أسَمَاءً الله
الوصفية
إعداد
د. القس /
سامي منير اسكندر
وليس
من السهل دَائِماً أن نميز بين أسَمَاءً اللهُ الشخصية، وتلك الَّتِي تدل عَلَى
صفة، فكُلَّا القسمين يلقي ظله عَلَى الآخر، وبعض الأسَمَاءً السابقة، هي في
الْحَقَّيقَةِ أسَمَاءً وصفية، أصبحت شخصية لطول الاستعمال، وفيما يلي، نذكر أهم
الأسَمَاءً الوصفية:
أولاً: العزيز
وبالعبرية «أبير»:
وهُوَ
يرتبط دَائِماً بإِسْرَائِيلَ أو يَعْقُوبُ والمعنى الأصلي للكُلَّمة العبرية،
يحمل معنى القُوَّةٍ، منه تشتق كُلَّمة «إبر» (ebher) أي «جناح
قوى» «31وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً
كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَلاَ
يُعْيُونَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ40: 31)،
كما يستخدم النسر مجازاً في الإشارة إِلَى اللهُ «11كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ
يَرِفُّ وَيَبْسُطُ
جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة32:
11)، ويستخدم يَعْقُوبُ هذا الاسم في بركته
لأولاده «24وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ.
مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ
يَعْقُوبَ مِنْ هُنَاكَ مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49:
24)، كما يستخدم في الصلاة من أَجْلِ القدس
«2كَيْفَ حَلَفَ لِلرَّبِّ نَذَرَ لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ...5أَوْ أَجِدَ مَقَاماً لِلرَّبِّ مَسْكَناً لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور132:
2و5)، وفي سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ «24لِذَلِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ عَزِيزُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ!
إِنِّي أَسْتَرِيحُ مِنْ خُصَمَائِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1: 24)، «26وَأَطْعِمُ ظَالِمِيكِ لَحْمَ أَنْفُسِهِمْ وَيَسْكَرُونَ بِدَمِهِمْ كَمَا
مِنْ سُلاَفٍ فَيَعْلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ
وَفَادِيكِ عَزِيزُ
يَعْقُوبَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ49: 26)، «16وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ
وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ 60: 16)،
للتعبير عن تأكيد القُوَّةٍ الإِلَهِيَّةِ في نصرة المظلومين في إِسْرَائِيلَ «24لِذَلِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ عَزِيزُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ!
إِنِّي أَسْتَرِيحُ
مِنْ خُصَمَائِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1: 24)،
أو من أَجْلِ إِسْرَائِيلَ ضد ظالميهم. ونلاحظ أن يَعْقُوبُ نَفْسَهُ هُوَ أول من
استخدم هذا الاسم.
ثانياً:
إيل إِلَهَ
إِسْرَائِيلَ:
ويقترن
الاسم «إيل»
بعدد من الأسَمَاءً الوصفية للدلالة عَلَى اللهُ في صفاته المختلفة، وشيئا فشيئا
أصبحت هذه أسَمَاءً أو ألقابًا لله «إِيلَ»
إِلَهَ إِسْرَائِيلَ «20وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ33:
20).
ثالثاً:
عليون أو
الأَعْلَى:
ويترجم
في العربية «بالعلي»، وهُوَ مشتق (في
العبرية) من «علا» أي ارتفع، ويستخدم للأشخاص وللأشياء للدلالة عَلَى
الارتفاع والعلو، وعن إِسْرَائِيلَ: «19وَأَنْ يَجْعَلكَ
مُسْتَعْلِياً عَلى جَمِيعِ القَبَائِلِ التِي عَمِلهَا فِي الثَّنَاءِ
وَالاِسْمِ وَالبَهَاءِ وَأَنْ تَكُونَ شَعْباً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ إِلهِكَ
كَمَا قَال»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة26: 19)،
وعن بَرَكَةٍ الماء في عبارة «قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا»«3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ
وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ
حَقْلِ الْقَصَّارِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ7: 3)،
وكُلَّ هذا يدل عَلَى أن المعنى عندما يطلق اللقب عَلَى اللهُ، وهُوَ «المستعلي» أو «المرتفع» فَوْقَ كُلَّ الآلهة
وكُلَّ النَّاسِ.
ويأتي
منفردًا «8حِينَ قَسَمَ العَلِيُّ لِلأُمَمِ حِينَ فَرَّقَ بَنِي
آدَمَ نَصَبَ تُخُوماً لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيل»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة32: 8)، «13أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ بَرَداً وَجَمْرَ
نَار»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور18: 13)،
أو مقترنا بأسَمَاءً أخرى، وفي أغلب الأحيان، مع «إيل» أي اللهُ «18وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ
الْعَلِيِّ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ14: 18)، «35وَذَكَرُوا أَنَّ اللهَ صَخْرَتُهُمْ وَاللهَ الْعَلِيَّ وَلِيُّهُمْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور78:
35)، ومع «ياه» أي الرَّبُّ «17أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ. وَأُرَنِّمُ لاِسْمِ الرَّبِّ الْعَلِيِّ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور7:
17)، «9لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ عَلِيٌّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. عَلَوْتَ جِدّاً عَلَى
كُلِّ الآلِهَةِ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور 97: 9)،
ومع «إلوهيم»
أي اللهُ «2أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ إِلَى اللهِ الْمُحَامِي
عَنِّي»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور57: 2)، «56فَجَرَّبُوا وَعَصُوا اللهَ الْعَلِيَّ وَشَهَادَاتِهِ لَمْ
يَحْفَظُوا»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور78: 56)،
واستخدامه
المبكر في «18وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً
وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً
لِلَّهِ الْعَلِيِّ. 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ
مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ14:
18و19)، يدل عَلَى مفهُوَمٍ سامٍ عن اللهُ،
وعَلَى «توحيد»
لا شك فيه، منذ بدء التاريخ العبراني.
رابعاً:
جبار
وبالعبرية «جبور»:
كان
العبرانيون القدامى في صراع دائم، من أَجْلِ أرضهم ومن أَجْلِ حرياتهم، صراع بلغ غايته في أيام شاول وداود، تلك الأيام
الحافلة بالبطولة، حين ظهرت عصبة من الرجال كانت أعمالهم العظيمة سببا في أن يطلق
عليهم هذا اللقب المشرف «أبطال أو جبابرة»، كانوا رجال بسالة وشجاعة. وعَلَى
هذا النهج كان فكر العبراني عن إِلَهَه الَّذِي يحارب عنه فاصبح من السهل أن يطلق
هذا الاسم عَلَى اللهُ باعتبار أنه «الجبار في القتال» كما جاء في مزمور لداود
عن الدخول الظافر لتابوت العهد «8مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ
فِي الْقِتَالِ!»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور24: 8)،
وكذلك في الصُورَةِ المجازية عن المسيا الملك «3تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور45:
3). كما يذكر الاسم منفردًا أو مرتبطًا «بإيل»
(ويترجم في العربية: «إِلَهَا قديراً» أي جباراً –
«6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً
وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً
أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 6)، «18صَانِعُ الإِحْسَانِ لأُلُوفٍ وَمُجَازِي ذَنْبِ الآبَاءِ فِي حِضْنِ
بَنِيهِمْ بَعْدَهُمُ الإِلَهُ
الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ»(سِفْرُ إِرْمِيَا32: 18)،
أحيانًا مع «ياه» «13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ
يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 13).
خامساً:
إيل رُئي:
عندما
كانت هاجر هاربة من اضطهاد سارة لها، تكُلَّم الرَّبُّ إليها في طريق برية شور
بكُلَّمات الوعد والتشجيع، «13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضاً رَأَيْتُ
بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ16: 13)،
وهي مشتقة من الكُلَّمة العبرية «رأي»
وهي نفس الكُلَّمة العربية لفظا ومعنى، وهذه هي المرة الوحيدة الَّتِي يرد فيها
هذا اللقب في التَّوْرَاةَ.
سادساً:
الصدِّيق
أي البار:
وبر
اللهُ هُوَ ما يتصف به كإِلَهَ العهد، ويتكرر الحديث كثيرًا عن بِرَّهُ، حتى أن
الكُلَّمة تتحول من صفة إِلَى اسم علم، فهُوَ يدعى «باراً»
(صديقاً)،
أو «البار»
والكُلَّمة «صديق»
كثيراً ما تكتب بلفظها في العربية أو تترجم إِلَى «البار» مع أنها تعتبر
لقبا من ألقاب اللهُ مثل «عليون»
«وقُدُّوسُ».
وأصل الكُلَّمة في العبرية «صدق»
وهي نفس الكُلَّمة في العربية لفظا ومعنى، فهي تدل عَلَى الصدق والْحَقَّ
والأمانة، وتستخدم للتعبير عن أمانة اللهُ –
كطبيعة فيه – للعهد الَّذِي
ارتبط به «10لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ
أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ41:
10)، «6أَنَا الرَّبَّ
قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ
وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 6)، «19وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ
لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ»(سِفْرُ هُوَشَعَ2: 19).
وهي
قد تأتي بمفردها «صديق» «4هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ
سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة32:
4)، «5الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ وَإِلَهُنَا رَحِيمٌ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور116:
5) أو مع «إلوهيم» في «اللهُ الْبَارُّ»
«9لِيَنْتَهِ شَرُّ الأَشْرَارِ وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ.
فَإِنَّ فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى اللهُ الْبَارُّ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور7:
9)، وكثيرا ما تأتي مع الرَّبُّ: «الرَّبُّ صِدِّيقٌ» «4الرَّبُّ صِدِّيقٌ. قَطَعَ رُبُطَ الأَشْرَارِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور129:
4..إلخ)، وفي «27فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا:
«أَخْطَأْتُ هَذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي
الأَشْرَارُ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ 9:
27)، يعترف فرعون بخطيئته نحو اللهُ ويقول
عنه: «الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ»(الصدِّيق)
بأداة التعريف. وعبارة «الرَّبُّ برنا» هُوَ الاسم الَّذِي يطلق
عَلَى «غُصْنِ
البر» من نَسْلِ داود، ويَنْبَغِي أن يؤخذ كاسم علم للمسيا
الملك.
سابعاً:
الغيور
وبالعبرية "كانا":
يأتي
كثيراً في أسفار مُوسَى، وبخاصة في المرات الثلاث الَّتِي تذكر فيها الوصايا العشر
«5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ
إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ
وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ20: 5)، «14فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلَهٍ آخَرَ لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ34: 14)، «9لا تَسْجُدْ لهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ
أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الجِيلِ الثَّالِثِ
وَالرَّابِعِ مِنَ الذِينَ يُبْغِضُونَنِي»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة5:
9)، فيقَالَ عن اللهُ إنه «غيور»
وبخاصة في الآية: «14فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلَهٍ آخَرَ لأَنَّ الرَّبَّ
اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلَهٌ غَيُورٌ هُو»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ34:
14)، ولكن الكُلَّمة لا تحمل المعنى الشرير
للغيرة، ولكنها تشير إِلَى الغيرة الصالحة، غيرة الرَّبُّ من أَجْلِ اسمه
ومَجْدِهِ «7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ
عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا
بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 7)،
«غَيْرَةُ رَبِّ
الْجُنُودِ»، وأيضًا«14فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلاً: هَكَذَا
قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً»(سِفْرُ زَكَريَّا1: 14)، «2هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً وَبِسَخَطٍ
عَظِيمٍ غِرْتُ عَلَيْهَا»(سِفْرُ زَكَريَّا8: 2).
ثامناً: صباؤوت (رَبُّ الجُنُودِ):
وترتبط
كُلَّمة «صباؤوت» –
أحيانًا كثيرة – باسم العهد «ياه»(أي
الرَّبُّ)، وتترجم بصُورَةِ مطردة بكُلَّمة «جُنُودِ» «9لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا بَقِيَّةً صَغِيرَةً
لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1: 9)، «7رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ...11رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور46:
7و11...الخ)، كما تستخدم نفس الكُلَّمة في
اليونانية في الإِنْجِيلِ وتترجم أيضا «رَبُّ الجُنُودِ» «29وَكَمَا سَبَقَ إِشَعْيَاءُ فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ
أَبْقَى لَنَا نَسْلاً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ»(رِسَالَةُ رُومِيَةَ9:
29)، «4هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا
حُقُولَكُمُ الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ
دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ
الْجُنُودِ»(رِسَالَةُ
يَعْقُوبُ5: 4)،
وهي في رسالة رومية مقتبسة عن «9لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ
الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا بَقِيَّةً صَغِيرَةً لَصِرْنَا مِثْلَ
سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ1: 9)،
عن الترجمة السبعينية الَّتِي لا تترجم العبارة بل تنقلها كما هي بحروف يونانية،
ولا يعلم عَلَى وجه اليقين أصل الكُلَّمة ومعناها، وهي تطلق عَلَى الأجرام
السماوية والقوى الأَرْضَية«1فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ2:
1)، وعَلَى جـيش إِسْرَائِيلَ«»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي8:
16)، وعَلَى الْكَائِنِات السماوية «21بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ
خُدَّامَهُ
الْعَامِلِينَ مَرْضَاتَهُ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور103: 21)، «2سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ مَلاَئِكَتِهِ. سَبِّحُوهُ يَا كُلَّ جُنُودِهِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور148:
2)، «35وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ
السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ
أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟»(سِفْرُ دَانِيآل4: 35).
ويحتمل المقصود بالكُلَّمة كُلَّ القوى والْكَائِنِات السماوية الَّتِي خلقها
اللهُ ويهيمن عليها.
تاسعاً:
أهيه الَّذِي أهيه:
وهُوَ
الاسم الَّذِي أعلنه اللهُ لمُوسَى عندما ظهر له في سيناء ليرسله لإنقاذ بنى
إِسْرَائِيلَ، وإذ كان مُوسَى مدركاً شدة صعوبة إقناع الشعب برسالته، سأل الرَّبُّ
عن الاسم الَّذِي يذهب به إليهم: «14فَقَالَ
اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ
الَّذِي أَهْيَهْ».
وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 14).
واسم اللهُ هنا مشابه للاسم «ياه»(يَهُوَهْ أي الرَّبُّ) فيما عدا
أن الصيغة هنا ليست للغائب كما هي في «يَهُوَهْ»، ولكن في صيغة المتكُلَّم «أهيه»
لأن الرَّبُّ هنا هُوَ المتكُلَّم، والأفضل أن تترجم بصيغة المستقبل «سأكون»
مشيراً بذلك إِلَى ضمان عهده بأن يكون مع الشعب ولهم في كُلَّ الدهُوَر الآتية.