إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
يتحدث
نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ بأكمله عن شخص الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ بطريقة نبوية شفرية، فيستطيع الدارس المتأمل أن يكتشف
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بين كل سطور نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ.
فلم
تكن النبوات فقط تتحدث عن شخصه الإلهي، بل الأحداث
والشخصيات والأسماء والتعبيرات أيضًا، ولا عجب، فنحن نعرف أن نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ كان هدفه تهيئة الناس، وإعدادهم لاستقبال الله
المتجسد في الإِنْجِيل.. لذلك
نرى في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ الوعود والإشارات والشرح
والوصف حتى لا يتوه الناس عن معرفة هذا الإله العظيم الذي سيتأنس في ملء الزمان.
وسِفْرُ
التَّكْوِينِ هو سفر البدايات: بداية
الخليقة، بداية العلاقة مع الله، بداية الزواج، بداية السقوط، بداية
الوعد بالخلاص، بداية الأنسال، بداية العائلات، بداية قصة شعب الله.. الخ. ولابد لنا أن
نرى الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ واضحًا في كل تلك البدايات.
أولاً: الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
هو الله الخالق
الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو كلمة الله، والله خلق العالم
بالكلمة:
«3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» (الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 3)،
«3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 3و4)،
«17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 17)،
«16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16)،
«11أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ4: 11).
«3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» (الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 3)،
«3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 3و4)،
«17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 17)،
«16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16)،
«11أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ4: 11).
قصة
الخلق هذه دُونت بتفاصيلها في سِفْرُ
التَّكْوِينِ.. وكان واضحًا جدًّا أن الله الآب خلق العالم بالابن الكلمة..
إذ قيل في كل قصة خلق جديدة: «قَالَ اللهُ».
«3وَقَالَ اللهُ:
«لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 3).
«6وَقَالَ اللهُ:
«لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ
وَمِيَاهٍ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ1: 6).
«9وَقَالَ اللهُ:
«لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ
الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذَلِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 9).
«11وَقَالَ اللهُ:
«لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً وَشَجَراً ذَا ثَمَرٍ
يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 11).
«14وَقَالَ اللهُ:
«لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ
وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 14).
«20وَقَالَ اللهُ:
«لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ
الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 20).
«24وَقَالَ اللهُ:
«لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ
وَدَبَّابَاتٍ وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذَلِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 24).
«26وَقَالَ اللهُ:
«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى
سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ
الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 26).
واضح
أن كل الخليقة تكوّنت بِكَلِمَةِ اللهِ:
«3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ11: 3)،
«5لأَنَّ هَذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللَّهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ3: 5).
«3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ11: 3)،
«5لأَنَّ هَذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللَّهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ3: 5).
والرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو كلمة الآب، وتكلّم في سفر الأمثال عن نفسه قائلاً: «22اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ
طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ
مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ
يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25مِنْ
قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ
وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27لَمَّا ثَبَّتَ
السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ
الْغَمْرِ. 28لَمَّا أَثْبَتَ
السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ
تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ 30كُنْتُ عِنْدَهُ
صَانِعاً وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ فَرِحَةً دَائِماً قُدَّامَهُ. 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي
مَعَ بَنِي آدَمَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ8: 22-31).
كان
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ منذ الأزل كائنًا، وفي بدء الزمان خالقًا، وفي ملء
الزمان مخلصًا، وفي المجيء الثاني سيكون دائنًا.
وإلى
اللقاء في
ثانياً: الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو صورة الله
0 التعليقات:
إرسال تعليق