شَهَادَةِ اللَّهُ الآبُ
للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
من كتاب
هل يُعْقلُ أن
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر في الدين
المقارن
قَالَ
الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحِ:
«32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي
هِيَ حَقٌّ... 37وَالآبُ نَفْسَهُ الَّذِي
أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ،»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5: 32و37)، «18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، ويَشْهَدُ
لِي الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا8: 18).
ü
الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ:
«36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ
يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لإِكَمِّلَهَا، هَذِهِ
الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ
قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ
الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ
أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا5: 36و37).
«33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي
أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ
نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 33).
«17وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ
رَجُلَيْنِ حَقٌّ: 18أَنَا هُوَ
الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8:
17و18).
«28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ
السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً!». 29فَالْجَمْعُ
الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ
قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ ملاَكٌ!». 30أَجَابَ
يَسُوعُ وَقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ
أَجْلِكُمْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا12: 28-30).
«17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى3:
17).
«5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ
ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا»(إِنْجِيلُ مَتَّى17:
5).
«11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ1:
11).
«22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ
جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ
ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا3:
22).
«6هَذَا هُوَ الَّذِي أَتَى بِمَاءٍ وَدَمٍ، يَسُوعُ
الْمَسِيحُ. لاَ بِالْمَاءِ فَقَطْ، بَلْ بِالْمَاءِ وَالدَّمِ. وَالرُّوحُ هُوَ
الَّذِي يَشْهَدُ، لأَنَّ الرُّوحَ هُوَ الْحَقُّ. 7فَإِنَّ
الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ
الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ
يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ.
وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ. 9إِنْ
كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ
هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا
الرَّسُولِ الأُولَى5: 6-9).
ü
يَشْهَدُ لِي الآبَ:
«27اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ
لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ
الإِنْسَانِ، لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا6:
27).
«18أَنَا
هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، ويَشْهَدُ
لِي الآبَ الَّذِي
أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 18).
«17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى3:
17).
«5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ
ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا»(إِنْجِيلُ مَتَّى17:
5).
ü لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ:
«18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ
الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
18).
«9قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ
مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى
الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا14:
9).
«24لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً
لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ
فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا15:
24).
«19وَقَالُوا لِمُوسَى: «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا
فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ20:
19).
«12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ
سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة4:
12).
«17وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى،
الإِلَهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ
الدُّهُورِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى
تِيمُوثَاوُسَ1: 17).
«16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي
نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ
يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.
آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6:
16).
«1اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ،
الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ
أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. 2فَإِنَّ
الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ
الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا
الرَّسُولِ الأُولَى1: 1و2).
«12اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ
بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ
فِينَا»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى4: 12).
«20إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ
أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ،
كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا
الرَّسُولِ الأُولَى4: 20).
ü
الكائن الأوحد:
«12ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا
هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ
يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 12).
«25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:
«أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8:
25).
«38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي،
وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ» (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8:
38).
«51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ
يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8:
51).
«58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8:
58).
«9أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ
وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10:
9).
«11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي
الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10:
11).
«14أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ
خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10:
14).
«30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10:
30).
«25قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ
وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا11:
25).
«6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ
وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا14:
6).
«17فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ
كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ.
وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي
مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا
اللاَّهُوتِيِّ1: 17و18).
هذه
شَهَادَةِ رئيسية، وتقع في المرتبة الأولي، مدعمة بقول
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «27لَيْسَ أَحَدٌ
يَعْرِفُ الابْنَ إِلا الآبُ»(إِنْجِيلِ
مَتَّى11: 27).
لقد
أظهر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ سر شَهَادَةِ الآب له بقوله: «20لأَنَّ
الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ
أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5: 20). وهنا إعلان عن علاقة الأقانيم أَزَلِياً (ارجع للكتاب الثالث لنفس المؤلف "هل يعقل أن اللهُ ثلاثة؟")، وهذا واضح من قول الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ في صلاته الشفاعية: «24لأَنَّكَ
أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا17: 24). لذلك إكرام الآب هُوَ عينه إكرام للابن «23لِكَيْ
يُكْرِمَ الْجَمِيعِ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5: 23).
لقد شَهِدَ الآب عن ابنه بثلاث طرق متنوعة هي:
1-
عن طريق الأعمال كما تكُلَّمنا سابقاً في (3) شَهَادَةِ الأعمال).
2-
عن طريق الإعلان الإِلَهِيَّ المكتوب (راجع شَهَادَةِ الكتب في 5).
3-
الشَهَادَةِ المباشرة وهذه هي محور حديثنا الآن.
أولاً: شَهَادَةِ
الآب عند معمودية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
«حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ
إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ... 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ
صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتِ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ،
فَرَأَى رُوحَ اللهُ نَأَزَلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ. 17وَصَوْتٌ من السَّمَاوَاتِ
قَائِلاً: هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُررْتُ»(إِنْجِيلِ مَتَّى3:
16و17).
لذلك
قَالَ يُوحَنَّا المعمدان في شهادته عنه: «33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ
أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: «الَّذِي
تَرَى الرُّوحِ نَأَزَلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ
بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدَتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنَ
اللَّهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 33و34).
لقد
جاء إِلَى يُوحَنَّا المعمدان الآلاف من اليهُوَد. ويقول الإِنْجِيلِ: «3حِينَئِذٍ خَرَجَ
إِليْهِ أَورُشَلِيمُ وَكُلَّ الْيَهُوَدِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ
بِالأُرْدُنِّ. 4وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ
بِخَطَايَاهُمْ»(إِنْجِيلِ مَتَّى3: 5و6). ويذكر أيضاً أن «7كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ
وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ»(إِنْجِيلِ مَتَّى3: 7). أي الشعب بكُلَّ فئاته الدينية والعامة،
لكن لم يَشْهَدُ يُوحَنَّا المعمدان لواحد منهم، ولم تُفتح السموات لواحد منهم قط،
ولم يأت صوت الآب لواحد منهم أو عنه، لقد جاءت شَهَادَةِ يُوحَنَّا المعمدان عَلَى أُسس إلهية سليمة:
1) «لكِنَّ
الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ قَالَ لِي»
2) «انْفَتَحَتْ لَهُ السَّمَاوَاتِ»
3) صوت
الآب من السَمَاءً «ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُررْتُ»
ثانيًا: شَهَادَةِ
الآب على جبل التجلي:
لقد
شَهِدَ الآب للابن في وقت معموديته أمام يُوحَنَّا المعمدان لتكون شهادته إعلاناً
لتميز الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ عن سائر المعتمدين، بل لمكانته الرفيعة والأَزَلِيَّةِ
ومساواته مع الآب، وخاصة تلك الشَهَادَةِ الَّتِي إعلنت في بدء خدمة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ عَلَى
الأَرْضَ.
أما
في حادثة التجلي «1أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ
وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ.
2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ
كَالشَّمْسِ وَصَارت ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى
وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكُلَّمَانِ مَعَهُ»(إِنْجِيلِ مَتَّى17: 1-3). «وَفِيمَا هُوَ يَتَكُلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ
ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَة قَائِلاً: «5هذَا هُوَ ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُررْتُ لَهُ اسْمَعُوا»(إِنْجِيلِ مَتَّى17: 5، قارن مع إِنْجِيلِ لُوقَا9: 34).
لقد
كانت شَهَادَةِ الآب أمام تلاميذه (بُطْرُسَ ويُوحَنَّا ويَعْقُوبُ) المعتبرين أنهم أعمدة في الْكَنِيسَةِ فيما
بعد «9فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ
وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي
وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ
فَلِلْخِتَانِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ2: 9)، الامتياز الَّذِي نالوه عن بقية الرُّسُلُ
والأَنْبِيَاءِ الَّذِين قبلوه (خاصة
معه في نفس المنظر"مُوسَى وإيليا")، والَّذِين شَهِدَوا له.
ثالثًا: شَهَادَةِ
الآب قبل الصلب في إِنْجِيلِ يُوحَنَّا12: 28
كانت صلاة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «28أَيُّهَا الآبُ
مَجِّدِ اسْمَكَ» فجاءت شَهَادَةِ الآب: «فَجَاءَ
صَوْتٌ مِنَ السَمَاءً: مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أيْضاً»، هذه الحادثة حدثت قبل الصلب «12وَفِي الْغَدِ سَمِعَ
الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعُ آتٍ إِلَى
أُورُشَلِيمَ، 13فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا12: 12و13).
وأمام الجمع الكثير والَّذِي كان من بينهم الأمم اليونانيين،
وكانوا يطلبون يَسُوعُ: «20وَكَانَ أَنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا
لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ
بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، 21وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعُ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا12: 20و21).
شَهَادَةِ الآب لتمجيد الابن أمام الأمم، لقد فهم
الجمهُوَر الَّذِي سمع الصوت خطأ، أن ملاكاً قد كُلَّمه، لذلك صحح الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هذا الفهم بقوله: «30لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ
هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنَ أَجْلِكُمْ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا12: 30). هذه شَهَادَةِ مسموعة من الآب للْمَسِيحِ أمام المتهُوَدين
من الأمم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق