مفهوم الثالوث المقدس
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
سؤالك عن مفهوم
الثالوث المقدس (The Holy Trinity) هو سؤال جوهري في العقيدة المسيحية. يُعد الثالوث سراً لاهوتياً
يتجاوز الفهم البشري الكامل، ولكنه يمثل الكشف الذاتي لله عن طبيعته.
أقدم لك شرحاً مفصلاً
وموسّعاً لهذا المفهوم مع الأدلة والبراهين الكتابية التي تستند إليها الكنيسة.
1. جوهر مفهوم الثالوث المقدس
الثالوث
هو عقيدة تؤمن بأن إلهاً واحداً (One God) موجود في ثلاثة أقانيم (Persons) متساوية ومتميزة: الآب، والابن (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)،
والروح القدس.
أ. النقاط الأساسية للإيمان:
1)
الله واحد في الجوهر (One
Essence): هناك إله واحد لا سواه، وهو إله متفرد.
2) ثلاثة أقانيم متميزة
(Three Distinct Persons): الآب ليس الابن، والابن ليس الروح القدس. كل أقنوم متميز في
علاقته وعمله.
3) تساوٍ في الألوهية
(Equal in Divinity): كل أقنوم يمتلك الألوهية الكاملة والجوهر الإلهي غير المنقسم.
لا يوجد أقنوم "أقل" أو "أدنى" من الآخر.
التوضيح: لا تعني الكلمة
"ثلاثة آلهة" (Trinitarianism
is not Tritheism)، بل تعني أن الإله الواحد يتجلى أو يُعرف
في ثلاثة أدوار أو علاقات داخلية أزلية. .
2. الأدلة والبراهين الكتابية على وحدانية الله
قبل
إثبات التعدد في الأقانيم، يجب تأكيد وحدانية الله المطلقة، التي هي أساس الإيمان
اليهودي والمسيحي:
تثنية
6: 4: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِد"ٌ.
إشعياء
44: 6: "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ،
وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي".
يعقوب
2: 19: "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ.
حَسَنًا تَفْعَلُ".
3. الأدلة والبراهين على تميُّز الأقانيم الثلاثة
الكتاب
المقدس يكشف عن الأقانيم الثلاثة كأفراد متفاعلين في نفس المشهد أو الحدث:
أ. شهادة المعمودية (Matthew 3: 16-17)
لحظة
معمودية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هي المشهد الأوضح لتواجد الأقانيم الثلاثة معاً:
الابن: الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يعتمد
في نهر الأردن.
الروح القدس: ينزل "مثل
حمامة" ويحل عليه.
الآب: يتكلم من السماء
قائلاً: "هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي
بِهِ سُرِرْتُ".
الدلالة:
لو كان الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِهو الآب، فمن الذي اعتمد؟ ولو كان الروح القدس، فمن الذي تكلم؟
التواجد المتزامن يثبت التميُّز.
ب. صيغة المعمودية (Matthew
28: 19)
الوصية
الكبرى التي أعطاها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لتلاميذه تتضمن صيغة ثلاثية:
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ
بِاسْمِ الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ".
الدلالة: استخدام صيغة المفرد
"بِاسْمِ" (In the name of) يؤكد وحدانية الجوهر، بينما ذكر الأقانيم الثلاثة بالترتيب يؤكد
التميُّز في الوظيفة والعلاقة.
ج. البركة الرسولية (2 Corinthians 13: 14)
بركة
الرسول بولس الختامية تعكس التفاعل بين الأقانيم في حياة المؤمنين:
"نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ
الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ".
4. وظائف وأدلة ألوهية كل أقنوم
الأقانيم
الثلاثة تعمل معاً، لكن لكل منها دور مختلف في خطة الخلاص:
أ. الآب (The
Father)
الدليل: هو المصدر والمخطط (Source
and Planner) لكل شيء.
الآية: كورنثوس الأولى 8:
6: "لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: اَلآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ".
ب. الابن (The Son
- Jesus Christ)
الدليل: هو الخالق والمتجسد والمخلص (Creator,
Incarnate, Redeemer).
الآية: يوحنا 1: 1: "وَكَانَ الْكَلِمَةُ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ".
الآية: كولوسي 1: 16:
"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ... وَالْكُلُّ بِهِ وَلأَجْلِهِ قَدْ خُلِقَ."
(إسناد الخلق للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ج. الروح القدس (The
Holy Spirit)
الدليل: هو المفعّل والمُقَدِّس (Enabler
and Sanctifier)، يمتلك صفات الألوهية الكاملة.
الآية على الألوهية:
أعمال الرسل 5: 3-4 (قصة حنانيا وسفيرة). عندما كذبا على الروح القدس، قال بطرس:
"أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ
عَلَى اللهِ". (مما يثبت أن الروح القدس هو الله).
الآية على التميُّز:
يوحنا 14: 26: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي
سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي..." (يُرسَل ويُعلم ويتكلم، مما يثبت
شخصيته وليس مجرد قوة).
5. الخلاصة: سر اللّاهوت
الثالوث
هو الطريقة التي كشف بها الله عن طبيعته. إنه "ثالوث
وظيفي" (Functional Trinity) يوضح دور كل أقنوم في خلاص البشرية:
الآب: يخطط ويُرسل (المصدر).
الابن: يُنجز ويُجسّد (التجسيد والفداء).
الروح القدس: يُطبّق ويُسكّن (التقديس والسكنى).
لذلك،
فإن الإيمان المسيحي يعترف بوجود إله واحد، ولكنه موجود أزلياً في شركة محبة بين
الآب والابن والروح القدس.
سؤالك عن مفهوم
الثالوث المقدس (The Holy Trinity) هو سؤال جوهري في العقيدة المسيحية. يُعد الثالوث سراً لاهوتياً
يتجاوز الفهم البشري الكامل، ولكنه يمثل الكشف الذاتي لله عن طبيعته.
سأقدم لك شرحاً مفصلاً
وموسّعاً لهذا المفهوم مع الأدلة والبراهين الكتابية التي تستند إليها الكنيسة.
1. جوهر مفهوم الثالوث المقدس
الثالوث هو عقيدة تؤمن
بأن إلهاً واحداً (One God) موجود في ثلاثة أقانيم (Persons) متساوية ومتميزة: الآب، والابن (يسوع المسيح)، والروح القدس.
أ. النقاط الأساسية للإيمان:
1)
الله واحد في الجوهر (One
Essence): هناك إله واحد لا سواه، وهو إله متفرد.
2) ثلاثة أقانيم متميزة
(Three Distinct Persons): الآب ليس الابن، والابن ليس الروح القدس. كل أقنوم متميز في
علاقته وعمله.
3) تساوٍ في الألوهية
(Equal in Divinity): كل أقنوم يمتلك الألوهية الكاملة والجوهر الإلهي غير المنقسم.
لا يوجد أقنوم "أقل" أو "أدنى" من الآخر.
التوضيح: لا تعني الكلمة
"ثلاثة آلهة" (Trinitarianism
is not Tritheism)، بل تعني أن الإله الواحد يتجلى أو يُعرف
في ثلاثة أدوار أو علاقات داخلية أزلية. .
2. الأدلة والبراهين الكتابية على وحدانية الله
قبل
إثبات التعدد في الأقانيم، يجب تأكيد وحدانية الله المطلقة، التي هي أساس الإيمان
اليهودي والمسيحي:
تثنية
6: 4: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِد"ٌ.
إشعياء
44: 6: "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ،
وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي".
يعقوب
2: 19: "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ.
حَسَنًا تَفْعَلُ".
3. الأدلة والبراهين على تميُّز الأقانيم الثلاثة
الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يكشف عن الأقانيم الثلاثة كأفراد متفاعلين في نفس المشهد أو الحدث:
أ. شهادة المعمودية (Matthew 3: 16-17)
لحظة
معمودية المسيح هي المشهد الأوضح لتواجد الأقانيم الثلاثة معاً:
الابن: الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يعتمد
في نهر الأردن.
الروح القدس: ينزل "مثل
حمامة" ويحل عليه.
الآب: يتكلم من السماء
قائلاً: "هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي
بِهِ سُرِرْتُ".
الدلالة:
لو كان المسيح هو الآب، فمن الذي اعتمد؟ ولو كان الروح القدس، فمن الذي تكلم؟
التواجد المتزامن يثبت التميُّز.
ب. صيغة المعمودية (Matthew
28: 19)
الوصية
الكبرى التي أعطاها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِلتلاميذه تتضمن صيغة ثلاثية:
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ
بِاسْمِ الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ".
الدلالة: استخدام صيغة المفرد
"بِاسْمِ" (In the name of) يؤكد وحدانية الجوهر، بينما ذكر الأقانيم الثلاثة بالترتيب يؤكد
التميُّز في الوظيفة والعلاقة.
ج. البركة الرسولية (2 Corinthians 13: 14)
بركة
الرسول بولس الختامية تعكس التفاعل بين الأقانيم في حياة المؤمنين:
"نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ
الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ".
4. وظائف وأدلة ألوهية كل أقنوم
الأقانيم
الثلاثة تعمل معاً، لكن لكل منها دور مختلف في خطة الخلاص:
أ. الآب (The
Father)
الدليل: هو المصدر والمخطط (Source
and Planner) لكل شيء.
الآية: كورنثوس الأولى 8:
6: "لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: اَلآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ".
ب. الابن (The Son
- Jesus Christ)
الدليل: هو الخالق والمتجسد والمخلص (Creator,
Incarnate, Redeemer).
الآية: يوحنا 1: 1: "وَكَانَ الْكَلِمَةُ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ".
الآية: كولوسي 1: 16:
"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ... وَالْكُلُّ بِهِ وَلأَجْلِهِ قَدْ خُلِقَ."
(إسناد الخلق للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ج. الروح القدس (The
Holy Spirit)
الدليل: هو المفعّل والمُقَدِّس (Enabler
and Sanctifier)، يمتلك صفات الألوهية الكاملة.
الآية على الألوهية:
أعمال الرسل 5: 3-4 (قصة حنانيا وسفيرة). عندما كذبا على الروح القدس، قال بطرس:
"أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ
عَلَى اللهِ". (مما يثبت أن الروح القدس هو الله).
الآية على التميُّز:
يوحنا 14: 26: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي
سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي..." (يُرسَل ويُعلم ويتكلم، مما يثبت
شخصيته وليس مجرد قوة).
5. الخلاصة: سر اللّاهوت
الثالوث
هو الطريقة التي كشف بها الله عن طبيعته. إنه "ثالوث
وظيفي" (Functional Trinity) يوضح دور كل أقنوم في خلاص البشرية:
الآب: يخطط ويُرسل (المصدر).
الابن: يُنجز ويُجسّد (التجسيد والفداء).
الروح القدس: يُطبّق ويُسكّن (التقديس والسكنى).
لذلك، فإن الإيمان المسيحي يعترف بوجود إله واحد، ولكنه موجود أزلياً في شركة محبة بين الآب والابن والروح القدس.

0 التعليقات:
إرسال تعليق