• اخر الاخبار

    كلمة العلم في العبري والارامي الجزء الثاني إعداد د. القس سامي منير اسكندر

     


    كلمة العلم في العبري والارامي


    الجزء الثاني


    إعداد


    د. القس سامي منير اسكندر


    v  هل يوجد كلمة العلم لفظ في العبري والارامي أم هي في المضمون؟

    هذا سؤال دقيق ومهم جداً للتمييز بين المفاهيم في اللغات الأصلية.

    الإجابة باختصار هي:

    العلم والمعرفة موجودان كـ "فعل" و "اسم" في العبري والآرامي (كلفظ).

    لكن قوة الكلمة وأهميتها تكمن في "المضمون" (الدلالة العميقة).

    إليك التفصيل:

    العلم والمعرفة: اللفظ والمضمون في اللغات السامية

    1) اللفظ (ككلمة ظاهرة)

    نعم، توجد كلمات محددة تُترجم مباشرة إلى "معرفة" أو "علم" في كلتا اللغتين، مشتقة من الجذر ي-د-ع  Y-D-ʿ:

    اللغة

    الكلمة (الاسم)

    النطق

    المعنى المباشر

    العبرية

    דַּעַת

    داعات (Da'at)

    معرفة، علم، إدراك، حكمة.

    الآرامية

    מַנְדַּע

    مَنْدَع (Manda')

    معرفة، فهم، إدراك (تُستخدم كثيراً في دانيال).

    الخلاصة للفظ: الكلمة موجودة كاسم صريح يرمز إلى العلم والمعرفة في كلتا اللغتين.

    2)المضمون (الدلالة العميقة)

    بالرغم من وجود اللفظ، فإن قوة هذا المفهوم في النصوص المقدسة تكمن فعلياً في المضمون والدلالة:

    ليست معرفة عقلية باردة: في الفكر السامي (العبري والآرامي)، لا تقتصر المعرفة على تجميع الحقائق في الذهن (كما في المفهوم اليوناني أحياناً)، بل تشمل المشاركة والتجربة.

    المعرفة كـ "تجسيد": عندما يقول الكتاب المقدس "اعرف الرب"، لا يعني ذلك أن تعرف معلومات عن الرب، بل يعني أن تدخل في علاقة عهد وطاعة معه، وتجسد صفاته في حياتك (الخدمة، العدل، الإحسان).

    الفرق عن اليونانية: بينما اليونانية تميل إلى الفصل بين الفكر (المعرفة) والعمل، فإن العبرية والآرامية توحدان بينهما؛ فمن "يعرف" شيء، من المفترض أن يتصرف بناءً على هذه المعرفة.

    الخلاصة للمضمون: اللفظ موجود، لكنه محمل بمضمون روحي وعملي يجعل "العلم" مرادفاً للحياة والخبرة والتجربة، وهو ما يميز الفهم الكتابي للمعرفة.

    أمثال محددة على استخدام اسم "المعرفة" (דַּעַת)

     في سياق يظهر هذا المضمون العميق؟ خاصة التركيز علي يقول الكتاب المقدس "اعرف الرب"، "النمو في معرفة الرب":

    اسم "المعرفة" (דַּעַת - داعات) أو صيغة الفعل "يَعْرِف" (יָדַע) في العهد القديم، والتي تُظهر المضمون العميق والعلائقي للمفهوم، خاصة فيما يتعلق بـ "معرفة الرب".

    v  أمثلة على "المعرفة" (דַּעַת) في سياق العهد والخبرة

    1. المعرفة التي تفوق الذبائح (التزام القلب)

    هذا المثال يوضح أن "معرفة الله" هي عمل قلبي داخلي يفوق الطقوس الخارجية:

    الآية

    النص العربي

    التركيز على المعنى العميق

    هوشع 6: 6

    "إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ (דַּעַת אֱלֹהִים) أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ."

    * דַּעַת אֱלֹהִים (داعات إلوهيم): لا تعني جمع معلومات عن الله، بل تعني العيش وفقاً لصفاته (الرحمة، العدل، الإحسان). الكتاب يضعها في مقارنة مع الطقوس؛ فالله يفضل التزام القلب والتطبيق العملي لصفاته (المعرفة) على تقديم القرابين الخارجية (الذبائح).

     

    2. النبوة عن العهد الجديد (المعرفة الشاملة)

    هذا المقطع يظهر أن المعرفة في العهد الجديد ستكون معرفة شخصية ومباشرة للجميع:

    الآية

    النص العربي

    التركيز على المعنى العميق

    إرميا 31: 34

    "وَلَا يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: ٱعْرِفُوا ٱلرَّبَّ (יְדַעוּ אֶת-יְהוָהلِأَنَّ ٱلْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ."

    * يְدַעוּ אֶת-יְהוָה (يَدَعو إت-يهوه): صيغة الأمر "اعرفوا الرب". النبوة تتحدث عن عصر يأتي فيه الروح القدس، حيث ستكون العلاقة مع الرب مباشرة وشخصية وعميقة لكل فرد، دون الحاجة لوسيط بشري لتعريفه بهم. هذه "المعرفة" هي علاقة عهد، حيث يغفر الله خطاياهم ويكتب شريعته في قلوبهم.

     

    "النمو في معرفة الرب" (من العهد الجديد)

    بالانتقال إلى العهد الجديد (المكتوب باليونانية)، نجد مفهوم "النمو في المعرفة" (باستخدام كلمة إِبِجْنُوسِس - المعرفة الكاملة / الدقيقة) يحمل نفس المضمون السامي:

    الآية

    النص العربي

    التركيز على المضمون العملي

    2 بطرس 3: 18

    "وَلَكِنِ ٱنْمُوا فِي ٱلنِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ."

    النمو في المعرفة: هذا النمو ليس أكاديمياً فقط، بل هو نمو في العلاقة الشخصية والخبرة اليومية مع المسيح. هذا النمو يُترجم إلى تغيير في السلوك، كما ورد في الرسالة (2بطرس1: 5-8)، حيث يتم ربط المعرفة بالفضائل مثل الصبر، والتقوى، والمحبة الأخوية.

     

    v  خلاصة دلالة דַּעַת (المعرفة)

    عندما يطلب الكتاب المقدس "معرفة الرب"، فهو يطلب:

    1.علاقة شخصية: خبرة حميمة معه، وليست معلومات عنه (مثل يَدَع في التكوين).

    2.طاعة عملية: تجسيد صفاته في الحياة اليومية (هوشع 6: 6).

    3.تغيير مستمر: نمو في هذه العلاقة ينعكس على الأخلاق والسلوك (2بطرس3: 18).


    التالي
    هذه اخر تدوينه
    رسالة أقدم
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: كلمة العلم في العبري والارامي الجزء الثاني إعداد د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top