خلاصة مَثَل وكيل الظُّلْمِ ع13
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
إِنْجِيلِ لُوقَا
الإصحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
ü
مَثَل
وكيل الظُّلْمِ
13لاَ
يَقْدِرُ خَادِمٌ
أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ
يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا
اللهَ وَالْمَالَ».
ü خَادِمٌ:
«50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّ مَنْ
لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا»(إِنْجِيلُ لُوقَا9: 50).
«23مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ
مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا11: 23).
«15وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا
الرَّبَّ, فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ
الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ,
وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي
أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ»(سِفْرُ يَشُوع24:
15).
«10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!
لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى4:
10).
«24لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ،
لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ
الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ
وَالْمَالَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى6: 24).
«16أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ
ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيداً لِلطَّاعَةِ أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ
إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟ 17فَشُكْراً لِلَّهِ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً
لِلْخَطِيَّةِ وَلَكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ
الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. 18وَإِذْ
أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ. 19أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيّاً مِنْ أَجْلِ ضُعْفِ
جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلنَّجَاسَةِ
وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ هَكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ
لِلْقَدَاسَةِ. 20لأَنَّكُمْ لَمَّا
كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ. 21فَأَيُّ ثَمَرٍ كَانَ لَكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ
الأُمُورِ الَّتِي تَسْتَحُونَ بِهَا الآنَ؟ لأَنَّ نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ
هِيَ الْمَوْتُ. 22وَأَمَّا الآنَ إِذْ
أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ
لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ6: 16-22).
«5فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا
لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. 6لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ
وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. 7لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ
لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ
يَسْتَطِيعُ. 8فَالَّذِينَ هُمْ فِي
الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 5-8).
«4أَيُّهَا الّزُنَاةُ وَالّزَوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ
أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ
مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُّواً لِلَّهِ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ
الرَّسُولِ4: 4).
«15لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي
الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ
الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ
بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ
يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ
إِلَى الأَبَدِ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى2:
15-17).
ü يُبْغِضَ:
«26إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ
أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ،
حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً»(إِنْجِيلُ لُوقَا14:
26).
ü
الخلاصة
من المثل:
هنا أعطى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
مثلاً محتواه مرفوض روحياً، ولكنَّه يوضِّح حكمة أبناء الظلمة، كيف يستخدمون المال
ولو بالحرام حتى يعيشوا في عالم ظالم شرير. هذا المَثَل مؤدَّاه أن وكيلاً لرجل
غنيّ وُشي به، فعرف أنه سيُطرد من وكالته حتماً، فذهب وغيَّر الوثائق التي تفيد
مديونية الناس للغني، فالذي عليه مائة مكيال زيت جعله يغيِّر الصك المكتوب إلى
خمسين، والذي عليه مائة مكيال قمح جعله يكتب ثمانين، حتى إذا طُرد من وظيفته يمكنه
أن يسترد جزءاً من هذه المختلسات لنفسه ليعيش منها. فلا شك أن هذا الإجراء الماكر
مرفوض روحياً، فهو مختلس. ولكنه عمل ذلك بحكمة الأشرار من أجل حياته على الأرض. والرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ يقصد من هذا المثل لا أن نقتدي به ولكن أن نتعلَّم منه ماذا
نصنع في هذا العالم الظالم الشرير، لكي يكون لنا حياة أفضل في العالم الآخر.
يلزمنا أن نجد جواباً على عدة أسئلة
لندرك حقيقة هذا الوكيل الحكيم دنيوياً والمزوِّر والسارق والمختلس روحياً:
ü
ماذا كان يعمل هذا الوكيل؟
كان يغيِّر الصكوك التي يدوِّن فيها
ديون الزبائن بكتابة أرقام أقل، حتى إذا طرده صاحب المال يكون له عند الزبائن
الذين كتبوا على أنفسهم فيها أرقاماً أقل من الحقيقة، فيقاسمهم الفرق عند طرده من
الوكالة.
ما هو القصد الذي قصده الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ من هذا المثل؟
كان القصد واضحاً أن أبناء النور يكون
لهم نفس هذه الحكمة دون سرقة أو اختلاس؛ بل بعكس ذلك، فلأن هذا العالم ظالم فماله
كله هو مال ظلم، فعلى الإنسان أن يبدِّد هذا المال على ملكوت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ليتحوَّل كل ما سيبدِّده إلى
رصيد سماوي، فعندما يذهب إلى فوق يجد رصيده في انتظاره أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ:
«4وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ
عَرْشاً. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخاً جَالِسِينَ
مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ...10يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً
قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ
أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: «11أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ
تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ
الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ4: 4و10و11).
أمَّا إعلان الإنجيل فما هو
قصده من هذا المثل؟
قصده أن يدرك الفرِّيسيين وكل محبي
الأموال إن الأموال التي كنزتموها في هذا العالم ستُغرَّمون بها في العالم الآخر،
لأنكم لم تستخدموا لرحمة الأخرين، بل كنتم تتمتَّعون بها لحسابكم فقط «19وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ
كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي
وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا
غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي
أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 21هَكَذَا
الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا12: 21). أو لمجرَّد أن تكنزوها حتى تصيروا من أغنياء وعظماء الأرض،
ويخدمكم العالم ويخاف منكم الآخرون. كما أنه أعطى قرَّاء إنجيله درساً أن كل مالٍ
يُعطى لهم من أموال زائدة عن حاجتهم، لا يدَّخروه للزمن لان الله هو الضامن
للمستقبل وإلى الأبد، بل يرسلونه إلى فوق ليصبح رصيداً لهم في السماء.
ولكن لكي يتضح المثل أكثر فإنه عند
الآية (7) تكون القصة قد انتهت بالنسبة لوكيل الظلم وقصاص الأرض.
أمَّا ما جاء في الآية (8 و9) فهو
تعليق السيد Ð
KÚrioj صاحب الأرض أو صاحب العالم بنوع
التهكُّم (بحسب رأي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الآية 13 يكون المال). ويوضِّح
ذلك قول وكيل الظلم في الآية (3) عن صاحب الأرض الغنيّ إنه »سيدي «.
فواضح جداً أن السيد «Ð
kÚrioj كيريوس» هنا هو
الغنيّ صاحب الأرض. والكلام هنا غير واضح لأن الغنيّ - الذي وصفه الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ بالسيد بنوع التهكُّم - وجد في وكيل الظلم حكمة
(ظالمة طبعاً) وفي غير مصلحة الغنيّ، ولكن استطاع بها أن يعيش بأن يرحِّل مال
الظلم الذي اختلسه مع زبائن الرجل الغنيّ، لكي يقبلوه حينما يأتي إليهم بعد الطرد
يسترزق.
أما تعليق
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فيبدأ من الآية 10-13: وخلاصة تعاليم الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في هذه
الآية: «13لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ
إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ
وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا16: 13).
واضح جداً الآن بمقتضى فهمنا لهذه
الآية نشرح ما فات، أنه يستحيل أن نخدم المال بأمانة لحساب العالم ونكون في ذات
الوقت أمناء في خدمة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بالروح والحق. هنا مضادة عظمى
يستحيل حلَّها إلاَّ بما استطعنا أن نقوله ونوضِّحه في الآيات السالفة. فلكي نكون
أُمناء للمال لابد أن نجاهد ونبذل ما في وقتنا وصحتنا وأعصابنا لنستزيده لحساب
رئيس هذا العالم الشرير ولحساب المال الذي صار له الأولوية ليكون هو الآله في
حياتنا، الذي يعطينا إذا نجحنا وجمعنا له الملايين لنضعها في البنوك، يعطينا شهادة
الدكتوراه في الإخلاص في خدمة العالم ومال الظلم. ولكن أن نخدم الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ تصبح خدمتنا للمال لحساب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وملكوته، أي نأخذ
منه الكفاف والباقي في مشروعات لحساب ملكوت الله والسموات أي الكنيسة فيكون لنا
كنزٌ في السماء، والله لا يكذب. يستحيل أن نحب المال ونحب الله، هذا رياء فرِّيسي
وحكمة هذا العالم. إذا أحببنا الله فعلاً من كل قلبنا وفكرنا يلزم ويتحتَّم أن
المال إذا وقع في يدنا يكون مال الله، ومال الله يُعطى للمحتاجين من أولاد الله ولا
يخصنا منه إلاَّ كفافنا.
يستحيل أن نخدم المال ونخدم الله، إن
أردنا أن نخدم المال ونخدم الله معاً. فيلزم بالضرورة أن يكون المال مال الله
بالفعل وليس بالكلام.
وإلى هنا ينتهي موضوع المال، ويؤسفني
أن أقول أن الشرَّاح الذين اضطلعوا بشرح هذا المثل أعطوا شرحاً متحيِّزاً للعالم
ولمال الظلم. لذلك عزيزي القارئ أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يقول الحق والحق
لا يجوز اللعب به ليتناسب مع ظروفنا أو مبادئنا نحن أو واقعنا المالي. فإن كنَّا
نحسب أنفسنا أننا أبناء الملكوت، فالملكوت له شروط يلزم أن تُراعى جيداً هنا في
العالم. وأي محاولة للخلط بين العالم والملكوت مجازفة نحن فيها خاسرون: «6وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ
عَظِيمَةٌ، 7لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ
الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ
بِشَيْءٍ.8فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ
وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا.9وَأَمَّا
الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ
وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي
الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، 10لأَنَّ
مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ
ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6: 9و10).
دعاء:
أيها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
أقبل فهمي وإدراكي لهذا المثل وليكن على مذبحك وفي سفر تذكر أمامك، فإن أخطأت فأغفر
لي جهالتي في دمك، فانا أقول مع أساف المرنم: «22وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ
عِنْدَكَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور73: 22). وان كنت كلماتي حقًا فهي بالروح استحدمها لملكوتك وأقوال
مع دَاوُدَ المرنم: «14لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ
يَا رَبُّ صَخْرَتِي وَوَلِيِّي»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور19: 14). في اسم الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق