِ الثانية الحقيقية القديسة الطاهرة مريم العذراء.
وكان
هدف الله خلال هذه الأجيال الطويلة أن يرتقي بالبشرية ويهيئها ويُعدها للإيمان
بتجسده..ومع ذلك لم يؤمن الكثيرون..وللآن
أيضًا كثيرون لا يستطيعون أن يصدقوا أن الله تجسد.
وإلى اللقاء فِي
رابعاً: الذبيحة
الأول تشير للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق