الثروة أو المال حلالاً أم حراماً!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
الثروة هي
الكثرة والوفرة من الناس والمال، مما يخلد معه الناس إلى الاطمئنان «31قُومُوا اصْعَدُوا إِلَى أُمَّةٍ مُطْمَئِنَّةٍ
سَاكِنَةٍ آمِنَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ لاَ مَصَارِيعَ وَلاَ عَوَارِضَ لَهَا.
تَسْكُنُ وَحْدَهَا»(سِفْرُ
إِرْمِيَا49: 31).
وامتلاك الثروة
لا يعتبر شرا في ذاته، بل بالحري يعتبر بركة من الرب «19أَيْضاً كُلُّ إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ غِنًى
وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ
وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ فَهَذَا هُوَ عَطِيَّةُ اللَّهِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ5: 19)، «2رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ غِنًى وَمَالاً
وَكَرَامَةً وَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عَوَزٌ مِنْ كُلِّ مَا يَشْتَهِيهِ وَلَمْ
يُعْطِهِ اللَّهُ اسْتِطَاعَةً عَلَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ بَلْ يَأْكُلُهُ
إِنْسَانٌ غَرِيبٌ. هَذَا بَاطِلٌ وَمُصِيبَةٌ رَدِيئَةٌ هُوَ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ6: 2). أما الفكر الذي ينادي بأنه طوبي للمسكين وويل للغنى فليس
له أساس في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ.
أما ما جاء في إِنْجِيلُ لُوقَا «20وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ:
«طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ...24وَلَكِنْ
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ»(إِنْجِيلُ لُوقَا6: 20و24)، فكلام يرتبط بظروف معينة والمقصود به هم التلاميذ
ومضطهدوهم. فالله صانع الغني والفقير كليهما «1مَوَازِينُ
غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ11: 1).
ولكن وان لم
يكن في الغني والثراء خطا، إلا أن فيهما خطورة. فقد يقف الثراء عائقًا في طريق
الخلاص «23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ!»(إِنْجِيلُ مَتَّى19: 23)، والرئيس الغني الذي سال الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية خير مثال لذلك «18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلاً: «أَيُّهَا
الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي
صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ
تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ
حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ
يَسُوعُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ
وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ
اتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ
حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيّاً جِدّاً. 24فَلَمَّا
رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى
مَلَكُوتِ اللهِ! 25لأَنَّ دُخُولَ
جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ
اللهِ!». 26فَقَالَ الَّذِينَ
سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَقَالَ:
«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا18: 18-27)،
وهذا هو السبب
في ورود التحذيرات الكثيرة الموجهة للأغنياء في الدهر الحاضر «17أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ
يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى،
بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6: 17)،
«9وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ
الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، 10وَأَمَّا
الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. 11لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ،
فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا
يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ1: 9-11)، «1هَلُمَّ
الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ
الْقَادِمَةِ. 2غِنَاكُمْ قَدْ
تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. 3ذَهَبُكُمْ
وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ،
وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ
الرَّسُولِ5: 1-3...).
وهناك بعض
الأمثال التي لها أهميتها في هذا الصدد، كمثل الغني
الغبي «16وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ
كُورَتُهُ، 17فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ
قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟
18وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ
مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي
وَخَيْرَاتِي، 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي:
يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.
اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ
لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ
الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 21هَكَذَا
الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا12: 16-21)،
كمثل الغني ولعازر - أن أمكن أن نعتبر هذا مثالاً - «19كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ
وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي
طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ، 21وَيَشْتَهِي
أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ
كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ
الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ
الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ
عَيْنَيْهِ فِي الْجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ
بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، 24فَنَادَى
وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ
طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا
اللَّهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذَلِكَ
لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. 26وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ
مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ
يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27فَقَالَ:
أَسْأَلُكَ إِذاً، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ
لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ:
لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ
يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ: إِنْ
كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ
مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا16: 19-31).
ولكن من الواضح
الجلي أنه ليس من المستحيل أن يخلص الغني، فهناك أمثلة في الإِنْجِيل لأغنياء خلصوا
مثل نيقوديموس ويوسف الرامي «1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ،
رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا3: 1)، «38ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ،
وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلَكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ،
سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ
وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. 39وَجَاءَ
أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ
حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 38و39)،
«57وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، جَاءَ
رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً
لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى
بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى
الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ
الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60وَوَضَعَهُ
فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ
دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ وَمَضَى»(إِنْجِيلُ مَتَّى27: 57-60)، وزكا رئيس العشارين «1ثُمَّ
دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا
رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيّاً، 3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ
يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّماً وَصَعِدَ إِلَى
جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ.
5فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى
الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ
وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحاً. 7فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا
قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا
يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ
بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». 9فَقَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً
ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، 10لأَنَّ ابْنَ
الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 1-10).
بل نستطيع أن
نرى مما جاء في الإِنْجِيل أن يعقوب ويوحنا ابني زبدي كانا من الأثرياء «19ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ
بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ
الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا
لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى
وَذَهَبَا وَرَاءَهُ»( إِنْجِيلُ مَرْقُسَ1: 19و20)، «27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ
تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 27)، والثروة تاج الحكماء «24تَاجُ الْحُكَمَاءِ غِنَاهُمْ. تَقَدُّمُ
الْجُهَّالِ حَمَاقَةٌ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ14: 24).
وقد تأتي الثروة
نتيجة الاجتهاد والمثابرة «4اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ أَمَّا يَدُ
الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي»(سِفْرُ الأَمْثَالُ10: 4)،
أو بركة خاصة من الرب: «12وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ, وَأَنْتَ
تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ, وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ, وَبِيَدِكَ
تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ29: 12)، «11فَقَالَ
اللَّهُ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ هَذَا كَانَ فِي قَلْبِكَ وَلَمْ
تَسْأَلْ غِنىً وَلاَ أَمْوَالاً وَلاَ كَرَامَةً وَلاَ أَنْفُسَ مُبْغِضِيكَ
وَلاَ سَأَلْتَ أَيَّاماً كَثِيرَةً بَلْ إِنَّمَا سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ حِكْمَةً
وَمَعْرِفَةً تَحْكُمُ بِهِمَا عَلَى شَعْبِي الَّذِي مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ 12قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً
وَأُعْطِيكَ غِنىً وَأَمْوَالاً وَكَرَامَةً لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا لِلْمُلُوكِ
الَّذِينَ قَبْلَكَ وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهَا لِمَنْ بَعْدَكَ»(سِفْرُ أَخْبَارِ
الأَيَّامِ الثَّانِي1: 11و12)، «24مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا
بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 24)، «8وَهِيَ
لَمْ تَعْرِفْ أَنِّي أَنَا أَعْطَيْتُهَا الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ
وَكَثَّرْتُ لَهَا فِضَّةً وَذَهَباً جَعَلُوهُ لِبَعْلٍ»(سِفْرُ هُوشَعَ2: 8).
وفي جميع الأحوال
يضع نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ أمامنا هذا التحذير:
«17وَلِئَلا تَقُول فِي قَلبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هَذِهِ الثَّرْوَةَ. 18بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ أَنَّهُ هُوَ الذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاِصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ لِيَفِيَ بِعَهْدِهِ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة8: 17و18).
«17وَلِئَلا تَقُول فِي قَلبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هَذِهِ الثَّرْوَةَ. 18بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ أَنَّهُ هُوَ الذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاِصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ لِيَفِيَ بِعَهْدِهِ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكَ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة8: 17و18).
والأغنياء
معرضون اكثر من غيرهم لأنواع من الخطايا يحذرهم منها الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ، مثل:
1) الكبرياء
والتعالي «17أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا،
وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ
الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6: 17)،
2) وإحتقر الفقير والتسلط عليه «6وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ
الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى
الْمَحَاكِمِ؟»(رِّسَالَةُ
يَعْقُوبُ الرَّسُولِ2: 6)،
3) والأنانية «16وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ
أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، 17فَفَكَّرَ فِي
نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ
أَثْمَارِي؟ 18وَقَالَ: أَعْمَلُ
هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ
غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي، 19وَأَقُولُ
لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ
كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ
اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ
تَكُونُ؟»(إِنْجِيلُ
لُوقَا12: 16-20)، «19كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ
وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي
طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ، 21وَيَشْتَهِي
أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ
كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا16: 19-21).
4) والظلم والغدر «1ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ
لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيّاً، 3وَطَلَبَ
أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ
قَصِيرَ الْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ
مُتَقَدِّماً وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ
مُزْمِعاً أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا
جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا
زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي
بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ
وَقَبِلَهُ فَرِحاً. 7فَلَمَّا رَأَى
الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ
رَجُلٍ خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا
وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي
لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ
أَضْعَافٍ». 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ
إِبْرَاهِيمَ، 10لأَنَّ ابْنَ
الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 1-10)،
5) والغرور «11اَلرَّجُلُ الْغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ
وَالْفَقِيرُ الْفَهِيمُ يَفْحَصُهُ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ28: 11)، «22وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي
يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هَذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ
الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ»(إِنْجِيلُ مَتَّى13: 22)،
6) والثقة
بالذات والاتكال على الثروة «11ثَرْوَةُ الْغَنِيِّ مَدِينَتُهُ الْحَصِينَةُ وَمِثْلُ
سُورٍ عَالٍ فِي تَصَوُّرِهِ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ18: 11)، «17لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ
اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ
الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ3: 17).
والثروة ليست بدائمة «24لأَنَّ الْغِنَى لَيْسَ بِدَائِمٍ وَلاَ التَّاجُ
لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ»(سِفْرُ
الأَمْثَالُ27: 24)، ويجب عدم الاتكال عليها «24فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ.
فَأَجَابَ يَسُوعُ أَيْضاً وَقَالَ لَهُمْ: «يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ
الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ10: 24)، «10لاَ
تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ وَلاَ تَصِيرُوا بَاطِلاً فِي الْخَطْفِ. إِنْ زَادَ
الْغِنَى فَلاَ تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْباً»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور62: 10)، «17أَوْصِ
الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا
رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ
الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6: 17). أو الافتخار بها «»(سِفْرُ
إِرْمِيَا9: 23).
ومما يستلفت
النظر أن المرات الخمس التي ذكر فيها الربح في الإِنْجِيل، بالارتباط مع الثروة،
يوصف دائما بالقبيح «3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ
الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ...8كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ
ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ،
وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ3: 3و8)، «7لأَنَّهُ
يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجِبٍ
بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ
طَامِعٍ فِي الرِّبْحِ الْقَبِيحِ،...11الَّذِينَ
يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتاً بِجُمْلَتِهَا،
مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى تِيطُسَ1: 7و11)، «2ارْعَوْا
رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ
بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى5: 2).
وفي مواضع كثيرة منها:
نجد الإشارة إلى ما يحصل عليه خدام الإنجيل، وكأنهم - بوجه خاص - معرضون لان تجرفهم قوة المال، مما احتاجوا معه إلى تحذير خاص.
ولا يتركنا الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ دون أن
يرشدنا إلى كيفية التصرف بحكمة في الثروة وإرضاء الله.
ففي مثال قصة الغني ولعازر تعطينا صورة مأساوية للغني
الأناني الذي أساء استخدام ما ائتمنه الله عليه، ولا بد انه تمنى في العالم الآخر
لو يعطى كل ماله ليجد إنسانا يغيثه «19كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ
وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي
طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ، 21وَيَشْتَهِي
أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ
كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ »(إِنْجِيلُ لُوقَا16: 19-21)،
فيجب أن نعطي الفقراء والمحتاجين «18وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحاً، وَأَنْ يَكُونُوا
أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي
الْعَطَاءِ كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6: 18)، متخذين من الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مثالا لنا: «9فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا
يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ
تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ
كُورِنْثُوسَ8: 9).
0 التعليقات:
إرسال تعليق