شَهَادَةِ يُوحَنَّا
المعمدان
(النبي يحيَّ)
من كتاب
هل يُعْقلُ أن
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر في الدين
المقارن
يقول يُوحَنَّا
المعمدان عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدَتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنَ
اللَّهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 34).
أولاً: أهمية شَهَادَةِ
يُوحَنَّا المعمدان:
1)لأن التَّوْرَاةَ أنبأت عن
مجيء يُوحَنَّا ممهداً الطريق أمام الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «هَأَنَذَا
أُرْسِلُ مَلاكِي (ملاك في العبرية تعني رَسُولُ)، فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ
أَمَامِي (أي قدام الرَّبُّ يَسُوعُ)»(سِفْرُ
مَلاَخِي3: 1). وأكد الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هذه
الْحَقَّيقَةِ بقوله: «26بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا، أَنَبِيَّاً؟ نَعَمْ
أَقُولُ لَكٌمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! 27هذَا هُوَ الَّذِي
كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاكِي الَّذِي يُهَيِّئُ
طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ»(إِنْجِيلِ
لُوقَا7: 26-27).
2) لأن اسم يُوحَنَّا
بالعبرية معناها «اللهُ
يتحنن»، ومعنى الاسم يشير إِلَى
تحنن اللهُ بإرسال المخلص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
3) كـونه
ممـثلاً للتوراة والأَنْبِيَاءِ ومعاصرته للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بل أنه كان آخر أنبياء التَّوْرَاةَ بحسب قول الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ
وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا»(إِنْجِيلِ مَتَّى11: 13).
4)عظمة يُوحَنَّا المعمدان تظهر من وصف الإعلان الإِلَهِيَّ المكتوب
له «6كَانَ إِنْسَانَ
مُرْسَلٌ مِنَ اللهُ اسْمُهُ يُوحَنَّا»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 6).
بل هُوَ أعظم المولودين من النساء بحسب شَهَادَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ عنه: «11الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ
مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ»(إِنْجِيلِ مَتَّى11: 11).
5) إنه هُوَ
الحامل لروح إِيلِيَّا،
حسب قول مَلاَخِي النَّبِيَّ: «5هَأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ
مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبُّ»(سِفْرُ
مَلاَخِي4: 5). وكان إِيلِيَّا
عظيماً بين الأَنْبِيَاءِ فهُوَ الَّذِي أغلق السموات وفتحها بكُلَّمة، والوحيد من
بين كافة الأَنْبِيَاءِ الَّذِي ارتفع حياً إِلَى السَمَاءً عياناً بواسطة منظر مركبة
نارية وخيول نارية، والرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أكد ذلك مرتين،
الأولى فـي شهادته
عن يُوحَنَّا المعمدان: «12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ
يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا
تَنَـبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا
الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ»(إِنْجِيلِ مَتَّى11: 12-15).
والثانية أكثر وضوحًا في رده علي أسئلة التلاميذ: «10وَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ قَائِلِينَ: فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ
أَنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟ 11فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ
لَهُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلكِنِّي أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ
مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانَ أَيْضاً سَوْفَ يَتأَلَّمُ مِنْهُمْ. 13حِينَئِذٍ فَهِمَ
التَّلامِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ»(إِنْجِيلِ مَتَّى17:
10-13).
6) أخيراً
لأن جوهر إعلان يُوحَنَّا المعمدان هُوَ الشَهَادَةِ للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فيقول: «6كَانَ إِنْسَانَ مُرْسَلٌ مِنَ اللهُ اسْمُهُ يُوحَنَّا، 7هذَا جَاءَ لِلشَهَادَةِ
لِيَشْهَدُ لِلنُّورِ(النور اسم من أسَمَاءً اللهُ، راجع ما هية اللهُ؟) لِكَيْ
يُؤْمِنَ الْكُلَّ بِوَاسِطَتِهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 6و7).
ثانياً: شَهَادَةِ
يُوحَنَّا لليهُوَد ثلاثة مرات
أولاً:
رداً عَلَى
أسئلة الكَهَنَةً واللاوِيِّينَ من اليهُوَد:
«19وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةِ
يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُوَدُ مِنَ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاوِيِّينَ
لِيَسْأَلُوهُ: مَنْ أَنْتَ؟»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 19)، فكان رد المعمدان: «20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ
يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحِ. 21فَسَأَلْوهُ: إذاً
مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟ فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا. النَّبِيَّ أَنْتَ؟ فَأَجَابَ:
لا. 22فَقَالَوا لَهُ: مَنْ أنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ
أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟ 23قَالَ: أَنَا صَوْتُ
صَارخٍ فِي الْبَريَّةِ: قَوِّمُوا طرِيقَ الرَّبُّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءَ النَّبِيَّ.
24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ. 25فَسَأَلُوهُ وَقَالَوا
لَهُ: فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحِ، وَلا إِيلِيَّا،
وَلا النَّبِيَّ؟ 26أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قَائِلاً: أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ،
وَلكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 27هُوَ الَّذِي يَأْتِي
بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ
سُيُورَ حِذَائِهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 20-27).
في هذه الشَهَادَةِ أعلن لاهُوَت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
1) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ القائم «فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ»، و«قَائِمٌ»
تفيد الجلال والثبات والامتياز.
2) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
المستتر «لستم تعرفونه»،
وذلك لم يأتِ بمظهر وعظمة الملوك بل جاء في صُورَةِ العبد، لذلك لم يعرفه اليهُوَد
شعبه فقط بل باقي الْعَالَمِ أيضاً، لذلك يقول الإِنْجِيلِ عنه: «كَانَ فِي الْعَالَمِ،
وَكُوِّنَ الْعَالَمِ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 10).
3) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المنتظر «هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي»، باعتبار الزمن بالنسبة لخدمة يُوحَنَّا المعمدان، لأن خدمته
كانت ممهدة لعمل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
4) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ صاحب المقام السامي «صَارَ قُدَّامِي»،
لأنه الْكَائِنِ أَزَلِياً، «17اَلَّذِي
هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ
الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1:
17و18).
5) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَزَلِي «15يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: هذَا هُوَ الَّذِي
قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ
قَبْلِي»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1:
15).
والمرة الثانية في محضر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
«29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعُ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ:
هُوَذَا حَمَلُ اللهُ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هذَا هُوَ الَّذِي
قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ
أَعْرِفُهُ لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ. 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً:
إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحِ نَأَزَلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَمَاءً
فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي
لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحِ نَأَزَلاً
وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ
وَشَهِدَتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنَ اللَّهِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 29-34).
هذه الشَهَادَةِ تتميز بعدة أمور:
1) في
وجود وحضرة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعُ».
2) تعتمد
علي ما رأته العينان: «الَّذِي تَرَى».
3) تعلن
الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنَ
اللَّهِ «هذَا هُوَ ابْنَ اللَّهِ»، التعبير اليهُوَدي ابْنَ اللَّهِ مساوٍ لله، «18فَمِنْ أَجْلِ هذَا
كَانَ الْيَهُوَدُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ
السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللهُ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ
بِاللهُ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5: 18).
4) تعلن أَزَلِيَّةِ الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «لأَنَّهُ
كَانَ قَبْلِي»، ومن هُوَ الأَزَلِي
سوى اللهُ.
5) تعلن مسح الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ من
قِبل اللهُ، وهي علامة ليُوحَنَّا المعمدان لمَعْرِفَةً الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ
لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ. 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحِ نَأَزَلِاً
مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَمَاءً فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ
الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحِ
نَأَزَلِاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهذَا
هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا1: 31-33).
6) تعلن
أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ كفارة
للعالم - الذبح العظيم - لأنه
قَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهُ»، فهُوَ الحمل المعين من اللهُ والمقدم منه والمقبول لديه. وهُوَذا
كُلَّمة تقَالَ لتوجيه الالتفات إِلَى شخص عجيب، أو إِلَى ضالة كان يتمناها أحدهم
فوجدها، أو للفت النظر إِلَى شخص قريب. وهنا نطق بها يُوحَنَّا المعمدان ليوجه
أنظار تلاميذه، بل الْعَالَمِ أجمع إِلَى حمل اللهُ الَّذِي كانت تشير إليه كُلَّ
ذبائح ونبوات التَّوْرَاةَ.
والمرة الثالثة: شَهَادَةِ
يُوحَنَّا المعمدان
عندما حاول اليهُوَد ضربه بسهام الغيرة والتذمر: «26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا
وَقَالَوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ
الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدَتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعِ
يَأْتُونَ إِلَيْهِ. 27أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: لا يَقْدِرُ إِنْسَانَ أَنْ
يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَمَاءً»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا3: 26-27).
في بقية حديثه عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يقول: «31الَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقَ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي
مِنَ الأَرْضَ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضَ يَتَكُلَّمُ. الَّذِي يَأْتِي مِنَ
الْسَمَاءً هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ. 32وَمَا رَآهُ
وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ
شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهُ صَادِقٌ. 34لأَنَّ الَّذِي
أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكُلَّمُ بِكُلَّامِ اللهُ لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللهُ
الرُّوحِ. 35الآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. الَّذِي
يُؤمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، 36وَالَّذِي لا يُؤْمِنُ
بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهُ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا3: 31-36).
هذه الشَهَادَةِ تتميز بعدة أمور:
1) أصل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «31الَّذِي
يَأْتِي مِنْ فَوْقَ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ…الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْسَمَاءً هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ». كُلَّمة فَوْقَ الْجَمِيعِ أي فَوْقَ جميع الأَنْبِيَاءِ،
بما فيهم يُوحَنَّا المعمدان - المتكُلَّم- نَفْسَهُ. أما السماويات فقد أُعطي الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
وحده أن يتكُلَّم بها لأنه السماوي، «13وَلَيْسَ أَحَدٌ
صَعِدَ إِلَي السَمَاءً إِلا الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَمَاءً، ابْنُ الإِنْسَانَ الَّذِي
هُوَ فِي السَمَاءً»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا3: 13).
2) تعاليم الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ وسموها: «وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ…لأَنَّ الَّذِي
أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكُلَّمُ بِكُلَّامِ اللهُ». وهنا نرى أن تعاليم الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
كاملة، لأنها من كنز قلبه، فهُوَ الَّذِي كان دَائِماً يقول: «وَأَمَّا أَنَا
فَأَقُولُ لَكُمْ»(اقرأ إِنْجِيلِ
مَتَّى 5-7)، لذلك لم يقل
مرة واحدة: «يقول اللهُ»، لماذا؟ لأنه هُوَ اللهُ.
3) سمو
بنوة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «الآبُ
يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ».
4) وجوب الإِيمَانُ
بالرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ «الَّذِي
يُؤمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لا يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ
عَلَيْهِ غَضَبُ اللهُ».
كما أن «مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهُ صَادِقٌ».
أخيراً: قبول الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ لشَهَادَةِ يُوحَنَّا المعمدان:
«33أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ…34وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا5: 33-34).
شَهَادَةِ يُوحَنَّا المعمدان بصفته المُرْسَل من اللهُ للشَهَادَةِ، كانت بحسب الْحَقَّ
تماماً.
كما أن يُوحَنَّا المعمدان شَهِدَ للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
في إِنْجِيلِ متّى أنه الديان لكُلَّ من لا يؤمن به: «12الَّذِي رَفْشُهُ فِي
يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا
التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأُ»(إِنْجِيلِ مَتَّى3: 12).
ومن هُوَ الديان غير اللهُ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق