بين طُولُ أَنَاةٍ والصبر
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
يظهر الله أناته في معاملته لشعبه ذو الرقبة الصلبة، كما في
معاملته للشعوب الآتمة، لأنه يحبهم ويريد خلاصهم. وعلى الإِنْسَانِ أن يتمثّل
بالأناة الإلهية التي يقدّم عنها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الإعلان الرسمي،
والأنموذج الكامل «1فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ
بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ أَفَسُسَ5: 1)، «45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ،
وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى5: 45). سوف يواجه التلميذ، على مثال
معلمه، الاضطهاد والتجارب، وعليه أن يتحمّلها في أمانة غير متزعزعة، ممتلئة فرحاً
ورجاء، بل بكيفية أكثر تواضعاً عليه أن يحتمل يومياً عيوب الآخرين بوداعة ومحبة.
Ø
نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ
أولاً: أناة الله
يظهر الله برّه بمغفرة الخطايا السالفة التي احتملها بحلمه
الإلهي «25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ
بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ
بِإِمْهَالِ اللهِ. 26لإِظْهَارِ
بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ
الإِيمَانِ بِيَسُوعَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ3: 25-26).
ويعتبر بُولُسَ الرَّسُول فترة نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ زمناً احتمل فيه الله خطايا شعبه، وخطايا الأمم
من أجل اظهار برّه الخلاصي، «20إِذْ عَصَتْ قَدِيماً، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ
تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي
فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى3: 20)، «22فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ
وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً
لِلْهَلاَكِ. 23وَلِكَيْ يُبَيِّنَ
غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ 24الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا نَحْنُ إِيَّاهَا
لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ9: 22-24).
وأدرك الشعب المختار على مدى تاريخه أناة الله هذه بعمق متزايد. وبمناسبة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، يعلن الرب أنه هو «إله رحيم ورؤوف طويل الأناة كثير المراحم والوفاء، يحفظ الرحمة لألوف، ويغفر الذنب والمعصية والخطيئة». لكنّه هو أيضاً الذي «لا يتزكّى أمامه الخاطئ. ويفتقد ذنوب الآباء في البنين وأبناء البنين إلى الجيل الثالث والرابع «6فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ34: 6-7)، «18الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لا يُبْرِئُ. بَل يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلى الأَبْنَاءِ إِلى الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد14: 18).
وأدرك الشعب المختار على مدى تاريخه أناة الله هذه بعمق متزايد. وبمناسبة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، يعلن الرب أنه هو «إله رحيم ورؤوف طويل الأناة كثير المراحم والوفاء، يحفظ الرحمة لألوف، ويغفر الذنب والمعصية والخطيئة». لكنّه هو أيضاً الذي «لا يتزكّى أمامه الخاطئ. ويفتقد ذنوب الآباء في البنين وأبناء البنين إلى الجيل الثالث والرابع «6فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ34: 6-7)، «18الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لا يُبْرِئُ. بَل يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلى الأَبْنَاءِ إِلى الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد14: 18).
وسوف تلحّ النبوات التالية أكثر فأكثر في تأكيد أناة الآب
ومحبته الرحيمة، فهو «8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى
الدَّهْرِ. 10لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا
حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. 11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ
الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12كَبُعْدِ
الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ
يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. 14لأَنَّهُ
يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور103: 8-14).
وان كان الأنبياء لا يزالون ينذرون بالغضب والدينونة، الاّ
أنهم يركّزون أكثر على المغفرة الالهية. وتظهر بعض النصوص استعداد الله التام في
الرجوع عن تهديداته «13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ
إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ
وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ. 14لَعَلَّهُ
يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ تَقْدِمَةٍ وَسَكِيباً
لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ» (سِفْر يُوئِيل2: 13-14)، «2وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: «آهِ يَا رَبُّ أَلَيْسَ هَذَا
كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذَلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ
إِلَى تَرْشِيشَ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلَهٌ رَأُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ
وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ»(سِفْرُ يُونَانَ4: 2). ولكنّ هذه الأناة الالهية
ليست قط ضعفاً، بل دعوة إلى التوبة: «13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا
إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ
الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ»(سِفْر يُوئِيل2: 13)، «6اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ
قَرِيبٌ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ55: 6).
ويفهم اسرائيل تدريجياً أنه ليس هو وحده الذي يجني ثمار هذه
الأناة: فالأمم أيضاً هم موضع محبة الله، وتذكّرنا قصة يونان بأن باب الرحمة
الالهية مفتوح أمام كل أمة تتّقي الله وتتوب إليه.
Ø
الإِنْجِيل
1) ان الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بموقفه ازاء الخطأة وبتعاليمه الخلاصية، يعلن الأناة الإلهية،
ويجسّدها في شخصه. فهو يؤاخذ تلاميذه لعدم صبرهم وميلهم للانتقام «55فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا
تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!»(إِنْجِيلُ لُوقَا9: 55).
وأمثال شجرة التين غير المثمرة «6وَقَالَ هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ
تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. 7فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ
آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا!
لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ
وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً، حَتَّى أَنْقُبَ
حَوْلهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. 9فَإِنْ
صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا»(إِنْجِيلُ لُوقَا13: 6-9)،
والابن الضال «11وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي
أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا
مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ
لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى
كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ
شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ
تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ
الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ
أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ:
يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ
وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ،
فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ
إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. 22فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ:
أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ،
وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23وَقَدِّمُوا
الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ،
وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا15: 11-24)،
والعبد الشرير «23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً
مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا
ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ
آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ
لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ
وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ
الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ
الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ
ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ
وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ،
فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ
وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي
سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا
رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا
عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ
حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذَلِكَ
الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً
تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ
إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى18: 23-35)،
كلها تكشف أناة الله الذي يريد
خلاص الخطأة، كلها أنها تقدّم دروساً بليغة لتلاميذه في الصبر والمحبة.
وستصبح الشجاعة التي أظهرها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في آلامه، والتي يعزّزها
لوقا بصفة خاصة، المثال الأعلى لكل إنسان يعافي من الاضطهاد، ويبدأ في تفهّم معنى
هذه الآلام وقيمتها الفدائية.
2) ويرى
الرسل في الابطاء الظاهري لمجيء الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الثاني شاهداً لطُولُ
أَنَاةٍ الله. «9لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ
التَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ
أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ...15وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصاً، كَمَا
كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ
الْمُعْطَاةِ لَهُ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ3: 9و15).
لكن إن «5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ
التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ
دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 5)، ولهذا السبب، فما دام زمن
أناة الله ودعوته قائماً، ينبغي أن يسمع المختارون كلمته، ويسعوا في الدخول إلى
راحة الله: «7لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ
صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا
قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي
وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ
مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ فِي
قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا
رَاحَتِي». 12اُنْظُرُوا أَيُّهَا
الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ
فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، 13بَلْ
عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ
لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ،
إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ
صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا
أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟
17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟
أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ،
إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى
أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.
1فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ
إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! 2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا
أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ
مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. 3لأَنَّنَا
نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي
غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي!» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ
مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 4لأَنَّهُ
قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ
السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». 5وَفِي
هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 6فَإِذْ
بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ
يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، 7يُعَيِّنُ
أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا
مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا
قُلُوبَكُمْ». 8لأَنَّهُ لَوْ كَانَ
يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. 9إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! 10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ
هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ
الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ
عَيْنِهَا. 12لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ
حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ
إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ
أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَتْ
خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ
لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ3: 7 إلى 4: 13).
Ø
طُولُ
أَنَاةٍ أم صبر الإِنْسَانِ
يجب على الإِنْسَانِ أن يستلهم أناة الله وأناة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ في تصرفاته. وينبغي أن يستمد في الآلام والاضطهادات قوته من
الله ذاته الذي سمح بها، ويهبه في الوقت نفسه الرجاء والخلاص. وفي حياته اليومية،
سيظهر، بصبره تجاه أخوته، محبته الحقيقية.
Ø
الله
وطُولُ أَنَاةٍ:
الذي يختبر بالآلام، أو يسمح بالاضطهادات، يكتشف الإِنْسَانِ
تدريجياً معنى هذه الآلام، ويتعلم كيف يتفاعل معها بصبر «يأتي بثمار» «2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ،
وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا15: 2).
يدرك أيوب أن الآلام لا تشكل بالضرورة عقاباً للخطيئة،
ويبدي الصبر ازاءها: انه بصدد اختبار لايمانه. وأمام هذا السر، يخضع في تواضع، ولو
أنه لم يدرك بعد معنى محنته أو قدرها. وهكذا أيضاً يصبر الشعب اليهودي، الواقع تحت
الاضطهاد، ويحتمل محنه في ثبات، متطلّعاً نحو مجيء الملكوت المسياني «12طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ
وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْماً»(سِفْرُ دَانِيآل12: 12)، وهو يعلم أن على التيار
المضطهد أن يتّكل بثبات لا يتزعزع، على كلمة الله ومحبته «5انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي
وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور130: 5)، «3أَيْضاً كُلُّ مُنْتَظِرِيكَ لاَ يَخْزَوْا. لِيَخْزَ
الْغَادِرُونَ بِلاَ سَبَبٍ...5دَرِّبْنِي
فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ
الْيَوْمَ كُلَّهُ...21يَحْفَظُنِي
الْكَمَالُ وَالاِسْتِقَامَةُ لأَنِّي انْتَظَرْتُكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور25: 3و5 و21).
ويعرف المؤمن أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «كان يجب أن
يتألم ليدخل إلى مجده»، ولذا، فعليه، اقتداءً بمثله، أن يحتمل بثبات كافة
الاضطهادات. فهو يحتملها على رجاء الخلاص، عند مجيء الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
الثاني المجيد، ويعلم أنه يساهم هكذا، بآلامه وصبره، في العمل الفدائي، وأنه «10لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ
آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ فِيلِبِّي3: 10)، «17فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً
وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ
لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ8: 17). وفي الشدائد، عليه أن «10خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاِحْتِمَالِ
الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ5: 10). وأن يتمثل بصفة عامة بكبار
عبيد الله في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ «11وَلَكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
يُظْهِرُ هَذَا الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ، 12لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ
مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ6: 11و12)، لاسيّما ابراهيم «15وَهَكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ الْمَوْعِدَ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ6: 15)، وأَيُّوبَ «11هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ
بِصَبْرِ أَيُّوبَ
وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ5: 11). ولكن فوق كل شيء. سوف يقتدي
بصبر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «32وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ
فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ
أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ8: 32)، «2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ
يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ
الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ
الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا
فِي نُفُوسِكُمْ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 2-3)، «5وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ
وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلُى أَهْلِ
تَسَالُونِيكِي3: 5)، ويجعله دوماً نصب عينيه، «1لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ
الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ
وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي
الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ
إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ
الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ
فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 1-2).
هذا الصبر هو، مثل المحبة تماماً من «ثَمَرُ الرُّوحِ» «22وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ
سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5: 22)، «13لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ.
وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا
تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ
لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ10: 13)، «11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ
مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ كُولُوسِّي1: 11)، ينضج بالشدائد «3وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي
الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً 4وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً 5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ
اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ5: 3-5)، «2اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا
تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، 3عَالِمِينَ
أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. 4وَأَمَّا
الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ
غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ1: 2-4)، وينتج بدوره «5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ
انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ رُومِيَةَ5: 5).
واستناداً إلى قوة الله والى تعزية الكتب المقدسة «4لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ
تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ
لَنَا رَجَاءٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ15: 4)، يستطيع المسيحي أن يبقى
أميناً في احتمال التجارب التي يقاسيها من أجل اسم الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «10لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ
تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي
السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ
أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا
اللاَّهُوتِيِّ2: 10)، «21مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي
عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا
اللاَّهُوتِيِّ3: 21). وهكذا يستحق التطويب الذي وعد به الرب من يثبت إلى
النهاية «22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنِ
الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى10: 22)، «11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ
وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي،كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ
عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ
قَبْلَكُمْ»(إِنْجِيلُ مَتَّى5: 11-12)، «12طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ،
لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ
الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ1: 12)، «11هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ
بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ
الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ5: 11)، «12طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ
وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْماً»(سِفْرُ دَانِيآل12: 12). وهذا ما سوف يتحقق بالأكثر،
أثناء الضيقات الشديدة الني ستتمّ في آخر الأيام «13وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ
اسْمِي. وَلَكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ» (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ13: 13)، «19بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ»(إِنْجِيلُ لُوقَا21: 19).
أما عن الرسل، فانهم مدعوون إلى اتحاد أوثق بآلام الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ وصبره. «فبصبرهم في الشدائد والكرب والمشقات»، يظهرون أنفسهم
في كل شيء، بمثابة خدّام الله وخدّام الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «4بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ
اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ6: 4)، «12إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي
كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ12: 12)، «11وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ
هَذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ
وَالْوَدَاعَةَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تيموثاوس6: 11)، «10لأَجْلِ ذَلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضاً عَلَى الْخَلاَصِ
الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ2: 10)، «10وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي،
وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ3: 10). وبآلامهم وصبرهم تظهر حياة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ في أجسادهم. فالموت الذي يعمل فيهم يحقق الحياة، لمن يبشّرونه «12إِذاً الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلَكِنِ الْحَيَاةُ
فِيكُمْ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ
كُورِنْثُوسَ4: 10-12).
Ø
طُولُ أَنَاةٍ ومضايقات الاخوة:
سوف يتذكر المؤمن أن «32اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ
وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً»(سِفْرُ الأَمْثَالُ16: 32)، «15بِبُطْءِ الْغَضَبِ يُقْنَعُ الرَّئِيسُ وَاللِّسَانُ
اللَّيِّنُ يَكْسِرُ الْعَظْمَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ25: 15)، «8نِهَايَةُ أَمْرٍ خَيْرٌ مِنْ بَدَايَتِهِ. طُولُ
الرُّوحِ خَيْرٌ مِنْ تَكَبُّرِ الرُّوحِ»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ7: 8). وهو بخاصة سوف يقتدي بصبر الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ نحو رسله وإزاء الخطأة. فلن يكون قاسياً «23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً
مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا
ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ
وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ
مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ
وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ
الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ
الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ
ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ
وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ،
فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ
وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي
سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا
رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا
عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ
حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذَلِكَ
الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً
تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ
إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى18: 23-35)، بل متسامحاً «45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ،
وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى5: 45)، وسوف تظهر محبته من خلال
ممارسته اليومية للصبر «4الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ
تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ13: 4). ولكي يحيا وفق دعوته، «2بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولُ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ أَفَسُسَ4: 2)، «12فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ
الْمَحْبُوبِينَ احْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً، وَتَوَاضُعاً، وَوَدَاعَةً،
وَطُولَ أَنَاةٍ، 13مُحْتَمِلِينَ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً انْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى
احَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا انْتُمْ ايْضاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى
أَهْلِ كُولُوسِّي3: 12-13)، «14وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا
الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا
الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ»(رِّسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ
الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي5: 14).
وهكذا سوف يصبح ابناً حقيقياً لله، الطويل الأناة والمحب،
الغفور الذي يريد خلاص الجميع، وتلميذاً للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الوديع
والمتواضع القلب «29اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ
وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ»(إِنْجِيلُ مَتَّى11: 29).