شخصيات نسائية
في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ
2) نُعْمِي
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
الاسم في العبري: נָעֳמִי ، no‛ŏmı̂y ، no-om-ee'.
الاسم العبري معناه نعيمي أو سروري. وكانـت نُعْمِي زوجة لأَلِيمَالِكُ من بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا
في أيام حكم اَلْقُضَاة. ولما حدث جوع في اليهودية، ذهب أَلِيمَالِكُ وزوجته
وابناه مَحْلُونُ
وَكِلْيُونُ إلى بلاد مُوآبَ في شرقي البحر الميت، وهناك مات أَلِيمَالِكُ، وتزوج ابناه
من امرأتين مؤابيتين، فأخذ مَحْلُونُ رَاعُوث، وأخذ كِلْيُونُ عُرْفَةُ. وأقاموا هناك
نحو عشر سنوات (فى نحو ما بين1322 - 1312 ق.م.). ثم مات الابنان مَحْلُونُ وكِلْيُونُ،
وهكذا ترملت النساء الثلاث.
وسمعت نُعْمِي وهي فى بلاد مؤآب أن الرَّبِّ قد افتقد
شعبه ليعطيهم خبزاً، فشرعت هي وكنتاها في الرجوع إلى أَرْضِ يَهُوذَا، ولكنها قالت
لكنتيها: أذهبا ارجعا كل واحدة إلى بيت أمها . وليصنع الرَّبِّ معكما إحساناًكما
صنعتما بالموتي وبي. وليعطكما الرَّبِّ أن تجدا راحة، كل واحدة فى بيت رجلها «1حَدَثَ فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ أَنَّهُ صَارَ
جُوعٌ فِي الأَرْضِ, فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ
فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ. 2وَاسْمُ
الرَّجُلِ أَلِيمَالِكُ, وَاسْمُ امْرَأَتِهِ نُعْمِي, وَاسْمَا ابْنَيْهِ
مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا. فَأَتُوا
إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكَانُوا هُنَاكَ. 3وَمَاتَ
أَلِيمَالِكُ رَجُلُ نُعْمِي, وَبَقِيَتْ هِيَ وَابْنَاهَا. 4فَأَخَذَا لَهُمَا امْرَأَتَيْنِ
مُوآبِيَّتَيْنِ, اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى رَاعُوثُ.
وَأَقَامَا هُنَاكَ نَحْوَ عَشَرِ سِنِينٍ. 5ثُمَّ
مَاتَا كِلاَهُمَا مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ, فَتُرِكَتِ الْمَرْأَةُ مِنِ ابْنَيْهَا
وَمِنْ رَجُلِهَا. 6فَقَامَتْ هِيَ
وَكَنَّتَاهَا وَرَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ, لأَنَّهَا سَمِعَتْ فِي بِلاَدِ
مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزاً. 7وَخَرَجَتْ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ
فِيهِ وَكَنَّتَاهَا مَعَهَا, وَسِرْنَ فِي الطَّرِيقِ لِلرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ
يَهُوذَا. 8فَقَالَتْ نُعْمِي
لِكَنَّتَيْهَا: «اذْهَبَا ارْجِعَا كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى بَيْتِ أُمِّهَا.
وَلْيَصْنَعِ الرَّبُّ مَعَكُمَا إِحْسَاناً كَمَا صَنَعْتُمَا بِالْمَوْتَى
وَبِي. 9وَلْيُعْطِكُمَا الرَّبُّ أَنْ
تَجِدَا رَاحَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي بَيْتِ رَجُلِهَا». فَقَبَّلَتْهُمَا,
وَرَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ. 10فَقَالَتَا
لَهَا: «إِنَّنَا نَرْجِعُ مَعَكِ إِلَى شَعْبِكِ». 11فَقَالَتْ
نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا بِنْتَيَّ. لِمَاذَا تَذْهَبَانِ مَعِي؟ هَلْ فِي
أَحْشَائِي بَنُونَ بَعْدُ حَتَّى يَكُونُوا لَكُمَا رِجَالاً؟ 12اِرْجِعَا يَا بِنْتَيَّ وَاذْهَبَا لأَنِّي
قَدْ شِخْتُ عَنْ أَنْ أَكُونَ لِرَجُلٍ. وَإِنْ قُلْتُ لِي رَجَاءٌ أَيْضاً
بِأَنِّي أَصِيرُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِرَجُلٍ وَأَلِدُ بَنِينَ أَيْضاً,»(سِفْرُ رَاعُوث1: 1-12).
وألحت عليهما، فرجعت عُرْفَةُ بعد أن قبلت
حماتها. أما رَاعُوث فلصقت بها وأبت أن ترجع، و «16فَقَالَتْ رَاعُوثُ: «لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ
أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْكِ, لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا
بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي. 17حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ.
هَكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِي وَهَكَذَا يَزِيدُ. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ
بَيْنِي وَبَيْنَكِ»(سِفْرُ
رَاعُوث1: 16و17).
ومن هنا نستطيع أن نرى أن نُعْمِي كانت - بلا شك - سيدة فاضلة حكيمة، حتى
إنها كسبت محبة كنتيها، بل وعن طريقها عرفت رَاعُوث إله نُعْمِي، و كما قال لها بُوعَزُ: «12لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ, وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِ
الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ»(سِفْرُ رَاعُوث2: 12).
وعندما جاءت نُعْمِي ورَاعُوث إلى بَيْتِ لَحْمِ، قالت نُعْمِي لأهل بَيْتِ
لَحْمِ: «20فَقَالَتْ لَهُمْ: «لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ,
لأَنَّ الْقَدِيرَ
قَدْ أَمَرَّنِي
جِدّاً. 21إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً
وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً. لِمَاذَا تَدْعُونَنِي «نُعْمِيَ» وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ
كَسَّرَنِي؟»(سِفْرُ
رَاعُوث1: 20و21).
وذهبت رَاعُوث لتلتقط سنابل الشعير من وراء الحصادين،
ورتب الرَّبِّ - في عنايته الإلهية - أن تذهب إلى حقل بُوعَزُ - رجل غني من عشيرة أَلِيمَالِكُ،
ورآها بُوعَزُ، ووجدت نعمة في عينيه، فأكرمها وأوصى بها الحصادين.
ونصحت نُعْمِي كنتها رَاعُوث بأن تقترب من بُوعَزُ لأنه الولى الثاني لهما. وهكذا تطورت
الأمور، وتزوج بُوعَزُ من رَاعُوث المُوآبَية، فولدت له ابناً، فقالت النساء
لنُعْمِي: «13فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا, فَأَعْطَاهَا
الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْناً. 14فَقَالَتِ
النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيّاً
الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ. 15وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ.
لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ, وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ
سَبْعَةِ بَنِينَ». 16فَأَخَذَتْ
نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. 17وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْماً قَائِلاَتٍ:
«قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى
أَبِي دَاوُدَ. 18وَهَذِهِ مَوَالِيدُ
فَارِصَ: فَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ, 19وَحَصْرُونُ
وَلَدَ رَامَ, وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ, 20وَعَمِّينَادَابُ
وَلَدَ نَحْشُونَ, وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ, 21وَسَلْمُونُ
وَلَدَ بُوعَزَ, وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ, 22وَعُوبِيدُ
وَلَدَ يَسَّى, وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ»(سِفْرُ رَاعُوث4: 13-17).
0 التعليقات:
إرسال تعليق