أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ د. القس / سامي منير اسكندر

أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ

إعداد

د. القس / سامي منير اسكندر

 يرد هذا الاسم في سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ «²وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 2)، ويذكر في العدد العاشر «أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ»، ويرجع هذا المفهوم إلي النبوات عن المستقبل المجيد لأُورُشَلِيمُ بعد الدينونة «¹اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبِسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ52: 1)، ومع ذلك فإنها في سفر الرؤيا ليست وصفاً لأي مكان علي الأرض، ولكنها تستخدم مجازياً لوصف الحالة النهائية للكنيسة « كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا، امْرَأَةَ الْخَرُوفِ»«²وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا...⁹ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ الْمَمْلُوَّةُ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 2و9)، بعد ظهور السماء الْجَدِيدَةَ والأرض الْجَدِيدَةَ. 

والصورة مأخوذة عن وجهة نظر مزدوجة: فأُورُشَلِيمُ الْجَدِيدَةَ استرداد للفردوس «⁶ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 6)، «¹ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. ²وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا... ¹⁴وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاساً، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاِثْنَيْ عَشَرَ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ22: 1و2و14)، 

كما أنها المثل الأعلي لتحقيق «الثيوقراطية» حكم الله «³وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ...¹²وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَالٍ، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَاباً، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكاً، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. ¹³مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ. ¹⁴وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاساً، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاِثْنَيْ عَشَرَ...²²وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هُوَ وَالْخَرُوفِ هَيْكَلُهَا»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 3و12و14و22)، 

وتشرح لنا وجهة النظر الثانية، معني الصورة الفريدة من أن المدينة «نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ» «²وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا...¹⁰وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 2و10)، مما يدل علي أنها - من ناحية - نتيجة عمل الله الفائق، ومن الناحية الأخري، ذروة المسار التاريخي للفداء. 

وفي مواضع أخري من الإِنْجِيل، حيث وجهة النظر الثيوقراطية أقل بروزاً، تبدو أُورُشَلِيمُ المرموز إليها بأن مركزها في السماء، وليست- كما هنا- نازلة من السماء إلي الأرض «²⁶وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ4: 26)، «¹⁰لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ11: 10)، «²²بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 22).

  

5:15 م