شْهَادُة النَّبِيَّ مُوسَى أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ
اللهُ
من كتاب
هل يُعْقلُ أن
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
إعداد
د.القس / سامي. منير اسكندر
باحث ومحاضر في الدين
المقارن
ثانياً: نبوة سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة18: 15-18
«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً
مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. حَسَبَ كُلَّ مَا
طَلبْتَ مِنَ الرَّبُّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا
أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبُّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ
أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ. قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا
تَكُلَّمُوا. أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ
كُلَّامِي فِي فَمِهِ فَيُكُلَّمُهُمْ بِكُلَّ مَا أُوصِيهِ بِهِ».
نري في
هذه النبوة:
1)
منْ
المتكُلَّم؟
النَّبِيَّ مُوسَى: «يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ». الحديث موجه لشعب
إِسْرَائِيلَ ليكون له نبياً «يُقِيمُ لكَ...نَبِيّاً».
وليس نبياً للهند أو الصين أو اليابان أو العرب لكنه لإِسْرَائِيلَ بالتحديد: «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ...»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 11).
2)
من
هُوَ الَّذِي يقيم؟
«الرَّبُّ
إِلهُكَ».
تقول النبوة: «يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ».
تدل
عَلَى أن هذا الشعب له علاقة باللهُ
«الرَّبُّ إِلهُكَ». وليس شعباً وثنياً بعيد عن اللهُ.
3)
ما
الهدف من النبوة؟
«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ نَبِيّاً».
الهدف
من النبوة ظهُوَر نبي: «نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ
مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي». فالمقارنة
بين مُوسَى والنَّبِيَّ في النبوة وليس في الزواج والأبناء والأمور الْجَسَدِية
لكن في الأمور الرُوحِيَّةٍ.
4)
أين
يعيش هذا النَّبِيَّ؟
«نَبِيّاً
مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي». في وسط إِسْرَائِيلَ
ولإِسْرَائِيلَ وليس في أي منطقة أخرى في الْعَالَمِ.
5)
ماذا
تقول النبوة؟
«مِثْلِي» أي مثل مُوسَى، فمُوسَى كُلَّيم
اللهُ، والرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّمة اللهُ.
6) ما السبب
الَّذِي يجعل اللهُ يطلب من مُوسَى أن يعلن هذه النبوة؟ - بالرغم من
أن مُوسَى كُلَّيم اللهُ – هل مُوسَى لا يصلح لهذه
المهمة؟ هل النَّبِيَّ الَّذِي سيأتي أعظم من مُوسَى؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
7) ما هُوَ سر
الامتياز في هذا النَّبِيَّ الَّذِي يتحدث عنه مُوسَى؟
لنعود إِلَى أقوال النبوة عَلَى فم النَّبِيَّ مُوسَى مرة
أخرى للأجابة عَلَى هذه الأسئلة، ولابد من مَعْرِفَةً ظروف وأسباب حديث
اللهُ مع النَّبِيَّ مُوسَى – وبالعودة للنص السابق نجد: «حَسَبَ
كُلَّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبُّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ».
إذاً الشعب اليهُوَدى طلب من إِلَهَه طلبة
وكانت الأجابة: مجيء النَّبِيَّ، ولكن للفهم نجيب على الأسئلة:
ما هُوَ حوريب؟
ما
هُوَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ؟
تري ما هُوَ هذا الطلب؟
ما هُوَ حوريب؟
هُوَ جبل سيناء، الاسم: «سيناء»
مشتق من الكُلَّمة العربية "سنا" أي الضوء الشديد، كما أن «سينو»
هُوَ من الألقاب القمم عند البابليين.
وتقع «بَرِّيَّةِ سِينٍ» «1ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ
سِينٍ (الَّتِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ) فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ
عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ16: 1)، «1ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
مِنْ بَرِّيَّةِ
سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ
وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ17: 1)، «11ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ سِينٍ.
12ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ
وَنَزَلُوا فِي دُفْقَةَ»(سِفْرُ اَلْعَدَد33: 11و12)، بين جبل سيناء وخليج السويس، ولعلها سميت بهذا الاسم كما يقول البعض من
شدة انعكاس الضوء عَلَى الحجر الجيري.
ولكن في سيناء: «17كَانَ
مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبُّ كَنَارٍ آكُلَّةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ
عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ24: 17).
لذا يرى البعض الأخر ما
زال مجد الرَّبُّ يصبغ منحدرات جبل مُوسَى باللون الناري المنعكس من صخوره
الجرانيتية الحمراء، وصخور الصوان الوردية حتى بعد أن تكون الظلال قد خيمت عَلَى
السهل أسفل الجبل.
ويطلق عَلَى الجبل
والبرية اسم «حوريب»(ومعناها «الخراب» = «القفر»)، في سبعة عشر
موضعاً غالبيتها في سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة، ولو أن اسم «سيناء» يُذكر أيضاً في «2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ
سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ
يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة33: 2).
ويرد اسم حوريب
في أسفار التَّوْرَاةَ الآخرى «1وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ
حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ
إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 1)، «6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ
فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ
لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ
إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ17: 6)، «6فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زِينَتَهُمْ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ33: 6)، للدلالة
عَلَى «جبل اللهُ»
وبرية «رفيديم»
الَّتِي تقع عَلَى بعد نحو عشرين ميلاً إِلَى الشمال الغربي منه.
ما هُوَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ؟
الحادثة كانت في
التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْخُرُوجُ19: 16-21:
«وَحَدَثَ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ
وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ وَصَوْتُ بُوقٍ شَدِيدٌ جِدّاً. فَارْتَعَدَ كُلَّ
الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ. وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ
الْمَحَلَّةِ لِمُلاقَاةِ اللهُ فَوْقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ
كُلَّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبُّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ
وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلَّ الْجَبَلِ جِدّاً.
فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ
يَزْدَادُ اشْتِدَاداً جِدّاً وَمُوسَى يَتَكُلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ.
وَنَزَلَ الرَّبُّ
عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ وَدَعَا اللهُ مُوسَى
إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. فَصَعِدَ مُوسَى. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَدِرْ حَذِّرِ
الشَّعْبَ لِئَلا يَقْتَحِمُوا إِلَى الرَّبُّ لِيَنْظُرُوا فَيَسْقُطَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ».
وكان إعلان اللهُ في رسالة العبرانيين12:
18-21 «18لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ
مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ
وَظَلامٍ، 19وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كُلَّمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كُلَّمَةٌ،
20لأَنَّهُمْ لَمْ
يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ مَسَّتِ
الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ. 21وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى:
«أَنَا مُرْتَعِبٌ
وَمُرْتَعِدٌ!». قارن مع التَّوْرَاةَ
سِفْرُ اَلْخُرُوجُ20:
18و19
«18وَكَانَ
جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرُونَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ وَالْجَبَلَ
يُدَخِّنُ. 19وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ
ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ وَقَالَوا لِمُوسَى: «تَكُلَّمْ أَنْتَ
مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلا يَتَكُلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلا نَمُوتَ».
ما هُوَ هذا الطلب؟
في التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْخُرُوجُ20: 19 «19تَكُلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلا يَتَكُلَّمْ
مَعَنَا اللهُ لِئَلا نَمُوتَ». الشعب يخاف من التكُلَّم مع اللهُ «وَلا
يَتَكُلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلا نَمُوتَ». لماذا؟ لأن الشعب حتماً به خطية،
لذلك خاف أن يقترب إِلَى اللهُ. في الوقت الَّذِي أحب اللهُ أن يتكُلَّم مع الشعب.
فالنَّبِيَّ الَّذِي يأتي هُوَ الحل لهذه المشكُلَّة؟!
فللتوضيح
لابد من العودة للنص السابق لمَعْرِفَةً حل اللهُ لتلك المشكُلَّة.
«17قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا
فِي مَا تَكُلَّمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ
نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كُلامِي فِي فَمِهِ
فَيُكُلَّمُهُمْ بِكُلَّ مَا أُوصِيهِ بِهِ».
إذاً، الحل بحسب
أقوال النبوة، أن اللهُ يقول: «18أُقِيمُ
لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كُلامِي فِي فَمِهِ
فَيُكُلَّمُهُمْ بِكُلَّ مَا أُوصِيهِ بِهِ».
اميـتاز وسـر وعظمة
هذا النَّبِيَّ أن اللهُ لا يكُلَّمه كمُوسَى أو بقية الأَنْبِيَاءِ لكنه «وَأَجْعَلُ كُلامِي فِي فَمِهِ فَيُكُلَّمُهُمْ بِكُلَّ مَا
أُوصِيهِ بِهِ».
فيكون هذا النَّبِيَّ الوحيد في كُلَّ الخَلِيقَةٌ «كُلَّمة
اللهُ». فالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هُوَ
الوحيد الَّذِي لقب ب «كُلَّمة
اللهُ» في الإِنْجِيلِ
والتَّوْرَاةَ.
والقرآن يؤكد هذا بقوله: ﴿إِذْ
قَالَتْ الْمَلاَئِكَةِ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللهُ يُبَشِّرُكِ بِكُلَّمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ﴾(سورة
آل عمران3: 45)،
﴿الْمَسِيحِ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهُ وَكُلَّمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ﴾(سورة النساء4: 171). إذاً فالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ كُلَّمة
اللهُ.
والسؤال: هل كُلَّمة اللهُ أَزَلِي (أي كانت فيه منذ الأَزَلِ) أم
هُوَ مخلوق؟!
لو فرضنا أن كُلَّمة اللهُ مخلوق، هل كان اللهُ بدون كُلَّمة،
صامت، أخرس؟
حاشا لله، لأن
كُلَّمة اللهُ لو قلنا إنه مخلوق، إذاً اللهُ حدث فيه تغيراً. وحاشا لله أن يحدث
ذلك، إذاً كُلَّمة اللهُ أَزَلِي لأنها كانت فيه منذ الأَزَلِ.
ربما يقول قائل:
كُلَّمة اللهُ المقصودة بها الكُلَّمات والحروف وهي كُلَّمة "كن"، وهي الَّتِي ﴿أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾ وهل هذا احتمال مقبول؟ والسؤال:
إذ كان الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ كُلَّمة اللهُ مخلوق
بكُلَّمة "كن" فلما
إذاً لم يكرر اللهُ مثله أكثر من رَسُولُ؟ لماذا هُوَ الوحيد الَّذِي تميز بهذا اللقب؟ ألم يكن من
المناسب والأجدر بحسب فكرنا كبشر أن يعطي
هذا الاميتاز لآدم أول الأَنْبِيَاءِ، أو إِبْرَاهِيمُ خليل اللهُ، أو لمُوسَى
كُلَّيم اللهُ، أو....ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
دعنا نتأمل ونفكر
جيداً في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّمة اللهُ.
يقول الإِنْجِيلِ: »1فِي
الْبَدْءِ كَانَ الْكُلَّمَةُ وَالْكُلَّمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهُ وَكَانَ الْكُلَّمَةُ
اللهُ. 2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ
عِنْدَ اللهُ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1:
1-2). فالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هُوَ الكُلَّمة وهُوَ
اللهُ،
وفيه كُلَّمنا اللهُ: «1اللهُ، بَعْدَ مَا
كُلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كُلَّمَنَا
فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ»(رِّسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ1: 1-2).
هُوَ الكُلَّمة...أي
هُوَ »اللوجوس«...هُوَ العقل الإِلَهِيَّ...هُوَ العقل
الأول ومن بعده كُلَّ العقول...فهُوَ العقل الْكَائِنِ في الذات الإِلَهِيَّةِ منذ
الأَزَلِ، ولم تمر لحظة من الزمان كانت الذات الإِلَهِيَّةِ بلا عقل، وإلا فكيف
يكون هُوَ اللهُ من غير عقل أو كُلَّمة.
ليس العقل في اللهُ
جزءاً من اللهُ، لأن اللهُ لايتجزأ..إنه كُلَّه عقل، كُلَّه كُلَّمة...فالعقل ليس
مادة فيه.
إنه العقل الأول...«فِي الْبَدْءِ كَانَ
الْكُلَّمَةُ»(إِنْجِيلِ
يُوحَنَّا 1:1).
وهُوَ العاقل لذَاتِهِ...«وَالْكُلَّمَةُ كَانَ
عِنْدَ اللهُ»(إِنْجِيلِ
يُوحَنَّا 1:1).
وهُوَ المعقول من ذَاتِهِ...«وَكَانَ
الْكُلَّمَةُ اللهُ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا
1:1).
والرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ الكُلَّمة
الفاعل «16فَإِنَّهُ
فِيهِ خُلِقَ الْكُلَّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضَ، مَا يُرَى
وَمَا لا يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ
سَلاطِينَ. الْكُلَّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِسَالَةُ كُولُوسِّي1:
16).
لأنه الخالق: »2كُلَّمَنَا
فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ...الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ
الْعَالَمِينَ«(رِّسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ1:
2). هذا هُوَ
النَّبِيَّ الَّذِي يتفق مع
أقوال
النَّبِيَّ موسي في التَّوْرَاةَ سفر تثنية 18:
18«أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ
إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كُلامِي فِي فَمِهِ فَيُكُلَّمُهُمْ بِكُلَّ مَا
أُوصِيهِ بِهِ». هُوَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّمة اللهُ.
قَالَ البعض عن هذه النبوة:
أ- إن النَّبِيَّ
الموعود به هنا لا يكون من بني إِسْرَائِيلَ بل من إخوتك أي الإسماعيليين، وقَالَوا لم يقم نبي كمُوسَى في إِسْرَائِيلَ بدليل هذه
الآية «10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي
إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة34: 10).
ب- وأن نبي الإسلام كمُوسَى في جملة وجوه، فكُلَّاهما:
§ نشأ
في بيوت أعدائهما.
§ وكُلَّاهما
ظهرا بين عبدة الأصنام.
§ وكُلَّ
منهما رفضه قومه أولاً ثم عادوا فقبلوه.
§ والاثنان
هربا من وجه أعدائهما أما مُوسَى فهرب إِلَى مديان وأما محمد فهاجر إِلَى المدينة.
§
واسما الموضعين بمعنى واحد وكُلَّ منهما نزل إِلَى ساحة القتال وحارب الأعداء.
§ وعمل
المعجزات وساعد أتباعه من بعد موته عَلَى امتلاك فلسطين. هذا ما قَالَه بعض علماء المسلمين.
ورداً عليهم إليك بعض الأمور:
أ-
نقول إن الآية: «10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي
إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة34: 10)، تفيد أنه لم يقم
نبي كمُوسَى في إِسْرَائِيلَ إِلَى الوقت الَّذِي كتب فيه هذا السفر وكُلَّمة بعد
تفيد أن بني إِسْرَائِيلَ توقعوا أن يكون النَّبِيَّ منهم لا من الخارج وأما عبارة
من وسطك في سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة 18: 15 فهي واردة في النسخ
العبرية.
ب- ومع
ذلك فالمعنى بها وبدونها ظاهر، لا ننكر أن إسماعيل أخ لإسحق من أبيه إلا أننا نقول
إذا صح بناء عَلَى هذه القرابة اعتبار بني إسماعيل وبني إِسْرَائِيلَ إخوة فكم بالأولى كثيراً يكون أسباط إِسْرَائِيلَ الاثنا عشر إخوة بعضهم لبعض وقد
ورد مثل ذلك في القرآن (سورة الأعراف آية 84)، حيث يعتبر شعيباً أخاً لمدين، وعدا ذلك
فقد كثر في سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة عينه اعتبار البعض من الإِسْرَائِيلَيين
إخوة للبعض الآخر:
·
سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة3: 18 «18وَأَمَرْتُكُمْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ قَائِلاً:
الرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ لِتَمْتَلِكُوهَا.
مُتَجَرِّدِينَ تَعْبُرُونَ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُلَّ ذَوِي
بَأْسٍ«.
·
وسِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة15: 7 «7إِنْ كَانَ فِيكَ فَقِيرٌ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِكَ
فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ فِي أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فَلا
تُقَسِّ قَلبَكَ وَلا تَقْبِضْ يَدَكَ عَنْ أَخِيكَ الفَقِير«.
·
وسِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة17: 15 «15فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَليْكَ مَلِكاً الَّذِي
يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَليْكَ
مَلِكاً. لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَجْعَل عَليْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيّاً ليْسَ
هُوَ أَخَاكَ«.
·
وسِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة24:
14 «14لا تَظْلِمْ أَجِيراً مِسْكِيناً وَفَقِيراً
مِنْ إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الغُرَبَاءِ الَّذِينَ فِي أَرْضِكَ فِي أَبْوَابِكَ«.
·
في سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة17: 15 «15فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَليْكَ مَلِكاً الَّذِي يَخْتَارُهُ
الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَليْكَ مَلِكاً. لا يَحِلُّ
لكَ أَنْ تَجْعَل عَليْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيّاً ليْسَ هُوَ أَخَاكَ«. وردت عبارة نظير
الآية المطروحة عَلَى بساط البحث بخصوص الرجل الَّذِي يجب أن يتوجوه عليهم ملكاً
حيث يقول خطاباً لإِسْرَائِيلَ فإنك تجعل عليك ملكاً الَّذِي يختاره الرَّبُّ إلهك
من وسط إخوتك تجعل عليك ملكاً لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجبنياً ليس هُوَ أخاك
إن أكثر ممالك أوروبا إن لم نقل كُلَّها محكومة بعائلات أجنبية أو كانت أجنبية
يوماً ما أما بنو إِسْرَائِيلَ فمن أول تاريخهم إِلَى نهايته لم يتوجوا رجلاً
أجنبياً ملكاً عليهم، ولو كان استدلال المسلمين بآية البحث استدلالاً صحيحاً لوجب
عَلَى بني إِسْرَائِيلَ كُلَّما احتاجوا إِلَى ملك أن يذهبوا إِلَى الإسماعليين
ويختاروه منهم إلا أنهم لم يفعلوا مثل هذا الفعل بل كانوا يعينون ملوكهم من بينهم
وهم أعلم من غيرهم بلغتهم ويعرفوا التفسير الْحَقَّيقي لعبارة من إخوتك.
ومَن مِن النَّاسِ اليوم إذاً قيل له أن يستدعي أحد إخوته ليتقلد منصباً عالياً يفهم من ذلك أن يستثني أعضاء
عائلته، ويبحث عن رجل غريب تجمعه به رابطة الجدود الأقدمين!! وبخلاف ذلك فقد ورد
في التَّوْرَاةَ نصوص صريحة تحذر بني إِسْرَائِيلَ أن لا يقبلوا أي نبي إلا من
ذرية إسحق، لأن عهد اللهُ كان مع إسحاق «18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ
يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ
بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ.
وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ.
هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ
عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ
الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ17: 18-21)،
و«10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ
وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ
إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ
اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ
أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا
لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ21: 10-12)،
ولا تتعجب إن قلت أن القرآن نَفْسَهُ يؤيد رأي التَّوْرَاةَ من هذه الحيثية
لأنه يصرح في مواضع كثيرة أن النبوة موكولة إِلَى بني إِسْرَائِيلَ ومنها قوله في (سورة العنكبوت29:
27) ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبُ وَجَعَلْنَا فِي
ذُرِّيَّتِهِ النُّبُّوَةَ وَالْكِتَابَ﴾ إلخ، وقوله ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ
وَالْحُكْمَ وَالنُّبُّوَةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِين﴾(سورة الجاثية45: 16).
ويُقَالَ خلاف ما تقدم أن النَّبِيَّ
المنتظر في آية البحث موعود به أن يرسل لبني إِسْرَائِيلَ، وأما النَّبِيَّ محمد
فأعلن رسالته بين العرب الَّذِين منهم ولد وبينهم نشأ، وأما من جهة وجوه المشابهة المشار إليها في آية البحث بين مُوسَى
والنَّبِيَّ المنتظر أن يقوم من بني إِسْرَائِيلَ فمشروحة في «10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي
إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ 11فِي جَمِيعِ الآيَاتِ وَالعَجَائِبِ التِي أَرْسَلهُ
الرَّبُّ لِيَعْمَلهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ
وَكُلِّ أَرْضِهِ 12وَفِي كُلِّ اليَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ المَخَاوِفِ العَظِيمَةِ التِي
صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة34: 10-12)، وتنحصر في نقطتين:
الأولى مَعْرِفَةً (أي الألتصاق أو
التقرب مع) اللهُ وجهاً لوجه عند كُلَّ من النَّبِيَّين والثانية المعجزات العظيمة
لكُلَّ منهما.
إما عن النقطة الأولى فنقول أنها ليست
متوفرة في محمد لأنه قَالَ في حديث مشهُوَر ما عرفناك حق معرفتك
وأما عن النقطة الثانية فليست متوفرة فيه
أيضاً بدليل القرآن نَفْسَهُ فإنه يَشْهَدُ في مواضع كثيرة أنه لم يأت بمعجزة
واحدة وعَلَى ذلك قوله: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ
إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَّوَلُون﴾ إلخ (الإسراء17:
59). (انظر
تفسير البيضاوي وابن عباس)، وقوله ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
لَوْلا يُكُلَّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ﴾(البقرة2:
118). وقوله ﴿وَقَالَوا لَوْلا نُّزِلَ عَلَيْهِ
آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾(الأنعام6:
37 و57 و109 والأعراف 7: 202 ويونس10: 20 والرعد13: 8 و29 والعنكبوت29: 50) هاتان هما نقطتا
الشبه المقصودتان في التَّوْرَاةَ وأما وجوه الشبه الكثيرة الَّتِي عددها إخواننا
المسلمون بين مُوسَى وبين محمد فكثير منها متوفرة عند مسيلمة الكذاب وعند ماني
الفارسي فهل كُلَّاهما نبيين؟؟!!!!
ونقول أخيراً إن اللهُ نَفْسَهُ أعلن في
الإِنْجِيلِ ما سبق وأنبأ به في التَّوْرَاةَ وأظهر أن النَّبِيَّ الموعود به هُوَ
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لا محمد، قابل (له تسمعون) في النصوص:
«15يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً
مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ...19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ
الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة18: 15و19). مع «فِيمَا هُوَ
يَتَكُلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ
قَائِلاً: «5هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا»(إِنْجِيلِ
مَتَّى17: 5، وإِنْجِيلُ مَرْقُسَ9: 7).
ثم أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ذَاتِهِ طبق هذه النبوة
وغيرها من نبوات التَّوْرَاةَ عَلَى نَفْسَهُ «46لأَنَّكُمْ لَوْ
كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ
هُوَ كَتَبَ عَنِّي»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5:
46).
انظر «3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ.
وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ12:
3)، و«18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ
مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي» (سِفْرُ التَّكْوِينِ22:
18)، و«4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي
نَسْلَكَ جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلاَدِ وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ
الأَرْضِ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ26: 4)، و«14وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ وَتَمْتَدُّ
غَرْباً وَشَرْقاً وَشِمَالاً وَجَنُوباً. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ
جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ28:
14).
إِنْجِيلِ يُوحَنَّا 5: 46 «لأَنَّكُمْ
لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنَّهُ هُوَ
كَتَبَ عَنِّي». فالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ دون غيره هُوَ من
كتب وتنبأ مُوسَى عنه!
أولاً: لأنه من نَسْلِ يهُوَذا وبالتالي من بني إِسْرَائِيلَ، فنسبه «1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2إِبْراهِيمُ
وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا
وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ
فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ
أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ
عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ
سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ
بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ
وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ
دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي
لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ
رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ
وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا
وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى
وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا
وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ
شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ
وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ
أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ
وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ
يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ
يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى
الْمَسِيحَ»(إِنْجِيلِ
مَتَّى1: 1-16)، و«23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ
ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي، 24بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، بْنِ مَلْكِي،
بْنِ يَنَّا، بْنِ يُوسُفَ، 25بْنِ
مَتَّاثِيَا، بْنِ عَامُوصَ، بْنِ نَاحُومَ، بْنِ حَسْلِي، بْنِ نَجَّايِ، 26بْنِ مَآثَ، بْنِ مَتَّاثِيَا، بْنِ شِمْعِي،
بْنِ يُوسُفَ، بْنِ يَهُوذَا، 27بْنِ
يُوحَنَّا، بْنِ رِيسَا، بْنِ زَرُبَّابِلَ، بْنِ شَأَلْتِئِيلَ، بْنِ نِيرِي، 28بْنِ مَلْكِي، بْنِ أَدِّي، بْنِ قُصَمَ، بْنِ
أَلْمُودَامَ، بْنِ عِيرِ، 29بْنِ
يُوسِي، بْنِ أَلِيعَازَرَ، بْنِ يُورِيمَ، بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، 30بْنِ شِمْعُونَ، بْنِ يَهُوذَا، بْنِ يُوسُفَ،
بْنِ يُونَانَ، بْنِ أَلِيَاقِيمَ، 31بْنِ
مَلَيَا، بْنِ مَيْنَانَ، بْنِ مَتَّاثَا، بْنِ نَاثَانَ، بْنِ دَاوُدَ، 32بْنِ يَسَّى، بْنِ عُوبِيدَ، بْنِ بُوعَزَ، بْنِ
سَلْمُونَ، بْنِ نَحْشُونَ، 33بْنِ
عَمِّينَادَابَ، بْنِ آرَامَ، بْنِ حَصْرُونَ، بْنِ فَارِصَ، بْنِ يَهُوذَا، 34بْنِ يَعْقُوبَ، بْنِ إِسْحَاقَ، بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، بْنِ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ، 35بْنِ
سَرُوجَ، بْنِ رَعُو، بْنِ فَالَجَ، بْنِ عَابِرَ، بْنِ شَالَحَ، 36بْنِ قِينَانَ، بْنِ أَرْفَكْشَادَ، بْنِ سَامِ،
بْنِ نُوحِ، بْنِ لاَمَكَ، 37بْنِ
مَتُوشَالَحَ، بْنِ أَخْنُوخَ، بْنِ يَارِدَ، بْنِ مَهْلَلْئِيلَ، بْنِ قِينَانَ، 38بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ
اللهِ»(إِنْجِيلِ لُوقَا3:
23-38)، و«14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ
يَهُوذَا، الَّذِي
لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ»(رِّسَالَةُ
الْعِبْرَانِيِّينَ7:
14)، وصرف معظم حياته بين اليهُوَد وإليهم أرسل رسله أولاً ولم
يرسلهم إِلَى الأمم إلا أخيراً «6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ
الضَّالَّةِ»(إِنْجِيلِ مَتَّى10:
6). و«18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ
سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19فَاذْهَبُوا
وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ
وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ
أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ
الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ»(إِنْجِيلِ مَتَّى28:
18-20)، و«47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ
الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ»(إِنْجِيلِ لُوقَا24:
47)، وفي «22فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي
سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي
كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. 23وَيَكُونُ
أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ لِذَلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ الشَّعْبِ. 24وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَيْضاً مِنْ
صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ جَمِيعُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا
بِهَذِهِ الأَيَّامِ. 25أَنْتُمْ
أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا
قَائِلاً لِإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ
يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلُ3:
22-26).
ومن يراجع أيضاً سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلُ يجد أن الرُّسُلُ
يتكُلَّمون عن تحقيق هذه النبوة، فعَلَى سبيل المثال في سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلُ3: 22 عَلَى لسان بُطْرُسَ
يقول: «22فَإِنَّ
مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ
إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلَّ مَا يُكُلَّمُكُمْ بِهِ».
وفي سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلُ7: 37 عَلَى لسان
استفانوس الشهيد الأول للْمَسِيحِية «37هَذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ
إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ».
0 التعليقات:
إرسال تعليق