عطية السَّلاَمِ تطلب ترك الخطية
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
فعطية السَّلاَمِ تتطلب ترك
الخطية، وبالتالي تسبقها عقوبة. يوجّه إِرْمِيَا الاتهام قائلاً: «14وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ
قَائِلِينَ: سَلاَمٌ
سَلاَمٌ
وَلاَ سَلاَمَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا6: 14). ويصيح حزقيال: «15فَأُتِمُّ غَضَبِي عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الَّذِينَ
مَلَّطُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ الْحَائِطُ بِمَوْجُودٍ وَلاَ
الَّذِينَ مَلَّطُوهُ! 16(أَيْ أَنْبِيَاءُ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ
يَتَنَبَّأُونَ لأُورُشَلِيمَ وَيَرُونَ لَهَا رُؤَى سَلاَمٍ، وَلاَ سَلاَمَ)
يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبّ!»(سِفْرُ حِزْقِيَال13: 15-16). ولكن عندما وقع السور،
أخذ الذين كانوا يتنبأون بالخراب، يعلنون السَّلاَمِ من جديد، ليقينهم أنه لم يعد
بعد محل للخداع.
يعلن الله للمنفيّين: «11لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ
بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً»(سِفْرُ إِرْمِيَا29: 11)، «9فَتَكُونُ لِيَ اسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ
وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ بِكُلِّ
الْخَيْرِ الَّذِي أَصْنَعُهُ مَعَهُمْ فَيَخَافُونَ وَيَرْتَعِدُونَ مِنْ أَجْلِ
كُلِّ الْخَيْرِ وَمِنْ
أَجْلِ كُلِّ السَّلاَمِ الَّذِي أَصْنَعُهُ لَهَا»(سِفْرُ إِرْمِيَا33: 9).
يبت الله لهم عهد سلام، ويكفّ عنهم الوحش الضاري، مما يكفل لهم أمانة وبركة «25وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، وَأَنْزِعُ
الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ، فَيَسْكُنُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ
مُطْمَئِنِّينَ وَيَنَامُونَ فِي الْوُعُورِ. 26وَأَجْعَلُهُمْ
وَمَا حَوْلَ أَكَمَتِي بَرَكَةً، وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ
فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ. 27وَتُعْطِي
شَجَرَةُ الْحَقْلِ ثَمَرَتَهَا، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَيَكُونُونَ
آمِنِينَ فِي أَرْضِهِمْ، وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ عِنْدَ تَكْسِيرِي
رُبُطَ نِيرِهِمْ، وَإِذَا أَنْقَذْتُهُمْ مِنْ يَدِ الَّذِينَ اسْتَعْبَدُوهُمْ. 28فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ،
وَلاَ يَأْكُلُهُمْ وَحْشُ الأَرْضِ. بَلْ يَسْكُنُونَ آمِنِينَ وَلاَ مُخِيفٌ. 29وَأُقِيمُ لَهُمْ غَرْساً لِصِيتٍ فَلاَ
يَكُونُونَ بَعْدُ مَفْنِيِّي الْجُوعِ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يَحْمِلُونَ بَعْدُ
تَعْيِيرَ الأُمَمِ. 30فَيَعْلَمُونَ
أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُمْ شَعْبِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ
يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»(سِفْرُ حِزْقِيَال34: 25-30). لأنّ الله يقول: «26وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْداً مُؤَبَّداً، وَأُقِرُّهُمْ
وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسَطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال37: 26).
Ø
السَّلاَمِ
الحقيقي:
إن هذا الجدال حول السَّلاَمِ كامن في الرسالة النبوية برمّتها. وإذ
أصبح السَّلاَمِ الحقيقي عنصراً أساسياً من عناصر الكرازة المتعلقة بالأزمنة الأخيرة،
فإنه يتحرر من قيوده الأرضية وشبُهاته الشريرة المزيّفة. وتنتهي عادة تهديدات الأَنْبِيَاءِ بإعلان تجديد وافر:
«20أَخْطُبُكِ
لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ. 21وَيَكُونُ
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ يَقُولُ الرَّبُّ أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ
وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ 22وَالأَرْضُ
تَسْتَجِيبُ الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ
يَزْرَعِيلَ. 23وَأَزْرَعُهَا
لِنَفْسِي فِي الأَرْضِ وَأَرْحَمُ لُورُحَامَةَ وَأَقُولُ لِلُوعَمِّي: أَنْتَ
شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنْتَ إِلَهِي»(سِفْرُ هُوشَعَ2: 20-23)،
«13هَا
أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ
الرَّبُّ: يُدْرِكُ
الْحَارِثُ الْحَاصِدَ وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ وَتَقْطُرُ
الْجِبَالُ عَصِيراً وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ. 14وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُناً
خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا
وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 15وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ
أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ» قَالَ الرَّبُّ إِلَهُكَ»(سِفْرُ عَامُوسَ9: 13-15).
ويحلم إِشَعْيَاءَ «برئيس السَّلاَمِ» «6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً
وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً
إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 6)، «9اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا
بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ
وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. 10وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ
مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ
لِلأُمَمِ وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى
أَقَاصِي الأَرْضِ»(سِفْرُ زَكَريَّا9: 9-10)، الذي سيهب «سلاماً لا
انقضاء له» «6لأَنَّهُ
يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ
وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 6)، ويفتح فردوساً جديداً، لأنه «5وَيَكُونُ
هَذَا سَلاَماً»(سِفْرُ مِيخَا5: 5).
Ø تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ (السَّلاَمِ في عقاب الخطية):
«49يَجْلِبُ الرَّبُّ عَليْكَ أُمَّةً مِنْ بَعِيدٍ مِنْ
أَقْصَاءِ الأَرْضِ كَمَا يَطِيرُ النَّسْرُ أُمَّةً لا تَفْهَمُ لِسَانَهَا»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة28: 49).
«2فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ الْكَلْدَانِيِّينَ
وَغُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ وَغُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ وَغُزَاةَ بَنِي عَمُّونَ
وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي
تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي24: 2).
«9هِيجُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ وَانْكَسِرُوا وَأَصْغِي
يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ. احْتَزِمُوا وَانْكَسِرُوا! احْتَزِمُوا
وَانْكَسِرُوا!»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ8:
9).
«5وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي. وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي. 6عَلَى أُمَّةٍ مُنَافِقَةٍ أُرْسِلُهُ وَعَلَى شَعْبِ
سَخَطِي أُوصِيهِ لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْباً وَيَجْعَلَهُمْ
مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ10: 5و6).
«6اِرْفَعُوا الرَّايَةَ نَحْوَ صِهْيَوْنَ. احْتَمُوا.
لاَ تَقِفُوا. لأَنِّي
آتِي بِشَرٍّ مِنَ الشِّمَالِ وَكَسْرٍ عَظِيمٍ. 7قَدْ صَعِدَ الأَسَدُ مِنْ غَابَتِهِ وَزَحَفَ مُهْلِكُ الأُمَمِ.
خَرَجَ مِنْ
مَكَانِهِ لِيَجْعَلَ أَرْضَكِ خَرَاباً. تُخْرَبُ مُدُنُكِ فَلاَ سَاكِنَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا4: 6-7).
«9هَئَنَذَا أُرْسِلُ فَآخُذُ كُلَّ عَشَائِرِ الشِّمَالِ يَقُولُ
الرَّبُّ وَإِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ عَبْدِي مَلِكِ بَابِلَ وَآتِي بِهِمْ عَلَى
هَذِهِ الأَرْضِ وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِهَا وَعَلَى كُلِّ هَذِهِ الشُّعُوبِ
حَوَالَيْهَا فَأُحَرِّمُهُمْ وَأَجْعَلُهُمْ دَهَشاً وَصَفِيراً وَخِرَباً
أَبَدِيَّةً»(سِفْرُ إِرْمِيَا25:
9).
«9نَادُوا بِهَذَا بَيْنَ الأُمَمِ. قَدِّسُوا حَرْباً.
أَنْهِضُوا
الأَبْطَالَ. لِيَتَقَدَّمْ وَيَصْعَدْ كُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ»(سِفْر يُوئِيل3: 9).
«6فَهَئَنَذَا مُقِيمٌ الْكِلْدَانِيِّينَ الأُمَّةَ الْمُرَّةَ
الْقَاحِمَةَ السَّالِكَةَ فِي رِحَابِ الأَرْضِ لِتَمْلِكَ مَسَاكِنَ لَيْسَتْ
لَهَا»(سِفْرُ حَبَقُّوق1:
6).
«16سَمِعْتُ
فَارْتَعَدَتْ أَحْشَائِي. مِنَ
الصَّوْتِ رَجَفَتْ شَفَتَايَ. دَخَلَ النَّخْرُ فِي عِظَامِي وَارْتَعَدْتُ فِي مَكَانِي
لأَسْتَرِيحَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ عِنْدَ صُعُودِ الشَّعْبِ الَّذِي يَزْحَمُنَا»(سِفْرُ حَبَقُّوق3: 16).
سوف تخضع الطبيعة لإنسان، وتتصالح المملكتان المنفصلتان (يهوذا
وإسرائيل)، وتحيا الأمم في سلام «2وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ
الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتاً فِي رَأْسِ الْجِبَالِ وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ
وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. 3وَتَسِيرُ
شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى
بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ».
لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ.
4فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ
لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ.
لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي
مَا بَعْدُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ2: 2-4)، «1وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ
غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ 2وَيَحِلُّ
عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ
وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ
فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ
أُذُنَيْهِ 4بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ
لِلْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ وَيَضْرِبُ الأَرْضَ
بِقَضِيبِ فَمِهِ وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ
وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ11: 1-5)، «15إِلَى أَنْ يُسْكَبَ عَلَيْنَا رُوحٌ مِنَ الْعَلاَءِ
فَتَصِيرَ الْبَرِّيَّةُ بُسْتَاناً وَيُحْسَبَ الْبُسْتَانُ وَعْراً. 16فَيَسْكُنُ فِي الْبَرِّيَّةِ الْحَقُّ وَالْعَدْلُ
فِي الْبُسْتَانِ يُقِيمُ 17وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَماً وَعَمَلُ الْعَدْلِ
سُكُوناً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ. 18وَيَسْكُنُ شَعْبِي فِي مَسْكَنِ السَّلاَمِ وَفِي مَسَاكِنَ
مُطْمَئِنَّةٍ وَفِي مَحَلاَّتٍ أَمِينَةٍ. 19وَيَنْزِلُ بَرَدٌ بِهُبُوطِ الْوَعْرِ وَإِلَى
الْحَضِيضِ تُوضَعُ الْمَدِينَةُ. 20طُوبَاكُمْ
أَيُّهَا الزَّارِعُونَ عَلَى كُلِّ الْمِيَاهِ الْمُسَرِّحُونَ أَرْجُلَ
الثَّوْرِ وَالْحِمَارِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ32: 15-20)، «25الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعاً وَالأَسَدُ
يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ
يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي» قَالَ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ65: 25). «7يُشْرِقُ (وينبت) فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ
إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور72: 7).
إنّ إنجيل السلام هذا «1قَدِ ارْتَفَعَتِ الْمِقْمَعَةُ عَلَى وَجْهِكِ. احْرُسِ الْحِصْنَ.
رَاقِبِ الطَّرِيقَ.
شَدِّدِ
الْحَقَوَيْنِ. مَكِّنِ الْقُوَّةَ جِدّاً»(سِفْرُ نَاحُوم2: 1)، أي الخلاص من سبي بابل «7مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ
الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ لْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ
الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ52: 7)، «12لأَنَّكُمْ
بِفَرَحٍ تَخْرُجُونَ وَبِسَلاَمٍ تُحْضَرُونَ. الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّماً
وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي. 13عِوَضاً عَنِ الشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ وَعِوَضاً عَنِ
الْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ. وَيَكُونُ لِلرَّبِّ اسْماً عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ
تَنْقَطِعُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ55: 12و13)،
يحققه عبد الرب المتألم «1مَنْ صَدَّقَ
خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ
كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ
فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ
وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ
نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا
حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً
مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ
لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا
عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ53: 5)،
سوف يعلن بذبيحته مقدار ثمن السَّلاَمِ. حينئذ يكون «18رَأَيْتُ طُرُقَهُ وَسَأَشْفِيهِ وَأَقُودُهُ وَأَرُدُّ
تَعْزِيَاتٍ لَهُ وَلِنَائِحِيهِ 19خَالِقاً
ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. «سَلاَمٌ
سَلاَمٌ لِلْبَعِيدِ وَلِلْقَرِيبِ» قَالَ الرَّبُّ «وَسَأَشْفِيهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ57: 18و19).
وسيتميز ولاة الشعب بالسَّلاَمِ والعدل «15عِوَضاً عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ
عَابِرٍ بِكِ أَجْعَلُكِ فَخْراً أَبَدِيّاً فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ وَتَرْضَعِينَ
ثُدِيَّ مُلُوكٍ وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ
عَزِيزُ يَعْقُوبَ. 17عِوَضاً
عَنِ النُّحَاسِ آتِي بِالذَّهَبِ وَعِوَضاً عَنِ الْحَدِيدِ آتِي بِالْفِضَّةِ
وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ
وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرّاً»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ60: 15-17).
«9هَلْ
أَنَا أُمْخَضُ وَلاَ أُوَلِّدُ يَقُولُ الرَّبُّ أَوْ أَنَا الْمُوَلِّدُ هَلْ
أُغْلِقُ الرَّحِمَ قَالَ إِلَهُكِ؟ 10افْرَحُوا
مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا. افْرَحُوا
مَعَهَا فَرَحاً يَا جَمِيعَ النَّائِحِينَ عَلَيْهَا 11لِتَرْضَعُوا وَتَشْبَعُوا مِنْ ثَدْيِ
تَعْزِيَاتِهَا. لِتَعْصِرُوا وَتَتَلَذَّذُوا مِنْ دِرَّةِ مَجْدِهَا. 12لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هَئَنَذَا
أُدِيرُ عَلَيْهَا (أورشليم) سَلاَماً كَنَهْرٍ وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْلٍ جَارِفٍ فَتَرْضَعُونَ
وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ66: 9-12)، «17هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ:
أَنَا الرَّبُّ
إِلَهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ.
18لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ
سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 18)، «11أَمَّا الآنَ فَلاَ أَكُونُ أَنَا لِبَقِيَّةِ هَذَا
الشَّعْبِ كَمَا فِي الأَيَّامِ الأُولَى: يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ 12بَلْ زَرْعُ السَّلاَمِ. الْكَرْمُ يُعْطِي ثَمَرَهُ وَالأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا
وَالسَّمَاوَاتُ تُعْطِي نَدَاهَا وَأُمَلِّكُ بَقِيَّةَ هَذَا الشَّعْبِ هَذِهِ
كُلَّهَا»(سِفْرُ زَكَريَّا8: 12).
أخيراً، إنّ التأمل في مسألة السَّلاَمِ الحقيقي. فمن جهة يؤكد الإيمان «165سَلاَمَةٌ
جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور119: 165)، ولكن من جهة أخرى يبدو أنّ
الواقع ينفي ذلك «3لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ
إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. 4لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي
مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ. 5لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ لاَ
يُصَابُونَ. 6لِذَلِكَ تَقَلَّدُوا
الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ. 7جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ
الْقَلْبِ. 8يَسْتَهْزِئُونَ
وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْماً. مِنَ الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ. 9جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَلْسِنَتُهُمْ
تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ. 10لِذَلِكَ يَرْجِعُ
شَعْبُهُ إِلَى هُنَا وَكَمِيَاهٍ مُرْوِيَةٍ يُمْتَصُّونَ مِنْهُمْ. 11وَقَالُوا: «كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ؟»
12هُوَذَا هَؤُلاَءِ هُمُ الأَشْرَارُ وَمُسْتَرِيحِينَ إِلَى
الدَّهْرِ يُكْثِرُونَ ثَرْوَةً. 13حَقّاً قَدْ زَكَّيْتُ
قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ. 14وَكُنْتُ مُصَاباً الْيَوْمَ كُلَّهُ وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ
صَبَاحٍ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور73: 3-14)، فتبرز حينئذٍ مشكلة
الجزاء، ولن تجد هذه المشكلة حلّها كاملاً إلا مع الاعتقاد في بقاء الإنسان ما بعد
الموت بقاءً كاملاً وشخصياً أي في كمال الخيرات والاتحاد بواهبها، وهذه هي السعادة
الحقيقية.