• اخر الاخبار

    أسَمَاءً الله المطلقة أو الشخصية الجزء الأول د. القس / سامي منير اسكندر




    من كتاب 

    هَلْ يُعْقلُ أَنْ


      الْمَسِيحِ هُوَ الله؟!




    أسَمَاءً الله المطلقة أو الشخصية 
    الجزء الأول


    إعداد 


    د. القس / سامي منير اسكندر

    أولاً: إلوهيم = اللهُ ومشتقاته
    وهُوَ أكثر الأسَمَاءً استخدامًا في التَّوْرَاةَ، المقابلة له في اللغة اليونانية «ثيوس» في الإِنْجِيلِ. ويظهر الاسم «إلوهيم» في سِفْرُ التَّكْوِينِ وحده حوالي مائتي مرة، 2555 مرة في التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلِ (الإعلان الإِلَهِيَّ المكتوب)، وهُوَ صيغة من جملة صيغ مشتقة من أصل واحد، مثل «أيل والوه العلي».
    1) و«إلوهيم» في صيغة الجمع، ولكنه يعامل معاملة المفرد، فيأخذ فعلاً في صيغة المفرد. ومن خصائص اللغة العربية أن يعبر بصيغة الجمع عن الاتساع والعظمة والرفعة، بالإضافة إِلَى التعددية الْحَقَّيقية. وعَلَى هذا فليس من المعقول أن نفترض أن صيغة الجمع تشير إِلَى تعدد الآلهة كعقيدة بدائية عند الساميين، إذ عَلَى النقيض من ذلك نجد أن الديانة العبرانية التاريخية ديانة توحيد، بشكُلَّ واضح لا يحتمل شكاً أو جدلاً «5لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور96: 5)، «7يَخْزَى كُلُّ عَابِدِي تِمْثَالٍ مَنْحُوتٍ الْمُفْتَخِرِينَ بِالأَصْنَامِ. اسْجُدُوا لَهُ يَا جَمِيعَ الآلِهَةِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور97: 7).
    2) إن الاسم مشتق من كُلَّمة «أول» «يقوى»، والَّتِي يشتق منها أيضاً كُلَّمة «إيل» بمعنى «كبش»لأنه يسير في مقدمة القطيع، «وايلاه» بمعنى «بلوطة» الضخمة الشامخة، وهي صيغة الجمع من كُلَّمة «إيل».
    3) بينما يردها آخرون إِلَى كُلَّمة «ألاه» (alah) أي «يرعب». والصيغة المفردة موجودة في الكُلَّمة قليلة الاستعمال «إلواه» (eloaaah) الَّتِي يكثر استخدامها في الأسفار الشعرية ويميل البعض (براوه وداريفر وبرجز في القاموس العبري الإنجليزي للعهد القديم) إِلَى اعتبارها مشتقة من «ألاه» (alah) وأنه أصل الصيغ الثلاث (إيل،  إلواه، إلوهيم).
    4) «أول» ربما يكون اللفظ مشتق من أصل عربي بمعنى الرائد أو المتقدم، ومنه يأتي معنى «القائد»، والأكثر غرابة هُوَ القول بأنه يتصل بحرف الجر «إِلَى» للدلالة عَلَى أن اللهُ هُوَ «هدف» حياة الإِنْسَانَ وغايته.
    5) «إيلوهيم» المعنى هُوَ «القدرة أو القُوَّةٍ»، كما هُوَ معروف في اللغة السامية، ويستخدم في صيغة الجمع للتعبير عن الجلال أو «القدرة المطلقة». وسوف يتضح أكثر عند الحديث عن «إيل» ومركباته. وأنه اسم عام أكثر منه شخصي محدد «لله» كما يدل عَلَى ذلك إطلاقه عَلَى من يمثلون اللهُ «8اِخْتَارَ آلِهَةً حَدِيثَةً. حِينَئِذٍ حَرْبُ الأَبْوَابِ. هَلْ كَانَ يُرَى مِجَنٌّ أَوْ رُمْحٌ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ إِسْرَائِيلَ؟»(سِفْرُ اَلْقُضَاة5: 8)، «1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور82: 1) أو الماثلين في حضرته «13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ28: 13).
    وسيظل الاسم موضع بحث يرجع إِلَى ما قبل التاريخ، والاسم والألفاظ القريبة منه «إيل» و«إلوه» شائعة في اللغات السامية وفي الديانات السامية أيضًا.
    ثانيًا: إلواه
    كلمة مشتقة من ايل. نجدها في العبرانيّة والأراميّة والعربيّة (إله) وبعض اللهجات الأموريّة (إلا). وفي رأس شمرا، تدلّ على الإله الواحد. ترد هذه اللفظة 57 مرّة في التوراة منها 41 في سِفْرُ أَيُّوبَ. عادة هو الجمع «إلوهيم» الذي يُستعمل. أما اسم "الله" فيتفرّع من إلوهيم عبر لفظة "ال - إله". وهي صيغة المفرد من ويكاد استخدامها يكون مقصورًا عَلَى الأسفار الشعرية أو التعبيرات الشعرية وبخاصة أكثر من سائر أسفار التَّوْرَاةَ وتستخدم الصيغة الأرامية «إلاه» (elah) كثيراً في سفري عزرا ودَانِيآل.
    ثالثًا: إيل EL: ومركباته
    هذا الاسم ومركباته يظهر اللهُ كخالق وعلاقته بخليقته. الاسم المفرد «إيل» يعنى الْقَدِيرُ أو القوي وجمعه الاسم «إيلوهيم» الَّذِي يستخدم للإشارة إِلَى الأقانيم الإِلَهِيَّةِ فأتى بعده الفعل في صيغة المفرد. وأكثر الألفاظ شيوعًا في اللغات السامية، للدلالة عَلَى اللهُ، هي كُلَّمة «إيل» الَّتِي تمثلها الكُلَّمة البابلية «إلو» (ilu)، ويقابله في الترجمة العربية اسم «اللهُ». ويستخدم هذا اللفظ في جميع أجزاء التَّوْرَاةَ، ولكنه يرد في سِفْرُ أَيُّوبَ وفي المزامير أكثر من سائر الأسفار، وقلما يستخدم في الأسفار التاريخية، ولا يرد إطلاقًا في سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ، ومن المحتمل أن يكون مشتقا من «أول» (ul) أي «القوي» أو «المتقدم»، والَّتِي جاء منها كما سبق القول «إيل» أي «الكبش» لأنه يسير في مقدمة القطيع، أو من «إلاه» أي البلوطة الضخمة الشامخة، ويوجد هذا اللفظ مركباً في كثير من الأسَمَاءً القديمة، كما يستخدم مثل «إلوهيم» للدلالة عَلَى الآلهة الوثنية. وقد يستخدم مضافًا إِلَى اسم أو صفة للتعبير عن دلالة معينة مثل «إيل عليون» = اللهُ العلي «18وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ الْعَلِيِّ. 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ 20وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ...22فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ14: 18و19و20و22)، «وإيل رئي»«13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضاً رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 13). ومن مركبات هذا الاسم ما يلي:
      1)«إيل عليون» = «اللهُ العلي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ14: 18و19و20و22). يدل عَلَى مفهُوَم سام عن اللهُ، وعَلَى «توحيد». هذا الاسم يشير إِلَى إِلَهَ إِسْرَائِيلَ كالأَعْلَى بين الآلهة. «عليون= الأَعْلَى»: يترجم في العربية «بالعلي»، وهُوَ مشتق (في العبرية) من «علا» أي ارتفع، ويستخدم للأشخاص وللأشياء للدلالة عَلَى الارتفاع والعلو «19وَأَنْ يَجْعَلكَ مُسْتَعْلِياً عَلى جَمِيعِ القَبَائِلِ التِي عَمِلهَا فِي الثَّنَاءِ وَالاِسْمِ وَالبَهَاءِ وَأَنْ تَكُونَ شَعْباً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ إِلهِكَ كَمَا قَال»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة26: 19)، «3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ7: 3). كما يدل عَلَى أن المعنى عندما يطلق اللقب عَلَى اللهُ، وهُوَ «المستعلي أو المرتفع» فَوْقَ كُلَّ الآلهة وكُلَّ النَّاسِ. 
      2)«إيل رئي» = «اللهُ يرى»«13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضاً رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟» 14لِذَلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي». هَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 13-14). وهذه هي المرة الوحيدة الَّتِي يرد فيها هذا اللقب في التَّوْرَاةَ.
      3)«إيل شداي» = «اللهُ الْقَدِيرُ»«1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ17: 1). وقد ورد 48 مرة أغلبها في سِفْرُ أَيُّوبَ. وأحيانا يذكر مفرد «شداى»، وأحيانًا مركبًا «إيل شداى». تقول دائرة المعارف الكتابية (الجزء الأول): أنه مشتق من الكُلَّمة العبرية «شدد» بمعنى «يدمر أو يرعب»، وهُوَ أمر محتملا جداً، للتعبير عن اللهُ الظاهر في أعماله الْجَبَّارُة المرعبة. ويقول البعض الآخر «إنه اللهُ العاصفة» من شد في العبرية بمعنى يصب. لكن الأكثر قبولاً هُوَ أنه مشتق من «شي، داي» بمعنى الكافي. واستخدام هذا الاسم لإِبْرَاهِيمُ أولاً ثم في عهُوَد الآباء. وهُوَ يدل عَلَى القدرة المطلقة الَّتِي تدل عَلَى التوحيد بصُورَةِ أوضح، كاللهُ الواحد.
      4)«إيل اولام» = «اللهُ السرمدي»«33وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ «الإِلَهِ السَّرْمَدِيِّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 33).
      5)                    «إيلوه» = «الإِلَهُ الواحد»«15فَسَمِنَ يَشُورُونَ وَرَفَسَ. سَمِنْتَ وَغَلُظْتَ وَاكْتَسَيْتَ شَحْماً! فَرَفَضَ الإِلهَ الذِي عَمِلهُ وَغَبِيَ عَنْ صَخْرَةِ خَلاصِهِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة32: 15)، «11وَالأَمْرُ الَّذِي يَطْلُبُهُ الْمَلِكُ عَسِرٌ وَلَيْسَ آخَرُ يُبَيِّنُهُ قُدَّامَ الْمَلِكِ غَيْرَ الآلِهَةِ الَّذِينَ لَيْسَتْ سُكْنَاهُمْ مَعَ الْبَشَرِ»(سِفْرُ دَانِيآل2: 11).
      6)«إيل جبور» = «الإِلَهُ الْجَبَّارُ»«6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 6)، «18صَانِعُ الإِحْسَانِ لأُلُوفٍ وَمُجَازِي ذَنْبِ الآبَاءِ فِي حِضْنِ بَنِيهِمْ بَعْدَهُمُ الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ 19عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا32: 18و19). يطلق هذا الاسم عَلَى اللهُ باعتبار أنه «الْجَبَّارُ في القتال»«8مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور24: 8)، كذلك في الصُورَةِ المجازية عن المسيا الملك«3تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور45: 3).
      7)«إيل صباؤوت»= «إِلَهَ الْجُنُودِ»«7يَا إِلَهَ الْجُنُودِ أَرْجِعْنَا وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ...14يَا إِلَهَ الْجُنُودِ ارْجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هَذِهِ الْكَرْمَةَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور80: 7و14). وكُلَّمة جنود المقصود بها كُلَّ القوى والْكَائِنِات السماوية. وتربط كُلَّمة «صباؤوت» - أحيانًا - بعهد اللهُ مع الإِنْسَانَ.
      8) «عِمَّانُوئِيلَ» = «اللهُ معنا»«14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ7: 14).
    رابعًا: أدون أو أدوناي:
    وهُوَ أصلاً اسم وصفي، أصبح اسماً علماً من أسَمَاءً اللهُ في عبرية ما قبل التاريخ، ويترجم في العربية بلفظ «السيد» أو «الرَّبُّ» وقد ورد في التَّوْرَاةَ نحو 300 مرة في صيغة الجمع، وحوالي 215 مرة بصيغة المفرد للبشر و«أدوناي» (صيغة الجمع) باعتباره اسما من أسَمَاءً اللهُ يؤكد سيادته «4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور2: 4)، «5عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور147: 5)، «2احْفَظْ نَفْسِي لأَنِّي تَقِيٌّ. يَا إِلَهِي خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور86: 2)، «7هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ!»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ7: 7)، وهُوَ يطابق كُلَّمة «كيريوس» باليونانية في الإِنْجِيلِ، وكثيرًا ما يرتبط بالاسم «ياه»: «السيد الرَّبُّ»«8فَقَالَ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِمَاذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا؟»(سِفْرُ التَّكْوِينِ15: 8)، «7هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ!...»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ7: 7..الخ).
    وبإلوهيم: «الرَّبُّ إِلَهَي»«12أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور86: 12). ويستخدم في النص العبري المسوري، في مخاطبة اللهُ بخشوع ووقار وهيبة، عوضا عن لفظ «يَهُوَهْ» الَّذِي لم يكونوا ينطقونه عَلَى الإطلاق. وجاء في اَلْمَزَامِيرُ المائة والعاشر: «قَالَ الرَّبُّ (يَهُوَهْ) لِرَبِّي(أدوناي): «أَجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ». ونعلم من اقتباسات هذه الآية في الإِنْجِيلِ أنها حديث بين اللهُ الآب واللهُ الابن «41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «42مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً؟ قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ (يَهُوَهْ) لِرَبِّي(أدوناي): «أَجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»(إِنْجِيلِ مَتَّى22: 41-45)، «34لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 35حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلُ2: 34و35)، «13ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟»(رِّسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ1: 13)، «12وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ»(رِّسَالَةُ الْعِبْرَانِيِّينَ10: 12و13).
    خامسًا: «يَهُوَهْ» ومشتقاته.
    وهُوَ أكثر الأسَمَاءً المميزة لله. يكتب «يَهُوَهْ»، ولكن اليهُوَد يقراونه «أدوناي». هذا الاسم ومركباته يُظهر اللهُ كفادي ويرتبط بأعمال اللهُ لتسديد احتياج الإِنْسَانَ. والاسم «يَهُوَهْ» يعنى «أكون الَّذِي أكون» ويشير إِلَى طبيعة اللهُ الأَبَدِيَّةٌ والثَابِتٌة، ويقابله في الترجمة العربية الاسم «رَبُّ».
    هذا الاسم أصبح له دلالة خاصة في التَّوْرَاةَ، فسيعرف اللهُ لشعبه بهذا الاسم «يَهُوَهْ» كاللهُ «الواحد» الَّذِي أرسل مُوسَى ليخلص شعبه: «14فقَالَ اللهُ لمُوسَى: «أهيه الَّذِي أهيه». وقَالَ: «هكذا تقول لبني إِسْرَائِيلَ أهيه أرسلني إليكم»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 14).
    إن هذه الْحَقَّائق تبرر الاستدلالات الآتية:
    أ ) كان هذا الاسم شائعًا في الديانات غير الإِسْرَائِيلَية كما يقول البعض (فريدر وديلتز وهُوَمل وونكُلَّر وجوت) عَلَى أساس أنه قد وجد في النقوش البابلية. ويبدو أن بعض الأسَمَاءً العمونية والعربية والمصرية تحتوي عَلَى هذا الاسم مركبا فيها ("لاهُوَت العهد القديم" ص52 لدافيدسن) لكن رغم أن الاسم كان شائعاً في الديانات السامية البدائية كما كان «إلوهيم» إلا أنه أصبح الاسم اليهُوَدي المميز للدلالة عَلَى «اللهُ».
    ب ) وعليه فإنه لم يعرف لأول مرة إلا عند دعوة مُوسَى «13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 1316)،
    «2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ. 4وَأَيْضاً أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا. 5وَأَنَا أَيْضاً قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي. 6لِذَلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ 7وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ. 8وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثاً. أَنَا الرَّبُّ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ6: 28)، ولكنه في ذلك الوقت أصبحت له دلالة خاصة أوضح، فسيعرف اللهُ لإِسْرَائِيلَ بهذا الاسم «يَهُوَهْ» كاللهُ «الواحد» الَّذِي أرسل مُوسَى ليخلص إِسْرَائِيلَ: «13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 13و14).
    ويبدو أن اللفظ كان معروفًا للآباء في سِفْرُ التَّكْوِينِ، فهُوَ يظهر في بعض الأسَمَاءً قبل عصر مُوسَى، مثل «يُوكَابَدَ أو يهُوَكَابَدَ»«20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ6: 20)، «وأَخِيَّا أو أَخِيَّاه»«25وَكَانَ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ بِكْرِ حَصْرُونَ: الْبِكْرُ رَامَ, ثُمَّ بُونَةَ وَأَوْرَنَا وَأَوْصَمَ وَأَخِيَّا»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ2: 25)، و«يُوعَاشُ أو يهُوَ عَاشُ»«8وَبَنُو بَاكَرَ: زَمِيرَةُ وَيُوعَاشُ وَأَلِيعَزَرُ وَأَلْيُوعِينَايُ وَعُمْرِي وَيَرِيمُوثُ وَأَبِيَّا وَعَنَاثُوثُ وَعَلاَمَثُ. كُلُّ هَؤُلاَءِ بَنُو بَاكَرَ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ7: 8).
    ج ) الأرجح أن الاسم مشتق من «الحيوة» كما سميت «حَوَّاءَ» بذلك لأنها أم كُلَّ حي«20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 20)، فأهيه هي «أحيا» بابدال الحاء هاء، وهُوَ أمر وارد كثيرًا.
    د ) وفي سِفْرُ اَلْخُرُوجُ يتضح أنه من صيغة المستقبل من الفعل اللازم وليس من الفعل المتعدي، أي بمعنى «محيي أو معطي الْحَيَاةُ». في هامش الكتاب المقدس يترجمة بمعنى «أكون الَّذِي أكون»، والَّذِي يعبر عنه البعض «الَّذِي سوف يكون والْكَائِنِ، والَّذِي كان»، بالمعنى الأكثر تدقيقاَ «الْكَائِنِ الدائم».
    هـ ) إن المعنى هُوَ الَّذِي ذكره أوريجانوس في ترجمته لأسَمَاءً التَّوْرَاةَ، فالدلالة الواضحة من سِفْرُ اَلْخُرُوجُ الأصحاح الثالث وغيره من الفصول، هي أنه يدل عَلَى المستقبل البسيط أي أن «يَهُوَهْ» تعني «سوف أكون»، فهي لا تربط العلة بالمعلول، ولا تعبر عن الوجود في صُورَةِ ميتافيزيقية، ولكن عن وعد العهد بالحضور الإِلَهِيَّ في الوقت الحاضر وفي العصر المسياني في المستقبل. وهكذا أصبح هذا الاسم مرتبطاً بالرجاء المسياني كما يبدو من العبارة «يوم يَهُوَهْ» أو «يوم الرَّبُّ».
    و ) إنه الاسم الشخصي لله متميزًا عن الأسَمَاءً العامة مثل «إيل إلوهيم، شداي»..الخ والتَّوْرَاةَ تؤكد إمكانية مَعْرِفَةً اللهُ شخصيًا، «ويَهُوَهْ» الاسم الشخصي. وقـد أحسنت الـترجمة الأمريكية المنقحة في استخدام لفظ «يَهُوَهْ» لتأكيد أهميته ودلالته كاسم شخصي «لله» قد أعلن به ذَاتِهِ.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: أسَمَاءً الله المطلقة أو الشخصية الجزء الأول د. القس / سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top